موقعة صفين و الأيام التسعة
حدثت موقعة صفين في العام السابع و الثلاثين من الهجرة، أي ما يقارب السنة بعد موقعة الجملموقعة الجمل الشهيرة.
كلا الجيشين طرفي المعركة كانا من المسلمين و بينهم من كبار الصحابة في كل طرف.
فالجيش الأول و قوامه الأكبر من اهل الكوفة بالعراق و هو جيش سيدنا علي ابن ابي طالب.
بينما الجيش الثاني و هو جيش سيدنا معاوية بن أبي سفيان، من أهل الشام.
كان ذلك.بعد مقتل سيدنا عثمان بن عفان و المطالبة بالثأر له و البيعة لسيدنا علي بن أبي طالب .
و قد حدث أن رفض أهل الشام و على رأسهم سيدنا معاوية بن أبي سفيان إتمام البيعة لسيدنا علي بن أبي طالب.
دارت هذه المعركة في صفين و التي تقع بين حدود الشام و العراق حاليا.
دارت رحى هذه المعركة في شهر صفر و كانت نهايتها في شهر رمضان من نفس السنة.
موقعة صفين – الأيام التسعة
حينما تواجه الجيشان لم يرد أيا من الطرفين المواجهة بكامل عتاد الجيشين.
فحدث ما هو أشبه باتفاق بدون علم على اخراج جزء من كل جيش للحرب، لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا.
فكانت حرب الأيام التسعة.
موقعة صفين – اليوم الأول
خرج الجيش من طرف سيدنا علي و على رأسه الأشتر النخغي.
بينما خرج حبيب بن مسلمة على رأس جيش سيدنا معاوية بن أبي سفيان.
و التقي الجمعان و تقاتلا إلى غروب الشمس قتالا متكافئا.
اليوم الثاني
خرج هاشم بن عتبة بن ابي وقاص بجيش سيدنا علي.
و في مواجهته ابو الاعور السلمي بجيش سيدنا معاوية.
دار القتال و قتل من قتل دون غلبة لأحد.
اليوم الثالث
من جيش سيدنا علي كان على رأسه احد كبار الصحابة و هو سيدنا عمار بن ياسر.
بينما كان سيدنا عمرو بن العاص و هو أيضا احد كبار الصحابة هو قائد جيش سيدنا معاوية.
و ما اختلف اليوم الثالث عن سابقاه.
اليوم الرابع
كان كل جيش على رأسه ابن احد الخلفاء الراشدين.
فكان جيش سيدنا على تحت امرة ابنه محمد بينما جيش سيدنا معاوية بقيادة عبيد الله بن سيدنا عمر بن الخطاب.
و استمر القتال إلى المساء دون غالب.
اليوم الخامس
ها هو عبد الله بن عباس على رأس جيش سيدنا علي و ها هو الوليد بن عقبة على راس جيش سيدنا معاوية، هل تم النصر لأحد؟
لا
اليوم السادس
تولى قيس بن سعد جيش سيدنا علي و تولي شرحبيل بن ذي الكلاع جيش سيدنا معاوية.
و تقاتلا لليوم السادس أيضا دون غالب أو مغلوب.
اليوم السابع
خرج الفريقان بقيادة من قادهما في اليوم الأول.
علم الفريقين في نهاية هذا اليوم أن لا طائل من هذا القتال بهذا الشكل.
فكان القرار هو مواجهة الجيشين بعضهما البعض بكل من فيهما.
اجتهد الفريقان في تلك الليلة بالصلاة و الدعاء راغبا كلا منهما أن يؤتيه الله بالنصر في صباح الغد.
اليوم الثامن
كان قتالا عنيفا بين الفريقين و كثر فيه القتلى، استمر حتى المساء، إلى ان تحاجز الفريقين.
موقعة صفين – اليوم التاسع
كان عبدالله بن بديلعبدالله بن بديل قائد ميمنة جيش سيدنا علي و عبدالله بن عباس قائد ميسرته.
هجم بن بديل على ميسرة جيش سيدنا معاوية و عليه حبيب بن مسلمه.
تقهقر بن مسلمه و من معه إلى قلب الجيش.
فأمر سيدنا معاوية الناس بمساندة بن مسلمه لسد الثغرة و نجحوا في ذلك.
حتي أنهم وصلوا لسيدنا علي و قاتل بنفسه قتالا أبدي فيه بأسا شديدا.
و ما كان من سيدنا على الا ان طلب من الاشتر النخعي ان يتوجه لانقاذ الميمنه و كان لها.
و استطاع جيش سيدنا علي السيطرة علي الموقف و اعادة ترتيب نفسه.
نتائج موقعة صفين
طلب سيدنا معاوية من جنوده رفع المصاحف على أسنة السيوف و الرماح.
اي انهم يطالبون التحكيم بالقرآن الكريم فيما بين الطرفين.
فجاء ما يقرب من العشرين الفا من الجنود و على رأسهم القراء مطالبين سيدنا علي بالتحكيم و الا انسحبوا و انقلبوا عليه.
فهو الآن امام خيارين اما ان يكمل الحرب بدونهم او ان يقبل التحكيم.
فكان الخيار الثاني هو أخف الضررين.
فكان هؤلاء هم الخوارج، و اتفقوا فيما بينهم على قتلهم في رمضان.
أمر سيدنا علي جنوده بالرحيل إلى الكوفة و بالمثل بدأ جيش سيدنا معاوية بالتحرك إلى الشام.
و قتل في تلك الأيام سبعين الفا من المسلمين في الطرفين.
موقعة صفين – التحكيم
احتكموا لعشرة من كل فريق و كان كبير المفاوضين من طرف سيدنا علي ” ابو موسى الاشعري” و من طرف سيدنا معاوية ” عمرو بن العاص”.
فاتفقا فيما بينهما على أن يخلع كل منهما صاحبه.
فخلع ابوموسي عليا و معاوية و خلع بن العاص عليا و معاوية،و قيل بل خلع عليا فقط و الله اعلم.
على أن يكون الأمر فيمن هو غيرهم من الصحابة الذين مات رسول الله صلى الله عليه وسلم و هو راض عنهم.