خباب بن الأرت رضي الله عنه

خباب بن الأرت رضي الله عنه

خباب بن الأرت رضي الله عنه الصحابي المهاجر السابقي التميمي.



احد صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم الذين عانوا مر العذاب بعد اعلانهم إسلامهم.

و هو من المهاجرين في الإسلام، و هاجر مع المقداد بن عمرو إلى يثرب.

و نزل هو و المقداد عند كلثوم بن الهدم رضي الله عنهم جميعا.

آخى النبي بين خباب بن الأرت و جبر بن عتيك رضي الله عنهما.

و قيل بل آخى بينه و بين تميم مولى خراس بن الصمة رضي الله عنهما.

و خباب بن الأرت من السابقين إلى الإسلام و قيل هو السادس و قيل بل العشرين في السابقين للإسلام.

” وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100) ” ( سورة التوبة ) .

و هو ممن أسلموا قبل دخول النبي صلى الله عليه و سلم لدار الأرقم للدعوة منها.

و هو ينتمي لقبيلة تميم التي ترجع لعدنان من ولد سيدنا إسماعيل ابن سيدنا إبراهيم عليهما السلام.

عن خباب بن الأرت رضي الله عنه :

سبي صغيرا، و بيع في مكة و اشترته ام انمار الخزاعية.

و كانت مهنته في الجاهلية هي صنع السيوف.

و كان النبي صلى الله عليه و سلم يألفه و يحب مجالسته.

خباب بن الأرت كان من المستضعفين في مكة:

فقد كان من أوائل المسلمين و كذلك من اوئل المجاهرين بإسلامهم.

لكنه لم يكن من ذوي الحسب و النسب ليجد من يرد عنه أذى المشركين.

فلقي من أصناف العذاب الكثير و الكثير لكن هذا أبدا لم يرده عن دينه و لم يضعف أمام ما لاقاه من عذاب.

اقرأ أيضا  البراق .. دابة رسول الله صلى الله عليه و سلم في رحلة الاسراء و المعراج

و روي انهم كانوا يسلقونه و يضعون النار تحته، ثم يجعلوا رجله عند صدره.

و كانوا يلبسونه الدروع الحديد و يضعونه في الشمس.

قال عنه عامر الشعبي: ” إن خبابًا صبر، ولم يعط الكفار ما سألوا، فجعلوا يلزقون ظهره بالرضف، حتى ذهب لحم متنه “. 

حكايته مع ام انمار الخزاعية :

و كانت هي من اشترته في صباه بعد سبيه.

و حينما سمعت باسلامه رضي الله عنه، كانت تأخذ الحديدة الموقدة و تضعها على رأسه.

فاشتكى خباب إلى النبي صلى الله عليه و سلم فدعا الله بأن ينصره.

فاصيبت بداء في رأسها و أشاروا عليها بأن تكتوي ففعلت، و كان خباب يأتي بالحديد المحمي و يضعه على رأسها.

حكايته مع سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه :

و كان هو من يعلم السيدة فاطمة بنت الخطاب و زوجها سعيد بن زيد رضي الله عنهما القرآن الكريم.

فلما اتاهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه سائلا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له الخباب بن الأرت :

” يا عمر اني لارجو أن يكون الله قد خصك بدعوة نبيه ، فإني سمعته بالأمس يقولاللهم أيد الإسلام بأحب الرجلين إليك، أبي الحكم بن هشام، وعمر بن الخطاب”

فسأله عمر عن مكانه و اجابه بأن عند الصفا في دار الأرقم بن أبي الأرقم. 

و كانت نصرة كبيرة للإسلام و للمسلمين بأن يدخل الفاروق عمر بن الخطاب في الإسلام.

و رواية أخرى ، سأله سيدنا  عمر بن الخطاب رضي الله عنه يومًا عما لقى من المشركين.

قال خباب: يا أمير المؤمنين، انظر إلى ظهري، فنظر عمر، فقال: ما رأيت كاليوم.

قال خباب: لقد أوقدت لي نار، وسحبت عليها فما أطفأها إلا ودك ظهري (أي دهن الظهر).

اقرأ أيضا  ثماني آيات لأمة محمد هي خير مما تطلع عليه الشمس وتغرب

حكايته مع العاص بن وائل :

و كان العاص قد طلب منه أن يصنع له سيفا فصنعه، و حينما أعطاه إياه و طلب منه ثمنه، رد عليه العاص قائلا :

” لا أعطيك حتى تكفر بمحمد” 

و رد عليه الخباب قائلا :

” لا أكفر بمحمد حتى تموت ثم تبعث “

قال العاص:

” إذا بعثت، كان لي مال، فسوف أقضيك “

فروى الخباب ما دار بينه و بين العاص على النبي صلى الله عليه و سلم، و في ذلك نزل قرآن :

” أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا (77)

أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَٰنِ عَهْدًا (78كَلَّا ۚ سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا (79)

وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا (80)وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا (81)

كَلَّا ۚ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا (82) ” ( سورة مريم )

و من رواياته مع النبي صلى الله عليه و سلم :



عن عبد الله بن خباب بن الأَرَتّ عن أبيه -وكان قد شهد بدرًا مع رسول الله : أنه راقب رسول الله الليلة كلها حتى كان مع الفجر.
فلما سلم رسول الله من صلاته، جاءه خباب فقال:
يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، لقد صليت الليلة صلاة ما رأيتك صليت نحوها.
فقال رسول الله :
“أجل، إنها صلاة رغب ورهب، سألت ربي فيها ثلاث خصال، فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة، سألت ربي أن لا يهلكنا بما أهلك به الأمم قبلنا فأعطانيها، وسألت ربي أن لا يظهر علينا عدوًّا من غيرنا فأعطانيها، وسألت ربي أن لا يلبسنا شيعًا فمنعنيها”.

وفاة خباب بن الأرت رضي الله عنه :

توفي رضي الله عنه في عام ٣٧ من الهجرة النبوية و عمره ٧٣ عاما.

اقرأ أيضا  قصة أصحاب الأخدود

و كان حضر الخلافة الراشدة للخلفاء الأربعة سيدنا ابو بكر الصديق، و سيدنا عمر بن الخطاب و سيدنا عثمان بن عفان و سيدنا علي بن أبي طالب.

كان ذلك في عهد خليفة رسول الله سيدنا علي بن أبي طالب.

و كان ذلك بالكوفة و هو أول من دفن بظهرها.

و حينما ألم به مرض الموت جاءه من يزورونه و قالوا له  :

” أبشر يا أبا عبد الله، فإنك ملاق إخوانك غدا ”

فأجابهم وهو يبكي: ” أما إنه ليس بي جزع، ولكنكم ذكرتموني أقواماً، وإخواناً مضوا بأجورهم كلها لم ينالوا من الدنيا شيئا، وإنا بقينا بعدهم حتى نلنا من الدنيا ما لم نجد له موضعاً إلا التراب

ثم أشار إلى داره ثم أشار إلى حيث يضع ماله وقال:

” والله ما شددت عليها من خيط، ولا منعتها عن سائل”

التفت بعدها إلى كفنه الذي كان قد أعده لنفسه وقال : ” انظروا هذا كفني، لكن حمزة عم رسول الله لم يوجد له كفن يوم استشهد إلا بردة ملحاء، إذا جعلت على رأسه قلصت عن قدميه، وإذا جعلت على قدميه قلصت عن رأسه” .



مات الصحابي الجليل بعد ما كان قد شهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

صلى عليه سيدنا علي بن أبي طالب و نعاه قائلا :

” رحم الله خبّابًا أسلم راغبًا، وهاجر طائعًا، وعاش مجاهدًا، وابتلي في جسمه أحوالاً، ولن يضيع الله أجره “

رحم الله الصحابي الجليل خباب بن الأرت رحمة واسعة.

اللهم صلى على سيدنا محمد و على آله و صحبه و أجمعين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *