الحجر الأسود .. حجر من الجنة.

الحجر الأسود .. حجر من الجنة.

استكمالا لحديثنا عن الكعبة المشرفة، نتناول الحديث عن أطهر حجر على الأرض الا و هو الحجر الأسود .



و من الشرف أيضا ان الحجر الأسود أتى به سيدنا جبريل من السماء إلى الأرض.

و أعطاه إلى أبينا ابراهيم عليه السلام وقت ان شرع في بناء الكعبة المشرفة مع سيدنا إسماعيل عليه السلام.

أين يقع الحجر الأسود :

يوجد الحجر الأسود في الركن الجنوبي الشرقي لبناء الكعبة المشرفة.

و قال عنه النبي صلى الله عليه و سلم ان الحجر الأسود من الجنة.

وصف الحجر الأسود :

الحجر الأسود ذو شكل بيضاوي و قطره حوالي ٣٠ سنتيمتر.

يعلو عن الأرض حوالي متر و نصف.

ليس بالاسود تام السواد و لكنه اسود يميل إلى الحمرة.

و عن ابن عباس رضي الله عنه انه نزل ابيض من الثلج.

و هناك قول بأن السواد في ظاهره فقط.

و وصفه بن خزاعة بعد حادثة القرامطة و استرجاعه قائلا:

” تأملت الحجر الأسود و هو مقلوع فإذا السواد في رأسه فقط و سائره أبيض و طوله ذراع”.



وعن عبد الله بن عمرو قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة طمس الله نورهما ولو لم يطمس نورهما لاضأتا ما بين المشرق والمغرب.

أول من طوقه بالفضة كان عبدالله بن الزبير و كانت سنة لمن بعده.

و في عهد الملك سعود بن عبدالعزيز تم وضع طوقا جديدا من الفضة.

كما تم ترميمه في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز.

و تم أيضا تشكيل الحجر عدة مرات في عدة مناسبات.

و الحجر في الأصل مكون من عدة قطع تم لصقها سويا بواسطة مسامير.

اقرأ أيضا  الكعبة المشرفة..المسجد الحرام..بيت الله الحرام..درة مكة المكرمة،من بناها وهل هدمت؟وهل ستهدم آخر الزمان؟

كما تم قياسه عدة مرات كما حدث على يد علي بك الكبير و محمد علي باشا.

و قال عنه الخطاط محمد ماهر الكردي:

” الذي يظهر من الحجر الأسود الآن في زماننا – منتصف القرن الرابع عشر الهجري – ونستلمه ونقبله ثماني قطع صغار مختلفة الحجم، أكبرها بقدر التمرة الواحدة، كانت قد تساقطت منه حين الاعتداءات عليه من قبل بعض الجهال والمعتدين في الأزمان السابقة. وقد كان عدد القطع الظاهرة منه خمس عشر قطعة، وذلك منذ خمسين سنة، أي أوائل القرن الرابع عشر للهجرة، ثم نقصت هذه القطع بسبب الإصلاحات التي حدثت في إطار الحجر الأسود، فما صغر ورق عجن بالشمع والمسك والعنبر، ووضع أيضا على الحجر الكريم نفسه “.

من فضائل و تشريف الحجر الأسود :

لما قامت قريش بإعادة بناء الكعبة المشرفة احتاروا فيما بينهم بمن سيكون له شرف وضع الحجر الأسود.

فاحتكموا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم و كان ذلك قبل البعثة.

فأمرهم سيدنا محمد بأن يأتوا بثوب و يمسك كل منهم بطرف الرداء ثم وضع الحجر بيده في وسط الرداء.

و من ثم تم نقل الحجر بمشاركة كل الأطراف ثم وضعه رسول الله صلى الله عليه و سلم بيديه الشريفتين في موضعه.

كما قال النبي صلى الله عليه و سلم ان الحجر الأسود من الجنة.

كما قيل أيضا ان سيدنا عمر بن الخطاب قال عن تقبيل الحجر الأسود بأنه لولا انه قد رأي رسول الله صلى الله عليه و سلم قد فعل ذلك ما كان فعله قط.

و فسر البعض قول سيدنا عمر كان خشية منه لتقديس الاحجار و الاصنام خاصة و ان قريش كانت حديثة عهد بجاهلية.

اقرأ أيضا  خير متاع الدنيا..... المرأة الصالحة..... البيت الواسع.....

و عن النبي صلى الله عليه و سلم انه قال :

” إن مسح الحجر الأسود والركن اليماني يحطان الخطايا حطاً”.

حادثة القرامطة :

و فيها ان قام ابو طاهر القرمطي ملك البحرين زعيم القرامطة اغار على مكة في وقت إحرام تحديدا يوم التروية.

و اقتلع الحجر الأسود من مكانه، و قيل انه أرسله لما هي مدينة القطيف الان.

و قتل من حجاج بيت الله الحرام قتلا عظيما، كما حاول أيضا سرقة مقام ابراهيم و لكن استطاع السدنة اخفاءه.

و قيل وصل القتل إلى ما يقرب من الثلاثين ألفا.

كما قام بقتل الكثيرين من اهل القطيف أيضا ذلك بعد أن أمرهم بوضع الحجر في بيت و ان يحجوا اليه و لكنهم رفضوا.

و أخذه القرمطي معه و ظل الحجر هناك قرابة اثنين و عشرين عاما.

و لم يشفع ما فعله له أمير مكة و بذله كل ما يملك من أجل استرجاع الحجر الأسود عند القرامطة فقتلوه و قتلوا اهل بيته.

و تم إعادة الحجر مرة أخرى عاد ٣٣٩ هجرية بيد القرامطة أيضا دون معارك او حروب إنما طواعية.

حوادث مماثلة :

كثيرا ما كان الحجر الأسود مطمعا على مر العصور لاصحاب العقول و القلوب الضعيفة.

و منهم مثلا الحاكم العبيدي بمصر الذي ارسل عشرة من الفرسان ليحاولوا سرقة الحجر الأسود و لكن تم السيطرة عليهم و قتلهم.

كان ذلك عام ٤١٣ هجرية.

كما حاول رجلا عراقيا تارة أخرى و لكن عام ٩٩٠ هجرية.

و صدقة حدث ذلك في وجود الأمير ناصر جاوش الذي وثب عليه و قتله.

و حديثا في عام ١٣٥١ هجرية حاول رجلا افغانيا اقتلاعه و اقتلع فعلا قطعة منه كما اقتطع جزءا من ستار الكعبة.

اقرأ أيضا  خباب بن الأرت رضي الله عنه

كذلك قطعة من فضة من مدرج الكعبة ما بين بئر زمزم و بئر بني شيبة.



لكن تم القبض عليه و عوقب بالإعدام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *