حجر اسماعيل .. الحجر .. الحطيم ……
يقع حجر اسماعيل قي الجهة الشمالية من بناء الكعبة.
و حجر اسماعيل بني على شكل نصف دائرة.
و هو في الأصل جزء من بناء الكعبة المشرفة و لكن لم تجد قريش من المال الحلال ما يمكنها من إعادة بناء هذا الجزء.
فما كان منهم إلا أن اخرحوه من البيت و احاطوا ذلك الجزء بسياج ليعلم الناس أن هذا الجزء من البيت في الأصل.
و في ذلك قول القاضي عياض:
” حجر الكعبة وهو ما تركت قريش من بنائها على أسس إبراهيم صلى الله عليه وسلم، وحجرت على المواضع ليعلم أنه من الكعبة، فسمي حجرًا لكن فيه زيادة على ما فيه من البيت، حده في الحديث بنحو من سبعة أذرع” .
و يطلق على حجر اسماعيل أيضا ” الحطيم” اي انه جزءا محطوما من البيت اي مكسورا منه.
و في ذلك قال الجوهري : «حجر الكعبة، وهو ما حواه الحطيم المدار بالبيت جانب الشمال. وكل ما حجرته من حائط فهو حجر».
حجر اسماعيلأين يقع حجر اسماعيل :
يقع حجر اسماعيل بين الركنين الشامي و العراقي.
و لكل ركن منهما ممر يوصل اليه.
و عن السيدة عائشة رضي الله عنها، ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لها حين أرادت ان تصلي داخل الكعبة قال لها :
” صلي في الحجر اذا اردت دخول البيت فإنما هي قطعة من البيت”.
وقال ابن حبيب: ” هو ما بين الركن الأسود إلى الباب إلى المقام”.
و قال الإمام مالك هو ما بين الباب إلى المقام.
و قال ابن جريج عنه ما بين الركن و المقام و زمزم و الحجر.
ما هو اصل حجر اسماعيل؟
في الأصل ان سيدنا إبراهيم عليه السلام حينما بنى الكعبة المشرفة مع ابنه اسماعيل عليه السلام، جعل بجنبها الشمالي ركنا تأوى اليه غنم اسماعيل.
كما جعل عليه عريشا من أراك.
و حينما أرادت قريش بناء بيت الله الحرام من جديد لم تجد من النفقة الحلال ما يكفي.
فأشار عليهم أبو وهب بن عمرو بن عائذ خال والد النبي صلى الله عليه و سلم قائلا :
” يا معشر قريش لا تدخلوا في بنيانها من كسبكم إلا طيبًا، لا يدخل فيها مهر بغي، ولا بيع ربا، ولا مظلمة أحد من الناس” .
فاقتطعوا جزءا من شمال الكعبة حيث يوجد الميزاب.
كان هذا الجزء حوالي سبعة أزرع و من ثم ضموها إلى حجر اسماعيل.
و حينما سألت السيدة عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه و سلم لم لا يعيد بناءها؟ و يدخل هذا الجزء إلى الكعبة؟
أخبرها عليه افضل الصلاة والسلام بأنه يخشى من قومها فهم حديث عهد بجاهلية.
و روي عن حجر اسماعيل أيضا :
انه في زمن سيدنا عبدالله بن الزبير، قام بهدم الكعبة و بناها من جديد.
و ادخل في البناء الجديد الجزء المقتطع منه بما فيه حجر اسماعيل.
و حينما قتل سيدنا عبدالله بن الزبير و استقرت الأمور للحجاج بن يوسف الثقفي بعث إلى الخليفة عبدالملك بن مروان و اخبره بما كان من عبدالله.
فأمره الخليفة بهدمها و إعادة بناءها على ما كانت عليه في عهد نبي الله محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم.
ففعل الحجاج بن يوسف ما أمر به.
و في عهد الخليفة المهدي الخليفة العباسي أراد أن يفعل بها ما فعله عبدالله بن الزبير من قبل.
فاستشار في ذلك الإمام مالك بن انس، و الذي بدوره أشار عليه بألا يفعل ذلك خشية ان يتخذها الخلفاء لعبة فيما بعد.
من فضائل و أحكام حجر اسماعيل :
يستحب الصلاة في الحجر أسوة برسول الله عليه افضل الصلاة والسلام.
فقد فعلها رسول الله صلى الله عليه و سلم و صلى في الحجر بعد فتح مكة.
إلى جانب الرواية التي ذكرناها سابقا حينما أخبر عائشة رضي الله عنها ” صلي في الحجر فإنه من البيت”.
و لكن لا يجوز الطواف من داخل الحجر و ذلك لكونه جزءا من البيت.
اما ركعتا الطواف فيفضل صلاتهما خلف مقام ابراهيم او اي موضع في الحرم بما فيه الحجر.
و يستثنى من ذلك الامام مالك فقد كره ذلك الفعل.
اما عن صلاة الفريضة فلا يجوز صلاتها داخل الكعبة او على سطحها و الاغلب في الحجر أيضا.
و يستثنى من ذلك الامام الشافعي و الإمام ابو حنيفة فقد أجازا ذلك.
و عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه انه قال ان قبلة النبي صلى الله عليه و سلم تحت الميزاب، أو أن قبلة ابراهيم تحت الميزاب و بذلك يقصد الحجر.
و عن ابن عباس رضي الله عنه انه قال ” صلوا في مصلى الأخيار، واشربوا من شراب الأبرار”.
اما عن مصلى الاخيار فهو تحت الميزاب و اما عن شراب الأبرار فهو ماء زمزم.
و ختاما اللهم ارزقنا زيارة بيتك الحرام.
اترك تعليقاً