قصة أصحاب الأخدود

قصة أصحاب الأخدود …..



قصة أصحاب الأخدود ، أحد القصص التي رويت في القرآن الكريم، تحديدا في سورة البروج:

” وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (1)وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (2) وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (3) قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4)

النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ(5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6)وَهُمْ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7)

وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ(8) ”

قصة أصحاب الأخدود

قصة أصحاب الأخدود في السيرة النبوية :

الحديث رواه مسلم وأحمد والترمذي والنسائي – رحمهم الله.

عن صُهيب – رضي الله عنه – أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:

” كان مَلك فيمَن كان قبلكم، وكان له ساحر، فلمَّا كبِر، قال للملك: إني قد كَبِرتُ، فابْعَث إليّ غلامًا أُعَلِّمه السِّحر.

فبَعث إليه غلامًا يُعلِّمه، فكان في طريقه إذا سلَك راهبٌ، فقعَد إليه وسَمِع كلامه، فأعْجَبه.

فكان إذا أتى الساحر مرَّ بالراهب، وقعَد إليه، فإذا أتى الساحر ضرَبه، فشكى ذلك إلى الراهب.

فقال:

إذا خَشِيتَ الساحر، فقل: حبَسَني أهلي، وإذا خَشِيت أهلك، فقل: حَبَسني الساحر، فبينما هو كذلك إذ أتى على دابَّة عظيمة قد حَبَست الناس.

فقال: اليوم أعلم: الساحر أفضل أم الراهب أفضل؟ فأخَذ حجرًا، فقال: اللهم إن كان أمرُ الراهب أحبَّ إليك من أمر الساحر، فاقْتُل هذه الدابَّةَ؛ حتى يَمضي الناس، فرماها فقَتَلها، ومضى الناس

فأتى الراهب فأخبره.

فقال له الراهب:

أيْ بُنَي، أنت اليوم أفضل مني، قد بلغَ من أمرك ما أرى، وإنك ستُبتلى، فإن ابتُليتَ فلا تدلَّ علي.

و كان الغلام يُبْرِئ الأَكْمه والأبرص، ويداوي الناس من سائر الأدواء، فسَمِع جليسٌ للملك كان قد عَمِي، فأتاه بهدايا كثيرة.

فقال:

ما ها هنا لك أجمعُ، إن أنت شَفيتني، فقال: إني لا أشفي أحدًا؛ إنما يَشفي الله – سبحانه وتعالى – فإن آمنتَ بالله – سبحانه وتعالى – دعوتُ الله فشَفاك، فآمَن بالله – سبحانه وتعالى – فشفاه الله.

اقرأ أيضا  قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام.. أبو الأنبياء، لمحات من حياته ولماذا يجب أن تحبه

فأتى الملك فجلَس إليه كما كان يَجلس، فقال له الملك: مَن ردَّ عليك بصرَك؟ قال: ربي، قال: أوَلك ربٌّ غيري؟

قال: ربي وربُّك الله، فأخَذه فلم يَزَل يُعَذِّبه حتى دلَّ على الغلام، فجِيء بالغلام.

فقال له الملك: أيْ بُني، قد بلَغ مِن سحرك ما تُبرئ الأكمه والأبرص، وتفعل ما تفعل؟ قال: إني لا أشفي أحدًا؛ إنما يشفي الله – سبحانه وتعالى – فأخَذه فلم يَزَل يُعذِّبه؛ حتى دلَّ على الراهب.

قصة أصحاب الأخدود – بعد أن اكتشف أمرهم! 

فجِيء بالراهب، فقيل له: ارجع عن دينك، فأبى، فدعا بالمِنشار فوُضِع في مَفْرِق رأسه، فشقَّه حتى وقَع شِقَّاه.

ثم جِيء بجليس الملك، فقيل له: ارجِع عن دينك، فأبى، فوُضِع المِنشار في مَفْرِق رأسه، فشَقَّه حتى وقَع شِقَّاه، ثم جِيء بالغلا.

فقيل له: ارجِع عن دينك، فأبى، فدفَعه إلى نفرٍ من أصحابه، فقال: اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا، فاصْعَدوا به الجبل، فإذا بَلَغْتُم ذِروته، فإن رجَع عن دينه وإلاَّ فاطْرَحوه.

فذَهَبوا به فصَعِدوا به الجبل، فقال: اللهم اكْفِنيهم بما شِئْت، فرَجَف بهم الجبل، فسقطوا.

وجاء يمشي إلى الملك، فقال له الملك: ما فعَل أصحابُك؟ فقال: كفانِيهم الله – سبحانه وتعالى –

فدفَعه إلى نفرٍ من أصحابه، فقال: اذهبوا به فاحْمِلوه في قُرقُور، فتوسَّطوا به البحر، فإن رجَع عن دينه، وإلاَّ فاقْذفوه.

فذهبوا به، فقال: اللهم اكْفِنيهم بما شِئْتَ، فانْكَفَأت بهم السفينة، فغَرِقوا.

وجاء يمشي إلى الملك، فقال له الملك: ما فعَل أصحابك؟ فقال: كفانيهم الله – سبحانه وتعالى –

فقال للملك: إنك لستَ بقاتلي؛ حتى تفعل ما آمُرُك به، فقال: ما هو؟ قال: تَجمع الناس في صعيد واحد، وتَصلبني على جذعٍ، ثم خُذ سهمًا من كِنانتي، ثم ضَعِ السهم في كبدِ القوس، وقل: بسم الله ربِّ الغلام، ثم ارْمِني، فإنك إن فعَلت ذلك، قتلتني.

اقرأ أيضا  خير متاع الدنيا….. المرأة الصالحة….. البيت الواسع…..

فجمَع الناس في صعيد واحدٍ وصَلَبه على جِذْعٍ، ثم أخَذ سهمًا من كِنانته، ثم وضَع السهم في كبد القوس.

ثم قال: بسم الله ربِّ الغلام، ثم رماه، فوقَع السهم في صُدغه، فوضَع يده في موضع السهم، فمات.

فقال الناس: آمنَّا بربِّ الغلام ثلاثًا، فأُتِيَ الملك، فقيل له: أرأيتَ ما كنت تَحذر؟ قد والله وقَع بكَ حَذَرُك؛ قد آمَن الناس.

فأمَر بالأخاديد في أفواه السِّكك، فَخُدَّت، وأُضْرِم (فيها) النيران، وقال: مَن لَم يرجع عن دينه، فأقْحِموه فيها، أو قيل له: اقْتَحِم، ففعلوا.

حتى جاءت امرأة معها صبيٌّ لها، فتَقاعَست أن تقعَ فيها، فقال لها الغلام: يا أُمَّه، اصبرِي؛ فإنَّك على الحق “

قصة أصحاب الأخدود :

و يقال ان هذه القصة وقعت قبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه و سلم بأربعين سنة.

و كانت في نجران، و كان الملك صاحب تلك الواقعة هو” يوسف بن شراحيل بن تبع الحميري “.

و وقعت في نصارى نجران من اهل اليمن، و كان يوسف هذا أمعن في التعذيب للنصارى حتى يردهم عن دينهم.

فقام الملك بحفر الأخاديد و إضرام النيران فيها.

و أخذوا يلقوا بمن آمن في تلك النار، فإذا جاءوا بالرجل سألوه أولا أن يرجع عن دينه فيرفض فيقذف به في النار.

و كانوا يقفوا هم حول الأخدود و هم يشاهدون ال معذبين و شهود عليهم.

و يقسم الله في أول سورة البروج بالسماء و ما فيها من كواكب و شمس و قمر و يقسم أيضا بيوم القيامة أن لا محال من هلاك و عذاب هؤلاء الذين ظلوا يشاهدون أصحاب الأخدود و هم يعذبون في النار.

و كانت نقمتهم لهم أنهم قوم آمنوا بالله عز و جل.

اقرأ أيضا  الكبائر ،،،،، ما هي، و ماذا قال عنها سيدنا جعفر الصادق؟

فتوعدهم الله بالعذاب.

و هذه القصة من القصص الجميلة في القرآن الكريم، و يظهر فيها تمسك المؤمنين بإيمانهم و هلاك الكافر لا محالة.

و أيضا ذكرها في السنة النبوية المشرفة جاء ممتعا مفصلا للغاية.

بما فيه من أحداث و أن يضع الله سبحانه و تعالى الراهب في طريق الغلام.

و في كل مرة ينجو فيها الغلام من بطش الملك.

ثم يكون موته بعد أن يدل الملك على الطريقة، حتى يؤمن اكبر قدر ممكن من الناس، و قد كان.



هذا إلى جانب موقف الرضيع الذي تحدث لأمه مطمئنا اياها.

” نحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3)” ( سورة يوسف) صدق الله العظيم 


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *