جليبيب .. رضي الله عنه.

جليبيب ، احد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.


له في السيرة روايتان إحداهما في زواجه و الأخرى في مماته.

و كان جليبيب رجلا فقيرا لا عمل ثابت له و لا منزل.

و لم يذكر له نسب مثله مثل عدد ليس قليل من صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم.

زواج جليبيب رضي الله عنه :

كان جليبيب كما قلنا سابقا رجلا فقيرا و أراد النبي صلى الله عليه و سلم أن يزوجه.

و دار حديثا بينه و بين النبي صلى الله عليه و سلم في هذا الشأن.

و تكرر سؤال النبي صلى الله عليه و سلم له ” يا جليبيب ألا تتزوج؟ ”

و في كل مرة يرد نفس الرد ” و من يزوجني يا رسول الله، لا مال و لا جمال” .

و كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتحين الفرصة ليزوجه.

و كان من عادة القوم في ذلك الزمان إن أيم لهم امرأة لا يزوجوها حتى يسألوا رسول الله صلى الله عليه و سلم.

و ذات يوم إذا برجل من الأنصار يذهب للنبي صلى الله عليه وسلم، و كان قد مات زوج ابنته، ليسأله إن كان له فيها حاجة.

فقال له النبي صلى الله عليه و سلم” زوجني ابنتك”.

قال: نعم وكرامة يا رسول الله ونعمة عين.

فقال: “إني لست أريدها لنفسي”. قال: فلمن يا رسول الله؟

قال: “لجليبيب”. فقال: يا رسول الله، أشاور أمها.

فأتى أمها فقال: رسول الله يخطب ابنتك. فقالت: نعم ونعمة عين.

فقال: إنه ليس يخطبها لنفسه، إنما يخطبها لجليبيب. فقالت: أجليبيب إنيه أجليبيب إنيه؟، ألا لعمر الله لا نزوجه و قد منعناها فلان و فلان.

اقرأ أيضا  معجزات الرسول..معجزات النبي..معجزات سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تعرف عليها

فسمعت ابنتهم ذلك الحوار فقالت لهما :

من خطبني إليكم؟ فأخبرتها أمها.

قالت: أتردون على رسول الله أمره؟ ادفعوني إليه؛ فإنه لن يضيعني.

فانطلق الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال: شأنك بها، فزوجها جليبيبًا.

فما كان من النبي الا ان دعا لهما قائلا :

” اللهم اصبب عليها الخير صبًّا، ولا تجعل عيشها كدًّا “.

فلما مات عنها جليبيب فتح الله عليها و أكرمها خير كرم.

وفاة جليبيب رضي الله عنه:



بعد زواجه بعدة ايام خرج الرجل مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في إحدى الغزوات.

و لما انتهت سأل النبي صلى الله عليه و سلم أصحابه :” هل تفقدون من أحد “.

فقالوا نفتقد فلان و فلان.

فرد النبي صلى الله عليه و سلم عليهم بأنه يفتقد جليبيب، فخرجوا للبحث عنه.

فوجدوه مقتولا و حوله سبعة من المشركين قد قتلهم قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة.

فقال النبي صلى الله عليه و سلم :

” قتل سبعة وقتلوه، هذا مني وأنا منه “.

و أسند رسول الله صلى الله عليه و سلم رأس جليبيب الشهيد رضي الله عنه على ساعده ما يسندها شيئا غيره،

حتى حفر له الصحابة و دفن.

رحم الله الصحابي الجليل و رضى عنه.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *