ذو القرنين .. من هو ؟ و هل كان حقا نبيا ؟ كيف نصره الله على يأجوج و مأجوج ؟

ذو القرنين .. من هو ؟ و هل كان حقا نبيا ؟ كيف نصره الله على يأجوج و مأجوج ؟

ذو القرنين .. هو رجل لما سئل النبي صلى الله عليه و سلم عنه و قيل هل كان نبيا أم لا؟

قال : لا أدري هل كان نبيا أم ليس نبيا؟

هو رجل له من الأخبار في كتب الأولين، في كتب أهل الكتاب له جمع كبير من الأخبار، جعلت قريشا تسأل النبي صلى الله عليه و سلم عنه.

هذا الرجل طاف في الأرض كلها، و هذا الرجل هو مثال على الملك الصالح الذي آتاه الله سبحانه و تعالى ملكا فسخره في الدعوة إلى الله تعالى و تعبيد الناس في هذا الدين.

كتاب ربنا جل و علا حكى لنا قصة هذا الرجل.

فماذا قال عن ذي القرنين ؟ 

في سورة الكهف :

وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ ۖ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا (83) إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84) فَأَتْبَعَ سَبَبًا (85)

حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا ۗ قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (86)

قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا (87)

وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَىٰ ۖ وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا (88) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (89)

حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَىٰ قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا (90) كَذَٰلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا (91) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (92)

حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93)

قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94)

قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95)

آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96)

فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97) قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي ۖ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98)

لماذا سمي ذي القرنين؟

و ما معنى قول الله عز و جل حتى إذا بلغ مطلع الشمس؟

و ما معنى قوله تعالى وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا؟

ما معنى هذا؟ و لماذا ذكر الله سبحانه وتعالى ألسنتهم و لغتهم؟ ما هو السر في ذلك؟

و لماذا حكى الله سبحانه و تعالى طرفا من قصته؟



الأمم السابقة كان لهم من العجب و من القصص الشيء الكثير.

فلماذا اختار الله جل وعلا قصة ذو القرنين ليذكرها علينا أمة محمد صلى الله عليه و سلم في القرآن.

كان النبي صلى الله عليه و سلم يعجبه أن يحدث أصحابه بأخبار الأولين، و لذلك قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه و سلم:

” لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111)” ( سورة يوسف)

كما قال تعالى في سورة الأعراف :

فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176)

و في سورة هود :

وَكُلًّا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ۚ وَجَاءَكَ فِي هَٰذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ (120)

كيف كانت بدايته؟ 

هذا الرجل كانت بدايته أن قريشا كانت تبحث عن أي طريقة لاجل حرب النبي صلى الله عليه و سلم.

فكانت تارة تتهمه أنه كذاب، و تارة كاهن و ساحر، حتى اجتمع بعضهم و قالوا تعالوا نسأل عنه اهل الكتاب السابقين.

فاجتمع جمع منهم و ذهبوا إلى المدينة و جاءوا و اجتمعوا مع جمعا من اليهود ممن عندهم من الكتب السابقة.

اقرأ أيضا  الركن اليماني .. ما هو ؟ و لماذا سمي بهذا الاسم؟ و ما هي قيمته؟

فجاء هؤلاء اليهود و قالوا لهم إذا أردتم أن تتبينوا إن كان نبيا أم لا فاسألوه أسئلة لا يعرفها إلا الأنبياء.

و قالوا لهم : سلوه عن فتية خرجوا في الصدر الأول ما خبرهم ( يعنون أصحاب الكهف).

و سلوه عن رجل طاف الأرض شمالا و جنوبا ،ما خبره؟

و سلوه عن الروح، ما الروح؟

فرجعوا إلى مكة و ذهبوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم.

فقالوا له إن أردت أن نصدق انك نبي، فأجبنا عن تلك الأسئلة.

فقال لهم النبي : أئتوني من غد و أعطيكم الجواب.

و لم يقل إن شاء الله، و كان ذلك من شدة فرحه و تحمسه، فهو يرى أن ما يمنعهم عن الدخول في الإسلام الا هذه الأسئلة الثلاث.

فلما جاءوه من الغد قالوا له خبرنا عن إجابة الأسئلة الثلاثة، قال : ما أوحي إلى شيء، آتوني من غد.

و حدث في اليوم الذي بعده مثله.

و ظل على ذلك الحال شهرا كاملا، حتى قالت قريش ان هذا الرجل يكذب عليكم و كذا و كذا….

نزول سورة الكهف :

حتى أنزل الله جل و علا سورة الكهف :

أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا (9)

و ذكر الله قصتهم.

و قال الله تعالى عن الروح في سورة الإسراء :

” وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85)”.

ثم ذكر الله و تعالى قصة ذي القرنين.

ذو القرنين ملك من الملوك و قد يكون نبيا، فجمع بين الملك و النبوة كما جمع بينهما سليمان عليه السلام.

لبث ذو القرنين في مدة رحلته خمسمائة عام، كما قال بن عباس رضي الله عنهما.

قد يتعجب الناس، فيقولون كم كان عمره؟

إن الأمم السابقة كانوا في أجسادهم، كانوا أطول منا أجساما و أطول منا أعمارا.

يقول الله صلى الله عليه و سلم : خلق الله آدم ستون ذراعا في السماء، ثم لم يزل الخلق يتناقص.

و أهل الجنة يدخلونها على طول آدم عليه السلام و عرضه سبعة أذرع كما قال بن القيم رحمه الله.

و أعمار الأمم أيضا تقل، كلما جاءت أجيال صارت تقل عن الأجيال التي قبلها.

و لذلك نوح عليه السلام لبث في قومه الف سنة الا خمسين عاما.

هذه فترة الدعوة فقط، اذن كم عاش قبلها و كم عاش بعدها؟

و كما قال بن عباس، ان ذو القرنين طاف في الأرض خمسمائة عام.

معنى ذلك أن الله لو أراد أن يحكي لنا قصته تفصيلا لربما احتاجت الكثير و الكثير من الأجزاء.

و لهذا قال الله عز و جل ” سأتلوا عليكم منه ذكرا”.

إذن من هو ذي القرنين؟

إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84) فَأَتْبَعَ سَبَبًا (85)



اي جعلنا له تمكينا في المال و عنده منه الكثير.

و مكنا له في الأرض بالجنود، لا أحد يستطيع أن يعترض عليه.

مكنا له في الأرض اي عنده علم.

مكنا له في الأرض، في القيادة و في الذكاء و في قوته الجسدية.

و أتيناه من كل شيء سببا اي طريقة، فإذا أراد اي شيء ألهمناه طريقة لذلك و أتيناه القدرة على ذلك.

و لما كان ذو القرنين يملك تلك القدرات و ذلك الملك وقع في نفسه ان يأتي الأرض من شرقها لغربها داعيا للتوحيد.

فبلغ قرن الأرض الأيمن و الأيسر، مشرقها و مغربها، فسمي ذي القرنين.

فاتبع سببا، وجد طريقا و أخذ معه كل ما يلزمه و صحب معه كل من يحتاج من جنود و أطباء و قضاة و أهل علم و غيرهم.

اقرأ أيضا  آيات قرآنية تقشعر لها الأبدان.. اطمئن فالله معك و لكن احذر غضبه

و اتجه إلى مغرب الشمس و سار و سار حتى وجد الشمس تغرب في عين اي في ماء، حمئة اي حمراء.

فظن ان الشمس تنطفئ ثم تشتعل.

و وجد عندها قوما،،، وجد أقواما يسكنون قرب الساحل، فيهم ناس طغاة يتجبرون.

و فيهم ضعفاء و مساكين، و جاء لهم ذو القرنين بجنوده.

قلنا يا ذا القرنين إما أن تعذب و إما أن تتخذ فيهم حسنا:

أي اما ان تعاقبهم او تعفو عنهم.

خيره الله بين امرين، اما ان تمسك المجرمين و تعاقبهم و اما ان تصدر عفوا عاما او تحاسبهم على ما فعلوا من أخطاء.

اي الأمرين اختاره ذو القرنين؟

لو أصدر عفوا عاما، ما كان حل المشكلة.

فاختار العقوبة، اما من ظلم فسوف نعذبه و عندما يرد إلى الله يعذبه عذابا نكرا.

و اما الطيبون الذين يعملون الصالحات فله جزاء الحسنى.

و بذلك انتهى منهم، فعاقب من عاقب و احسن لمن لأحسن، و وضع عندهم قضاة يقضون فيما بينهم.

ثم اتبع سيبا، فهو لا يسير في الأرض لأجل شيء إلا لأجل الدعوة.

حتى إذا بلغ مطلع الشمس،،،، هذا يعني انه مر من أقصى الشرق إلى الغرب.

و هذا يعني مسيرة ضخمة جدا، و لذلك قال الله ” سأتلوا عليكم منه ذكرا” اي جزءا بسيطا من روايته.

و وجد هناك ناس تطلع عليهم الشمس و لم تجعل لهم من دونها سترا.

يسكنون الصحراء، ما عندهم بيوت، ما عندهم ظلال، كما ذكر اهل العلم ما عندهم ملابس يرتدونها.

هكذا كانوا أقوام بدائيون، كيف ليس لهم بيوت، و البناء أمره سهل؟

هذا مثال، النبي صلى الله عليه و سلم قال ان اول من خاط هو إدريس عليه السلام.

هل هذا يعني أن الناس كانوا يمشون عراة قبله، لا و لكنهم كانوا يضعوا الخرق على عوراتهم.

و لكن اول من خاط تلك الخرق بعضها بعضا كان إدريس عليه السلام.

فربما يكون كان هذا هو حال هؤلاء القوم.

فجاءهم ذو القرنين و وجدهم على هذا الحال، تحمسهم الشمس من الصباح حتى المغرب.

فجعل يعلمهم كل شيء، كيف يبنون البيوت، كيف يلبسون، علمهم التوحيد و فقهم.

و قد احطنا بما لديه خبرا،،،، الله هو الذي علمه كل شيء و علمه كيف يخبرهم بكل شيء.

ثم اتبع سببا،،،، بعد أن علمهم و انتهت مهمته.

يأجوج و مأجوج :

حتى إذا بلغ بين السدين،،،، وصل إلى واد بين جبلين، الزاوية اليمنى و اليسرى من الجبلين ليست متيسرة، لمن يريد أن يصعد عليها.



و كأنها جبل واحد و انشق و بالتالي أصبح هنا كأنه سد و سد عن اليمين و عن الشمال.

إذا أرادوا أن يصعدوا لا يمكن تسلقه و لا يمكن أن يتسلقوا بدون حبال.

و ليصعدوا عليهم أن يضعوا الحبال أعلى الجبل، ليرمي لهم الحبال من أعلى.

وصل ذو القرنين لهذا الوادي و رأى الناس.

“حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93)” :

ربما كان عندهم لغة خاصة بهم، و لما استعان بمن معه من المترجمين ( فالله قد أتاه الأسباب) لم يفهموا منهم اي شيء.

و يقول بن كثير أن ذو القرنين احتاج لسبعين مترجما.

و إذا بهم لا يكادون يفقهون قولا، اي لا يفهم ما يريدون.

و لكن بفضل الله تعالى و ما أتاه الله من علم و قدرة، استطاع ان يتواصل معهم.

فإذا بهم يشتكون لذي القرنين مصيبة كبيرة،

عندهم قبيلتين كبيرتين إحداهما يأجوج و الأخرى مأجوج.

و هما قبيلتان عظيمتان ، اشتق اسمهما من أججت النار اي اشعلتها و سجرتها.

و هما قبيلتان عددهم كبير جدا.

و في صحيح البخاري يقول النبي صلى الله عليه و سلم أن الله يقول لآدم : أخرج بعث النار.

اقرأ أيضا  أركان الكعبة المشرفة

فيقول : يارب كم؟

فيقول الله : كل الف تسعمائة و تسعة و تسعون.

( كلهم في النار و واحد في الجنة).

فخاف أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم و قالوا : و أينا ذلك الواحد؟

قال : أبشروا و أملوا ما يسركم فإنكم بين أمتين ما كانتا في شيء إلا كثرتاه، يأجوج و مأجوج.

ما انتم في الناس يومئذ إلا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود أو كالشعرة السوداء في جلد الثور الأبيض.

و في بعض الأثر :

و جاء في بعض الآثار، ليس حديثا، مأخوذا من الاسرائيليات، على سبيل الاستئناس.

ان الله سبحانه وتعالى لما خلق الخلق جعله في عشرة أجزاء، تسعة للملائكة و واحدا للإنس و الجن و الشجر و الدواب و…..

ثم قسم الجزء الأخير، واحدا للانس و الجن و الباقي لسائر المخلوقات.

ثم قسم هذا الجزء إلى عشرة أجزاء، جعل تسعة منها للجن و واحدا للبشر.

و جعل جزء البشر عشرة أجزاء، تسعة منها ليأجوح و مأجوج و واحدا لسائر البشر.

و في صحيح مسلم الرواية الخاصة ببحيرة طبرية و التي ذكرناها في الحديث عن علامات الساعة الكبرى.

كان يأجوج و مأجوج، سببا في إفساد الأرض عند هؤلاء الذين وصل لهم ذو القرنين.

” قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94)”

اي ان عندهم مصيبة كبيرة، فهؤلاء القوم يفسدون لهم الأرض و الزرع و البنات و البين و يقتلون و يعبثون و….

و الخرج هو ما يخرجه الناس كمكافأة مقابل عمل.

فما هو العمل؟

أن يبني بينهم و بينهم سدا.



فهناك سدا عن اليمين و عن الشمال، فهم يريدون سدا ثالثا يحول بينهم و بين يأجوج و مأجوج.

و لم يفرح ذو القرنين بتلك العطية و لكنه قال : قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95)

فهو لديه من الأسباب و الأموال ما يكفيه، و كذلك هو لم يقل لهم اجلسوا و سأقوم انا و من معي بتلك المهمة.

لكنه طلب منهم معاونته، حتى يشعروا ان الأمر سيأتيهم و لكن بجد و تعب.

هم طلبوا منه سدا و لكنه أخبرهم بأنه سيبني لهم ردما.

و هذا دليل على العلم الذي أتاه الله له و الحكمة.

فيتضح من خلال الآيات و اختياره الردم لا السد أن هناك اختلاف.

فالسد أصم و أضعف من الردم .

و لكن الردم على الشيء أي تغطيته و هذا يعني ان هناك طبقات تردم بعضها فوق بعض.

و لذلك هو أراد أن يردم عليهم.

” آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96)”

و طلب منهم أن يناولوه قضبانا من الحديد إلى أن ساوى بين الجبلين.

و سخن الحديد حتى اشتعل و من ثم اضاف عليه القطر اي النحاس.

و من المعروف ان الحديد الخام ضعيف و يستخدم ذلك في التقنيات الحديثة لتزيد الحديد صلابة.

” فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97) قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي ۖ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98)”

اسطاعوا في اللغة العربية أرق من استطاعوا، فالصعود أعلى السور أسهل من ثقبه.

و لهذا عندنا تكلم القرآن عن ارتقاء السور قال اسطاعوا و عندما تحدث عن ثقبه قال استطاعوا.

اي ان ثقبه أصعب من ارتقاءه.

و هم لن يستطيعوا لا ذلك و لا ذاك.

إلا بمشيئة من الله، حينما تبدأ أحداث آخر الزمان.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *