الاستبشار بالقرآن الكريم .. ما هو؟ هل يجوز؟ و ما هي صلاة الاستخارة و دعائها؟

الاستبشار بالقرآن الكريم .. ما هو؟ هل يجوز؟ و ما هي صلاة الاستخارة و دعائها؟

الاستبشار بالقرآن الكريم .. ما هو؟ هل يجوز؟ و ما هي صلاة الاستخارة و دعائها؟ 

 

الاستبشار بالقرآن .. هو أن تأخذ الفأل من القرآن الكريم بفتح إحدى صفحاته و تنظر ما فيها اذا ما عرض لك أمر ما.

و بناء على ظهر لك من آيات عند فتح الصفحة تتعامل مع ذلك الأمر.

بل و بالغ بعض الناس في أن استخدموا ذلك كبديلا لصلاة الاستخارة.

تلك الصلاة التي سنها لنا رسول الله عندما نحتار في احد الأمور.

لا ريب أن القرآن الكريم هو أعظم و أشمل الكتب السماوية بل و أعظم الكتب قاطبة.

لكن هل يجوز الاستبشار بالقرأن الكريم؟

آداب تلاوة القرآن - سطور

كيف كان النبي عليه الصلاة و السلام :

نبينا و حبيبنا و هدينا عليه الصلاة والسلام كان يحب الفأل الحسن و يكره التطير.

و عن النبي صلى الله عليه و سلم لما سئل عن ذلك أنه قال :

لا طيرة وخيرها الفأل , قيل : يا رسول الله وما الفأل ؟ قال : الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم )

وفي رواية : ( ويعجبني الفأل ) . وفي رواية : ( وأحب الفأل الصالح ).

فكان النبي صلى الله عليه و سلم يسر لسماع الكلام الدال على الخير إذا ما عزم فعل أمرا ما.

و هذا مثال على ذلك،

حينما لقي في سفر الهجرة رجلا فقال: ( ما اسمك؟ ) قال : يزيد. قال: ( يا أبا بكر يزيد أمرنا ).

و على عكس ذلك تماما نهانا النبي صلى الله عليه و سلم عن الطيرة و التطير.

اي ان ترى أو تسمع شيئا ما لا يسرك فترفض أن تخوض ما كنت خائضه من فعل.

و عن معاوية بن الحكم السلمي قال:

قلت: يا رسول الله منا قوم يتطيرون قال: ( ذلك شيء يجده أحدكم في نفسه فلا يصدنكم ).

اقرأ أيضا  البراق .. دابة رسول الله صلى الله عليه و سلم في رحلة الاسراء و المعراج

و بهذا أمامنا نهي واضح و صريح في السنة النبوية يأمرنا بعدم التطير و التشاؤم.

الاستبشار بالقرآن و الاستقسام بالازلام :




كان الناس في الجاهلية يستقسمون بالازلام.

  • و هذا يعني أنهم عندما يتحيرون بأمر ما يأتون بمجموعة من السهام أو الحصى.
  • و يضعوا على كل واحد علامة ثم يستقسموا، فإذا كان هذا مضوا لما هم فاعلون.
  • و ان كان الثاني امتنعوا و إذا ما كان الثالث أعادوا استقسامهم.
  • و حرم علينا هذا بنص القرآن الكريم في سورة المائدة، فالله عز و جل يقول :

حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ۚ ذَٰلِكُمْ فِسْقٌ ۗ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ۚ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ ۙ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (3)

تفسير حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير - سورة المائدة الآية 3 - YouTube

 يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ ۖ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ۙ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ ۖ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ(4)

فحرم علينا الله ما حرم و لكنه أحل لنا الطيبات و هو أعلم بكل شيء.

لماذا لا يجوز الاستبشار بالقرآن :

أجاز القليل  العلماء الاستبشار بالقرآن و لكن على الأرجح فهو غير جائز لدى الأغلبية منهم.

لأن الاستبشار بالقرآن الكريم فيه شيئ من التطير.

  • فهو يعني أنك إذا احترت في أمر ما و فتحت المصحف الشريف و أتت اية فيها ايحاء لكن بالطمأنينة فتمضي لما انت عامل.
  • و لكن ان فتحته و وجدت فيه اية توحي بعواقب أو أي أمر لا يسرك فستمنتع عما ستفعل.
  • و هذا هو التطير الذي نهانا عنه نبينا و هدينا محمد صلى الله عليه و سلم.
  • و هذا ليس على قدر القرآن كلام الله جل و علا فكل كلام الله خير.
  • و لا يجوز أن ترى في جملة ما ما قد يحول بينك و بين أمر انت ماض إليه بناء على ذلك.

صلاة الاستخارة ام الاستبشار بالقرآن الكريم :

بالطبع يجب أن تلجأ لصلاة الاستخارة و ليس الاستبشار بالقرآن.

اقرأ أيضا  الحلاج .. بين الاتفاق و الاختلاف.

و صلاة الاستخارة سنة عن النبي صلى الله عليه و سلم.

و يكون فيها الدعاء بعد السلام كما جاء بالحديث الشريف.

وصفتها هي :

أن يصلي ركعتين مثل بقية صلاة النافلة، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وما تيسر من القرآن ثم يرفع يديه بعد السلام ويدعو بالدعاء الوارد في ذلك وهو:

(اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر (ويسميه) خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه وإن كنت تعلم أن هذا الأمر (ويسميه) شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم ارضني به). رواه الإمام البخاري في صحيحه.

و بعدها إن شاء الله تجد في قلبك راحة لأحد الأمرين عن الآخر و تجد فيه تيسيرا كبيرا من الله عز وجل.

الخلاصة في الاِستبشار بالقُرآن :

لم يثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم انه قد فعلها قط.

إنما سن النبي صلى الله عليه و سلم لنا صلاة الاستخارة لأجل ذلك.

اي حينما تحتار في أمر ما فعليك بالاتجاه إلى الله بالدعاء و صلاة الاستخارة و الله أعلم.

وإلى هنا نصل بكم لختام مقالنا الذي تعرفنا من خلاله على الاستبشار بالقرآن الكريم .. ما هو؟ هل يجوز؟ و ما هي صلاة الاستخارة و دعائها؟. كما أجبنا على تساؤل لماذا لا يجوز الاستبشار بالقرآن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *