النجوم.. النجوم المزدوجة.. النجوم النابضة.. النجوم والتنجيم.. النجوم والأرقام

النجوم.. النجوم المزدوجة.. النجوم النابضة.. النجوم والتنجيم.. النجوم والأرقام



النجوم المزدوجة

يقرر علماء الفلك أن حوالي نصف جميع النجوم نجوم مزدوجة حيث

يكون نجمان قريبان لبعضهما من بعض على الدوام، فهما توءمان قد نموا معا،

وكل منهما يدور حول الآخر وينطلقان معا في الفضاء، ومن بين أقرب ثمانية

إلى الأرض يوجد خمسة منها مزدوجة، ونجم من هذه الخمسة له

رفيقان بدلا من رفيق واحد والشمس استثناء من بين النجوم إذ أنها تسير منفردة.

ويمكن رؤية هذه النجوم المزدوجة بالعين المجردة ولكن المنظار الفلكي

يكشف عن آلاف منها تبدو فيها النجوم مزدوجة بعضها يتشابه فيه التوءمان،

وأخرى يختلف فيها التوءمان عن بعضهما اختلافا كبيرا.

ولقد استفاد رجال الفلك من هذه الظاهرة فائدة كبرى إذ عن طريقها

يستطيعون التعرف على أوزانها، ويعتبر وزن النجم أهم خواصه؛ ذلك

لأن لمعان النجم يتوقف على وزنه والنجوم المزدوجة هي النجوم الوحيدة التي

يمكن التعرف علي أوزانها، فالفلكي حين يراقب توءمي النجم المزدوج، وكل

منهما يدور حول الآخر فإنه يستطيع أن يحسب قوة الجذب بينهما وهي القوة

التي تجعلهما يقتربان من بعضهما بهذا القدر ومن قوة الجذب يستطيع أن يحسب

الوزن.


وفي بعض الأحيان فإن بعض النجوم المزدوجة يبعد التوءمان بعضهما عن

بعض بعدا كبيرا ولذلك فإن دوران كل منهما حول الآخر يستغرق نحو مائة سنة

أي أن المسافة بينهما تقدر بآلاف الملايين من الأميال، ولذلك يبدو التوءمين

وفي بعض الأحيان فإن بعض النجوم المزدوجة يكون فيها التوءمين قريبين

بعضهما من بعض قربا كثيرا، يحيث إنهما لا يستغرقان في الدوران أكثر من أيام

معدودات، بل أحيانا يستغرقان ساعات قليلة ولذلك يبدو الرفيقان كأنهما

متلاحقان حتى إنهما بسبب بعدهما عنا مسافات هائلة لا يمكن أن ترى هذه

النجوم إلا كنجم واحد، والفلكيون وحدهم بوسائلهم هم القادرون على رؤية

كلا من التوءمين منفصلين.

إن قرب التوءمين يجعلهما حين الدوران يكادان يتلامسان، فيحجب

أحدهما الآخر معظم الوقت، ولذلك يبدو لمعان كل منهما أقل.

إن التعرف على النجوم المزدوجة أمر هام بالنسبة لعلماء الفلك ذلك أن

اقرأ أيضا  النجوم.. طاقة النجوم.. ألوان النجوم.. تنوع النجوم.. أقدار لمعان النجوم

عالم الفلك بعد أن يعرف بعد النجم المزدوج يستطيع بعد أن يحلل الضوء

الصادر منه أن يقدر قطر كل من رفيقي النجم المزدوج، ويستطيع

أن يقدر وزن كل منهما كما يستطيع أن يقدر درجة الحرارة لكل منهما، ويستطيع أن يتعرف

على متوسط لمعان السنتيمتر المربع الواحد من سطحه، وسرعة كل منهما،

ومدى انبعاج كل منهما، نتيجة جذب كل منهما للآخر.

ويوجد أيضا بجوار النجوم المزدوجة مجموعة صغيرة تعرف منذ القدم

بجمالها وبهائها سماها العرب (الثريا) هي جزء من المجموعة التي تسمى

برج الثور، وتتميز بستة نجوم هي الأكثر لمعانا في هذه المجموعة.

ويوجد غير مجموعة الثريا مجموعات أخرى في جميع أجزاء المجرة،

ونجومها لا تتخذ توزيعا خاصا في المجرة، وإنما هي مجرد نجوم مضمومة بعضها

إلى بعض في شبه حزمة كأنها أسر تعيش طوال حياتها معا، وتسير في طرق مرور

السماء كأنها جماعة واحدة.

النجوم النابضة




لاحظ العلماء أن هناك نجوما تثور ثم تهدأ، ثم تعود لتثور ثم تهدأ، وإذا

ثارت يكون لها لمعان يشتد، وإذا هدأت خفت، وهي حين تلمع وحين تهدأ

يكون لها مواعيد محددة، وأوقات لا تخلفها، هذه النجوم سميت

النجوم النابضة؛ ذلك أن العلماء تخيلوا لمعانها، وكأنه قلب ينبض، وهذه النبضة قد

تستغرق وقتا قليلا، نحو ٩٠ دقيقة، ثم تعود في موعدها لتنبض، وقد تستغرق

يوما أو أياما، ومنها نجوم تنبض يطول نبضها، إذ تتراوح هذه المدة بين شهور

وأعوام ، وتعود ولا تخلف موعدها.

وقد قدم العلماء لنا تفسيرا لهذه الظاهرة يتلخص في أن مصادر الطاقة

الموجودة في هذه النجوم (المتغيرات) تشتد فجأة، فتزيد غازاتها، وحرارتها،

وتظهر على السطح نورا ونارا، ويؤدي ذلك إلى أن يتمدد حجم النجم ويتسع ،

ثم تخور قواه، فتعود الجاذبية داخل النجم وتشد ما ران على النجم من اتساع ،

ليعود إلى حجمه مرة أخرى.

النجوم والتنجيم

عند النظر إلى النجوم لأول وهلة يظن الناظر أنها نجوم منتثرة كي تزين

اقرأ أيضا  الشمس.. معلومات عن الشمس النجم الأهم للحياة على كوكب الأرض

السماء وتشع نورا يبدد حلكة الليل ولكن مع دوام الملاحظة أدرك رجال

الفلك أن النجوم تتجمع في السماء في مجموعات تشبه المدن أو القرى؛ لذلك

أطلقوا عليها المدن النجمية، وأحيانا كانوا يطلقون عليها المجموعات النجمية أو

الصور النجمية أو الشعوب النجمية ثم اشتهر من هذه الأسماء تسمية

(الكوكبات) ولقد تصور الناس منذ القدم أي منذ الحضارات القديمة مثل

حضارة المصريين والكلدانيين في العراق والإغريق في بلاد اليونان وأيضا خلال

الحضارات في المند والرومان كما تصور العرب أيضا تصور أولئك القدماء

تجمعات النجوم على هيئة حيوانات وطيور تبدو معلقة في السماء، تخيلوا بينهما

صراعات ونسجوا أساطير محدد شكل العلاقات، والصراعات فيما بينهما.

ولم يكن عجيبا أن يختار القدماء لهذه الكوكبات تلك الأسماء فهي

حوذة من واقع الحياة التي عاشوها، اختاروا أسماء لحيوانات استأنسوها

وأعانتهم في حياتهم مثل: الجدي والحمل والفرس والثور والكلب والسلياق

واختاروا أسماء لحيوانات مفترسة في الغابة هابوها مثل: الأسد والتنين والورل

والذئب، والفهد ووحيد القرن ورأس الغول والثعلب والدب.

كما اختاروا أسماء من عالم الطيور مثل: الغراب والعقاب والدجاجة.

واختاروا من عالم البحار: الحوت والسرطان وكلب البحر وثعبان البحر.

واختاروا من الحشرات: العقرب والحية.

وراقب القدماء حركة دوران الأرض حول الشمس فكانت حركة هذا

الدوران تبدو عكسية، فكأنما تدور الشمس من حولنا دورة كاملة كل عام. ويتم

هذا في مدار يعرف باسم (مدار الشمس الظاهري)

وخلال هذه الدورة يظهر خلف المدار مجموعات مختلفة من النجوم تعتبر

شموسا ولكنها بعيدة عنا أهل الأرض.

وحين راقب الفلكيون مدار الشمس الظاهري وما حوله من نجوم على

شريط عرضه فوق المدار ٩ درجات وتحته ٩ درجات، قسموا هذا الشريط إلى

اثنتي عشرة قسما، وأطلقوا على كل قسم (برجا) وسموا كل برج اسم مجموعة

النجوم التي تظهر خلف الشمس في أثناء مرورها به، وهي نفس أسماء

الحيوانات التي أطلقوها من قبل على الكوكبات أو أسماء أشكال متميزة

تصورها الأقربون تربط بين مواقع النجوم.

اقرأ أيضا  النجوم.. حقيقة النجوم في السماء.. بين النجوم و الكواكب.. أعداد النجوم

وتم ترتيب الأبراج حسب شهور العام الميلادي على أن تكون البداية يوم ١ ٢

من يناير وبفارق شهر تمر خلاله الشمس بالبرج.

ولرغبة الإنسان الدفينة في التعرف على المستقبل وما يخبئه له من أحداث

فقد استطاع بعض العاملين في مجال الفلك أن يوهموا الناس بأن حظوظهم

مرتبطة بطالع وهمي يرتبط بالبرج الذي كانت به الشمس يوم مولده.

وصدق الناس هذا الوهم فكان أن ظهر التنجيم أي معرفة الغيب بواسطة

النجوم وعلى مر التاريخ كان للتنجيم والمنجمين سوق رائجة حيث اشتغل

ضعاف النفوس من العاملين في ميدان الفلك الضعف الإنساني عند البعض

فراحوا يدعون معرفة الغيب.

ورغم تقدم العلوم التي ترفض هذه الخرافات فما زال هناك من يعتقد في

قراءة الطالع من الأبراج وخير ما نذكره في هذا المقام قول رسول الله جلا: كذب

المنجمون ولو صدقوا.

النجوم والأرقام




الضوء الذي يصلنا من أقرب النجوم يتم خلال رحلة تستغرق نمحو أربع

سنوات.

أقصى النجوم المرئية يستغرق ضوؤها كي يصل إلينا نمحو ١٤٠ مليون

سنة ضوئية.

متوسط حجم النجم العادي يبلغ نحو مليون مرة من حجم الأرض.

بعض النجوم مثل نجم الجبار يبلغ حجمه أكبر من حجم الشمس ٢٥

مليون مرة.

يوجد في الكون نحو مليون مجرة مثل المجرة التي ننتمي إليها حجما

وضخامة.

أية رسالة لاسلكية مرسلة من مجرة إلى أخرى تحتاج إلى ستة ملايين من

السنين كي تصل ويصل ردها.

ما يمكن رؤيته من نجوم مجرتنا بالعين المجردة هو نحو ٦ آلاف نجم.

أقرب نجم إلى الأرض هو الشمس حيث تقع الأرض على بعد منها

يبلغ نحو ٩٣ مليون ميل (١٤٩٠٥٠٤٠٠٠٠) كيلو متر

أبعد نجم نستطيع أن نراه بالعين المجردة يقع على بعد بنحو

٤٧٠٣٠٤٠ مليار من الكيلومترات أي نحو ٥٠٠ سنة ضوئية.

تتراوح سرعة النجوم بين ١٠ آلاف و ٤٠ ألف ميل في الساعة.

تبلغ سرعة دوران النجوم حدا رهيبا فالنجوم الزرقاء تبلغ

دورانها حول نفسها نحو مائة كيلومتر في الثانية.
محمد إسماعيل الجاويش


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *