النجوم.. حقيقة النجوم في السماء.. بين النجوم و الكواكب.. أعداد النجوم

النجوم.. حقيقة النجوم في السماء.. بين النجوم و الكواكب.. أعداد النجوم



حقيقة النجوم في السماء

يبدو النجم هادئا في طبيعته رفيقا هادئا يبعث ضوءه فيهدي الساري ،

وينير صفحة السماء فتبدو جميلة رائعة، ولقد اعتقد الناس زمنا أن النجوم زينة

السماء ولذلك كانت رؤيتها تسحر الناظرين، ومع تقدم علوم الفلك والفضاء

تكشف حقيقة النجوم.

وأدرك العلماء أن النجم في حقيقته مكون من غازات متفجرة إلى

درجة رهيبة، إذ تساوي هذه الانفجارات ما يصدر عن ملايين القنابل

الذرية من انفجارات.

حقا يبدو الأمر رهيبا ولكن لماذا حقا لا نشعر بذلك؟

ذلك راجع للمسافة البائلة التي تفصل بيننا وبين النجوم، فراكب

الصاروخ يحتاج إلى عشرين ألف سنة حتى يصل إليها، هذا إذا كان ممكنا ،

لذلك نحن محمد الله كثيرا لأن النجوم بعيدة عنا، فلا تصل إلينا أخطارها، وإغا

يصل إلينا هدوؤها وأضواؤها ولطفها وأيضا جمالها.

فمجوعة النجوم التي تكون أقرب مجرات السماء إلينا تبتعد عنا بنحو

٧٠٠ ألف سنة ضوئية، ومعروف أن السنة الضوئية تعادل ٦ مليون مليون

ميل، ولو اقترب أحد هذه الأجرام من الأرض لانتهت في غمضة عين.

فهو بعيد بعيد، وحجمه كبير كبير، فالنجم الذي يبدو في السماء

صغيرا كأنه نقطة مضيئة هو أكبر من حجم الشمس بنحو ٢٥مليون مرة، م

لكن متوسط حجم النجم يعادل حجم الأرض بنحو مليون مرة.

بين النجوم والكواكب




والنجوم تختلف عن الكواكب فهي أجسام ملتهبة مشتعلة، أو هي كتلة

من الغازات المتلهبة بينما الكواكب أجسام باردة؛ لأنها ليست متقدة ذاتيا،

ويرجع لمعانها إلى انعكاس أشعة الشمس عليها وليس لانبعاث الضوء منها ومن

أمثلة الكواكب كواكب المجموعة الشمسية.

النجوم شموس

إذا تطلع المرء إلى السماء فإنه يشاهدها كنقط ضوئية صغيرة، ولقد

اقرأ أيضا  النجوم.. طاقة النجوم.. ألوان النجوم.. تنوع النجوم.. أقدار لمعان النجوم

ظل الإنسان أمدا بعيدا خلال تاريخه الطويل لا يدرك حقيقة النجوم، وينظر إليها

على أنها صغيرة الحجم، وتتلألأ في جمال فتثير بهجته وشاعريته.

ومع جهود علماء الفلك عبر العصور تكشفت الحقيقة، وعرف الإنسان

أن هذه النجوم إن هي إلا شموس مثلها في ذلك مثل شمسنا الجبارة ، التي

  • لنا الحرارة والطاقة على بعد يقدر بنحو ٩٣ مليون ميل، والفارق بين

الاثنين هو الاختلاف في البعد، ذلك أن الشمس إذا بعدت حتى صارت في مكان

أقرب نجم إلى الأرض. فإنها لن تكون شمسنا العملاقة العظيمة ولكنها ستصبح

مجرد نقطة ضوثية في السماء، وكذلك الحال إذا اقترب مجم إلينا وحل محل

الشمس، فإنه سيصبح قادرا على أن يضيء الأرض ويمدها بالحرارة تماما كما

تفعل الشمس بل وربما أكثر بشكل كبير.

إن اختلاف الأبعاد هو الذي يجعل ضوء الشمس ساطعا وضوء النجم

خافتا.

أعداد النجوم




يمكن للإنسان أن يرى بالعين المجردة نمحو ستة آلاف مجم، ولا يمكن أن يرى

هذا العدد في آن واحد، إذ أن نصفه يكون نحت الأفق، وكثافة البواء تزيد

النجوم الخافتة خفوتا عندما تكون قريبة من الأفق، لذلك فالإنسان لا يرى

نجوما كثيرة في أية كوكبة من الكوكبات وأكبر عدد من النجوم يمكن أن يرى في

وقت واحد لا يتجاوز ألفين، وذلك في أحسن الظروف.

وكان أول من حاول حصر النجوم ومعرفة أعدادها هو الفلكي اليوناني

إيباركوس ، وكان ذلك قبل ميلاد السيد المسيح عليه السلام بنحو مائة عام.

وقد وضع أول قائمة للنجوم، حيث قسمها إلى ست مراتب وأطلق على

أكثرها لمعانا مجوم القدر الأول ثم مجوم القدر الثاني، وهكذا إلى أن وصل إلى

نجوم القدر السادس.

وقد اعتمد في هذا التقسيم والترتيب على شدة لمعان النجوم وكان

اقرأ أيضا  سورة الملك..سورة تبارك ...ثلاثون آيه مانعة من عذاب القبر كما قال النبى

إيباركوس يعتقد أن ما رآه هو كل ما في السماء من مجوم، وكان جملة ما يرصده

الإنسان بالعين المجردة من النجوم نحو خمسة آلاف نجم، ثم استعان الإنسان

بالمنظار كيف يتعرف على أعداد النجوم حيث أثبت عالم الفلك الإيطالي

جاليليو أن بالسماء نجوما غير تلك التي رصدها وحصرها إيباركوس.

وبالمنظار المزدوج البسيط يزداد عددها التي يمكن للرائي أن يراها إلى

عشرين ضعفا.

ومع تطور المناظير الفلكية أمكن أن نرى أضعافا مضاعفة، حيث أمكر

للتلسكوب العادي أن نشاهد نمحو مليونين من النجوم.

ومع تطور علوم الفيزياء وخاصة علم الضوء تمكن العلماء من كشف

أسرار الكون، وكان استخدام آلة التصوير الفلكية وسيلة لرؤية مجوم أكثر

وأكثر، وبإمكان منظار بالومار بالولايات المتحدة الأمريكية والذي يبلغ قطر

مراته نمحو ٥ أمتار والذي يعتبر أكبر مناظير الدنيا بإمكانه أن يصور نجوما بأعداد

هائلة، ولو كانت ذات لمعان بسيط، إذ يمكن أن يصور نجوما أقل لمعانا من

أضعف النجوم التي تستطيع أن تراها العين المجردة، إذ يصل عدد النجوم المرئية

فيه إلى بلايين النجوم.

لقد أصبح بإمكان المناظير الفلكية الحديثة مثل التليسكوبات العاكسة أن

العاكسة الإليكترونية أو التليسكوب اللاسلكي أو التلسكوب الراديوي أو

الفضائي رؤية آلاف الملايين من النجوم، وتتطور الأجهزة الرصدية فيزداد ما يتم

كشفه والتعرف عليه من النجوم، وأصبح من المؤكد أنه يوجد خلال تلك

الآلاف من ملايين النجوم التي يتم تصويرها يوجد خلفها آلاف أخرى من

الملايين من النجوم وراء تلك النجوم التي نستطيع رؤيتها، لذلك يقول علماء

الفلك: (إن عددها يزيد عن عدد حبات الرمال التي على شواطئ بجار

الدنيا)، ويقولون أيضا: (إن عدد النجوم التي في السماء يزيد عن عدد حروف

اقرأ أيضا  النجوم.. النجوم المزدوجة.. النجوم النابضة.. النجوم والتنجيم.. النجوم والأرقام

مليون كتاب).

ولكي نستطيع أن نتخيل الكم الهائل منها في الكون ينبغي أن نتذكر

أن كوكبنا (الأرض)، مجرد فرد بين أفراد المجموعة الشمسية، والمعروف أن

المجموعة الشمسية كلها ما هي إلا واحدة من عدة مجموعات تؤلف فيما بينها

مدينة نجمية كبيرة اسمها المجرة.

والمجرة تضم أكثر من مائة ألف مليون نجم، ويوجد في الكون نحو ألف

مليون مجرة عرفها العلماء حتى الآن، وهي تحتوي من الشموس أعدادا هائلة،

قدرها الفلكيون بنحو ١١٠٠٠ مليون مليون شمس.

إن أعداد النجوم هائلة إلى حد لا يستطيع العقل تصوره إلا بصعوبة

شديدة، ولذلك فنحن إذا أردنا أن نضرب المثل بكثرة الشيء نقول إنه ذو أرقام

فلكية ، إذ أن الإنسان أصبح مقتنعا أن كثرة النجوم هي الحد الذي لا يبلغه شيء

آخر في كثرته ، ولذلك صارت مضرب المثل.
محمد إسماعيل جاويش


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *