الشمس.. حقيقة الشمس.. طاقة الشمس.. التركيب الكيميائى للشمس



حقيقة الشمس

ربما تساءل متسائل: هل يحق أن يكون الحديث عن النجوم سابقا الحديث

عن الشمس والشمس هي الأكبر والأضخم بينما النجوم تقع صغيرة متناثرة في

السماء؟ هي كثيرة نعم ولكنها صغيرة والفارق بين أي نجم والشمس فارق كبير.

إن الناظر لأول وهلة ومن ليست لديه دراية من قبل بعالم النجوم

والأفلاك يحق له أن يتوهم ذلك. أما الحقيقة فإن ترتيب

الحديث يجب أن يكون حديث النجوم سابقا على الحديث عن الشمس.

فالشمس نجم من هذه الملايين التي لا حصر لها، ولكنها لقربها من

الأرض تبدو وكأنها أكبر من هذه النجوم وأكثر منها ضوءا، مع أنه توجد نجوم

أكبر من الشمس بملايين المرات وتشتد عنها ضوءا وحرارة.

فالشمس أقرب النجوم إلينا، ولكنه نجم من أصغر النجوم ومن أقلها

ضياء والسبب في أنه يملؤها ضياء وضخامة أنه قريب من الأرض، وأقرب

النجوم من بعده يبتعد عنا ضعف بعد الشمس عن الأرض

٣٠٠ ألف مرة



والشمس هي الكوكب الوحيد المضيء في عالمنا وهي كرة من غازات

ملتهبة أشد التهابا حيث تبلغ درجة الحرارة عند سطحها آلافا من الدرجات بينما

تبلغ في أعماقها ملايين من الدرجات، ويبلغ ضغط الغازات بها نمحو ٢٢٠ ألف

مليون من الضغوط الجوية.

طاقة الشمس

تمنح الشمس طاقة من الحرارة لا يمنحها أي وقود في الدنيا سوى الوقود

الذري، إذ أن إشعاع الشمس يعطي في الثانية الواحدة حوالي مائة مليون مليون

مليون مليون سعرا فإذا أمكن لنا أن نتصور الكرة الأرضية على ضخامتها

مصنوعة من الثلج ومع تسليط ذلك الإشعاع الشمسي عليها لذابت إلى ماء يصل

إلى درجة الغليان بعد سبع عشرة دقيقة فماذا كان يمكن أن يحدث لها أمام طاقة

اقرأ أيضا  أفضل انواع النظارات الشمسية للرجال 2023 بالأسعار ..مواصفات النظارة الشمسية الصحية

الشمس المنطلقة منذ ملايين السنين؟

من أين تأتي الشمس بهذه الطاقة الجبارة؟ ما الوقود الذي يمد هذا الفرن

الرهيب كي يصدر هذه الطاقة الجبارة، وكيف يستمر هذا الوقود ولا ينفذ؟!

إن هذه الحرارة تنتج من نحو غاز الأيدروجين الذي تحتويه الشمس إلى غاز

الهليوم عن طريق التفاعل الذري الذي لا تنشق فيه الذرة كما يحدث في عنصر

اليورانيوم، إذ أن التفاعل يتم عن طريق اندماج نواة الذرة بنواة الذرة، ذرة

الأيدروجين بذرة أيدروجين أخرى فينتج عن هذا الاندماج غاز الهليوم

ويصحب ذلك حدوث مقادير هائلة من الحرارة.

ويقرر العلماء أن الشمس تحرق في الثانية الواحدة ٥٦٤ مليون طن من

الأيدروجين ينتج عن حرقها غاز الهليوم فينتج عن ذلك طاقة تعادل الطاقة

النائجة عن تفجير ألوف الملايين من القنابل الأيدروجينية.

ولقد قلق العلماء على مصيرالشمس خوفا من أن ينفذ ما بها من

فتكف عن إمدادنا بالطاقة التي هي سر الحياة على الأرض، ولكن

تبين لهم بعد طول دراسة أنه لا داعي للقلق.

إن الخالق العليم – جلت قدرته- قد جعل هذا السراح العظيم قادرا على

أن يستمر في العطاء.

لقد أدرك العلماء أنه إذا تحول مقدار من أيدروجين الشمس يعادل ١ من

وزنها إلى هليوم فإنه قادر على إمدادها بالطاقة فتظل تنير ألف مليون عام، وفي

الوقت نفسه فهي لا تحرق من وقودها إلا قدرا يعوضها عن فقده إشعاع الطاقة

أي إن الشمس لا تزيد أو تنقص على السنين حرارة.

ويرى العلماء أنه لو تصورنا محاولة قياس درجة حرارة الشمس فهذا

يستلزم وجود ترمومتر طوله أربعة كيلو مترات.

إن الشمس تبعث بضوء تصل قوته بالشمعة إلى حوالي ٣٠٠ مليون مليون

مليون شمعة (أي ٣ وعلى يمنيها ٢٧ صفرا)

اقرأ أيضا  أجمل الأماكن السياحية لكبار السن في دبي .. دليل اماكن سياحية لكبار السن في دبي

ويستقبل الميل المربع من الأرض في المتوسط من حرارة الشمس حوالي

٤٧٠٠٠٠٠ قوة حصان، أي أن كل ميل ونصف ميل مربع يستقبل كل يوم

طاقة تساوي طاقة القنبلة الذرية التي ألقيت على هيروشيما.

وجملة ما تستقبله الأرض من أشعة الشمس أو طاقتها جزء واحد من

ألفي مليون جزء وهذا هو القدر المناسب وإلا تحولت الأرض إلى فرن إذا

زادت، وإذا نقصت تحولت إلى جليد.

ويقدر العلماء هذا الجزء من الطاقة الذي تستقبله الأرض من الشمس كل

عام بنحو ٥٠ مرة قدر الطاقة التي ينتجها العالم كله من حرق الوقود

واستغلال القوى المائية وأيضا استخدام العضلات البشرية والحيوانية.

التركيب الكيميائى للشمس




يؤكد العلماء أن التركيب الكيميائي للشمس يشابه تماما للتركيب

الكيماوي للأرض ، حيث تبين لهم أنه يوجد بالشمس سبعة وستون عنصرا

هي كلها من عناصر الأرض، والفارق الوحيد في التركيب الكيميائي بين

الشمس والأرض أن العناصر الخفيفة وخصوصا الأيدروجين والهليوم يكادان

يؤلفان كتلة الشمس، فهما يشكلان نحو ٩٩٠٩ منها وإلى جانب هذه العناصر

السبعة والستين يوجد مركبات بلغ عددها ١٨ مركبا أهمها أكسيد التيتانيوم ،

وأدريد المغنيسيوم، وأدريد الكالسيوم.

وتتواجد المركبات في المناطق ذات الحرارة الأقل ذلك لأن المناطق الشديدة

الحرارة لا تسمح باتحاد العناصر في مركبات، فهي لا توجد في الشمس سليمة

مثلما توجد فوق الأرض ذلك لأن شدة الحرارة تمزقها وتنزع عن ذراتها

إلكتروناتها، وتبقى النواة عارية وذلك أمر ضروري كي يسهل لها الالتصاق

بغيرها من النويات فيحدث التفاعل الذي يحدث في الشمس ويولد لها الطاقة.
محمد إسماعيل الجاويش


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *