الفتق أو الفتاق : ما هو الفتق ؟ و كيف يحدث ؟ و ما هى العوامل المساعدة فى حدوثه ؟ و أنواع الجراحة المستخدمة فى علاج الفتق ؟

الفتق أو الفتاق : ما هو الفتق ؟ و كيف يحدث ؟ و ما هى العوامل المساعدة فى حدوثه ؟ و أنواع الجراحة المستخدمة فى علاج الفتق ؟

يعتبر الفتق ، و خصوصا فتق جدار البطن أحد أشهر الحالات المرضية التى تم تشخيصها و التعرف عليها منذ قديم الزمان.



يظهر ذلك فى برديات المصريين القدماء و أثار الحضارات القديمة كاليونان و الأشوريين و  بابل غيرهم.

الفتق و رده فى الحضارات القديمة

كما تعتبر جراحة إصلاح الفتق ( رتق الفتق ) من أكثر الجراحات المنتشرة فى جميع أنحاء العالم.

و يتم تنفيذ هذه الجراحات بأعداد كبيرة سنويا بمختلف الطرق و التقنيات.

سنقوم معا فى هذا المقال بعمل شرح مبسط لطبيعة هذا المرض  و مضاعفاته و كيفية تجنبه و طرق العلاج المتاحة.

كما سنركز فى موضوعنا هنا على فتق جدار البطن بالتحديد و عن أنواعه الأشهر.

ما هو الفتق ؟

يمكن تعريف الفتق بأنه بروز أو خروج جزء من محتويات البطن خارج تجويف البطن المعتاد من خلال أحد فتحات جدار البطن أو من خلال منطقة ضعيفة بعضلات البطن.

بمعنى أخر لحدوث المرض يجب أن يتواجد فتحة ( ثقب ) بجدار البطن تخرج من خلالها بعض أعضاء البطن ( المحتويات ) و التى تكون مغطاة بغطاء أو ( كيس ) من أغشية البريتون.

كيف يحدث الفتق و ما هى الأسباب المؤدية للفتق ؟

يمكن إجمال أسباب الفتق فى سببين أساسيين و هما :



ارتفاع ضغط البطن.

ضعف عضلات جدار البطن و اتساع الفتحات أو الثقوب المعتادة بها عن حجمها العادى.

كما يمكن أن نذكر أن مرض الفتق قد يكون خلقيا ( منذ الولادة ) أو مكتسبا ( غالبا بسبب أحد الأسباب و العوامل التى سنذكرها هنا )

و للتوضيح فإن فتحات أو نقاط الضعف فى جدار البطن هى :

القناة الإربية أسفل البطن.

القناة الفخذية أعلى الفخذ.

منطقة السرة.

وهى لا تعتبر نقاط ضعف فى الواقع لأن وجودها بهذه الطريقة يؤدى وظائف هامة جدا مثل :

  • نقل التغذية و الأوكسجين للجنين من خلال السرة.
  • بعض الأوعية الدموية الهامة تنتقل من خلالها مثل أوعية الخصيتين و الأوعية الدموية الفخذية.
  • بعض التركيبات الهامة مثل الحبل المنوى و رباط الرحم الدائرى تنتقل من خلالها.
  • كما أنها تحافظ على توزيع الضغط داخل البطن بشكل منضبط.

بالإضافة لما سبق فإن هذه المناطق تتمتع بوسائل تكيف و حماية متعددة تمنع حدوث فتق جدار البطن فى أغلب الأحيان.

لكن فى حال اضطراب هذه الوسائل أو حدوث أحد العوامل المساعدة لأسباب الفتق السابقة يمكن الإصابة بالفتق أو مضاعفاته.

اقرأ أيضا  السيطرة على الفتاق بطرق طبيعية، وأبرز المحاذير الهامة

فما هى العوامل المساعدة على حدوث فتق جدار البطن ؟

أى مرض أو عرض يؤدى إلى ارتفاع ضغط البطن مثل :

الإمساك المزمن.

الكحة المزمنة.

الحمل المتكرر.

تضخم البروستاتا.

أورام البطن و الحوض.

أى سبب يؤدى لضعف عضلات جدار البطن مثل :

القابلية الجينية .

جراحات البطن السابقة و خصوصا الجراحات المفتوحة.

السمنة المفرطة.

الأمراض المزمنة التى تؤدى إلى انخفاض كتلة العضلات مثل السكرى و الأورام السرطانية.

ما هى أشهر أنواع الفتق ( فتق جدار البطن ) ؟

الفتق الإربى

يوجد أكثر من نوع  من فتوقات جدار البطن و لكن الأشهر هى الأنواع التالية :

  • الفتق الإربى ( يمر من خلال أو عبر المنطقة الإربية).
  • فتق السرة ( و خصوصا فى الأطفال و بعد الحمل المتكرر ).
  • الفتق الجراحى ( و خصوصا بعد الجراحات المفتوحة).
  • الفتق الفخذى ( و خصوصا فى النساء) ، و لكنه نادر الحدوث.

ماهى أعراض الفتق وما هى خطورة تركه  بدون علاج جراحى ( ما هى مضاعفات فتق جدار البطن ) ؟

يظهر الفتق على هيئة بروز أو تورم من خلال جدار البطن ، و خاصة مع الكحة أو مع بذل مجهود عضلى ( الحزق ).

يمكن أن يتراجع الفتق للداخل تلقائيا أو يظل خارج تجويف البطن و يرده المريض بنفسه.

يزداد حجم البروز مع بذل مجهود عضلى أو مع الوقوف و يقل مع الاستلقاء على الظهر.

قد يصاحب هذا التورم ألم فى منطقة حدوثه مثل وجود ثقل يجذب المحتويات لأسفل.

فى حالات فتق المنطقة الإربية قد يصل لكيس الخصية فى نفس الناحية مما يسبب تضخمه.

فى حال ترك المرض بدون علاج و تفاقم الحالة قد لا يستطيع المريض رد الفتق داخل البطن و قد يتحول إلى فتق مختنق مما يؤثر على الإمداد الدموى للأمعاء.

الفتق المختنق

قد تسبب هذه المضاعفات انسدادا معويا أو غرغرينا بالأمعاء، و هى مضاعفات خطيرة قد تؤدى إلى الوفاة لا قدر الله.

هل يمكن تجنب حدوث الفتق أو علاجه بدون جراحة ؟

فى الواقع لا نستطيع الإجابة على هذا السؤال مباشرة بنعم أو لا.

و لكن يمكن القول أنه فى حال تجنب العوامل المساعدة للفتق مثل الإمساك أو الكحة يمكن تجنب الكثير من المضاعفات الممكنة.

كما ينبغى أن نوضح أن نوعا مثل الفتاق السرى لحديثى الولادة قد لا يحتاج لتدخل جراحى، و قد يختفى مع الوقت لاكتمال تصلب عضلات جدار البطن.

أما ما غير ذلك فغالبا ما يحتاج الفتق للتدخل الجراحى، و قد يكون تدخلا جراحيا طارئا لحدوث أحد المضاعفات.

اقرأ أيضا  طرق طبيعية للسيطرة على الفتاق.. هل يمكن السيطرة على الفتاق طبيعياً

بمعنى آخر لا يمكن عمل أى علاج للفتق طالما ظل موجودا إلا بالجراحة.

كيف يتم علاج الفتق جراحيا ؟ وهل يمكن عمل الجراحة بالمنظار ؟



تعتمد جراحة إصلاح أى فتق على عمل عدة خطوات تشتمل على الآتى :

  • تحديد مكان الفتاق و الكيس المحتوى عليه و تحديد مكوناته.
  • رد محتويات كيس الفتاق لمكانها المعتاد و استئصال الجزء الزائد من هذا  الكيس .
  • غلق أو تضييق الفتحة أو الثقب الذى يمر منه فتق البطن ( على حسب مكانه أو محتوياته ).
  • تقوية عضلات البطن إما بشبكة جراحية أو باستخدام تقنيات جراحية خاصة مثل تقنية شولديس أو تقنية مايو.

وعلى هذا يمكن القول أن جراحة إصلاح فتق جدار البطن يمكن أن تكون باستخدام شبكة جراحية أو بدون شبكة.

تعمل هذه الشبكة على تقوية جدار البطن كطبقة إضافية للعضلات، كما تساعد على حدوث عملية تليف للأنسجة مما يزيد قوة المنطقة فيمنع ارتجاع المرض.

و يمكن عمل الجراحة باستخدام المنظار الجراحى و الذى يساعد على عمل الجراحة من فتحات أصغر فى الحجم.

الجراحة المفتوحة و جراحة المناظير

كما تمكن جراحات المناظير من تثبيت الشبكة تحت عضلات البطن ، مما يجعل الألم بعد الجراحة أقل و يسهل من استشفاء المريض.

أما من ناحية التكلفة فقد تكون أعلى قليلا فى حالة جراحات المناظير عن الجراحة المفتوحة.

ما هى أهم تعليمات الطبيب للمريض فى فترة ما بعد الجراحة ؟

ينبغى على المريض اتباع التعليمات بدقة بعد الجراحة للحصول على أفضل النتائج.

يجب على المريض تجنب الأسباب المؤدية للفتق أو العوامل المساعدة فى حدوثه و أهمها الإمساك و الكحة المزمنة و السمنة و الحزق المستمر.

تجنب بذل المجهود الشاق و حمل الأغراض الثقيلة، لمدة ثلاثة أشهر على الأقل بعد الجراحة.

الإكثار من تناول الفاكهة و الخضروات و العصائر و الزبادى و الأكل شبه الصلب.

فى بعض الأحيان يفضل الطبيب ارتداء حزام للبطن لمدة شهرين على الأقل لتقليل الحمل على عضلات البطن و لتسريع عملية الالتئام.

هل توجد مضاعفات لجراحة إصلاح فتق جدار البطن ؟

مثل أى جراحة أخرى توجد بعض المضاعفات المحتملة فى جراحات إصلاح الفتق.

من أهم هذه المضاعفات ما يلى :

  • الألم :

قد يظل الألم موجودا بعد الجراحة بفترة، و يبدأ فى الاختفاء تدريجيا بعد تمام التئام الجرح.

قد يكون الألم بسبب التليف الناتج عن الشبكة ( لا بد من حدوثه لتقوية عضلات البطن )، و غالبا ما يتحسن هذا الألم مع الوقت.

شبكة إصلاح الفتق
اقرأ أيضا  طرق طبيعية للسيطرة على الفتاق.. هل يمكن السيطرة على الفتاق طبيعياً

فى بعض الحالات قد لا يختفى الألم تماما و يظل موجودا، وغالبا ما يكون بسبب بعض الغرز الجراحية أو بسبب تأثر بعض الأعصاب السطحية بالجراحة.

فى هذه الحالة قد يحتاج المريض لبعض العلاجات أو لعمل جراحة أخرى بعد مدة لإزالة ما يسبب الألم.

  • تورم الجرح و تجمع سائل مصلى تحت الجلد :

قد تحدث بعد الجراحة كنوع من تفاعل الجسم مع الخيوط الجراحية أو مع أنسجة الشبكة.

تزيد نسبة حدوثها مع مرضى السمنة.

تتحسن أغلب الحالات مع العلاجات و أحيانا تحتاج لشفط أو تفريغ المحتويات تحت إشراف الطبيب.

نادرا ما تحتاج لجراحة لمعالجتها، و لكن فى حال إهمالها قد تتلوث بعدوى بكتيرية و يتكون فيها خراج أو صديد.

  • العدوى الجراحية أو الالتهابات البكتيرية ( تكون خراج أو صديد ) :

قد تحدث فى الجرح أو تحت الجلد أو فوق الشبكة.

فى بعض الأحيان تتحسن و تزول مع المضادات الحيوية فى الحالات السطحية و البسيطة.

و فى أحيان أخرى تحتاج لإزالة الشبكة تماما و إعادة الجراحة لاحقا.

تزيد نسبة حدوث العدوى مع مرضى السمنة و السكرى.

  • ارتجاع الفتق :

يحدث ذلك غالبا بسبب استمرار أسباب الفتق مثل الإمساك و الكحة المزمنة و تضخم البروستاتا و السمنة المفرطة.

و لهذا يجب التنبيه على المريض جيدا قبل عمل الجراحة على تجنب هذه الأسباب قبل و بعد الجراحة، وعلى الالتزام بتعليمات العلاج.

هل من الممكن أن يحدث ضمور للخصية بعد إصلاح فتق إربى ؟

قليلا ما تحدث هذه المضاعفات حاليا و لكنها واردة الحدوث.

تزيد إمكانية حدوث ضمور الخصية فى حالات الفتق المرتجع أو الجراحات المتكررة على نفس المكان فى حالات المنطقة الإربية.

يحدث ذلك بسبب نقص الإمداد الدموى للخصية بعد الجراحة و اختناقها.

قديما كان بعض الجراحين يقوم بإزالة الخصية تماما أثناء عمل جراحات الإصلاح للفتق الإربى.

هل يمكن استخدام حزام الفتق بدلا من عمل الجراحة لإصلاح الفتق ؟

لا يفضل استخدام الحزام على الإطلاق فى علاج الفتق، و خاصة فى الأطفال.

أغلب الدراسات ترجح أن استخدام الحزام للفتق قد يتسبب فى زيادة نسبة المضاعفات و خاصة الالتهابات و الاختناق و حدوث الالتصاقات.

إضافة إلى ذلك فإنه فعليا لا يعتبر علاجا حقيقيا للفتق و لكنه يرده فقط للداخل.

حزام الفتق

أخيرا يجب التنبيه على أن مرض الفتق قد يشبه بعض الأمراض الأخرى، و يفضل المتابعة مع الطبيب للتفريق بينها.

الجراحة تحتاج لمتابعة لمدة طويلة بعد عملها و التزام بالعلاج.

تسرنا متابعتكم لنا و يهمنا رأيكم لنستمر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *