جراحات المناظير : كيف يتم عمل جراحات المناظير ؟ و هل من الممكن استخدامها فى جراحات الطوارىء ؟
جراحات المناظير .. كثيرا ما تتردد الكلمة أمام مسامعك، و خاصة فى المصابين بأمراض السمنة أو التهاب المرارة .
فهل تساءلت يوما عن سبب انتشار هذه الجراحات ؟
و لماذا تعتبر جراحات المناظير من الطفرات المذهلة فى التاريخ الطبى الحديث ؟
و كيف يتم عملها ؟ و كيف يمكن استخراج جسم كبير من داخل البطن من خلال فتحات صغيرة الحجم قد لا ترى أساسا ؟
فتحات جراحة المناظيركل هذه الأسلة و غيرها سنجيب عليها فى هذا المقال المبسط عن جراحات المناظير ، مع طرح نبذة بسيطة عن أشهر استخداماتها.
كيف و متى بدأت الفكرة الأولى لجراحات المناظير ؟
بدأت الفكرة فى أوائل القرن العشرين عندما استخدمها جراح ألماني على الكلاب .
ثم تم استخدامها بواسطة أطباء النسا و التوليد بدءا من عام 1910 فيما يخص تشخيص أمراض النسا و التوليد.
بعد ذلك تطور الأمر لعمل بعض جراحات النسا البسيطة مثل ربط قنوات الرحم أو استئصال أكياس المبايض الصغيرة.
و مع تطور تقنيات التلفزة و الرؤية عن بعد تطور استخدام المناظير من مجرد التشخيص و الجراحات البسيطة إلى استخدامها لعمل جراحات أكبر و أكثر تطورا.
و فى أوائل الثمانينات تم عمل أول جراحة استئصال زائدة دودية بالمنظار، ثم تبعتها جراحة استئصال المرارة بالمنظار عام 1985 ثم 1987.
و مع تطور التقنيات و تحديث الآلات الجراحية توسع مدى استخدام جراحات المناظير ، حتى تم استخدامها فى جراحات السمنة المفرطة و استئصال أورام و سرطانات البطن و القفص الصدرى.
كيف يتم إجراء جراحات المناظير و كيف يتم استخراج الأجزاء المستأصلة كبيرة الحجم من الفتحات الصغيرة ؟
يتم نفخ البطن بغاز ثانى أكسيد الكربون على مستوى معين من الضغط.
تتيح هذه العملية توسيع المسافة بين جدار البطن و أعضاء البطن الداخلية، مما يعطى الجراح مساحة أكبر للتعامل مع الألات و الأعضاء لتنفيذ الجراحة.
يتميز ثانى أكسيد الكربون بأنه خامل غير قابل للاشتعال، و يتقبله الجسم و يتمكن من التخلص منه عن طريق الرئة.
يتم إدخال كاميرا البطن ( و التى يكون لها أطوال معينة و زوايا خاصة لرؤية البطن و استكشافها بالكامل).
تستخدم ألات المناظير من خلال فتحات صغيرة تتراوح من 0,5 سم إلى 1,5 سم من خلال مدخلات خاصة.
تتم الجراحة من خلال استخدام الألات و بعرض صورة الكاميرا على شاشة كبيرة الحجم لتوضيح التفاصيل و تكبيرها، مما يعطى ميزة أخرى للجراح أثناء الجراحة.
جراحات المناظير و تكبير الصورة على الشاشةفى حال الاحتياج إلى عمل وصلات داخل البطن تستخدم دباسات خاصة لهذا الغرض.
كما تستخدم أدوات خاصة لغلق الأوعية الدموية و السيطرة على أى نزيف .
فى حال عمل المناظير للصدر أو للمفاصل ( كالركبة و الكتف ) يتم استخدام ألات أخرى و ضبط الضغط على قيم مختلفة حسب طبيعة المكان و نوع الجراحة.
يمكن استخراج العضو المزال من خلال فتحات المناظير بعد شفط المحتويات الداخلية له ( مثل المرارة أو المعدة ).
و يمكن استخراجها بواسطة وضعها داخل أكياس خاصة تتحمل الضغط عبر نفس الفتحات.
و فى حالة الأورام كبيرة الحجم يمكن استخراجها من فتحات مستقلة لا تسبب الألم ( أسفل البطن كجرح القيصرية أو فتحة جانبية صغيرة بحجم 4- 5 سم ).
ما هى الجراحات التى يمكن عملها باستخدام المناظير ؟
- يمكن عمل أغلب جراحات البطن باستخدام المناظير الجراحية مثل :
استئصال المرارة بالمنظار.
استئصال الزائدة الدودية.
استئصال القولون و أورام القولون.
استئصال الرحم و المبايض.
استئصال المعدة و الطحال و أورام الكبد.
تكميم المعدة و تحويل مسار المعدة.
إصلاح فتق الحجاب الحاجز و ارتجاع المرىء.
إصلاح فتق جدار البطن
استئصال البنكرياس و أورامه.
استئصال الكلى و الغدد الكظرية.
- جراحات مناظير المفاصل ( الركبة و الكوع و الكتف).
- جراحات القفص الصدرى مثل :
أخذ عينات من أورام الرئة.
قطع العصب السمبثاوى بالصدر ( تستخدم لعلاج زيادة تعرق اليدين).
استئصال أورام الرئة الصغيرة.
تغيير صمامات القلب.
استئصال المرىء.
جراحة على الرحم بالمنظار- كما تستخدم فى أغلب علاجات العقم و أمراض النسا و التلقيح الصناعى.
ما هى مميزات جراحات المناظير عن الجراحة المفتوحة العادية ؟
يعتبر التخلص من الجرح التقليدى لأى جراحة من المزايا الهائلة لجراحات المناظير.
حيث تتم الجراحة من خلال فتحات صغيرة بجدار البطن ( من 3 – 5 فتحات ) لا يتعدى طولها 1،5 سم مما يؤدى إلى :
تقليل الإحساس بالألم و تقليل استخدام المسكنات.
تقليل مضاعفات الجروح من التهابات و عدوى أو عدم الالتئام أو حدوث الفتق الجراحى.
سرعة عودة المريض لنشاطه العادى و سرعة خروجه من المستشفى ( يخرج الكثير من المرضى بعد يوم واحد من الجراحة).
تقليل نسب العدوى و الالتهابات بصفة عامة و ذلك لتقليل التعامل مع الأنسجة و الأعضاء.
تقليل حدوث النزيف و مضاعفاته أو مضاعفات نقل الدم.
جروح المناظير مقارنة بجروح الجراحة المفتوحةهل يوجد عيوب أو مضاعفات لجراحات المناظير ؟
تقل مضاعفات و مشاكل الجراحة بصفة عامة باستخدام المناظير.
لكن يظل هناك بعض المضاعفات الواردة مع و بعد الجراحة مثل :
حدوث فتق فى مكان دخول المنظار.
تسمم ثانى أكسيد الكربون فى حال طول مدة الجراحة و ضعف قدرة الجهاز التنفسي للمريض على التخلص من الغاز من الجسم.
قد يعانى بعض المرضى من وجع بالكتف بعد الجراحة، و غالبا ما يكون بسبب تهيج الحجاب الحاجز من ثانى أكسيد الكربون.
احتمال الاحتياج لتحويل الجراحة إلى جراحة مفتوحة عند تعسر استكمالها.
إصابة أحد أعضاء البطن عند إدخال آلات الجراحة مع عدم ملاحظة ذلك.
التقليل من قدرة الجراح على ملامسة أنسجة الجسم ( تفيد الجراح فى بعض الجراحات مثل جراحات الأورام لتحديد أماكن انتشار الورم ).
و مع تقدم التقنيات و ازدياد خبرة الجراح تقل هذه المضاعفات، و يمكن علاج أغلبها.
ألات المناظيرما هى الموانع الأساسية من الخضوع لجراحات المناظير ؟
مثل أى جراحة أخرى تتواجد بعض الموانع للجراحة ، ولكن فى جراحات المناظير تتمثل الموانع الأساسية فى الآتى :
مشاكل الجهاز التنفسى الشديدة أو مشاكل عضلة القلب ( أو تواجدهما معا ).
ارتفاع ضغط الوريد البابى ( مرضى تليف الكبد و فشل الكبد) .
وجود جراحات سابقة بالبطن ( و خاصة التى صاحبها التهابات بالغشاء البريتونى ).
هل من الممكن استخدام جراحات المناظير فى حالات الطوارىء ؟
بالطبع يمكن ، بل يفضل أحيانا ، استخدام جراحات المناظير فى حالات الطوارىء.
و ذلك لأنها تعطى ميزة التشخيص و العلاج معا لكثير من الحالات .
مثال على ذلك حالات ألام البطن الشديدة و التى قد يشك فى سببها ( التهاب بالزائدة الدودية أو حمل خارج الرحم أو انفجار كيس على المبيض أو انفجار قرحة بالاثنى عشر ).
يمكن المنظار الجراح من معرفة السبب و استكشاف البطن بالكامل، ثم يقوم الجراح بعمل اللازم حسب التشخيص .
و فى بعض الحالات يساعد المنظار على تشخيص الحالة، و التى قد لا تحتاج لتدخل جراحى، مما يوفر على المريض جرح الاستكشاف الجراحى.
قبل إجراء الجراحة يتم مراجعة الطبيب المختص للتعرف على خطوات الجراحة و أهميتها.
تابع معنا عزيزى القارىء المقالات القادمة على الموقع و التى سنشرح فيها بعض جراحات المناظير المنتشرة .
نسأل الله أن يمن على كل مريض بالشفاء، و أن يمتعنا بالصحة و العافية.