الشمس.. رصد الشمس.. الشمس في منتصف الليل.. النهار المظلم

الشمس.. رصد الشمس.. الشمس في منتصف الليل.. النهار المظلم



رصد الشمس

من المؤكد أن الشمس هي سبب الظواهر الطبيعية المختلفة التي تؤثر تأثيرا

كبيرا في ظروف الأرض وظروف الحياة فوقها، لذلك فإن العلماء يوجهون عناية

فائقة لدراستها من أجل فهم الظواهر الجيوفيزيقية.

لما لذلك من أثر بالغ في حياة أهل الأرض، ومن هنا تأتي المتابعة المستمرة

لحركة الأرض والرد الدائم لما يطرأ عليها من متغيرات.

ولقد حدث تقارب بين الأمم ونشأ تعاون دولي من أجل مراقبة الشمس

فهي ترصد في شتى أرجاء الأرض ساعة بساعة ودقيقة بدقيقة على طول العام ،

حسب جدول متفق عليه بين الأمم.

إن الأرض عندما تدور حول محورها وتتبع أجزاؤها بعضها بعضا نحو

الظلام، وبعد انقضاء الليل عندما تخرج من جديد إلى ضوء الشمس تتعاقب

عمليات الرصد من قطر إلى آخر.

بحيث تصير الشمس على الدوام تحت أعين المناظير الفلكية المكبرة في أكثر

من مرصد.

إن الشمس عندما تدنو من الأفق ولا يسهل رصدها في أمريكا مثلا تتجه

إليها الأعين في اليابان ونيوزيلندا واستراليا ومن بعدها تتولى الهند عمليات

الرصد فإذا ما تحركت الأرض يأتي دور روسيا وأوروبا وإفريقيا وهكذا

دواليك، من أجل أن تتم دائرة كاملة من الرصد خلال يوم واحد وتعود من

جديد إلى أمريكا لتأخذ دورها في الرصد من جديد.

إن الشمس أكبر ظواهر الوجود بالنسبة لأهل الأرض. وإن أهل الأرض

دائما عيونهم إلى الشمس.

وبسبب إيمان العلماء بهذه الحقيقة فإنهم يتعاونون على المستوى العالمي في

محاولة دراسة الشمس وتفهم ظواهرها المختلفة والمتعددة، ومن مظاهر ذلك

التعاون اختيارهم عام ١٩٥٧، ١٩٥٨ ليكون العام العالمي لدراسة طبيعيات

الأرض، وقد اختير هذا العام لأنه يتفق مع الفترة الزمنية التي يبلغ خلالها

النشاط الشمسي أقصاه حيث يكثر وجود البقع الشمسية، وتمتد ألسنة اللهب

وتكثر مناطق البريق وغير ذلك من اضطرابات تحدث على سطح الأرض وفي

اقرأ أيضا  أجمل الأماكن السياحية لكبار السن في دبي .. دليل اماكن سياحية لكبار السن في دبي

جوها، حيث تتغير تلك الأحداث والظواهر بين الزيادة والنقصان بدرجة منتظمة

دورة زمنية مدتها ١١.٥ سنة، ولقد ازداد النشاط هذا العام أو خلال تلك

الفترة ١٩٥٧، ١٩٥٨ زيادة كبيرة لم تحدث خلال قرنين سبقا من الزمان، حيث

بلغت نسبة الزيادة نمحو ٣٠% إذا قورن بالدورات الثماني عشرة السابقة وأطلق

على هذه السنة “السنة الدولية الجيوفيزيقية” وقد ساهم في هذا النشاط ١٥٠ دولة

من بينها مصر، وتم فيها أكبر تعاون دولي لدراسة الظواهر الطبيعية لكوكب

الأرض التي ترتبت على النشاط الشمسي وقد أعيدت الدراسات التي تمت

خلال هذا العام مرة أخرى خلال الفترة ١٩٦٤، ١٩٦٥ حيث كان النشاط

الشمسي في أدنى قيمة وأطلق على هذا العام السنة الدولية للشمس.


وقد تم خلال هذين العامين دراسة الغلاف الجوي وعلوم البحار الطبيعية

والمغناطيسية والأيونوسفير.

وثمة عام آخر أطلق عليه العلماء عام الشمس إنه عام ١٩٧٣ وذلك بسبب

الرحلة الهامة التي قام بها معمل الفضاء الأمريكي (سكاي لاب) والتي بلغت

ثلاث رحلات حيث قام بالالتحاق بالعمل وأجرى قياسات هامة ساعده في

إنجازها أنه كان يحمل مرصدا فضائيا ضخما ساهم في التقاط الكثير من الصور

لقرص الشمس، ولما يندلع منه من ألسنة وما ينتشر فوقه من بقع داكنة فضلا

عن قياس شدة الإشعاعات الصادرة عن الشمس.

لقد استعان المرصد بالمرشحات الزجاجية المعتمة التي قامت بحجب قرص

الشمس خلفها من أجل تصوير ما يبرز من هذا القرص من ألسنة تندلع خارجه

وتمتد لمسافات بعيدة في الفضاء مبتعدة عن الشمس وقد يصل في ابتعادها نحو

٥٠٠ ألف كيلو متر.

وثمة عام آخر كان تاريخيا بالنسبة للنشاط العلمي لدراسة الشمس، إنه

عام ١٩٧٥، حيث تحقق فيه التحام سفينتي الفضاء: أبوللو التي تتبع الولايات

المتحدة الأمريكية، وسيوز التي تتبع الاتحاد السوفيتي (سابقا) وحاليا (روسيا)

وقد حدث ذلك الالتحام يوم ١٧ يوليو عام ١٩٧٥، واستمر نحو ٤٤ دقيقة ثم

اقرأ أيضا  الشمس.. التغير اليومى للحرارة، التغير السنوي للحرارة ، طول النهار.

انفصلت السفينتان لكن ظل التعاون قائما بينهما في الفضاء من أجل تصوير

الشمس ودراستها فقامت السفينة أبولو بحجب قرص الشمس حتى يستطيع رواد

مركبة الفضاء الروسية تصوير الشمس.

إن أثر الشمس في الحياة على ظهر الأرض واضح وظاهر ولذلك تتجه

جهود العلماء دائما لرصدها في كل الأوقات وفي كل الأحوال.

الشمس في منتصف الليل

يرتبط زحف الليل بظلامه والنهار بضيائه على الأرض بحركة دورانه حول

محورها من الغرب إلى الشرق.

والمتوقع أن يكون نصف اليوم نهارا يسوده الضياء والنصف الآخر ليلا

يسوده الظلام، وكلاهما أمر مطلوب من أجل أن تستقيم الحياة فالإنسان يعمل

فيحتاج إلى النهار بضيائه ويستريح من أجل أن يعمل في الغد فيحتاج إلى الليل

بظلامه.

يقول تعالى معبرا عن هذه الحقيقة في كتابه الكريم وجعلنا الليل لباسا

، وجعلنا النهار معاشا.

انتصاف اليوم إلى ليل ونهار بشكل متساو لا يتحقق كثيرا أي يطول الليل

أحيانا فيقصر النهار، ويطول النهار أحيانا فيقصر الليل، إذ أنه لا يتساوى في

المكان الواحد الليل والنهار إلا في أوقات قليلة، وتختلف مدتاهما لسببين :

1 – اختلاف الفصول.

2- اختلاف خط العرض.

وفي البلاد أو المناطق التي تقع عند خطوط العرض المتوسطة (مثل مصر)

لا يزيد طول أي من الليل أو النهار عن الآخر بل يفترقان بساعات قليلة.

وفي المناطق التي تقع عند خطوط العرض العليا، أي قرب القطبين يطول

الليل كثيرا عن النهار خلال نصف العام الأول، ثم يطول النهار كثيرا عن الليل

خلال نصف العام الثاني ويكون ذلك عند خط عرض ٦٧.٥ شمالا أو جنوبا،

في مناطق مثل السويد والنرويج وألاسكا جرينلاند وشمال سيبيريا، وعند قمة

الجليد القطبية أو الجنوبية وتظهر في هذه المناطق ظواهر طبيعية عجيبة فسكان

هذه المناطق قد يطول عندهم الليل إلى حد بعيد، فيشمل أغلب المدن بينما

يقصر النهار إلى حد عجيب وكما يقصر الليل ويطول النهار ويكون الفارق بين

اقرأ أيضا  الشمس.. مكونات الشمس.. البقع الشمسية.. هالة الشمس

الاثنين ساعات فإن الليل ربما طال ليظل ستة شهور متصلة بينما يستمر النهار

مستمرا ستة أشهر أخرى.


وبصفة عامة يمكن تقسيم المنطقة الغربية من القطب إلى أربع مناطق على

النحو التالي :

١ – منطقة الليالي المضيئة:

وهي المنطقة الواقعة بين خطي عرض ٤٩، ٥ ,٦٥، يظهر الشفق طوال

الليل قبيل زمن الانقلاب الصيفي يوم ٢٢ يونيو فيعم الضوء الخافت سماء الليل

بعد غروب الشمس لأن الشمس تسبح قرب الأفق ولذلك يبدو الشفق فوق

الأفق طوال الليل مبددا الظلام.

٢ – منطقة شمس منتصف الليل:

وهي المنطقة الواقعة بين خطي عرض ٦٥.٥، ٦٧.٥ ويظهر قرص الشمس

بين غيوم حلكة الليل يسبح فوق الأفق عند منتصف الليل.

٣ – منطقة النهار المظلم:

وهي المنطقة الواقعة بين خطي 67,5 و 83.5 .

وهنا يطول النهار إلى ٢٤ ساعة في شهر يونيو بينما يطول الليل إلى ٢٤

ساعة في شهر ديسمبر فاليوم لا يبدو وفيه شروق أو غروب حيث يتصل شفق

الصباح بشفق المساء.

٤ – المنطقة القطبية :

وهي المنطقة الواقعة بين خطي ٨٣٥ و ٩٠ ويمكن تقسيم المدة بين يومي

٢٢ يونيو و ٢٢ ديسمبر (الانقلابين) إلى خمس فترات مر بها هذه المنطقة :

أ- الفترة الأولى هي فترة الضوء المتصل الذي يغمر المنطقة طوال اليوم.

ت- فترة يتخلل فيها الشفق ضوء النهار ولا يحل بعده أي ظلام وإغما

يستمر سطوع النهار.

ج – فترة يغمر فيها الشفق المنطقة طوال الأيام ولا يتخللها نهار واضح الضياء أو ليل واضح الظلام.

د- فترة يكون فيها الشفق متصلا، لمكن يتخللها وقت يشتد فيها ظلام

الليل عند انتصافه.

هـ -فترة يسود فيها الظلام الحالك المتصل طوال اليوم.

هذا ما يحدث خلال نصف العام الأول أما خلال المدة من ٢٢ ديسمبر

وحتى ٢٢ يونيو من العام التالي فإن هذه الفترات تتعاقب ولكن بترتيب عكسي.

محمد إسماعيل الجاويش



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *