السمنة المفرطة .. من أخطر أمراض العصر .. ماذا يعني هذا المصطلح؟ و كيف نقي أنفسنا منها؟

السمنة المفرطة .. من أخطر أمراض العصر .. ماذا يعني هذا المصطلح؟ و كيف نقي أنفسنا منها ؟

السمنة المفرطة تعتبر أحد أهم أمراض هذا العصر و أكثرها انتشارا.



و بالطبع هي تهدد ملايين من البشر حول العالم لما تردي إليه من مخاطر صحية متعددة.

ربما كانت السمنة أحد الأمور التي عانى منها البشر دائما باختلاف الزمن، لكن بدأ مؤخرا أن ينتشر مصطلح اكثر خطورة و هو ” السمنة المفرطة “.

إذن كلاهما موجود و لكن بالطبع السمنة المفرطة أشد فتكا بالإنسان من السمنة وحدها.

لذا كان يجب علينا توضيح الفرق بين الأمرين.

السمنة المفرطة لها أسباب عديدة، و أصبح العلم اكثر اهتماما بهذا الشأن و لكن الى الآن ليس هناك سببا مجددا لذلك.

و إنما هي مجموعة من العوامل الجينية و البيئية و الاجتماعية التي تؤدي للبدانة في منتهى المطاف.

و مع كل ذلك إلا اننا لازلنا نمتلك الحلول الكثيرة من أجل التخلص من السمنة المفرطة.

حتى تعود و تمارس حياة طبيعية و تمارس كافة الأنشطة التي تريد ممارستها.

تلك الأنشطة التي من الممكن أن تكون لم تمارسها و لو مرة واحدة في حياتك، فهناك دائما ما كان يعوقك ” الكرش”.

لكن و قبل أي شيء يجب أن تمتلك إرادة قوية و ترغب في التغيير.

ما هي السمنة المفرطة ؟

السمنة المفرطة تعني أن يزيد وزن المريض بما يعادل اكثر من ٤٥ كجم عن الوزن المثالي المفترض.

كما يمكن تحديد ذلك أيضا من خلال قياس مؤشر كتلة الجسم.

مؤشر كتلة الجسم هو ما يسمى بالانجليزية ب ” body mass index”

و اختصارا تعرف ب “BMI”.

و هو حاصل قسمة الوزن بالكيلو جرام على مربع الطول بالأمتار.

و بناء على القيم الناتجة من الممكن تقسيم الأوزان من الطبيعي إلى السمنة المفرطة على النحو التالي :

طبيعي ١٨.٥ – ٢٤.٩

وزن زائد ٢٥- ٢٩.٩

السمنة او البدانة من الدرجة الأولى ٣٠ – ٣٤.٩

اقرأ أيضا  أنواع البذور التي تساعدك على محاربة السمنة والتخلص من الكرش

السمنة او البدانة من الدرجة الثانية ٣٥ – ٣٩.٩

السمنة المفرطة ٤٠ <

ما هي أهم أسباب السمنة المفرطة؟ 

لعل أحد أهم تلك الأسباب هي العادات اليومية السيئة التي نكررها يوميا دون أن ندري اننا بهذا نقتل أنفسنا.

و على رأسها تناول الوجبات السريعة المشبعة بالدهون.

عدم ممارسة الرياضة أمر آخر خطير يؤدي إلى تفاقم الأمور.

الرياضة بالفعل غذاء الروح و التي تساعد على ارتفاع معدل حرق الدهون لدى الإنسان.

ناهيك عن التكنولوجيا الحديثة التي حدت كثيرا من الأعمال التي كان يقوم بها يدويا.

فما الذي يجبرني ان اقوم بكذا و كذا طالما انه يمكن عمل ذلك مجهود بل و توفير للوقت و الطاقة.

و بالطبع هو تفكير خاطئ، فأنت لا تعرف كيف تضر نفسك بذلك.

الاستخدام المتواصل للسيارات و الإبتعاد شيئا فشيئا عن الدراجات الهوائية هو آخر امر ساعد على تراكم تلك الدهون.



في الزمن الفائت كان المشي أمرا حتميا لقضاء ما تريد و الآن أصبح المشي منسيا و استبدل بكل ما هو معتمدا على المحروقات.

لعبة الجينات و الوراثة :

و لكن هناك سبب آخر عكف العلماء على دراسته و توسعوا في ذلك الا و هو العامل الوراثي و التدخلات الجينية.

و وجد ان هناك هرمونا يلعب دورا كبيرا في ذلك الا و هو هرمون اللبتين ” leptin”.

و تم عمل العديد و العديد من الدراسات في هذا الشأن، توصل بعض العلماء إلى أن حوالي ٤٠-٧٠ ٪ من الحالات المصابة ب السمنة المفرطة ترجع لأسباب جينية.

كما أعلن احد الباحثين عن التوصل لجوالي خمسة جينات مرتبطة بالشهية تؤدي إلى السمنة.

هذا بخلاف الإعلان عن اكتشاف ١٢٧ جين مرتبطين بشكل مباشر مع السمنة.

و لعل أبرز تلك الجينات هو الجين المذدهر او thrifty genotype, و هو موروث من الأجداد.

و تعمل تلك الجينات على زيادة الخمول لدى الإنسان، كما تدفعه أيضا لزيادة الاكل المتناول.

و يصعب على الشخص أيضا التحكم في شهيته، كما قد تعمل أيضا تلك الجينات على تثبيط عملية التمثيل الغذائي.

اقرأ أيضا  الكرش .. كيفية التخلص من الكرش و تخسيس البطن .. تمارين البطن المطلوبة

و قد تساعد أيضا على تكوين خلايا دهنية بشكل اكبر و في المقابل يزداد الوضع سوءا في معدلات حرق السعرات الحرارية.

و بالحديث عن الجينات المتوارثة من الأجداد، قديما كان الإنسان في العصور الأولى دائم الحركة.

فتارة يبحث عن فريسة او ثمرة او اي شيء يعينه على الحياة و تارة أخرى كان عليه التحرك السريع للهروب من الحيوانات المفترسة.

بناء منزله او قاربه كان يحتاج منه مجهودا عظيما، ربما كل ما يحتاجه بحياته كان يستلزم مجهودا أضعاف ما نبذله الان.

لهذا كانت تلك الجينات هي المسيطرة و المتوارثة بين الاجيال و بتغير الحال إلى ما نحن عليه الآن من رفاهية تغيرت تلك الجينات المتوارثة أيضا.

ما هي الأعراض الجانبية ل ” السمنة المفرطة ” :

بالطبع السمنة المفرطة لها العديد من الأعراض الجانبية و المضاعفات السيئة بل و المخيفة و التي قد تؤدي في النهاية إلى الوفاة.

من أبرز تلك المضاعفات التأثير على القلب و الأوعية الدموية.

و ما يحدث من تغيرات في الدورة الدموية لجسم الإنسان حيث تؤدي السمنة المفرطة إلى ارتفاع ضغط الدم و تصلب الشرايين.

و تراكم الدهون و الكوليسترول في الدم مما يزيد من فرصة الإصابة بالجلطات الدموية الشريانية و الوريدية على حد سواء.

كما تؤدي أيضا إلى الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

بخلاف أمراض الجهاز الهضمي خاصة التهاب المرارة و تكون الحصوات و عسر الهضم.

و السمنة المفرطة أيضا قد تعرض السيدات لمخاطر كبيرة أثناء فترة الحمل و الولادة، فتحتاج فيها السيدات إلى عناية خاصة.

و تؤدي أيضا إلى اضطراب في عمل الغدد الصماء و افرازها الهرمونات.

ناهيك عن أمراض الرئة و الجهاز التنفسي، بخلاف أيضا صعوبة التنفس أثناء النوم.

إلى جانب كل ما سبق فإن مريض السمنة المفرطة يعتبر صيدا سهلا لأمراض و التهابات المفاصل التنكسية.

كل هذا قد يؤدي في الاخير إلى اضطرابات نفسية شديدة لمريض السمنة المفرطة.

اقرأ أيضا  الرجيم و إنقاص الوزن (دليل التخسيس الشامل و بيان السعرات الحرارية)

طرق الوقاية و العلاج من السمنة المفرطة :

اتباع برنامج غذائي محكم و منضبط عنصرا اساسيا للحفاظ على الجسم و الإبتعاد به عن السمنة.

كذلك ممارسة الرياضة بشكل دوري و منتظم أمر في غاية الأهمية و على رأس تلك الرياضات ” رياضة المشي”.

و الاهم من ذلك هو الاستمرارية في ممارسة الرياضة للحفاظ على ما وصلت له من نجاح، على الاقل و لو ساعة يوميا.

فذلك قد يساعد كثيرا في زيادة معدل الحرق.

تغيير نمط الحياة بشكل عام امر مطلوب من أجل الحفاظ على الوزن مثاليا.

تناول كميات كافية من الألياف في وجباتك فهي تساعد على الشعور بالشبع دون الضرر بالوزن.

يجب أن تقلل بشكل كبير من تناولك للدهون و الزيوت و السكريات.

قد يساعدك تسجيل ما تناولته خلال اليوم في ذلك الأمر كثيرا، فهو بمثابة كشف حساب لنفسك.

هناك أيضا بعض ال مستحضرات الطبية المستخدمة في علاج السمنة المفرطة و التي تساعد على تقليل الشهية و زيادة معدل حرق الدهون.

على رأسها مستحضر ” اورليستات” و ” سلبيوترامين”.

و لكن و بكل تأكيد تلك الأدوية بالطبع لها اعراض جانبية أخرى مثلها مثل أي مستحضر دوائي اخر.

أحدث العلاجات ل ” السمنة المفرطة ” :

مؤخرا ظهرت صيحة جديدة و مهمة في طرق العلاج و التخلص من السمنة المفرطة او البدانة.

الا و هي التدخل الجراحي.

و هناك انواع كثيرة من الجراحات على رأسها استئصال جزء من المعدة – تكميم المعدة – تركيب البالون بالمعدة.

أظهرت تلك الجراحات نجاحا رائعا و لكن بالطبع هناك حالات أخرى لم تنجح.

و ظهرت أيضا المضاعفات على بعض المرضى لعل أكثرها انتشارا سوء الهضم و امتصاص العناصر المهمة من الغذاء.

و قد وصلت نسبة الحالات التي أصيبت بمضاعفات إلى حوالي ٤٩٪ من إجمالي حالات التدخل الجراحي.



و قد تناولنا هذا النوع من الجراحات في احد المقالات التي تناولت الحديث عن ” جراحات السمنة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *