كيف تستفيد من الذكاء الاصطناعي.. وهل يهدد الذكاء الاصطناعي وجودنا البشري بالفعل؟
سوف نتعرف فى هذا المقال على الذكاء الاصطناعي كيف تستفيد من الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، وهل بالفعل قد يهدد الأمان الوظيفي لكثيرين؟ وما هي المجالات التي يمكن الاعتماد عليه فيها؟
فأمام اجتياح واسع لتقنيات الذكاء الاصطناعي في مجالات لم يعد هناك حصر لها، أصبح العديد يشعرون بالتهديد والخوف من فقدان وظائفهم، وآخرون يخافون من تمرد الآلة على الإنسان وسعيها لتدميره، بينما يرى فيه البعض فرصة لتطور البشرية وأيضًا حل لمشكلاتها.
كما أن الأهم مع طوفان الـ AI المتسلسل إلى كل نواحي حياتنا اليوم، أن نفهم الذكاء الاصطناعي ومجالات تطوره، وأيضًا كيف يمكن الاستفاده منه دون ذعر أو تخوفات قد تعطلنا عن مواكبة التغييرات على شكل الحياة الذي اعتدناه.
ما هو الذكاء الاصطناعي؟
ففي تحديد ما هو الـ AI؟ يحب أن ندرك أن هدفه هو محاكاة العقل البشري. كما أنه استطاع أن يُحدث ثورة في هذا المجال، فالذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence يعني أن تقوم الآلة أو البرامج الحاسوبية بأداء المهام وذلك بنفس القدرات الذهنية التي يمتلكها البشر، والتي تقوم على التفكير والتحليل وأيضًا التعلم والاستنتاج بناء على منطق.
كما بدأت عمليات أبحاث الذكاء الاصطناعي منذ عام 1956 على يد عدد من العلماء، من أهمهم العالم الأمريكي جون مكارثي الذي عرّفه بأنه “علم وهندسة صنع الآلات الذكية”، وهربرت سيمون الذي أسس مختبرات حول الذكار الاصطناعي داخل معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وتوقع عام 1965 “أن الآلات سوف تكون قادرة على القيام بأي عمل يقوم به الإنسان خلال عشرين عامًا”
كذلك يبدو أننا نعيش هذه الأيام توقعات سيمون، وفي حين أن العديد من العلماء أوضحوا أن الآلات يمكنها أن تقوم بالأعمال البشرية وذلك بإتقان فائق، ولكنها ما زالت لا تمتلك الذكاء العاطفي والذي يمكنها من التفاعل مع المشاعر.
في حين صارت الآلات قادرة على التعلم بنفسها من البيانات المتوفرة لهم وأيضًا الخوارزميات دون الحاجة لبرمجتها، ويكون لديها القدرة على القيام بتوقعات صحيحة.
ما هى مجالات الذكاء الاصطناعي؟
كذلك مع تحول تنبؤات الأفلام وتصورات العلماء عن المستقبل إلى واقع يمكننا معايشته الآن، كما يجب علينا اللحاق به، يجب فهم أن الذكاء الاصطناعي علم متعدد التخصصات، وأيضًا متفرع المجالات.
1. ذكاء اصطناعي محدود
كما تتشعب أنواعه من الذكاء الاصطناعي المحدود أو الضعيف Weak AI والذي يجعل الآلات قادرة على الاستجابة لمهمة معينة:
- أولاً ترشيحات البريد الإلكتروني العشوائية.
- كذلك ترشيحات مواقع التسوق أونلاين.
- بالإضافة إلي السيارات ذاتية القيادة.
- والمساعد الشخصي.
- أخيرًا محركات البحث.
2. ذكاء اصطناعي قوي
أما بالنسبة عن الذكاء الاصطناعي القوي Strong AI أو الذكاء الاصطناعي العام General AI فهي الآلات التي يمكنها الاقتراب وأيضًا محاكاة قدرات العقل البشري الذهنية. بالإضافة إلي الاعتماد على المنطق وذلك للوصول إلى حلول مناسبة، كما تعمل هذه الآلات دون إشراف ولكن من البيانات المتوفرة لها وتحليلها.
أنواع الذكاء الاصطناعي
حيث يمكن تقسيم الذكاء الاصطناعي إلى أنواع أربعة- تم تحديدها من قبل أرند هينتز الأستاذ في علوم وهندسة الكمبيوتر بولاية ميتشجان وذكرها موقع techtarget- وهم كما يلى:
1. آلات رد الفعل Reactive Machines
حيث تعتمد على مبادئ بسيطة للذكاء الاصطناعي، فهي فقط رد فعل بناء على إدراك العالم المحيط بها، لكن دون ذاكرة تخزين.
كما تظهر في ألعاب الشطرنج الآلية التي قد تهزم الإنسان بالعتماد على البيانات والتنبؤ، ولكنها لا تستطيع تكوين خبرات سابقة وتبني عليها ردود أفعال جديدة، ففي كل مرة سوف تتفاعل مع الحدث بنفس الطريقة.
2. ذاكرة محدودة Limited Memory
كما تتمتع الآلات التي تعمل بذاكرة محدود بالقدرة على تقييم المواقف وأيضًا اتخاذ قرارات ملائمة، وذلك نتيجة لامتلاكها ذاكرة تخزين.
كما يحدث داخل السيارات ذاتية القيادة فعن طريق الخبرات السابقة تقدم الآلة رد فعل متوافق مع المعطيات المقدمة لها.
3. نظرية العقل Theory of mind
وهي لا زالت نظرية لم يتم التوصل لها حتى الآن، فهي تهدف لوجود آلات الذكاء الاصطناعي القادرة على فهم مشاعر البشر وأيضًا الحيوانات. بالإضافة إلي الواقع المحيط بها.
والبدء في اتخاذ قرارات أو رودود أفعال بأنفسهم بناءا على ذلك، فهذه النظرية قائمة على فهم الآلة واستيعابها للعقل وقدراته بالإضافة إلي تقلبات المشاعر دون تدخل بشري.
4. الوعي الذاتي Self Awareness
كما يمكننا أن نعتبر هذا النوع من الذكاء الاصطناعي هو المرحلة الأخيرة، بمعنى الذروة التي لا يمكن أن يعقب حدوثها شئ ويترقبها كثيرون.
فمن توقعات مستقبل آلات الذكاء الاصطناعي بعد حدوث نظرية العقل، أن تمتلك الآلة وعيًا ذاتيًا بنفسها ودورها في الواقع المحيط بها، وأيضًا أن تتفهم مشاعر الآخرين ودوافعم واحتياجاتهم.
كما يتوقع العلماء أن تمتلك الآلة إدراكًا ووعيًا يوزاي البشر، ولكن يعتمد تحقيقه على تحديد وفهم الوعي، وكيف يمكن تكراره وبناؤه داخل الآلة.
أمثلة الذكاء الاصطناعي
كما بدا واضحًا في السنوات الأخيرة، ومع التقدم السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، المجالات والأمثلة التي تغلغل إليها واستخداماته، كذلك فإن بعضها اعتمد على الدمج مع تقنية الذكاء الاصطاعي والآخر هو أحد فروعه، فمن مجالات الذكاء الاصطناعي ما يلى:
1. تعلم الآلة Machine Learning
وهو يمنعى أن تمتلك الآلة القدرة على التعلم من البيانات المتوفرة لديها والخوارزميات دون برمجة أو إشراف بشري متخصص، عن طريق التقييم والقدرة على التنبؤ
2. الرؤية الآلية Machine Vision
بمعنى أن تمتلك الآلة القدرة على الرؤية وتحليل ما ترى عن طريق كاميرا، وغالبا ما تُستخدم في تحيل الصور والفحوص الطبية المصورة، بالإضافة إلي مساعدة فاقدي البصر.
3. معالجة اللغة الطبيعية NPL
وهي تعد تقنية الذكاء الاصطناعي التي يمكنها معالجة لغة البشر وفهمها، وأيضًا محاولة الخروج بمعنى والتنبؤ بما يريده الإنسان.
كما يظهر هذا في توقع الكلمات والجمل خلال كتابة البريد الإلكتروني، أو التنبؤ بباقي الجملة عند البحث على المحركات، وكذلك المساعد الافتراضي.
4. علم الروبوتات
وهو تقنية الذكاء الاصطناعي والتي تقوم بتصميم وتصنيع الروبوتات، كما يتم استخدامها داخل الصناعات أو أعمال الفضاء أو التفاعل في البيئات الاجتماعية.
تطبيقات ذكاء اصطناعي AI
حيث تخطى الذكاء الاصطناعي تصورات كثيرة في زمن قياسي، خاصة في ظل التنافس العالمي الواسع حول قدرات آلات الذكاء الاصطناعي وتطوير مهاراتها.
فظهرت تطبيقاته في مجالات متعددة تبدأ من المساعد الشخصي على هواتفنا الذكية وحتى الاكتشافات العلمية وأيضًا مواجهة تحديات تغيّر المناخ، وحل محل الإنسان.
كما صارت هناك عوامل توضح كيف نستفيد من الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في مجالات متنوعة، وتظهر في:
تطبيقات AI في مجال الرعاية الصحية
- أولاً وجود أنظمة ذكاء اصطناعي يمكنها الرد على أسئلة المرضى بخصوص المعلومات الطبية.
- كذلك إمكانية الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالأوبئة ومكافحتها.
- أيضًا من خلال تقنيات تساعد في تقديم تشخيص أسرع وأفضل.
- أخيرًا الاعتماد على مساعدين صحيين افتراضيين.
كيف تستفيد من الذكاء الاصطناعي
كيف تستفيد من الذكاء الاصطناعي في العمل؟
- التنبؤ عن طريق تقنيات الذكاء الاصطناعي بطرق تقديم خدمة أفضل للعملاء.
- كذلك التحليل المالي والأداء العام للشركات.
- بالإضافة إلي إمكانية التوقع بالأزمات المالية أو التحديات اللوجيستية.
- أيضًا وجود تقنيات وأنظمة تساعد على تحسين الإنتاج الزراعي.
- كذلك الروبوتات في المصانع.
- بالإضافة إلي عمليات التداول المالي.
- كما تعمل التطبيقات على تقديم المشورة المالية.
- أخيرًا قدرة بعض الأنظمة على كتابة المحتوى وتصميم المنتجات مستقبلا.
وقد نجد مع الوقت أن هناك وظائف تختفي بسبب الذكاء الاصطناعي، في حين يرجح الخبراء أنه ليس هدفه الاستحواذ على مكانة الإنسان ولكن أيضًا مساعدته وتسهيل المهام عليه، كما يبقى عليه أن يستعد بالتعلم ومعرفة طرق استغلال تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
كيف استفيد من تطبيقات AI في التعليم؟
سواء للمعلمين أو الطلاب، من الممكن أن يساعهم الذكاء الاصطناعي في تطوير العملية التعليمية وجعلها أكثر يسر، عن طريق:
- أولاً تسهيل حساب درجات الطلاب والمهام الإدارية عن طريق الأتمتة، مما يمنح المعلمين وقتًا أطول لمهام أخرى.
- كذلك مساعدة المعلمين على تقديم البرنامج التعليمي الأفضل للطلاب وفقًا لقدراتهم ومعارفهم.
- كما يمكن اعتماد الطلاب على مساعدين افتراضيين وذلك للشرح وفهم احتياجاتهم والدراسة عن بُعد.
- أيضًا إمكانية الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي في إعداد مواد التدريس.
- بالإضافة إلي تقييم أداء كل من الطلاب والمعلمين، وجمع وتحليل انطباعاتهم.
- أخيرًا العمل على تقييم المناهج الدراسية وتطويرها.
في مجال الترفيه والإعلام
حيث تعمل تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل تشات جي بي تي ChatGPT على كتابة المحتوى الإعلامي.
- كما أن هناك وظائف تحتاج إلى الذكاء الاصطناعي، مثل غرف الأخبار وذلك لأداء المهام الروتينية مثل التدقيق اللغوي وإدخال البيانات.
- كذلك في صناعة الأفلام، يمكن أن يساهم في تقليل التكاليف والوقت وأيضًا تعقيدات عملية إنتاج الأفلام.
- بالإضافة إلي ذلك أنتجت تقنيات الذكاء الاصطناعي أدوات المشاهدة السلسة والتحكم عن بعد.
- أيضًا فهم احتياجات الجمهور المستهدف وتقديم اقتراحات بالمحتوى الذي يناسبه.
- كذلك فقد صار الذكاء الاصطناعي يجسد تصورات الفنانين وما يدور في مخيلاتهم.
- تحليل بيانات المشاهدة والمتابعة، وإمكانيات تطوير المحتوى.
- العمل على كشف الأخبار الكاذبة تلقائيا وتنقية المحتوى.
- أخيرًا القدرة على توقع العناوين الرئيسية الجذابة.
في مجال الأمن السيبراني وتكنولوجيا المعلومات
- أولاً القيام بتحليل البيانات لفهم أوجه التشابه بين البرامج الخبيثة وتحديدها.
- كذلك القدرة على إنتاج أكواد تتوافق على مطالبات اللغة الطبيعية.
- أيضًا من تطبيقات الـ AI اكتشاف الخلل وتحديد التهديد.
- أخيرًا التنبيه بوجود هجمات واختراقات للأجهزة.
في النقل والمواصلات
- حيث يمكنه أن يتنبأ بحركة المرور وتأخر الرحلات الجوية.
- تأمين الرحلات البحرية من خلال التنبؤ بالطقس.
- القيادة الذاتية للمركبات.
تطبيق Chat GPT
كما أنه لا يمكن التعامل مع الذكاء الاصطناعي على أنه المارد الذي سوف يحقق الأحلام، أو المدمر لأحلامنا بوظائف مستقرة، واعتباره المهدد الأول لبقائنا كبشر.
لكنه الوسيلة التي ابتدعها العلماء وذلك لجعل حياتنا أكثر سهولة، وفي ظل تسارع وتيرة الاعتماد عليه وتطور تطبيقاته، يجب ان نكون دومًا على استعداد.
بهذا القدر من المعلومات نكون قد وصلنا إلي ختام مقالنا بعد أن تعرفنا على كيف تستفيد من الذكاء الاصطناعي.. وهل يهدد الذكاء الاصطناعي وجودنا البشري بالفعل؟.