قوم تبع .. من هم ؟ كيف كان عذابهم ؟ هل فعلا كان تبع رجلا مؤمنا ؟ و ما هو سيل العرم ؟
قوم تبع هم أحد المنذرين بالعذاب في القرآن الكريم و وقع عليهم العذاب بكفرهم طبقا لما جاء في القرآن الكريم و السنة المشرفة. كان قوم تبع يسكنون اليمن منذ زمن بعيد. ينتسبون إلى قبيلة قحطان.وو كانوا من العرب. اما تبع فقد كان ملكا عليهم. كذلك كان ملكا على سبإ و حضرموت و حمير.
إليك: قوم تبع .. من هم ؟ كيف كان عذابهم ؟ هل فعلا كان تبع رجلا مؤمنا ؟ و ما هو سيل العرم ؟
ورد ذكر قوم تبع في أكثر من موضع في القرآن الكريم.
و دائما كانوا يقترنوا بعصاة الناس على مر الزمان.
فمثلا كان ذكرهم في سورة ” ق ” على الحال التالي :
” كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ (12)وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ(13) وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ ۚ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ (14)”
و هنا تم ذكرهم سواسية مع المكذبين الضالين مثل قوم فرعون و قوم نوح.
و حينما ذكرهم الله سبحانه و تعالى في سورة الدخان قال”
” أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ أَهْلَكْنَاهُمْ ۖ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (37)”
و هنا وصفهم القرآن الكريم بلفظ المجرمين فكان عقابهم ان اهلكوا كما هلك غيرهم من الظالمين.
و لكن لم يوضح القرآن الكريم طريقة هلاكهم.
هل كان تبع مؤمنا؟
بعض الكتب القديمة قالت بأن تبع كان رجلا مؤمنا.
كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه و سلم انه قال :
” لا تسبوا تبعا فإنه كان قد اسلم “.
كما ورد أيضا عن السيدة عائشة انها كانت تنهى عن سب تبع و ان الله ذم قومه و لم يذمه.
و روي ان تبع هذا كان ملكا صالحا على دين موسى عليه السلام و لما مات كفر قومه و اهلكوا بكفرهم.
كما يروى أيضا انه كان فاتحا غازيا و قيل وصل إلى الهند، كما قيل انه وصل لدمشق، حتى بالغ الناس قائلين انه لو استعرض خيله لبدأت من دمشق و انتهت بأرض اليمن.
و هناك رواية قائلة انه في إحدى أسفاره وصل إلى المدينة و قاتل أهلها.
فجاءه واحد من أحبار اليهود و اخبره ان تلك المدينة سيكون فيها كذا و كذا و أخبره بأمر سيدنا محمد عليه و على آله و صحبه افضل الصلاة والسلام.
فما كان منه إلا أن أقر كلام الرجل و كأنه كان عنده علم بذلك و أعرض عن فعلته بأهل المدينة بعد أن كان يريد خرابها.
بل و أوصى من معه من الأوس و الخزرج بإتباع دين محمد عند ظهروه و مناصرتهم له.
( و الأوس و الخزرج هما قبيلتين من بني قحطان هاجروا إلى المدينة بعد انهيار سد مأرب.)
كما روي أيضا في الأثر أن تبعا كان قد أراد هدم الكعبة و لكن ألم به مرضا شديدا.
فأخبره أحد المقربين له أن هذا المرض ألم به لما كان يضمر من سوء نية لهدم الكعبة المشرفة.
و أنه ان أعرض عن ذلك فسيشفى من مرضه و قد حدث، فما كان منه إلا أن كسا الكعبة ببردة يمانية.
لماذا سمي تبع بهذا الاسم؟
قيل لانه كان يتبع الشمس من كثرة ما له من فتوحات و غزوات، اي انه كان يتبع الشمس أينما ظهرت.
و قيل بل لتتابع الملوك اي ان الملك يتبع الاخر.
و من الواضح انه كان لقبا لمن يملكهم مثلما هو الحال في كسرى و فرعون و قيصر و غيرها من ألقاب الملوك.
هلاك قوم تبع :
لم يذكر القرآن الكريم في كلا الموضعين اللذان ذكرا فيها قوم تبع كيف كان هلاكهم.
لكن في سورة سبأ تحدث القرآن الكريم عن هلاك اهل سبأ ب ” سيل العرم”، لكن لم يذكر اسم قوم تبع صراحة.
فسر بعض العلماء ذلك على أن سيل العرم هذا كان لهلاك قوم تبع.
فهم كانوا من سكان سبإ أيضا، و ان هلاكهم كان لكفرهم بعد أن مات تبع الملك المسلم.
” لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ ۖ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ ۖ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ ۚ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15)
فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ (16)
ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا ۖ وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ (17)
وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ ۖ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ (18)
فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ(19) “.
و من المعروف انهم كانوا قد وضعوا سدا بين جبلين.
فقد كان المطر كلما نزل اغرقهم من واد يسمى واد العرم.
فوضعوا سدا سمي بسد مأرب و استفادوا من ذلك السد الذي كان يحجز عنهم الماء و وضعوا به بوابات.
تفتح تلك البوابات وقت الحاجة.
فازدادت بلادهم حضارة و ازدهارا و لما انحرفوا عن الفطرة السليمة و عبادة الله الواحد الأحد كان هلاكهم بهلاك السد و سيل العرم.
و تحولت جنتهم الى ارض يابسة لا تصلح للحياة و دعوا هم على أنفسهم بأن يباعد الله بينهم.
و تحولوا بعد ذلك إلى الشتات و مزقوا كل ممزق و انتشروا في البلاد.
منهم من استقر في الحجاز كما هو الحال في الأوس و الخزرج كما ذكرنا سابقا.
و منهم من استقر أيضا في أرض الشام و العراق.
على أي حال، قوم تبع، غالبا أسلم ملكهم، و هم عصوا من بعده و استحقوا العذاب.
اترك تعليقاً