السيدة خديجة بنت خويلد …. أم المؤمنين …. و أولى زوجات سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم

هي السيدة خديجة بنت خويلد بن أسد القرشية، أول من آمن به من النساء و الرجال، و هي أول من توضأ و صلى.



و كانت له ظهرا و سندا و ركنا شديدا، آوى إليها حينما لم يجد من ينصره و يقف بجانبه.

كان ابوها سيدا من سادات قريش، و كان ممن وقف حائلا و مدافعا عن الحجر الأسود حينما حاول أحد ملوك اليمن أخذه.

و ولدت السيدة خديجة قبل مولد النبي الحبيب عليه أذكى الصلاة و السلام بخمسة عشرة عاما.

لقبت ب ” الطاهرة” قبل الإسلام.

و يقال انه قد سبق لها الزواج مرتين قبل زواجها من أشرف الخلق و المرسلين.

و تزوجته و هي لها من العمر أربعون سنة و الرسول صلى الله عليه وسلم خمسة و عشرون عاما.

و هي أول من آمن بمحمد صلى الله عليه و سلم و أول من ثبت و أول من توضأ و أول من صلى.

و عن هذا روي :

أن جبريل ظهر للنبي أول ما أوحي إليه في أحسن صورة وأطيب رائحة وهو بأعلى مكة فقال:

يامحمد، إن الله يُقرئك السلام، ويقول لك: أنت رسولي إلى الجن والإنس فادعهم إلى قول لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله.

ثم ضرب الأرض برجله فانبعثت عين ماء، فتوضأ منها جبريل عليه السلام ورسول الله ينظر إليه، ليريه كيفية الطهور للصلاة.

ثم أمره أن يتوضأ كما رآه يتوضأ، ثم قام جبريل يصلي مستقبلًا الكعبة، ثم أمره أن يصلي معه فصلى ركعتين.

ثم عُرج به إلى السماء ورجع صلى الله عليه و سلم إلى أهله، فكان لا يمر بحجر إلا قال: السلام عليك يارسول الله.

ثم سار حتى أتى خديجة فأخبرها، فغشي عليها من الفرح.

و أخذ بيدها حتى أتى بها زمزم، فتوضأ حتى يريها الوضوء، ثم أمرها فتوضأت، وصلى بها كما صلى به جبريل عليه السلام.

زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من السيدة خديجة :

كانت السيدة خديجة رضي الله عنها قد سمعت عن النبي صلى الله عليه و سلم من غلامها ميسرة.

و سمعت منه عن طيب خلقه و أمانته و ما فيه من شهامة و كرم.

فأخبرت صديقتها نفيسة بما في نفسها.

فلم تتردد الأخيرة في ان تستأذنها بأن تعرض على الرسول نكاحها، و قبل عليه الصلاة و السلام.

و أخبر أعمامه بذلك، ابو طالب و العباس و حمزة، ثم ذهبوا جميعا إلى عم السيدة خديجة ” عمرو بن أسد”.

اقرأ أيضا  صلاة الضحى .. وقت صلاة الضحى .. كيفية صلاة الضحى .. فضل صلاة الضحى

و قال أبو طالب خطبة عصماء يطلب فيها يد السيدة خديجة لسيدنا محمد صلى الله عليه و سلم.

و رد عليه ورقة بن نوفل بمثلها، و أشهد معشر قريش على إعلان الزواج و من بعده فعل عمها بناء على طلب من أبي طالب.

و أنجبت السيدة خديجة كل أولاد النبي ما عدا إبراهيم فكان من مارية القبطية.

و قد عاشت معه خمسة عشر عاما قبل البعثة، أنجبت خلالها :

زينب، رقية، ام كلثوم، القاسم، فاطمة الزهراء.

أما عبدالله فقد كان ميلاده بعد البعثة.

هذا بالإضافة إلى رعاية سيدنا الزبير بن العوام بعد أن توفى والده و هو ابن سنتين.

كما كان سيدنا علي رضي الله عنه هو الاخر في بيتها ترعاه، بعد أن طلب ذلك النبي صلى الله عليه و سلم من عمه ابي طالب ذلك.



و كانت قد اختارت سيدنا زيد بن حارثة من بين الغلمان الذي أتى بهم حكيم بن حزام بن خويلد من الشام.

ثم استوهبه منها رسول الله صلى الله عليه و سلم فوهبته إياه.

و اعتقه رسول الله ثم تبناه قبل أن يحرم التبني.

و كان لنشاة هؤلاء العظام في بيت السيدة خديجة طيب الأثر عليهم و على الدعوة.

فكان الزبير من أول من دخلوا الإسلام.

و كان عليا اول من آمن من الصبيان.

و زيدا ثاني من أسلم من الرجال بعد علي.

السيدة خديجة و بداية الوحي  :

كان الرسول صلى الله عليه و سلم يحب أن يذهب للغار، غار حراء، ليتأمل و يتعب.

و عرفت السيدة خديجة ذلك، فكانت تعينه عليه، و تعد له عدته إذا انتوي الذهاب إلى هناك.

و بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم يلاحظ بعض الأمور منها مثلا ان يسلم عليه الشجر و الحجر.

كما بدأ يرى العديد من الرؤى في منامه، و كان كلما شاهد واحدة قصها على السيدة خديجة.

و مما حدث أيضا أنه سمع ذات مرة من يناديه بستر عورته حينما كان يحمل الحجارة من أجياد لبناء الكعبة.

و من الرؤى التي رآها صلى الله عليه و سلم كانت حادثة شق الصدر.

و ذات مرة جاءه الملك فقال: اقرأ، قال: ما أنا بقارئ، قال: فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني.

فقال: اقرأ، قلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني.

اقرأ أيضا  خباب بن الأرت رضي الله عنه

فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني فقال:

” اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)” ( سورة العلق)

  فرجع بها رسول الله يرجف فؤاده فدخل على خديجة بنت خويلد فقال: زملوني، زملوني، فزملوه حتى ذهب عنه الروع.

فقال لخديجة وأخبرها الخبر: لقد خشيت على نفسي. 



قالت خديجة: كلا والله ما يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم وتحمل الكَل وتكسب المعدوم وتُقري الضيف وتُعين على نوائب الحق.

عند ورقة بن نوفل :

فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ابن عم خديجة.

وكان امرءاً قد تنصر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العبراني، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخًا كبيراً قد عمى.

فقالت له خديجة:

يا ابن عم، اسمع من ابن أخيك، فقال له ورقة: يا ابن أخي، ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله ما رأى.

فقال له ورقة:

هذا الناموس الذي نزل الله على موسى، يا ليتني فيها جذعا ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك.

فقال رسول الله:

أو مخرجي هم؟

قال: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا ثم لم ينشب ورقة أن توفي و فتر الوحي.

وفاة السيدة خديجة رضي الله عنها:

توفيت السيدة خديجة و هي في الخامسة و الستين من عمرها.

و كان قد مر على زواجها من رسول الله صلى الله عليه و سلم ما يزيد عن أربعة و عشرين عاما.

و كان وقع ذلك شديدا على رسول الله و خاصة أن جاءت وفاتها بعد وفاة ابو طالب عم الرسول بأيام.

فاشتد ذلك على رسول الله و تمادت قريش في أذاها له صلى الله عليه وسلم.

و كان ذلك قبل الهجرة النبوية الشريفة بثلاث سنوات و دفنت بالحجون و نزل النبي صلى الله عليه و سلم في حفرتها.

و للذكر لم يجمع رسول الله صلى الله عليه و سلم بينها و بين اي زوجة من زوجاته، فهو لم يتزوج عليها ابدا.

أحاديث رويت في السيدة خديجة و فضلها و حب رسول الله لها:

روى البخاري عن علي بن أبي طالب قال: سمعت النبي يقول خير نسائها مريم ابنة عمران وخير نسائها خديجة. 

روى الحاكم النيسابوري أن أم المؤمنين عائشة قالت: أن رسول الله كان يكثر ذكر خديجة.

اقرأ أيضا  قوم تبع .. من هم ؟ كيف كان عذابهم ؟ هل فعلا كان تبع رجلا مؤمنا ؟ و ما هو سيل العرم ؟

فقلت: لقد أعقبك الله من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين هلكت في الدهر الأول.

قالت: فتمعر وجهه تمعرا ما كنت أراه إلا عند نزول الوحي، وإذا رأى مخيلة الرعد والبرق حتى يعلم أرحمة هي أم عذاب.

روى أحمد بن حنبل في مسنده عن عبد الله بن عباس قال: خط رسول الله في الأرض أربعة خطوط.

قال: تدرون ما هذا، فقالوا: الله ورسوله أعلم.

فقال رسول الله: أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون ومريم ابنة عمران.

روى أحمد بن حنبل في مسنده عن عبّاد عن عائشة زوج النبي قالت: لما بعث أهل مكة في فداء أسراهم، فبعثت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم في فداء أبي العاص بن الربيع بمال.

وبعثت فيه بقلادة لها كانت لخديجة أدخلتها بها على أبي العاص حين بنى عليها.

قالت: فلما رآها رسول الله رق لها رقة شديدة، وقال: إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها، وتردوا عليها الذي لها فافعلوا، فقالوا: نعم يا رسول الله، فأطلقوه وردوا عليها الذي لها. 

و روي أيضا :

روى ابن الأعرابي عن أم المؤمنين عائشة قالت :

جاءت عجوز إلى النبي  وهو عندي، فقال لها رسول الله:

من أنت؟ 

فقالت: أنا جثامة المزنية، فقال: بل أنت حسانة المزنية، كيف أنتم، كيف حالكم، كيف كنتم بعدنا.

قالت: بخير بأبي أنت وأمي يا رسول الله، فلما خرجت قلت: يا رسول الله تقبل على هذه العجوز هذا الإقبال.

فقال: إنها كانت تأتينا زمن خديجة، وإن حسن العهد من الإيمان

وفي رواية لأحمد عن أم المؤمنين عائشة قالت:

كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا ذكر خديجة أثنى عليها فأحسن الثناء قالت فغرت يوما

فقلت: ما أكثر ما تذكرها، حمراء الشدق قد أبدلك الله عز وجل بها خيرا منها.

قال: ما أبدلني الله عز و جل خيرا منها، قد آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله عز وجل ولدها إذ حرمني أولاد النساء.

روى البخاري في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة قالت:

ما غرت على أحد من نساء النبي ما غرت على خديجة وما رأيتها.

ولكن كان النبي صلى  الله عليه و سلم يكثر ذكراها، وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة

فربما قلت له: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة فيقول: إنها كانت وكانت وكان لي منها ولد. 



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *