السيدة عائشة رضي الله عنها … أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر

هي أم المؤمنين و حبيبة رسول الله و ابنة حبيب رسول الله الصديق رضي الله عنهما، السيدة عائشة .



الحميراء، زوجة رسول الله و هل أجل من ذلك شرف!

ابنة من؟

خليفة رسول الله صلى الله عليه و سلم و صاحبه في هجرته من مكة إلى يثرب، أبو بكر الصديق رضي الله عنه و أرضاه.

ثالث من تزوج رسول الله صلى الله عليه و سلم، و التي لم يتزوج بكرا سواها.

شريفة بني تيم القرشية، و التي تلتقي نسيها مع نبي الله محمد صلى الله عليه و سلم في مرة بن كعب.

و تزوجها رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد غزوة بدر في العام الثاني من الهجرة النبوية الشريفة.

و الشائع هو أنها تزوجت النبي صلى الله عليه و سلم و هي في التاسعة من عمرها.

لازمت النبي صلى الله عليه و سلم حتى مماته و كان لها دورا كبيرا في النقل و التبليغ عنه صلى الله عليه و سلم.

و قال عنها الحاكم في المستدرك :

” ربع أحكام الشريعة نقلت عن السيدة عائشة”.

و عنها قال أيضا أبو موسى الأشعري:

” ما أشكل علينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علما”.

أما عن أشرف الخلق و المرسلين فقال عنها حينما سئل عن أحب الناس إليه؟ “عائشة”

ثم سئل:” من الرجال؟” قال:” أبوها “. 

و من فضلها أيضا الذي يذكر أنه نزل على رسول الله صلى الله عليه و سلم الوحي في لحافها دون غيرها.

زواجها من رسول الله صلى الله عليه و سلم :

بعد وفاة السيدة خديجة رضي الله عنها، جاءت خولة بنت حكيم رسول الله صلى الله عليه و سلم و سألته أن يتزوج.

فسألها :من؟

فقالت له : إن شئت بكرا و إن شئت ثيبا

فلما سألها عنهما، أجابته أن البكر عائشة و الثيب سودة بنت زمعة.

فقال لها : فاذكريهما علي.

فذهبت خولة و أخبرت أم رومان أم السيدة عائشة و زوجة أبو بكر الصديق رضي الله عنهما.

و وافق ابو بكر بعد أن أبرأ نفسه من طلب المطعم بن عدي أن يعطيها لإبنه، بعد أن خاف المطعم و زوجته على ابنهما من أن يتبع دين محمد إذا هو تزوجها.

“تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ Mohamed peace be upon him.svg فِي شَوَّالٍ وَبَنَى بِي فِي شَوَّالٍ فَأَيُّ نِسَاءِ رَسُولَ اللَّهِ Mohamed peace be upon him.svg كَانَت أَحْظَى عِنْدَهُ مِنِّي”

هكذا كانت تقول السيدة عائشة رضي الله عنها.

فقد تزوجها النبي صلى الله عليه و سلم في شهر شوال سنة ٢ من الهجرة النبوية الشريفة.



و عن يوم زواجها تحكي السيدة عائشة :

” قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَوُعِكْتُ شَهْرًا فَوَفَى شَعْرِي جُمَيْمَةً فَأَتَتْنِي أُمُّ رُومَانَ وَأَنَا عَلَى أُرْجُوحَةٍ وَمَعِي صَوَاحِبِي فَصَرَخَتْ بِي فَأَتَيْتُهَا وَمَا أَدْرِي مَا تُرِيدُ بِي فَأَخَذَتْ بِيَدِي فَأَوْقَفَتْنِي عَلَى الْبَابِ فَقُلْتُ هَهْ هَهْ حَتَّى ذَهَبَ نَفَسِي فَأَدْخَلَتْنِي بَيْتًا فَإِذَا نِسْوَةٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَقُلْنَ عَلَى الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ وَعَلَى خَيْرِ طَائِرٍ فَأَسْلَمَتْنِي إِلَيْهِنَّ فَغَسَلْنَ رَأْسِي وَأَصْلَحْنَنِي فَلَمْ يَرُعْنِي إِلَّا وَرَسُولُ اللَّهِ Mohamed peace be upon him.svg ضُحًى فَأَسْلَمْنَنِي إِلَيْهِ ”

اقرأ أيضا  أصحاب الرس ، روايات كثيرة عنهم …. من هم؟

الغيرة بين زوجات النبي صلى الله عليه و سلم :

عرف أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم أن حب رسول الله لعائشة أكثر من غيرها من نسائه.

فكانوا إذا أرادوا أن يهادوه، جعلوا ذلك في بيت عائشة.

و لما لاحظ باقي نساء رسول الله ذلك، بعثن السيدة ام سلمة لتكلم رسول الله صلى الله عليه و سلم في ذلك.

فقال: مَنْ أَرَادَ أَنْ يُهْدِيَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ هَدِيَّةً فَلْيُهْدِهَا إِلَيْهِ حَيْثُ كَانَ.

و رواية أخرى تحكي عما كان من غيرة بين نساء النبي،

عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت :

” مَا رَأَيْتُ صَانِعَةَ طَعَامٍ مِثْلَ صَفِيَّةَ رضي الله عنها، بَعَثَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ Mohamed peace be upon him.svg بِإِنَاءٍ فِيهِ طَعَامٌ، فَضَرَبْتُهُ بِيَدِي فَكَسَرْتُهُ.

فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا كَفَّارَةُ هَذَا؟ قَالَ : “إِنَاءٌ مَكَانُ إِنَاءٍ، وَطَعَامٌ مَكَانُ طَعَامٍ.”

و في حجة الوداع:

و عند الذهاب لحجة الوداع، كانت السيدة عائشة على جمل خفيف و معها متاع قليل.

بينما كانت السيدة صفية بنت حيي على جمل بطيء و متاع ثقيل.

فكان أمر النبي صلى الله عليه و سلم بأن يتبادلا الرحال حتى يسرع الركب.

فقالت عائشة رضي الله عنها:

” يَا لَعِبَادِ اللَّهِ ، غَلَبَتْنَا هَذِهِ الْيَهُودِيَّةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ”

فقام النبي بشرح سبب ذلك لها.

فقالت:

” أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ؟” 

فتبسم وقال:

“أَفِي شَكٍّ أَنْتِ يَا أُمَّ عَبْدِ اللَّهِ؟”

فقالت:

” أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ أَفَهَلا عَدَلْتَ؟”

.فلما سمعها أبو بكر هم ليضربها، و لكن رسول الله أوقفه قائلا :

“إِنَّ الْغَيْرَى لا تُبْصِرُ أَسْفَلَ الْوَادِي مِنْ أَعْلاهُ”.

و ذات يوم أرسلن نساء النبي السيدة فاطمة رضي الله عنها إليه قائلة :”

” يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَزْوَاجَكَ أَرْسَلْنَنِي إِلَيْكَ يَسْأَلْنَكَ الْعَدْلَ فِي ابْنَةِ أَبِي قُحَافَةَ”

فكان جوابه:

أَيْ بُنَيَّةُ أَلَسْتِ تُحِبِّينَ مَا أُحِبُّ” 

قالت: بَلَى

فقال: فَأَحِبِّي هَذِهِ.

فلما رجعت لهن فاطمة أخبرتهن ما كان.

، فما كان منهن إلا أرسلن السيدة زينب بنت جحش بنفس القول.

فوقعت زينب بعائشة، و استطالت عليها عليها في الكلام ، و ردّت عائشة، فتبسم النبي محمد وقال:

” إِنَّهَا ابنَةُ أَبِيْ بَكْر”

غيرتها حتى من السيدة خديجة:

و إلى ذلك أيضا كانت السيدة عائشة تغير على رسول الله حتى من السيدة خديجة رغم وفاتها.



قالت السيدة عائشة رضي الله عنها:

” اسْتَأْذَنَتْ هَالَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ أُخْتُ خَدِيجَةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ Mohamed peace be upon him.svg فعْرِفُ اسْتِئْذَانَ خَدِيجَةَ وَارْتَاعَ لِذَلِكَ.

اقرأ أيضا  علامات الساعة الكبرى .. عشر علامات كبرى لقيام الساعة

فَقَالَ: اللَّهُمَّ هَالَةَ.

قَالَتْ: فَغِرْت

فَقُلْت: مَا تَذْكُرُ مِنْ عَجُوزٍ مِنْ عَجَائِزِ قُرَيْشٍ حَمْرَاءَ الشِّدْقَيْنِ هَلَكَتْ فِي الدَّهْرِ، قَدْ أَبْدَلَك اللَّهُ خَيْرًا مِنْهَا. 

قال: مَا أَبْدَلَنِي اللَّهُ بِهَا خَيْرًا مِنْهَا، لَقَدْ آمَنَتْ بِي حِينَ كَفَرَ النَّاسُ، وَصَدَّقَتْنِي حِينَ كَذَّبَنِي النَّاسُ، وَأَشْرَكَتْنِي فِي مَالِهَا حِينَ حَرَمَنِي النَّاسُ، وَرَزَقَنِي اللَّهُ وَلَدَهَا وَحَرَمَنِي وَلَدَ غَيْرِهَا.

قالت: وَاللَّهِ لا أُعَاتِبُك فِيهَا بَعْدَ الْيَوْمَ. 

أما عن حادثة الإفك :

كان النبي صلى الله عليه و سلم في إحدى غزواته و كانت السيدة عائشة مصاحبة له في تلك الغزوة، و كان ذلك بعد أن نزلت آية الحجاب.

” يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا” سورة الأحزاب.
بعد انتهاء الغزوة، و أثناء طريق العودة، تأخرت السيدة عائشة عن الركب لتقضي حاجتها.

ثم عادت لتلحق بهم، فافتقدت عقدا لها، فعادت تبحث عنه، و لم يلحظ ذلك موكلوا هودجها و ساروا به.

فلما عادت السيدة عائشة و وجدت الجيش قد رحل، ظلت في مكانها، عسى أن يفتقدوها فيرجعوا لها.

و كان الصحابي صفوان بن المعطل هو الآخر قد تأخر على الجيش، و أثناء لحاقه بالجيش، وجد السيدة عائشة في مكانها فعرفها.

فأناخ لها راحلته لتركبها ثم لحقا بالجيش.

و بعد العودة استغل المنافقون و على رأسهم عبدالله بن أبي بن سلول تلك الواقعة، و قالوا في حق السيدة عائشة رضي الله عنها ما قال.

و صادف ذلك مرض السيدة عائشة شهرا بعد العودة و الناس يتكلمون عنها، فلما عرفت ما حدث زاد مرضها.

فاستأذنت رسول الله أن تذهب لبيت أهلها و أذن لها.

طلب رسول الله صلى الله عليه و سلم سيدنا علي بن أبي طالب و سيدنا أسامة بن زيد ليسألهما عن رأيهما.

فكان جواب أسامة بن زيد :

” يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ يُضَيِّقْ اللَّهُ عَلَيْكَ وَالنِّسَاءُ سِوَاهَا كَثِيرٌ وَإِنْ تَسْأَلْ الْجَارِيَةَ تَصْدُقْكَ” 

فأرسل النبي محمد إلى بريرة مولاة عائشة، فقال:

أَيْ بَرِيرَةُ، هَلْ رَأَيْتِ مِنْ شَيْءٍ يَرِيبُكِ؟” 

فقالت في عائشة خيرًا.

فاتجه النبي محمد صلى الله عليه و سلم إلى بيت سيدنا أبي بكر، وتشهّد ثم وجه حديثه للسيدة عائشة قائلا:

” أمَّا بَعْدُ يَا عَائِشَةُ، فَإِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي عَنْكِ كَذَا وَكَذَا، فَإِنْ كُنْتِ بَرِيئَةً فَسَيُبَرِّئُكِ اللَّهُ، وَإِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرِي اللَّهَ وَتُوبِي إِلَيْهِ، فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ بِذَنْبِهِ، ثُمَّ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ.”

فردت السيدة عائشة :

” وَجَاءُوا عَلَىٰ قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ ۚ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا ۖ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ (18) ” ( سورة يوسف).

براءة من فوق سبع سماوات :

و بعد ذلك نزلت براءة السيدة عائشة رضي الله عنها من السماء و نزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه و سلم ببرائتها.



و ذلك في سورة النور، بقوله تعالى :

اقرأ أيضا  موقعة الجمل….. سؤال و جواب

” إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ ۚ وَالَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11)”.

عند وفاة النبي محمد صلى الله عليه و سلم :

حيث طلب النبي محمد صلى الله عليه و سلم من زوجاته أن يمرض في بيت السيدة عائشة،و وافقن.

و هناك أمر النبي صلى الله عليه و سلم بأن يصلي سيدنا أبو بكر الصديق بالناس، و كان هذا إشارة منه لأن يكون أبا بكر خليفة المسلمين من بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم.

و مات النبي صلى الله عليه و سلم في حجرة السيدة عائشة رضي الله عنها و في ذلك قالت رضي الله عنها:

“فَمَاتَ فِي الْيَوْمِ الَّذِي كَانَ يَدُورُ عَلَيَّ فِيهِ فِي بَيْتِي فَقَبَضَهُ اللَّهُ وَإِنَّ رَأْسَهُ لَبَيْنَ نَحْرِي وَسَحْرِي وَخَالَطَ رِيقُهُ رِيقِي”.

و في نفس الحجرة دفن الصديق رضي الله عنه و أرضاه و معهما أيضا الفاروق عم بن الخطاب رضي الله عنه و أرضاه.

و بعد وفاة النبي صلى الله عليه و سلم :

هناك العديد من المواقف حدثت بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم، منها على سبيل المثال :

أنه أرسل أزواج النبي صلى الله عليه و سلم سيدنا عثمان لسيدنا أبي بكر الصديق يسأله عن ذلك.

فاستنكرت عائشة قائلة :

” أَلَيْسَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ Mohamed peace be upon him.svg لَا نُورَثُ مَا تَرَكْنَا فَهُوَ صَدَقَةٌ”.

و كان موقفها عن مقتل سيدنا عثمان بن عفان واضحا صريحا حيث طالبت بالقصاص لمقتله رضي الله عنه و في ذلك ذكرت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم :

“قَالَ رَسُولُ اللَّهِ Mohamed peace be upon him.svg: يَا عُثْمَانُ إِنْ وَلَّاكَ اللَّهُ هَذَا الْأَمْرَ يَوْمًا، فَأَرَادَكَ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تَخْلَعَ قَمِيصَكَ الَّذِي قَمَّصَكَ اللَّهُ، فَلَا تَخْلَعْهُ، يَقُولُ: ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ”

و من بعد ذلك ما حدث في موقعة الجمل و إصابة السيدة عائشة رضي الله عنها و ما كان من سيدنا علي بن أبي طالب من أن أعادها للمدينة برفقة أخيها محمد.

وفاة السيدة عائشة رضي الله عنها:

كان ذلك في رمضان عام ٥٧ من الهجرة النبوية الشريفة و منهم من يقول ٥٨ أو ٥٩ و الله أعلم.

رحم الله أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها و رحم أبوها الصديق رضي الله عنه و أرضاه.

رحم الله عمر و عثمان و علي رضي الله عنهم و عن الصحابة أجمعين.

و صلي اللهم و سلم و بارك على محمد و آله و صحبه أجمعين و على سائر المسلمين.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *