طبقات الأرض، علم طبقات الأرض، طبقات الأرض بالترتيب، ترتيب طبقات الأرض

عن طبقات الأرض

من خلال دراسات العلماء ل طبقات الأرض وأبحاثهم استطاعوا أن يضعوا تصورا لباطن

الأرض، ثم عرضوا فكرتهم عن الكرة الأرضية على أنها مجموعة من

الطبقات، طبقة فوق طبقة، وذلك على النحو التالي:

أولا: الطبقة العليا:

وهي قشرة الأرض ويتراوح سمكها بين ٢٠ و ٢٥ ميلا في اليابس، ويقدر

بنحو ٣ أميال في البحر، وسطح هذه الطبقة بدورها ثلاث طبقات.

أ- أولها يتكون من صخور نارية، وذلك لأنها خرجت من جوف الأرض

صخرا منصهرا، ثم برد.

وأهم هذه الصخور صخور البازلت وصخور الجرانيت فالجرانيت يشكل

قاعدة القارات، والبازلت يستقر تحت الجرانيت وذلك بسبب شدة ثقله.

وحين بردت هذه الصخور كان لها الدور الأكبر في تشكيل قشرة الأرض ،

ثم حدث لما تغيير كبير مع الزمن بفعل المؤثرات الطبيعية التي يتمثل في الماء سواء

كان مطرا يهطل من السماء، أو أنهارا تجري على الأرض، أو كانت ثلجا

متجمدا، وثمة مؤثرات أخرى اثرت في هذه الصخور كالشمس والهواء والريح ،

إذ كان لها تأثير كبير في هذه الصخور النارية مما غير من طبيعتها وتكوينها.

ب- الصخور الرسوبية: وهي صخور اشتقت بسبب التغيرات الكثيرة

التي وقعت بسبب الماء وبسبب الريح وبسبب الشمس أو بسبب الكاثنات الحية.

وقد سماها رجال الجيولوجيا صخورا رسوبية لأنها اشتقت من الصخور

الأولى، ثم حملها الماء أو الهواء واستقرت حيث توجد الآن نوعا جديدا من

الصخور، وإن كانت أصوله من الصخور النارية التي بردت وتصلدت،

وأصبحت صخورا ذات نفع للناس بعد أن كانت من قبل عديمة القيمة.

ومثال الصخور المترسبة الحجر الجيري أو كربونات الكالسيوم، والرمل

الذي يعرف بأكسيد السيلسيوم، وكذلك الطفل والصلصال، وكلها مشتقة من

أصول سابقة لم تكن ذات نفع وتحولت إلى صخور ذا نفع.

ج- التربة: وهي القشرة الظاهرة من الأرض، أي هي الطبقة الهشة اللينة

الدقيقة التي لا تتجاوز بضعة الأمتار، والتي يعتمد عليها الإنسان في طعامه

وكسائه حيث يخرج له نباتا يحقق له ما تبتغيه من طعام وكساء، وحقق له

الوسيلة لتربية الحيوان، بل ومنها أيضا استطاع أن يقيم مسكنه، واستطاع كذلك

أن يكتشف المعادن التي صار لها دور بارز في حياة الإنسان، فقد وجدها أولا في

هذه القشرة فاستفاد منها، ثم تعقبها بعد ذلك في باطن الأرض عندما صار قادرا

على ذلك.

وعاش الإنسان فوق هذه القشرة وحلل عناصرها، فوجد أنها تتكون من

نحو تسعين عنصرا، بعضها يوجد بكميات قليلة، بل نادرة، بينما يوجد نحو

عشرين عنصرا توجد بكثرة وتعين الإنسان على الحياة فوق الأرض، من أهمها

الأكسجين، وهو أكثرها انتشارا ويليه في الكثرة السليكون، والألمونيوم، ومن

هذه العناصر الثلاثة تتألف أكثر تربة الأرض، وبعدها يجيء الحديد والكالسيوم

والمغنسيوم والصوديوم والبوتاسيوم والأيدروجين.

ولا يقصد بقشرة الأرض تلك الأرض الممهدة المستوية فحسب، وإنما تمتد

لتشمل السهول والوديان. كما تشمل الهضاب والحبال وقد تصل درجات

الحرارة في عمق القشرة الأرضية ٨٧٠ درجة مئويه.

ثانيا: عباءة الأرض :

وهي الطبقة التي تلي القشرة الأرضية، وتسمى عباءة الأرض أو الدثار،

ويبلغ سمكها نحو ٢٨٠٠ كيلو متر، وهي تشكل حوالي ثلاثة أرباع سمك

الأرض، وهي تلف الأرض لفا، وتتكون من صخور صلبة ومع ذلك فهي غير

ثابتة الشكل، إذ إنه يوجد بها حركة كشف الموجات الزلزالية التي تمر من

خلالها، ويقرر العلماء أن هذه الطبقة لن يصل إليها الإنسان حتى من خلال

أعمال الحفر العميقة جدا، وتتراوح درجة حرارة هذه الطبقة بين ٨٧٠ درجة

مئوية بالقرب من القشرة الأرضية إلى ما يزيد على ٢٢٠٠ درجة مثوية عند

أقصى أعماقها.

ثالثا: لب الأرض

هذه الطبقة هي الأخيرة، ويطلق عليها لب الأرض أو قلبها، وهي كرة

ضخمة تتكون من حديد منصهر ومعه النيكل، وتقع تحت ضغط هائل قد يصل

الى ٢٠٠ طن على البوصة المربعة.

وقطر هذه الطبقة أو الكرة يبلغ ٢١٥٠ ميلا، وهي منطقتان: خارجية

ويبلغ سمكها ١٣٠٠ ميل وهي منصهرة، وداخلية وهي في أوسط الكرة، وهي

صلبة ويبلغ نصف قطرها ٨٥٠ ميلا، هذا ما قدره العلماء. والفارق بين المنطقة

الداخلية والمنطقة الخارجية سببه الضغط ، إذا أن المنطقة الأعمق تقع تحت ضغط

هائل، جعل السائل صلبا أو قريبا من الصلب.

وهذا اللب المركزي هو مركز المجال المغناطيسي للأرض، حيث يوجد

الحديد السائل بداخله كهربته الخاصة.

ومعلومات العلماء عن لب الأرض محدودة والوسيلة الوحيدة التي تمكن

العلماء من خلالها أن يتوصلوا إلى معلومات عنه هي من خلال دراسة موجات

الزلازل التي تنتقل عن الأرض.

محمد إسماعيل الجاويش