الأرض: الكرة الأرضية،كروية الأرض، تاريخ الأرض، كيف نشأت الأرض؟ نشأة الأرض



تاريخ الأرض

يحرص العلماء دائما على اكتشاف المجهول، ولقد تشوق علماء

الجيولوجيا إلى معرفة جوف الأرض وتوصلوا إلى التعرف على الوسيلة التي

تحقق لهم الهدف فكان أن استعانوا بالزلازل التي من خلالها توصلوا إلى أن

يتعرفوا على ما في جوف الأرض من طبقات ، وكما حرص العلماء على أن

يتعرفوا على ما في جوف الأرض دون أن يروه رأي العين وحققوا هدفهم عن

طريق الزلازل فقد حرصوا أيضا على أن يتعرفوا على نشأة الأرض: كيف

نشأت ومتى كانت هذه النشأة؟


وكما استعان العلماء بوسيلتهم لمعرفة جوف الأرض استعان العلماء

بالوسيلة المتاحة لمعرفة تاريخ الأرض، وكانت وسيلتهم هي دراسة صخور

الأرض.

إن العلماء يؤكدون أن تاريخ الأرض محفوظ بين الصخور التي ندوس

عليها بأقدامنا، فالصخور التي تشكل قشرة الأرض قد تشكلت خلال ملايين

السنين فكانت تتشكل وتمر عليها السنون فتتشكل مرة أخرى، وينتج عن هذا

التغير الدائم طبقات من الصخر تسمى الاسترانا (الطبقات) توجد في الغالب في

وجه الجروف الصخرية، وهي طبقات ذات أعمار مختلفة، يوجد الأقدم منها في

قاع الصخر أما الأحدث فيوجد في قمة الصخر.

هذه الطبقات الصخرية تكشف عن الحقائق التي يستعين بها علماء

الجيولوجيا في التعرف على ما في الأرض في المنطقة التي يقومون بدراستها وذلك

حين يتعرفون على المواد الكيميائية التي تكون الصخور في كل طبقة وحين

يتعرفون على الحفريات التي توجد في هذه الطبقات، وسمك الطبقات نفسها إذ

لا توجد شريحتان تتماثلان تماما في طبقة واحدة من طبقات القشرة الصلبة.

ولقد توصل العلماء من خلال دراستهم لطبقات الصخر المتعاقبة أن بداية

الحياة فوق الأرض كانت بأشكال بسيطة رخوة كانت تتمثل في المزيد من النباتات

والحيوانات المعقدة ثم تمت التكوينات البسيطة للحياة في وقت متأخر.

ويرى العلماء أن عمر الأرض يبلغ محو ٤٦٠٠ مليون سنة. مر نحو نصف

هذه المدة قبل ظهور الحيوانات الأولى في البحار.

ويطلق العلماء على المدة التي بدأت منذ نحو ٣٠٠ مليون عام العصر

الكربوني، ويقررون أنه خلال الثمانين مليون سنة في بداية هذا العصر نتجت

عروق هائلة من الفحم تكونت من بقايا النباتات المتعطنة والمنضغطة وهي فترة

لم تكن قد ظهرت خلالها الديناصورات.

منذ نحو ٢٠٠ مليون سنة وهو العصر الذي أطلق عليه العلماء العصر

الترياسي ظهرت الديناصورات وقد انقرضت بعد ١٥٠ مليون سنة.

كيف نشأت الأرض؟

يرى العلماء أن عمر الأرض يبلغ الآن نحو ٤٦٠٠ مليون سنة ، وقد

نشأت من سحب كونية وغبار كوني يدوران حول الشمس التي كانت هي

الأخرى في ذلك الوقت نجما وليدا، ويرى العلماء أن سبب تجميع جزئيات

اقرأ أيضا  كم تبلغ دوائر العرض؟..أشهر خطوط العرض. مدار السرطان. مدار الجدي

الغبار مع بعضها البعض راجع إلى تأثير الكهربية الاستياتيكية وإلى الجاذبية وكان

هذا التجمع بالتدريج، وبمرور الوقت نشأت الأرض، وقد ساهمت الحرارة

التي نشأت نتيجة تكون الأرض في نشأة قشرة الأرض، وقد تم ذلك منذ نحو

٣٩٠٠ مليون سنة تقريبا وقد اعتبر علماء الجيولوجيا هذا التاريخ بداية التاريخ

الجيولوجي للأرض.

علامات بارزة في تاريخ الأرض:

وقد استطاع علماء الجيولوجيا تحديد علامات بارزة في تاريخ الأرض

وذلك على النحو الآتي:

١ – منذ ٤٦٠٠ سنة نشأت الأرض.

٢ – منذ ٣٩٠٠ سنة تكونت الصخور القديمة.

٣ – منذ ٣٣٠٠ مليون سنة تكونت الحياة النباتية الوحيدة الخلية البدائية.

٤ – منذ ٢٥٠٠ مليون سنة ظهرت الحيوانات وحيدة الخلية في البحار.

٥ – منذ ٦٩٠ مليون سنة ظهرت الإسفنجيات وقناديل البحر والمرجان.

٦ – منذ ٥٧٠ مليون سنة ظهر غلاف جوي للأرض.

٧ – منذ ٤٧٠ مليون سنة ظهرت الأسماك البدائية.

منذ ٤٣٥ مليون سنة ظهرت أسماك القرش.

٩ – منذ ٣٨٥ مليون سنة ظهرت نباتات ذات كتل كبيرة فوق الأرض.

١٠ – منذ ٣٧٠ مليون سنة ظهرت البرمائيات وكانت في الأصل مخلوقات

بحرية وتركت المستنقعات لتعيش على نباتات الأرض.

١١ – منذ ٣٣٥ مليون سنة ظهرت الزواحف.

١٢ – منذ ٣٠٠ مليون سنة بدأ تكون الفحم.

١٣ – منذ ١٩٥ مليون سنة ظهرت الثدييات الأولى وظهرت الطيور.

١٤ – منذ ١٨٠ مليون سنة بدأ انفصال اليابس وتكوين القارات.

١٥ – منذ ١٠٠ مليون سنة ظهرت الحيوانات ذات الجراب التي تحمل فيها

صغارها.

١٦ – منذ نحو ٤٠٠٠٠ سنة ظهر الإنسان.

١٧ – منذ نحو ٦٠٠٠ سنة بدأت الحضارات الإنسانية متمثلة في الحضارة

الفرعونية على ضفاف النيل.

كروية الأرض

من البديهيات التي يسلم بها الناس اليوم أن الأرض كروية أو تشبه

الكرة، ولم يكن الأمر هكذا في الأزمان القديمة إذ أن هذه فكرة طرأت على فكر

الإنسان عبر الزمن، وكان الناس قديما يشهدون الأرض منبسطة لذلك أسموها

البسيطة ولم يطرأ لهم أن الأرض تتكور أو تنحني أولا بعد آلاف من السنين

اعتقد الإنسان خلالها خلاف ذلك.

وكان الإغريق من أوائل من تنبه إلى تلك الحقيقة وقد قدم أرسطو العديد

من الأدلة التي تؤكد ذلك أي على كروية الأرض.

وكان مما ساقه أرسطو من أدلة؛ أن السفينة حين تغادر ساحل. البحر في

سفرها يختفي أولا جسمها رغم ظهور شراعها للناظرين ثم يأخذ في الاختفاء

شيئا فشيئا.

ومن أدلة أرسطو أيضا أن سكان الشمال من يسافر منهم إلى الجنوب

يشاهد نجوما لا يشاهدها في بلاد الشمال، وإذا سافر أهل الجنوب إلى الشمال

اقرأ أيضا  كم تبلغ دوائر العرض؟..أشهر خطوط العرض. مدار السرطان. مدار الجدي

فإنهم هم الآخرون يشاهدون هناك نجوما لا يشاهدونها في الجنوب.

ومن أدلة أرسطو أيضا أن القمر حين كسوفه تلقي الشمس بظل الأرض

عليه ويكون حد هذا الظل على القمر قوسا من دائرة.

وكان فيثاغورث الفيلسوف الإغريقي وعالم الرياضيات الشهير والذي

سبق أرسطو يقول بذلك من قبل أرسطو مستندا إلى أدلة رياضية.

ذلك أنه كان يعتقد أن أكمل شكل في الأشكال هو شكل الكرة لذلك فلا

بد أن خالق الكون قد خلقه على شكل الكرة؛ لأنه حتما يصنعه ويبدعه على

أكمل شكل وأجمله.

وتبع أفلاطون فيلسوف اليونان الكبير الاتجاه الفيثاغورثي الذي يؤمن بأن

الكون لا بد وأن يبدعه خالقه على أكمل شكل وأجمله وهو الكرة التي هي

أكمل الأشكال.

ونجد في الفكر العلمي الإسلامي ما يؤكد إيمانهم بكروية الأرض، فالعالم

الجغرافي الشهير (المسعودي) في كتابه (مروج الذهب) يقول بأن الحكماء ذكروا

أن الأرض مستديرة.

وكان الخليفة العباسي المأمون من رعاة العلم في زمانه حيث أسس دار

الحكمة في بغداد وأقام بها مرصدا كما أقام مرصدا آخرا في سهل تدمر، وأرسل

بعثة من رجال الجغرافيا والفلك لقياس محيط الأرض على أساس أنها كرة.

ضمت هذه البعثة عالم الرياضيات الشهير الخوارزمي، وقد قامت البعثة

بتقدير حجم الأرض بقياس درجتيه من خطوط الأرض على سطحها، فوجدوا

أن الدرجة الواحدة على سطح الكرة بالأرض تساوي ٥٦ ميلا وثلثي الميل،

فكان محيط الأرض عندهم ٥٦ ميلا وثلثي الميل ضرب ٣٦٠ = ٢٠٤٠٠ ميل. فكان

قطر الأرض عندهم ٦٥٠٠ ميل.

وقد توصل العلماء بعد ذلك إلى أن قطر الأرض ١٣ ٧٩ ميلا تقريبا.

وقد قام عالم الجغرافيا المغربي المسلم الإدريسي والذي عاش في صقلية

أيام تبعيتها للحكم الإسلامي قام بصنع الكرة الأرضية من الفضة وقدمها هدية

لروجرز الثاني.


وكتب القزويني في كتابه (عجائب المخلوقات) يتحدث عن دورات الكرة

الأرضية فيقول: (ما نشاهده من حركات الكواكب والنجوم في السماء لا

يدل على دورانها على ما نرى بأعيننا بل إلى دوران الأرض حول محورها ونحن عليها،

فيخيل إلينا أن الكواكب والنجوم تجري في السماء على ما ألفيناه

وفي الحقيقة كان لفكر اليونان أثره في فكر علماء العرب المسلمين بشأن

كروية الأرض، إذ أن الفضل في ذلك راجع إلى عالم يوناني من علماء الجغرافيا

والفلك هو بطليموس نشأ في الإسكندرية في القرن الثاني الميلادي جمع

ما توصل إليه علم الفلك اليوناني وما توصل إليه هو الآخر من أبحاثه ودراسته

ودون كتابه الذي تضمن فكرة عن كروية الأرض والذي عرف عند العرب

المجسطي أي المصدر المؤكد وقد اقتنع العرب بفكرة كروية الأرض، وصارت من

المسلمات عند علمائهم.

اقرأ أيضا  كم تبلغ دوائر العرض؟..أشهر خطوط العرض. مدار السرطان. مدار الجدي

ولقد كان لعلماء المسلمين الفضل في تأكيد هذه الفكرة عند أهل أوروبا

منذ بدايات عصر النهضة واقتنع الملاحون والرواد من المكتشفين بهذا الفكر حتى

قام كريستوف كولمبس برحلته الشهيرة إلى الشرق فاتجه إلى الغرب لاعتقاده

بكروية الأرض، فكان من أثر هذه الرحلة اكتشاف القارة الأمريكية، ولم يحقق

كولمبس غرضه في إثبات كروية الأرض وإن كان قد قام بتحقيق هذه الفكرة

ملاح آخر هو ماجلان الذي دار حول الأرض في رحلته الشهيرة والتي استغرقت

ثلاث سنوات ولكنه أثبت فعليا وواقعيا كروية الأرض وصار الناس يعتقدون

بداهة أن الأرض كرة وأكدت ذلك الجغرافية.

إن الإيمان بكروية الأرض صار من بديهيات العصر وإن كان ذلك خاطرا

تردد في مخيلة العلماء منذ عهد رجال الفلك اليونانيين ومن اشهرهم فيثاغورث

وبطليموس، وقد مكنت معطيات العلم في العصر الحديث الإنسان من أن

يشاهد تكور الأرض.

إن راكب الطائرة يشاهد رقعة الأرض تتزايد كلما ازداد ارتفاعا، وهذا

دليل على أن الأرض أشبه ما تكون بالكرة، وكلما ابتعدنا عن سطحها ظهرت

لنا المساحات التي كان يخفيها الانحناء عن الأنظار كما يلاحظ أن حدود رقعة

الأرض الظاهرة ليست مستقيمة بل هي دائرية وهذا أمر يؤكد كروية الأرض.

وفي الأزمنة الحديثة أمكن التوصل إلى قياسات دقيقة لسطح الأرض أثبتت

أن الأرض ليست كروية الشكل تماما، بل هي بيضاوية.

لقد قاس الجغرافيون أقطار الأرض عند قطبيها وعند خط الاستواء

فوجدوا أنه يوجد فارق بين القطرين ولكنه ليس فارقا جسيما فالقطر الذي يصل

قطب الأرض الشمالي وقطبها الجنوبي طوله ٧٩٠٠ ميل، إذ القطر المتعامد

على ذلك، هو قطر الدائرة الاستوائية فإن طوله ٧٩٢٦ ميلا، أي أنه يزيد نحو

٢٦ ميلا، وهو فرق إذا قيس بالنسبة إلى القطر الأكبر للأرض لا يزيد على

ثلاثة من مائة في المائة

وحين اقتحم العلماء الفضاء بإطلاق الأقمار الصناعية في شهر أكتوبر عام

١٩٥٧ أمكن تصوير الأرض من الارتفاعات العالية، ثم كان دوران رائد

الفضاء يوري جاجارين حول الأرض على ارتفاع عال بعد أن تحرر من جاذبيتها

وكان قادرا هو ومن جاء بعده من الرواد على مشاهدة الأرض من السفن

الفضائية وهم يدورون على ارتفاعات عالية فوقها.

وفي يوم الثلاثاء ٢٥ من أغسطس عام ١٩٦٦ تم تصوير الأرض لأول مرة

في التاريخ حيث قامت مركبة الفضاء الأمريكية (الفالك القمري) أي التي تدور

في فلك حول القمر بتصوير الأرض وإرسال الصورة إلى المحطة العلمية التي

تديرها الولايات المتحدة الأمريكية في أسبانيا حيث

أكدت الصورة تماما الحقيقة

التي استبانت منذ وقت طويل وهي أن الأرض ليست منبسطة دائما هي فعلا

بيضاوية أي مدببة كالبيضة وهي الحقيقة.

محمد إسماعيل الجاويش



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *