الكواكب: كواكب المجموعة الشمسية، الكواكب السيارة، كيف تكونت  الكواكب، حزام الكويكبات

كواكب المجموعة الشمسية

الشمس لها أسرة هي بمثابة الأم بالنسبة لها، تتكون أفراد هذه الأسرة أو

ما يطلق عليها المجموعة الشمسية أو الكواكب السيارة من تسعة أعضاء هم

للشمس أبناء.

والأرض أحد هذه الأعضاء أو هي إحدى بنات الأرض الداخلة في

تكوين هذه الأسرة. هذه الكواكب أو المجموعة الشمسية هي على الترتيب تبعا

لبعدها عن الشمس على النحو التالي:

عطارد، الزهرة، الأرض، المريخ، المشترى، زحل، أورانوس، نبتون،

بلوتو.

هذه الكواكب تدور حول الشمس ولهذا سميت الكواكب السيارة،

وتكوينها القائم يختلف عن تكوين الشمس فالشمس نجم أي هي سراج فهي نار

ونور أما الكواكب فنورها من الشمس، أي يرتد عنها انعكاسا.

كيف تكونت المجموعة الشمسية

وقد قام الفلكيون بالتعرف على أبعاد وأقطار كل كوكب من هذه

مستعينين في ذلك بمناظيرهم وأجهزتهم.

ومن أشهر من قام بذلك من العلماء عالمان هما تشمبرلين ومولتون حيث

لفت نظرهما تدرج أقطار هذه الكواكب في الكبر مع تدرج بعدها عن الشمس

يتمثل أقصاها في الضخامة في المشترى ثم تعود إلى التناقص مرة أخرى.

إنها تظهر كلسان مدبب من طرفيه وتتضخم من وسطه. فأقلها قطرا

كوكب عطارد، ثم يزيد عنه قطر كوكب الزهرة، ثم يليه قطر كوكب الأرض

حتى إذا جاء المشترى كان أكبرها قطرا، ثم تبدأ أقطار الكواكب الأربعة التالية في

التناقص ابتداء بكوكب زحل وانتهاء بكوكب بلوتو الذي يزيد قطره قليلا عن

قطر كوكب عطارد.

وقد استنتج العالمان (تشمبرلين ومولتون) من دراسة أحجام هذه الكواكب

نظريتهما في تفسير أصل تكون المجموعة الشمسية، فرأى العالمان أن المجموعة

الشمسية تكونت نتيجة اقتراب نجم كبير من الشمس أدى إلى انفصال لسان من

مادة الشمس عنها (بسبب قانون الجاذبية) وكان هذا اللسان مدببا من طرفيه،

بسبب التصاقه بالشمس وبالنجم، ومنتفخا قرب منتصفه، وبسبب عوامل

التبريد صارت أجزاء هذا اللسان على شكل كرات متفرقة كانت في النهاية

الكواكب التسعة السيارة التي حافظت على ولائها للشمس فظلت تدور معها

بسبب قانون الجاذبية.

و نلاحظ أن الأرض تميزت بحجم كبير وهذا مكنها

من الاحتفاظ بالغلاف الحيوي كما تميزت ببعدها عن الشمس بمسافة تكفي

حياتنا.

هاتان الميزتان جعلت لتوفير درجات لائقة ومنابر من الحرارة تناب نوع

الكوكب صالحا لحياة الإنسان وقادرا على الوفاء بحاجاته حيث يكفل الحياة أيضا

للنبات والحيوان.

وإذا قارنا بين ظروف كوكب الأرض وعطارد نجد أن هذا الأخير صغير

فلم يستطع الإمساك بالغلاف الجوي كما أن بعده عن الشمس يبلغ فقط ثلث

المسافة بين الأرض والشمس (٣١ مليون ميل بينما بعد الأرض عن الشمس ٩٣)

لذلك فإن سطحه الذي يواجه الشمس يكون شديد الحرارة بينما سطحه الآخر

يكون شديد البرودة، ولهذا فهو صالح لأن تكون فوقه حياة.

وإذا تأملنا كوكب الزهرة وهو يقع على بعد ثلث المسافة بين الأرض وبين

الشمس نجد أن هذه المسافة تقدر بنحو ٦٢ مليون ميل. وهي مسافة تجعل الماء

يغلي في الجانب المواجه للشمس، ويكاد ينعدم الأكسجن من فوقه.

والمريخ يوجد على مسافة ٥٠ مليون ميل وهي نفس المسافة بين الشمس

والمناطق القطبية فوق الأرض تقريبا، ويليه الكواكب الخمسة (المشترى وزحل

وأورانوس ونبتون وبلوتو) وهي تقع بعيدا خارج مدار الأرض لذلك فهي

شديدة البرودة إلى حد لا يحتمل.

إن كوكب نبتون على سبيل المثال الذي يبلغ بعده عن الشمس نحو ٣٠

ضعفا من بعد الأرض عنها يصله من الإشعاع الشمسي نحو جزء من ٩٠٠ ما

يصل إلى الأرض، وهذا يفسر لك كم يكون جوه باردا، لقد تجمد كل شيء فوق

هذا الكوكب؛ لأنه يمكن حصر الاختلافات في درجة الحرارة بين هذا الكوكب

وكوكب الأرض بنحو ٣٠ درجة مئوية.

أحجام الكواكب

والشمس هي مركز المجموعة الشمسية، ويتركز فيها ٩٩.٨٦ من مادة

المجموعة أو الأسرة كلها، وعملاق الكوكب هو المشترى الذي يوجد به نحو ٧٠%

من مادة مجموعة الكواكب، وله جو سميك أغلب مكوناته من غاز النشادر.

أما أصغرها فهو عطارد ويبلغ قطره ٣١٠٠ ميل فقط وهو يدور في أصغر

الأفلاك حول الشمس.

تكوين الكواكب السيارة :

والكواكب السيارة بصفة عامة أجرام سماوية غير ملتهبة في صورة كرات

هائلة من الصخور والمعادن، ولمعظمها غلاف جوي، وهي تعكس ضوء

الشمس بدرجات متفاوتة، بسبب تفاوت طبيعة سطوح الكواكب وبسبب

تفاوت الغلاف الجوي لكل منهما.

الكواكب السيارة الجديدة:

ولقد عرف علماء الفلك القدامى أسرة المجموعة الشمسية أو الكواكب

السيارة ولكنهم ظنوا أنها تدور حول الأرض فلما تقدم العلم اكتشف العلماء

أنها جميعها تدور مع الأرض حول الشمس وكأن العلماء القدامى لم يكتشفوا

عددها الحقيقي وإنما تعرفوا على خمسة منها هي عطارد والزهرة والمريخ

والمشترى وزحل، فضلا عن الأرض التي كانوا يعتقدون أنها المركز الذي تدور

حوله الكواكب الخمسة فضلا عن كشفهم أن القمر ليس كوكبا مستقلا وإنما هو

تابع للأرض.

ومع تقدم العلم ورقي المناظير والأجهزة العلمية اكتشفت بقية الكواكب

السيارة ففي عام ١٧٨١ م اكتشف الفلكي الهاوي ويليام هرشل أورانوس وهو

يلي زحل.

وفي أربعينيات القرن التاسع عشر انتهت الدراسات بمجموعة من رجال

الفلك أحدهم إنجليزي من جامعة كمبردج والثاني ألماني من برلين والثالث

فرنسي اسمه لفرييه كل في موقعه إلى اكتشاف السيار نبتون وكان هذا هو الاسم

الذي اختاره الفلكي الألماني.

وفي عام ١٩٣٠ اكتشف أحد الفلكيين بمرصد برسيفال لويل في ولاية

أريزونا بالولايات المتحدة الأمريكية السيار الأخير تاسع الأسرة الشمسية

وأبعدها إذ أن أشعة الشمس تستغرق في الوصول إليه خمس ساعات ونصف

ساعة. إنه السيار بلوتو الصغر الذي تبلغ درجة الحرارة على سطحه ٢٤٠ درجة

تحت الصفر، ودرجة لمعان الشمس عنده لا تبلغ إلا ١٥٠٠/١ من درجة لمعانه

فوق الأرض بسبب بعده الشديد عن الشمس إذ أن بعد بلوتو عن الشمس يعادل

بعد الأرض ٣٩ ضعفا، وهذا البعد يجعل مداره طويلا جدا، حيث يستغرق

٢٢٤ سنة من سنوات الأرض في قطعه.

الكويكبات

وكشف العلم أيضا أن سوى هذه الكواكب السيارة التسعة التي تشكل

الأسرة الشمسية يوجد طائفة كبيرة أيضا من كواكب سيارة صغيرة إنها

كويكبات، مكانها بين المشترى والمريخ يبلغ عددها نحوا من ١٦٠٠ وهي صغيرة

الحجم وأكبرها سيرس ويبلغ قطره ٤٨٠ ميلا وبعضها قطره صغير لا يتعدى

الخمسين ميلا، مجموع كتل هذه الكويكبات دون كتلة المريخ وهي جميعها تدور

كما تدور الكواكب السيارة.

مدارات كواكب المجموعة الشمسية

كل كوكب من الكواكب السيارة له بعده الخاص به عن الشمس، وهو

يختلف عن بعد غيره من الكواكب، لذلك فله مدار خاص به يختلف من حيث

ضيقه واتساعه عن مدار الكواكب الأخرى، وكل كوكب يقطع الدورة الواحدة

في زمن دوري ثابت واحد، يختلف عن المدد أو الأزمان الدورية الواحدة والثابتة

للكواكب الأخرى.

ذلك أنه يوجد ارتباط بين أبعاد الكواكب، عن الشمس وأزمنة دورانها ،

عليه وجود علاقة تتضمن نسقا ونظاما واحدا قائما على مبدأ هو أن

الكوكب كلما زاد بعده عن الشمس طال مداره.

وبالتالي زاد الزمن الدوري الذي يقطع فيه هذا المدار ودوران الكواكب

حول الشمس يأخذ شكلا بيضاويا أي في شكل إهليلج تكون الشمس في إحدى

بؤرتيه، أي هو يقترب من الشمس ثم يبعد عنها، ثم يقترب منها والكوكب

يمهل في سيره كلما بعد عن الشمس، ويسرع إذا اقترب منها أي لا يسير بسرعة

واحدة فالكوكب يسرع حين يكون قريبا من الشمس.

الأبعاد بين كواكب المجموعة الشمسية :

يعادل بعد كل سيار عن الشمس بعد السيار السابق له مرة ونصف على

وجه التقرب ما عدا البعد بين المشترى والمريخ إذ يوجد بينهما ثغرة كبيرة هي

منطقة الكويكبات التي عرف العلماء منها حتى الآن ١٦٠٠ كويكب.



محمد إسماعيل الجاويش