التعري .. هوس التعري .. حب التعري .. Nudomania .. لماذا؟

التعري .. هوس التعري .. حب التعري .. Nudomania .. لماذا؟

التعري هو خلع الإنسان لملابسه سواء بشكل كلي أو جزئي لتظهر عورته.




بالطبع هو أمر طبيعي في ظروف معينة اعتاد عليها الفرد بشكل يومي.

منها تغيير الملابس، قضاء الحاجة، ما بين الزوج و زوجته و غيره من الأمور الروتينية اليومية في حياة البشر.

كل ذلك و ما على شاكلته أمور مقبولة مجتمعيا و دينيا، لا ريب في ذلك.

لكن هناك بعض الأفراد مصابين بما يسمى بهوس التعري، فيما لا يتناسب مع المكان و الزمان.

و بالتالي يصبح هذا الأمر غريبا و غير منطقيا، بشكل يرفضه الدين بكل تأكيد و ترفضه بعض المجتمعات و ليس كلها.

انه أمر غريب بعض الشيء أن يهوى شخص ما أن يتعرى بلا خجل و بلا سبب.

اغلب من هم مصابون بذلك الهوس هم من الرجال و هذا الأمر يضيف شيئا من الغرابة أكثر و أكثر.

دعنا نتفق ان للمرأة سلاح خاص و هو الجسد، اي انه قد يكون جزءا من غريزتها لعرض مفاتنها أمام الرجال.

و هذا ليس مبررا للمرأة على الإطلاق بأن تتعرى امام من هم دون محارمها، فذلك الأمر محسوم في ديننا الحنيف.

لكن يبقى في النهاية أمر مقبول ذهنيا و تستطيع أن تعطيه قدرا من المنطقية.

لماذا ؟ 

و لكن ما يستحق فعلا الامعان في التفكير هو لماذا الرجال؟ لماذا يظهر هذا الهوس عند الرجال.

هل هو أيضا نوع من انواع الاستعراض فقط لا غير أمام النساء ؟

لكن ليس في ذلك أي نوع من الاحتشام !

هل هو أمر يعتبر صاحبه شأن خاص و يندرج تحت بند الحرية الشخصية ؟

أم أنه دليل على وجود خلل نفسي بشكل أو بآخر في تلك الشخصية !

التعري أمام شخص من نفس الجنس يكاد يكون أمرا مقبولا بعض الشيء خاصة في حالات الاضطرار.

اما عن حدوث ذلك امام شخص من الجنس الآخر فهو أمر مرفوض بشكل واضح.

لكن المجتمع هو من يحدد ذلك فتجد أن المجتمعات الغربية و الأوروبية لا تجد أي غضاضة على الإطلاق من ذلك.

اقرأ أيضا  جلد الذات .. حساب أم عقاب؟

بل و يسمحون به دون سن اي قوانين تمنعه، هذه هي عاداتهم و تقاليدهم، فلن تستغرب ابدا من وجود شواطيء خاصة للعراة هناك.

اما المجتمعات المحافظة مثل المجتمعات الإسلامية والعربية فتجد انه امر مشين تماما إن حدث، فهي مجتمعات متحفظة بطبعها و فطرتها.

لكن الأمر الغريب فعلا انه مؤخرا لم يعد أمرا صادما كما كان الحال من قبل بل أصبح الكثير من الناس يتقبلونه و بات أمرا عاديا بالنسبة لهم حتى في تلك المجتمعات المحافظة.

و هنا نذكر بأن المقصود ليس مشروطا التعري الكامل فقط بل و الجزئي أيضا اي بخلاف ما يصرح به الدين.

التعري و الفطرة:

يقول الله عز و جل في كتابه الكريم في سورة الاعراف:

وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (19)

فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20)

وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (21)

فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ ۚ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۖ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ (22)

و ايضا في سورة طه :

وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ (116)

فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ (117)

إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَىٰ (118)وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَىٰ(119)

فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ (120)

فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ (121)

و جميعنا يعلم تلك القصة بغواية الشيطان لسيدنا آدم و أمنا حواء و وسوس لهما بالأكل من الشجرة خلافا لأمر الله لهما.

اقرأ أيضا  الخوف من الجديد .. هل لي يارب من خلاص؟

و الله جل و علا أعلم بما سيحدث، لكن نستدل من تلك الآيات على الفطرة التي تقضي بستر العورة.

فبمجرد ما بدت لهما سوآتهما حاولا بفطرتهما السليمة أن يسترا ما ظهر.

و هذا خير دليل على أن الفطرة السليمة تقتضي ستر العورة.

هذا إلى جانب أن ذلك مدخلا من مداخل الشيطان لآدم و ذريته من بعده.

و في الإسلام أيضا :

و هناك أيضا من السنة النبوية الشريفة ما يدل على ذلك.

عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده انه قال: قال الرسول صلى الله عليه و سلم :

“( احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك) قال :

قلت : يا رسول الله إذا كان القوم بعضهم في بعض؟ قال : (إذا استطعت أن لا يرينها أحد فلا يرينها).

قال : قلت : يا رسول الله إذا كان أحد خاليا؟ قال: ( الله أحق أن يستحيا منه من الناس)”  رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجه، وصححه الألباني.

و هنا يبين لنا حبيبنا و نبينا محمد عليه افضل الصلاة و السلام ان الاستحياء من الله مطلوب حتى و إن كنت في خلوة.

و دليل آخر من القرآن الكريم:

“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ
وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ  ( ٥٨ ) ( سورة النور )

فالله سبحانه و تعالى يأمرنا بالاستئذان في تلك المواضع و التي حدد منها وضع الثياب مما يدل على عدم كشف العورة أيضا أمام من هم غير مصرح لهم بذلك.

التعري قديما :

هناك بعض الشواهد التي تدل على أن التعري كان أمرا عاديا في العصور القديمة.

تجد مثلا النقوش الفرعونية القديمة و التماثيل أيضا فيها شيء من التعري الجزئي و ليس الكامل.

بينما تجد في المنحوتات و التماثيل الاغريقية و الرومانية القديمة التعري الكامل دون ستر للعورة، خاصة فيما يتعلق بالرياضة.

اقرأ أيضا  السعاده قرار مش اختيار دليل شامل للسعادة

لكنهم اقتصروا ذلك على الرجال دون النساء.

و على الأرجح أيضا أن الإنسان الأول أو البدائي كان يفتقد لفكرة تغطية الجسد إلى أن اجبرته الظروف المناخية على ذلك.

ليقي نفسه من حرارة الشمس، الرياح و البرودة و غيرهم من الظروف المناخية المتقلبة.

مستحدث .. غريب !!

في الآونة الأخيرة قد تلاحظ أمرا غريبا !



عند تفحصك لمواقع التواصل الاجتماعي تجد الاهتمام الزائد لكشف المستور سواء كان من الجنسين.

و كأنه أمر تنافسي لإبراز المفاتن، بين الجنسين.

الكثير و الكثير من الرجال و النساء يبرزون صورهم الخاصة شبه العارية على صفحاتهم.

هناك اهتمام كبير من الرجال خاصة الشباب على ممارسة الرياضة للحصول على جسم متناسق.

بالطبع هو أمر حميد، لكن من المفترض انه شأن خاص، لم العلانية؟

الكثير يهوى تلك الصور داخل حمامات السباحة، لكن إبراز تلك الصور في العلن على صفحات السوشيال ميديا أصبح أمرا متداولا.

نفس الأمر لتلك الصور التي يتم التقاطها داخل صالات الألعاب الرياضية وقتها يتم عرضها مباشرة.

انظر للاعبي كرة القدم، كثير منهم بعد تسجيل الهدف يخلع ما يرتديه و يسرع للكاميرا ليستعرض عضلاته.

و الفنانات في معظم المهرجانات الفنية و السينمائية يتبارين فيما بينهم في التعري و اظهار أكبر قدر ممكن مما يستطيعون اظهاره.

و هنا نتكلم عن انتشار تلك الصور بمنتهى السهولة بفضل مواقع التواصل الاجتماعي خاصة مع تلك الفئات.

تساؤلات ؟ 

لماذا؟

لماذا كل هذا القدر من التعري ؟

هل وضع الدين جانبا ؟

تبا للاعراف و التقاليد، سئمنا منها !

هل هو تأثر شديد بالغرب ؟

ام ان ذلك مجرد حب استعراض؟

هل هو شعور بالنقص ؟ و تلك محاولات لإثبات الذات ام هي اجتهادات للفت الانتباه ؟


ام هي النفس البشرية الغامضة التي لا يعرف أحد مدافنها و دواخلها ؟

و في الأخير :

” وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) ”  ( سورة الشمس ) 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *