التهاب القولون التقرحي ( ulcerative colitis) ما هو ؟ و ما هى أعراضه ؟ و ما هى طرق علاج التهاب القولون التقرحي ؟

التهاب القولون التقرحي ( ulcerative colitis) ما هو ؟ و ما هى أعراضه ؟ و ما هى طرق علاج التهاب القولون التقرحي ؟

التهاب القولون التقرحي  هو أحد أمراض التهابات الأمعاء الذي يسبب التهابات وقروحا مزمنة في الجهاز الهضمي.



نتعرف معا فى هذا المقال على هذا المرض بشكل مبسط و على أعراضه و مضاعفاته، كما نشرح أهم طرق علاجه.

مقدمة سريعة عن التهاب القولون التقرحي 

يؤثر المرض على بطانة الأمعاء الغليظة الداخلية ( الأغشية المخاطية للقولون والمستقيم ).

عادة ما تتزايد أعراض المرض بمرور الوقت ، ولا تحدث فجأة.

من الممكن أن يسبب التهاب القولون التقرحي ضعفا شديدا للمريض، و الأسوأ أنه قد يؤدي أحياناً إلى مضاعفات تهدد حياة المريض لا قدر الله.

لا يوجد حتى الآن علاج شفائى تماما، إلا أن العلاجات المتاحة يمكن أن تحد بنسبة كبيرة من علامات المرض وأعراضه، كما أنها قد تؤدي إلى اختفاء الأعراض لمدة طويلة.

أعراض التهاب القولون التقرحي

  • تختلف الأعراض حسب شدة الالتهاب ومكان حدوثه و مدة الإصابة.
  • معظم المصابين بالتهاب القولون التقرحي لديهم أعراض بسيطة إلى متوسطة الشدة.
  • قد يختلف مسار المرض، مع وجود فترات طويلة من اختفاء الأعراض لدى بعض الأشخاص، و فترات أخرى من النشاط.
  • قد تشمل العلامات والأعراض ما يلى :
الألم و المغص الشديدين من الأعراض

الإسهال ، غالبًا ما يكون مصحوبا بالدم أو الصديد أو المخاط.

ألم في البطن و نوبات من المغص.

ألم فى منطقة الحوض و المستقيم و الشرج.

نزيف شرجى حيث يمر الدم مع البراز بكميات كبيرة أو صغيرة.

إلحاح للتبرز ( الرغبة فى التبرز باستمرار ).

عدم القدرة على التبرز أو تفريغ المستقيم كاملا على الرغم من الحاجة الملحة لذلك.

الإعياء و فقدان الوزن.

حمى و ارتفاع حرارة الجسم.

الفشل في النمو في الأطفال.

كما قد يظهر المرض بأحد مضاعفاته، فما هى المضاعفات المحتملة لهذا المرض؟

مضاعفات التهاب القولون التقرحي

  • المضاعفات المحتملة من التهاب القولون التقرحي تشمل:



النزيف الشديد و حدوث الأنيميا.

حدوث ثقب في القولون أو انفجاره و تسرب البراز فى البطن و حدوث تسمم البريتون.

الجفاف الشديد و اضطراب نسبة الأملاح و المعادن.

فشل الكبد (نادر الحدوث مع التهاب القولون التقرحي ).

هشاشة العظام

التهابات الجلد والمفاصل والعينين.

زيادة خطر الإصابة بسرطان القولون.

تمدد و تضخم القولون ( تضخم القولون السام  toxic megacolon).

زيادة خطر تجلط الدم في الأوردة والشرايين.

و من هنا يبرز السؤال التالى ……

متى تزور الطبيب ؟ أو متى تشك فى إصابتك بالتهاب القولون التقرحي ؟

  • عليك بمراجعة طبيبك إذا كنت تعاني من تغير مستمر في عادات الأمعاء لديك أو إذا كان لديك علامات وأعراض مثل:




وجع البطن.

دم في البراز.

الإسهال المستمر الذي لا يستجيب للأدوية المعتادة.

الإسهال الذي يوقظك من النوم.

حمى غير مفسرة تستمر لأكثر من يوم أو يومين.

و كما سبق أن ذكرنا أنه على الرغم من أن التهاب القولون التقرحي عادة ليس مميتًا ، إلا أنه مرض خطير قد يؤدي في بعض الحالات إلى مضاعفات تهدد الحياة، و لهذا ينبه على الاهتمام بالتوجه للطبيب فى ما سبق ذكره.

أنواع التهاب القولون التقرحي

  • غالبًا ما يصنف الأطباء التهاب القولون التقرحي حسب موقعه فى الأمعاء.
  • و لهذا تشمل أنواعه ما يلى :
اقرأ أيضا  علاج التهابات القولون بالأعشاب، وما هي الأعشاب التي يجب تجنبها

التهاب المستقيم التقرحي :

  • تقتصر الالتهابات على المنطقة الأقرب إلى الشرج (المستقيم).
  • قد يكون النزيف من المستقيم العلامة الوحيدة للمرض.
  • يميل هذا النوع إلى أن يكون أقل شدة فى الأعراض و المضاعفات.

التهاب المستقيم و القولون الحوضى :

  • تشمل الالتهابات المستقيم والقولون الحوضى (النهاية السفلى من القولون).
  • تشمل الأعراض الإسهال الدموي والمغص و ألم البطن، وعدم القدرة على تفريغ محتويات الأمعاء رغم وجود رغبة في ذلك (tenesmus).

التهاب القولون الهابط ( الأيسر ):

  • يمتد الالتهاب من المستقيم إلى الأعلى عبر القولون الحوضي والقولون الهابط.
  • تشمل الأعراض الإسهال الدموي والمغص والألم على الجانب الأيسر من البطن ، وفقدان الوزن بشكل واضح رغم تناول الأكل بانتظام.

التهاب القولون بكامله :

  • غالباً ما يؤثر على القولون بأكمله.
  • قد يسبب نوبات من الإسهال الدموي الشديد وتشنجات في البطن وألمًا وإرهاقاً و ضعفا عاما وفقدانًا ملحوظًا للوزن.

التهاب القولون التقرحي الحاد الشديد :

  • نوع نادر الحدوث.
  • يؤثر على القولون بأكمله ويسبب ألماً حاداً وإسهالاً شديدا ونزيفاً حادا وحمى وعدم القدرة على الأكل مع فقدان الشهية.

ما هى أسباب التهاب القولون التقرحي ؟

السبب الدقيق لالتهاب القولون التقرحي لا يزال مجهولا.

في السابق ، كان يشتبه في أن إتباع نظام غذائي معين والإجهاد العصبى من أسباب المرض، ولكن الأطباء يرجحون الآن أن هذه العوامل قد تفاقم المرض ولكن لا تسبب التهاب القولون التقرحي.

أحد الأسباب المحتملة هو حدوث اضطراب معين في جهاز المناعة.

عندما يحاول الجهاز المناعي القضاء على فيروس أو بكتيريا، فإن الاستجابة المناعية غير الطبيعية قد تجعل الجهاز المناعي يهاجم الخلايا في الجهاز الهضمي أيضًا.

كما يبدو أن للوراثة دورًا هاما في حدوث التهاب القولون التقرحي، حيث أنه أكثر شيوعًا في الأشخاص الذين لديهم أفراد من نفس العائلة مصابون بهذا المرض.

ومع ذلك ، فإن معظم الأشخاص المصابين بالمرض ليس لديهم هذا التاريخ المرضى العائلي.

و لهذا يجب التنبيه على عوامل الخطر للمرض أو العوامل التى قد تسبب زيادة و شدة نوبات المرض.

عوامل الخطر فى التهاب القولون التقرحي ( risk factors )

عوامل الخطر توضح الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة  بالمرض و تشمل:

السن : يبدأ التهاب القولون التقرحي عادة قبل سن الثلاثين. ولكنه قد يصيب أي سن.

العرق : تزداد مخاطرالإصابة فى البيض، خاصة اليهود الأشكناز.

التاريخ المرضى فى عائلة : يزداد خطر الإصابة فى حال إصابة أحد الأقارب بالمرض، مثل أحد الوالدين أو الأخ أو الأخت أو الابن.

كيف يتم تشخيص التهاب القولون التقرحي ؟

  • ينبغى أن يتم تشخيص التهاب القولون التقرحي بعد استبعاد الأسباب المحتملة الأخرى للأعراض التى يعانى منها المريض.
  • للتأكد من تشخيص التهاب القولون التقرحي ، يمكن عمل واحد أو أكثر من الاختبارات والتحاليل التالية :

تحاليل الدم : قد يظهر وجود فقر الدم ( أنيميا )أو علامات للعدوى ( مثل ارتفاع كرات الدم البيضاء ).

عينة براز : وجود خلايا الدم البيضاء في البراز قد يشير إلى التهاب القولون التقرحي.

كما يمكن أن تساعد هذه العينة في استبعاد الاضطرابات الأخرى ، مثل الالتهابات البكتيرية والفيروسية والطفيلية.

منظار القولون

منظار القولون الكامل : باستخدام المنظار و الكاميرا المرفقة يمكن رؤية القولون بالكامل و تصوير الأنسجة و القرح و أخذ عينات صغيرة من الأنسجة لإجراء تحاليل الباثولوجى عليها.

اقرأ أيضا  فوائد زيت الأوريجانو للشعر غير متوقعة

يمكن لعينة الأنسجة أن تساعد في تأكيد التشخيص أو تشخص أى سبب أخر.

إذا كان التهاب القولون ملتهبا بشدة ، يمكن عمل منظار للمستقيم و القولون الحوضى فقط بدلا من منظار القولون الكامل.

الأشعة السينية العادية : فى حال وجود أعراض حادة ، يمكن عمل أشعة سينية عادية على البطن و الحوض لاستبعاد حدوث المضاعفات الخطيرة ، مثل انفجار قرحة فى القولون و حدوث ثقب به.

الأشعة المقطعية و الرنين المغناطيسى على البطن و الحوض : يمكن أن يحددا التشخيص بدقة.

كما يمكن أن يوضحا درجة الالتهاب و وجود مضاعفات من عدمه.

كيف يمكن أن يساعد نمط الحياة والعلاجات المنزلية فى تقليل أعراض التهاب القولون التقرحي ؟

  • قد يساعد تغيير النظام الغذائي ونمط المعيشة في السيطرة على الأعراض ويطيل الوقت بين نوبات اشتداد الأعراض.
  • علميا لا يوجد دليل مؤكد على أن ما يأكله المريض يسبب مرضًا التهابيًا في الأمعاء و لكن بعض الأطعمة والمشروبات يمكن أن تفاقم علامات المرض ، خاصةً أثناء نوبات اشتداد الأعراض.
  • و لهذا ننصح المريض بالأتى :

الاحتفاظ بمذكرات طعام لتتبع ما يتناوله المريض، بالإضافة إلى شعوره ناحية الطعام.

إذا اكتشفت أن بعض الأطعمة تتسبب في ازدياد الأعراض ، يمكنك محاولة التخلص منها.

بشكل عام، يمكن تجنب بعض الأطعمة مثل البروكلي والقرنبيط ، والمكسرات والبذور والذرة والفشار.

تجنب الأطعمة الغنية بالتوابل والأكل الحريف و الكحول والكافيين.

التقليل من منتجات الألبان : تتحسن بعض الأعراض مثل الإسهال وآلام البطن والغازات عن طريق الحد من منتجات الألبان عند الكثير من المرضى .

قد يكون المريض مصابا بحساسية أو عدم تحمل هضم سكر اللبن (اللاكتوز).

و فى هذه الحالات قد يساعد استخدام منتج إنزيمي مثل Lactaid أيضًا على تحسن الأعراض.

الحد من الألياف مثل الفواكه والخضروات الطازجة والحبوب إذا كان تناولها يسبب مشكلة للمريض أو تزيد الأعراض سوءا.

إذا كانت الفواكه والخضراوات النيئة ترهق المريض ، يمكن أن تطهى بالبخار أو تحمص أو تجفف.

تناول خمس أو ست وجبات صغيرة الكم في اليوم بدلاً من تناول وجبتين أو ثلاث وجبات أكبر.

شرب الكثير من السوائل يوميا و خاصة الماء، مع تجنب الكحول والمشروبات التي تحتوي على الكافيين و المشروبات الغازية.

المتابعة مع اختصاصي تغذية و خاصة إذا تناقص وزن المريض أو أصبح النظام الغذائي محدود الاختيارات للغاية.

تجنب التوتر الضغط العصبى

  • على الرغم من أن التوتر و الضغط العصبي لا يسببان مرض التهاب الأمعاء ، إلا أنهما يمكن أن يجعلا أعراض المرض أسوأ من ذى قبل مع ازدياد حدة النوبات.
  • للمساعدة في التحكم في الضغط العصبي و الإجهاد يمكن ممارسه الرياضة، و لو بالتمارين الخفيفة كالمشى، حيث يمكن أن يساعد ذلك في تقليل التوتر وتخفيف الاكتئاب.

علاج التهاب القولون التقرحي

  • يشتمل علاج التهاب القولون التقرحي على العلاج بالأدوية أو العلاج الجراحى.
  • يعتمد نوع العلاج و الدواء على خطورة الحالة و يختلف استخدامه من شخص لأخر.
  • قد لا تعمل الأدوية التي تعالج بعض المرضى بشكل جيد مع مرضى أخرين ، و لذلك قد يتطلب الأمر وقتًا للعثور على دواء يناسب كل مريض.
  • إضافة إلى ذلك ، فإن بعض الأدوية لها آثار جانبية خطيرة ، و لهذا تحتاج إلى تقدير فوائد و مكاسب العلاج أمام مخاطره و أضراره.
اقرأ أيضا  علاج التهابات القولون بالأعشاب، وما هي الأعشاب التي يجب تجنبها

الأدوية المضادة للالتهابات

  • غالباً ما تكون الأدوية المضادة للالتهابات أول خطوة في علاج التهاب القولون التقرحي.
  • تشمل الآتى :

أملاح أمينوساليساليت (aminosalicylates) : مثل دواء بينتازا ( pentasa ).

يمكن أخذها عن طريق الفم أو كحقنة شرجية أو لبوس شرجى ، حسب منطقة القولون المصابة.

الكورتيزون : مثل بريدنيزون وهيدروكورتيزون ، تستخدم عادة مع التهاب القولون التقرحي المعتدل إلى الشديد الذي لا يستجيب للعلاجات الأخرى.

لا تستخدم الكورتيزونات لمدد طويلة.

أدوية تثبيط  جهاز المناعة

  • تقوم هذه الأدوية بتقليل الالتهاب أيضا، و لكن عن طريق إضعاف استجابة نظام المناعة التي تبدأ عملية الالتهاب.
  • يعمل مزيج من هذه الأدوية بشكل أفضل من استخدام دواء واحد فقط.
  • أخذها يتطلب المتابعة مع الطبيب وعمل فحص دم بانتظام لتجنب الآثار الجانبية ، و خاصة على الكبد والبنكرياس.
  • تشمل الأدوية المثبطة للمناعة:

الآزاثيوبرين : (مثل  Imuran) و ميركابتوبيورين ( مثل Purinethol ): الأكثر استخداما فى علاج التهابات الأمعاء.

سيكلوسبورين : (مثل  Neoral، Sandimmune) : عادة ما يستخدم للأشخاص الذين لم يستجيبوا بشكل جيد للأدوية الأخرى، وليس للاستخدام على المدى الطويل.

إنفليكسماب(Remicade)  أداليموماب (Humira) و جوليموماب( Simponi) : هذه الأدوية تدعى مثبطات عامل نخر الورم (TNF) .

فيدوليزوماب (Entyvio) : تمت الموافقة مؤخرا عليه لعلاج التهاب القولون التقرحي.

أدوية أخرى تستخدم مع التهاب القولون التقرحي

قد يحتاج المريض بعض الأدوية الإضافية لعلاج أعراض معينة من التهاب القولون التقرحي، مثل :

المضادات الحيوية : و خاصة فى حالات الحمى للوقاية من العدوى أو السيطرة عليها.

الأدوية المضادة للإسهال : و خاصة فى حالات الإسهال الحاد.

و يجب استخدم الأدوية المضادة للإسهال بحذر شديد و تحت إشراف الطبيب ، لأنها قد تعرض المريض لخطر تضخم القولون السام.

مسكنات الألم : يمكن استخدام أسيتامينوفين ( بانادول ).

لا يفضل استخدام البروفين أو الفولتارين لأنها قد تزيد من الأعراض و شدة المرض .

مكملات الحديد : و خاصة فى حالات النزيف  المزمن و الأنيميا .

العلاج الجراحي لحالات التهاب القولون التقرحي

يمكن للجراحة في كثير من الأحيان علاج التهاب القولون التقرحي بإزالة الجزء المصاب.

ويعني هذا عادة إزالة القولون والمستقيم بالكامل.

يمكن عمل الجراحة بالمنظار أو بالطريقة المفتوحة.

في معظم الحالات، يتم توصيل الأمعاء الدقيقة بالشرج بعد استئصال كامل للقولون و المستقيم مما يسمح لك بإخراج البراز بشكل عادى نسبيا.

قد يصاب المريض بعد الجراحة بإسهال شديد مع نقص فى الأملاح و المعادن لسرعة فقدها بعد استئصال القولون.

يمكن عمل حافظة داخلية بجزء من الأمعاء لتقليل هذه الأعراض.

في بعض الحالات ، لا يمكن الحفاظ على الوظيفة العادية أو الحفاظ على فتحة الشرج، و يتم عمل فتحة براز جانبية على جدار البطن يتم من خلالها تمرير البراز لجمعه في كيس ملحق.

هل يجب المتابعة بعمل منظار قولونى متكرر ؟

نظرا لخطر الإصابة بسرطان القولون فى مرضى التهاب القولون التقرحى، يفضل المتابعة بعمل منظار قولونى كل فترة.

يمكن عمل المنظار كل عام أو عامين إذا كان أغلب القولون مصابا و خاصة فى حالة إصابة المستقيم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *