ملخص كأس العالم 2018.. كرة القدم لا تعترف بالمنطق



بعد انتهاء البطولة الكبيرة المرتقبة ، نهائيات كأس العالم 2018، وبعد الترقب الكبير لكبار منتخبات العالم أمثال البرازيل و الأرجنتين و ألمانيا، يتفاجئ العالم ببطولة بمعايير مختلفة عن التوقعات، وتوافق المقولة الشهيرة: كرة القدم لا تعترف بالمنطق.
وظهر ذلك جليَّاً من خلال مباريات كأس العالم 2018 منذ الوهلة الأولى، مما أظهر لنا كأس من أمتع الكؤوس من حيث الندية والقوة وتقارب المستويات، إلا أن البعض لم يشعر بمتعة البطولة بسبب خروج منتخبه المفضل بطريقة لا يتوقعها، ولكن كل منتخب أخذ ما يستحقه في البطولة ولم تظلم الكرة أحدا إلا في بعض المناسبات القليلة، ويأتي هذا الموضوع في نقاط.

دروس مستفادة من كأس العالم 2018

رأينا ثقة عمياء لدى بعض المنتخبات مثل إنجلترا و البرازيل و اسبانيا و ألمانيا، وهذه الثقة تذهب بأصحابها الى الجحيم، لأن كرة القدم تعلم الانسان التواضع، وبمجرد دخول الغرور على أي مؤسسة رياضية فهي تمهيد لطريق الفشل.

كرة القدم تبرهن على أن لا استغناء عن المزيج بين الخبرة والشباب، حيث يفشل منتخب شاب يمتلك لاعبين مميزين ومهاريين وسرعات فائقة مثل إنجلترا لغياب الخبرة .
ويفشل منتخب آخر عجوز رغم قوة أفراده بسبب غياب الشباب مثل الأورغواي.
وتنجح منتخبات أخرى لديها متوسط أعمار رائع مثل بلجيكا 27 سنة، و كرواتيا 27.5 و فرنسا 26.4 تأكيداً على ضرورة التخطيط الجيد وعدم ترك الأمر لمحض الصدفة.



تأخر الكرة العربية عالمياً بشكل ملحوظ، ومن أسباب ذلك

1_ عدم توفر البيئة والمناخ المناسبين رياضياً في هذه الدول بالإضافة الى قلة الدعم الحكومي .
2_ ضعف الإحتراف والتطبيق الإحترافي للمهنة الرياضية وضعف الإلتزام سواء من ناحية الإتحادات الرياضية أو حتى من العقلية الفردية للاعبين من حين النشأة الى الكبر.
3_ عدم خلق جو من التوازن الكافي في صفوف المنتخبات بين المحترفين والمحليين، إما منتخب مدجج بالمحترفين وقد فقدوا الولاء لمنتخباتهم وحرصهم على عدم المخاطرة أو التعرض للإصابات مع قلة القتالية، أو منتخب كلهم محليين لم ينضجوا فنياً ولا تكتيكياً.
4_ عدم التطور على مستوى التكنلوجيا الرياضية وآليات العمل الالكتروني والرقمي للحساب الدقيق لكل التفاصيل مما يساعد بشكل مباشر في معرفة الخلل ومحاولة إصلاحه وتطويره وغيرها من الحاجيات المتعلقة بهذا الشأن.

اقرأ أيضا  أكثر 9 مباريات تم تسجيل الأهداف فيها في تاريخ المونديال

انتصار الدفاع

بعد قيام الثورة الهجومية ثانيةً والكرة الشاملة والقوة الضاربة للتكي تاكا التي أثرت في العالم كله، وغيرت المجرى الفكري والعملي لدى أغلب الأندية والمنتخبات، وحاول العديد من المدربين تقمص هذا الدور ومحاولة تنفيذه وعلى مدى عشر سنين تقريباً من النجاحات الا انه بدأ العد التنازلي تدريجياً لنجاحاتها مما جعل اللعب الدفاعي يبدأ ليأخذ منحى آخر نحو القمة من جديد ليظهر في أبهى صوره مطوراً بسبب كثرة التجارب لمحاربة الأسلوب المضاد ممزوجاً بالتنسيق المضبوط بالبناء من الخلف أحياناً أو المرتدة وغيرها، وكذلك ركن الباص بطرق أكثر تنظيماً ودقة، ولكن مع هذا كله يظل هو الطريق الأسهل لدى المدربين وقد يظهر مدرب فقير تكتيكياً كبطل قوي، بخلاف الأسلوب الهجومي والتكي تاكا الذي يحتاج لعبقرية أكثر، لأكثر من سبب، منها لوضع الإستراجيات والحلول المناسبة لفك شفرات التكتل الدفاعي للخصوم، وكذلك لصعوبة الجمع بين الدفاع والهجوم بشكل متكامل، ولضرورة الإحتياج للاعبين بخاصية معينة، ولقلة تواجد المدربين ذوي الكفاءة العالية للقيام بهذا الأمر وجدنا أن الكرة الدفاعية و (الواقعية) كانت لها الكلمة العليا في هذا الكأس.

تفوق خط الوسط

وهو الخط الأكثر أهمية على الإطلاق فى بطولة كأس العالم 2018 بروسيا لمن يحصل عليه فقد حصل على 75% من القوة الضاربة التي تهزم الخصوم مهما تفوقت بعض اسماءهم الدفاعية أو الهجومية أو كلاهما، وتفسير ذلك يكمن في الثلاثة الأوائل في كأس العالم لعام 2018 بلجيكا و كرواتيا و فرنسا، على رأسهم المنتخب الفرنسي الذي امتلك خط وسط هو الأفضل على الإطلاق وبه فاز بالبطولة.

لاعبين لم يسلط عليهم الضوء فى كأس العالم 2018 

(مروان فيلايني) الذي كان له دور تكتيكي كبير هجومياً ودفاعياً وساهم وبشكل مباشر فيما وصل اليه المنتخب البلجيكي .
(راكيتيتش) الذي تناصف قوة وسط الكروات الى جانب المتألق لوكا مودريتش والذي اعطى لوكا الحرية الكاملة هجوميا بتأمين ظهره وتغطيته المتكاملة لجميع الثغرات في أرض الملعب مما جعله رمانة الميزان ونبض الفريق والمحرك الرئيسي لكل الهجمات.
(ماتويدي) الذي كان المتحرك المتوازن المساند هجومياً ودفاعياً على الأطراف والعمق وكان له تأثير كبير على قوة فرنسا دفاعياً وعلى مستوى خط الوسط.
(كوتينهو) الذي كان سيء الحظ بتواجده بجانب نيمار الإعلامي حيث كان المحرك والصانع الحقيقي لأغلب الفرص والخطورة بشكل عام، وكان المثال المتميز للعمل الأهم في اللعبة في خلق المساحات والتحرك فيها وإضافة خيارات التمريرات لجميع لاعبي الفريق .
وهناك أكثر من لاعب ظُلِم إعلامياً ولكن لا يسعنا حصرهم هنا.

اقرأ أيضا  كأس العالم سنة 1998.. كاس العالم 2002.. كأس العالم لسنة 2006



مفاجآت كأس العالم 2018

روسيا و كوريا و السويد و كولمبيا و اليابان و المكسيك و كرواتيا، فقد أبلوا بلاءاً حسناً وأبدعوا وأبهروا الجمهور العالمي بأداءهم العالي وروحهم العالية ومستواهم الراقي والقوي وانضباطهم الواضح .

 


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *