تقوس الساقين عند الأطفال .. تقوس الساقين عند الكبار .. أسباب تقوس الساقين .. علاج تقوس الساقين

تقوس الساقين عند الأطفال .. تقوس الساقين عند الكبار .. أسباب تقوس الساقين .. علاج تقوس الساقين

تقوس الساقين مشكلة قد تؤرق اﻵباء و الأمهات كثيرا مما يدفعهم للقلق و يلجأوا لإستشارة الطبيب بمجرد ملاحظتهم ذلك.



فعندما يرى الأب أو الأم طفلهما يمشي و يلاحظوا أي إنحراف في الساقين سواء للخارج أو الداخل يصيبهم القلق على الفور.

قد يكون الأمر طبيعيا و يتطلب الأمر مجرد إستشارة الطبيب و طمأنة الأهل ليس إلا و قد يكون الأمر أكبر من ذلك فعلا.

و قد يمتد ذلك الأمر إلى سن أكبر من ذلك و يجب إستشارة الطبيب في تلك المرحلة أيضا.

كما أنه من الممكن أن يظهر تقوس الساقين في كبار السن أيضا و لكن لأسباب أخرى.

هناك نوعان من تقوس الساقين أحدهما للخارج و الآخر للداخل.

فإذا كان تقوس الساقين للداخل فهذا يعني أن تتباعد الركبتين و تتقارب القدمين (genu varum).

و إذا كان تقوس الساقين للخارج فهذا يعني تقارب الركبتين و تباعد القدمين (genu valgum).

بنهاية فترة النمو عند الأطفال بالنسبة لمفصل الركبة تنحرف الركبة للداخل بزاوية تقدر بحوالي من 5-7 درجات.

و بالتالي فإن أي تغير عن ذلك يعتبر تشوه غير طبيعي لمفصل الركبة.

تقوس الساقين للخارج – genu valgum

يضاف إلى تقوس الساقين للداخل أو الخارج نوع آخر من التشوهات و الذي يحدث فيه زيادة في إستقامة الركبة أثناء الفرد و تلاحظ تقوس الركبة للخلف (genu recurvatum).



تقوس الساقين للداخل ( genu varum – bow legs) – تقوس الساقين للخارج ( knock knees ):

يتم التعرف على هذا النوع من التشوهات بمجرد الملاحظة البسيطة بالعين.

و في حالة تقوس كلا الساقين للداخل فيتم قياس المسافة بين الركبتين بينما تكون مؤخرة القدمين متلامستين.

من المفترض أن تكون هذه المسافة أقل من ستة سنتيمترات.

أما في حالة تقوس الساقين للخارج فإنه يتم قياس المسافة بين النتوء الداخلي للكاحلين بينما تكون الركبتين متلامستين و إتجاه الرضفة (الصابونة ) للأمام.

و من المفترض ألا تزيد تلك المسافة عن ثمانية سنتيمترات.

تقوس الساقين الفسيولوجي (الطبيعي ):

من الطبيعي تواجد تقوس الساقين للداخل في حديثي الولادة و في السنوات الأولى من العمر.

اقرأ أيضا  الكساح .. كساح الاطفال و لين العظام لدى الكبار

بينما قد يظهر تقوس الساقين للخارج في الأطفال عند عمر أربع سنوات.

و هذا من الأمور الطبيعية في نمو عظام الأطفال.

كما قد تتواجد تغيرات فسيولوجية أخرى مثل القدم المفلطحة و تغير وضع أصابع القدم فيما يشبه أصابع الحمام و يكون هؤلاء الأطفال طبيعيين.

و في هذه الحالات يجب طمأنة الأهل بأن هذا أمر طبيعي و أنه يجب فقط المتابعة الدورية كل ستة أشهر لملاحظة تطور الحالة.

أما إذا إستمر هذا التقوس حتى عمر عشر سنوات فيجب التدخل جراحيا لإجراء عملية إصلاح للتشوه.

تتم عمليات الإصلاح بأكثر من طريقة منها إجراء تثبيت لمنطقة النمو الخاصة بمفصل الركبة عن طريق دبابيس معدنية.

ثم يتم رفع تلك الدبابيس بعد إصلاح التشوه بدرجة أكبر من المطلوب قليلا.

و من مخاطر تلك الطريقة أنها قد تؤثر على إستكمال النمو الطبيعي لمفصل الركبة بعد رفع الدبابيس.

من الممكن أيضا إجراء تثبيت نصفي لسطح النمو من جهة تقعر التشوه.

و يتطلب ذلك إختيار الوقت المثالي لإجراء الجراحة حيث يلزم تحديد عمر العظام بشكل دقيق لتلافي التأثير على نمو المفصل فيما بعد.

كما يمكن أيضا إجراء جراحة شق و إستئصال عظمي لأسفل عظمة الفخذ في حالات تقوس الساقين للخارج.

أو جراحة شق و إستئصال عظمي لأعلى عظمة القصبة في حالات تقوس الساقين للداخل.

و لكن يجب أن يتعامل الطفل و والديه بشكل طبيعي مع التشوه فمن اللازم ألا تتم تلك الجراحات قبل إكتمال نمو المفصل تماما.

فمن الممكن أن يحدث التقوس ثانية إن تم الإصلاح قبل إكتمال نمو المفصل.

التشوهات التعويضية:

من الممكن في حالات تشوه الجزء العلوي من عظمة الفخذ حدوث تشوهات تعويضية معقدة على مستوى الركبة و الساقين بمجرد أن يبدأ الطفل في المشي.

و لهذا فمن الضروري الوصول لسبب التشوه الرئيسي و عدم التركيز على مفصل الركبة وحده.

و بالتالي يجب أيضا فحص مفصل الفخذ إكلينيكيا جيدا و كذلك عن طريق الأشعة.

و من المفترض أن يتحسن هذا النوع من التشوهات تدريجيا بمرور الوقت و إن ترك أي أثر فهو يكون غير ملحوظ.

اقرأ أيضا  فيتامين د .. كيف ينتج فيتامين د؟.. ما هي مصادر فيتامين د ؟..و ما هي أهميته؟

و في حالة ظهوره بشكل واضح فيمكن التدخل بإجراء جراحات الشق العظمي.

تقوس الساقين المرضي (الباثولوجي ):

أيا من الأمراض التي تؤثر على سطح و منطقة النمو العظمي للركبة تؤدي لحدوث تقوس الساقين.

و ذلك مثل الكساح بأنواعه، تشوه النمو العظمي أو الإصابات المباشرة المفصل.

في حالة ظهور التقوس في ساق واحدة فقط فهذا من المؤكد أنه تقوس مرضي و ليس فسيولوجي.

و في الحالات الشديدة من التقوس يجب التدخل الجراحي بعد إكتمال نمو المفصل.

مرض بلاونت ( Blount’s disease ):

هو تقوس الساقين للداخل الذي يزيد تدريجيا بمرور الوقت و يصاحب ذلك نمو غير طبيعي للجزء الداخلي الخلفي من أعلى عظمة القصبة.

غالبا ما يحدث في الأطفال زائدي الوزن و من بدؤوا المشي مبكرا.

يحدث بنسبة 80% في كلا الساقين، كما يحدث بنسبة كبيرة في الزنوج أكثر منه في الأطفال أصحاب البشرة البيضاء.

هذا النوع من التقوس و بشكل ملحوظ يكون متزايد عن التقوس الفسيولوجي الطبيعي.

إلى جانب تقوس الساقين للداخل يحدث أيضا أن تدور عظمة القصبة للداخل.

كما يصاحب ذلك أيضا لين على الجانب الخارجي بعظمة القصبة مما يؤدي أن تتباعد الركبتين للأمام أثناء المشي.

يتم تشخيص هذا المرض من خلال الأشعة السينية على مفصل الركبة لملاحظة التغيرات التي تحدث في منطقة النمو.

تقوس الساقين للداخل – genu varum

العلاج :

نادرا ما يحدث أن تتحسن الحالة تلقائيا.

و بالتالي فمن الممكن إجراء الإصلاح عن طريق الشق العظمي.

و في الحالات الشديدة يتم عمل إستئصال عظمي و عمل رقعة عظمية.

و في الأطفال الأكبر سنا يستخدم مثبت خارجي ( اليزاروف ) في عمليات الإصلاح و الإطالة في حالة القصر الحقيقي بعظمة القصبة.

تقوس الساقين في البالغين:

يعتبر تقوس الساقين من التشوهات العظمية الشائعة في البالغين أيضا.

يظهر تقوس الساقين للداخل بشكل أكبر في الرجال و للخارج في النساء.

من الوارد أن يكون نتيجة لتقوس منذ الطفولة و في هذه الحالة لا يتسبب في الكثير من الإزعاج للمريض.

و في حالة أن يكون التقوس مصحوبا بعدم ثبات و إستقرار مفصل الركبة يؤدي هذا لحدوث خشونة في الجانب الداخلي من الركبة مع التقوس للداخل.

اقرأ أيضا  فيتامين د .. كيف ينتج فيتامين د؟.. ما هي مصادر فيتامين د ؟..و ما هي أهميته؟

بينما التقوس للخارج يصاحبه ظهور الخشونة على الجانب الخارجي للركبة.

قد يحدث التقوس للخارج في البالغين نتيجة لتكون غير طبيعي بعظمة الرضفة مما يساعد على ظهور خشونة مفصل ما بين الرضفة و الفخذ.

و أيا كانت شكوى المريض من حيث درجة الألم أو درجة تهتك سطح المفصل في الأشعة فمن الأفضل عمل الشق العظمي كما هو موضح سابقا.

يتم عمل الشق العظمي في أسفل الفخذ في التقوس للخارج و الشق العظمي أعلى القصبة في التقوس للداخل.

من الممكن أن يحدث التقوس للداخل نتيجة الخشونة السابقة و  أن يحدث للخارج نتيجة الروماتويد.

من الأسباب الأخرى لظهور التقوس في البالغين و كبار السن : إصابات أربطة الركبة، كسور معيبة الإلتئام و مرض باجت.

و يتم التعامل في هذه الحالات مع السبب الرئيسي أولا و من ثم يتم عمل شق عظمي تصحيحي.

تقوس الساقين للخلف ( genu recurvatum ):

من الممكن أن يظهر مع الولادة نتيجة لوضع غير طبيعي للجنين داخل الرحم و في هذه الحالة يتحسن تلقائيا غالبا.

و نادرا ما تتسبب هذه الحالة في حدوث خلع ولادي بمفصل الركبة.

ليونة الأربطة هي الأخرى تعتبر سببا للتقوس  للخلف و في هذه الحالة يلاحظ أن الطفل يقف دائما بركبة مستقيمة أكثر من الوضع المعتاد.

من الممكن أن يحدث إطالة زائدة للأربطة نتيجة إلتهاب حاد أو مزمن للغشاء السينوفي لمفصل الركبة خاصة في مرضى الروماتويد، مفصل شاركوت بمرضى السكر، الكساح و شلل الأطفال.

تقوس الساقين للخارج – genu valgum

في حالات شلل الأطراف مثل شلل الأطفال يصاحبه أيضا تقوس و إستقامة للخلف محاولة لتثبيت القدم المفلطحة على الأرض.

و يتم تصحيح هذا النوع من تقوس الساقين أيضا عن طريق الشق العظمي أو تثبيت عظمة الرضفة بأعلى عظمة القصبة للعمل كمانع من التقوس.



و من أسباب التقوس للخلف أيضا: إصابات منطقة نمو مفصل الركبة و الكسور معيبة الإلتئام.

تحدثنا عن تقوس الساقين و حاولنا بقدر الإمكان أن يكون الحديث سلسا و سهلا بإذن الله، عافانا الله و إياكم من كل شر و سوء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *