ثم ستنتصر

ثم ستنتصر

ثورة الجسد 

مال لهذه الدموع لاتريد أن تتوقف؛ أتُرى أنها قادمة من المحيط…إنها ساخنة ومالحة المذاق.

أشعر برأسى يدور ويفقد اتزانه من كثرة الأفكار التى تدور به ومن كثرة الدموع التى لا تريد أن تتوقف.

كما أن معدتى تعلن ثورتها أيضا …ويساندها فى ذلك القلب بتسارع دقاته ..جسدى بأكمله  ينتفض ويساند بعضه البعض .. وعقلى يريد مقاومة هذا وتجاهله والهروب بالنوم ..فهو يفعل كما يفعل الجميع كما يقول غاندى فى البداية يتجاهلونك ثم يسخرون منك  ثم تنتصر ..هكذا يفعل عقلى فى هذه اللحظة ..يتجاهل وينكر ثورة جسدى بأكمله.

هو يفعل كما تعود أن يُفعل به ..لا أحد يستمع لما يريد ..الجميع يعرفون أكثر منه .. الجميع يريدون توجيهيه فى الوجهة التى يريدونها لأنهم معصومون وما يرونه هو الصواب المطلق.

سأستمع وأستمع وأشعر وأتفهم

اهدأ أيها الجسد..أنا لست مثل الآخرين  ..سأستمع وأستمع وأشعر وأتفهم لما تريد أن تقول .

أشعر وأتفهم تماما أن هذه الدموع الحارقة المالحة القادمة من الأعماق …انما هى ملوحة الأيام ..وحرقة العمر الذى انقضى فى غير ما تريد.. هى حرقة الأيام التى تشبه بعضعها ولا تشبهنى … الأيام التى تشعرنى أنى ميت ..طعم الموت فى كل شئ تلك الأنفاس الثقيلة والجو الكئيب والحزن العميق الذى يخلفه الموت… كل هذا أشعر به ..إن لم يكن هذا هو الموت ..فماذا عساه أن يكون ؟!

أشعر وأتفهم تماما تلك الثورة من قِبل معدتى والتى تحاول أن تقاوم بكل ما أوتيت من قوة ..تحاول أن ترسل إشارات إلى المخ لكى ينتبه ..تحاول أن تقول له استيقظ من ثباتك العميق؛ لا تستسلم لما يحاولون أن يفعلوا بك…انت ناضج بما فيه الكفاية لتدافع عن نفسك ..لا تستمع لما يقولون ..لا تخف من ظلمة الطريق ..ثق فيما تؤمن به ..لا تفقد إيمانك ..لا تفقد شغفك ..نحن نساندك.

آه …حتى أنت أيها القلب..لماذا كل هذه السرعة ..لماذا تتسرع فى ضخ الدم…لماذا اسمع صوت نبضاتك؟! …هل نحن فى حالة طوارئ ؟!..هل أثرت عليك الدموع؟ هل أزعجتك المعدة بثورتها العاتية ؟ هل أرهقتك الدماغ بما يدور بها من شد وجذب؟

أفهم أنك تكملنى ، و أنك المنتهى …  وليس دون المنتهى راحة كما يقول العارفون – أعرف أنك واقع فى غرامهم – لكنك سندى وملاذى الأخير ..برغم كل ما بيننا من نزاع وتصارع ..إلا اننا فى النهاية نتفق.

اذا لماذا أنت ثائر هكذا …اهدأ من فضلك فأنا لا أحتمل ثورتك.

أيها الجسد أنا أشعر وأتفهم تماما ما تريد أن تقوله لى …سأفعل ما تريد منى أن أفعل ..لكنى بحاجة إلى دعمكم جميعا ..بحاجة إلى دعمك أيتها العيون …بحاجة إلى دعمك أيتها المعدة الحبيبة، بحاجة إلى كامل دعمك وهمتك أيها القلب فبدونك لا أستطيع.

سأنتصر لكم جميعاً

لن استسلم للموت الذى يحاوطنى من كل الإتجاهات.. سأنتصر للحياة .. للأمل .. للشغف.. للحلم …سأنتصر لكم جميعا …سأنتصر لأن أكون نفسى …ثم ستنتصر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *