دومينيك أوبراين و كيف نجح فى أن يصبح صاحب أقوى ذاكرة فى العالم؟

دومينيك أوبراين ربما لم تسمع هذا الاسم من قبل أو ربما سمعته و لكنك لا تتذكر من هذا الشخص.

إنه البريطانى دومينيك أوبراين صاحب أقوى ذاكرة فى العالم و الذى لم يولد هكذا و لكنه مع التدريب و التفكير الإبداعى أستطاع ان ينجح فى تقوية ذاكرته بصورة مدهشة ليكسر كل  الأرقام القياسية فى هذا المجال، و يصبح أسطورة فى تذكر الأرقام و كروت اللعب و يصبح واحدا من أشهر و أنجح مدربى التنمية البشرية و مؤلف لعدد كبير من الكتب تتحدث عن تقوية الذاكرة و كيفية تدريب العقل البشرى ليزيد من قدراته التى يؤمن دومينيك أنها لا محدودة و يمكن أن تستمر فى التطور على مدار الزمن مع التدريب، و سوف نحاول أن نلقى الضوء على حياة هذا الرجل، و كي أصبح صاحب أقوى ذاكرة فى العالم.

دومينيك أوبراين و بداية عادية كأى شخص اعتيادى

ولد دومينيك أوبراين عام 1957 م ببريطانيا و عاش طفولة عادية، و التحق بالمدرسة و يقول أوبراين أنه كان يعانى فى المدرسة من مشاكل فى التركيز و نقص فى الانتباه و عسر القراءة حتى أنه كان يوبخ باستمرار من قبل مدرسيه و لكن ذلك لم يمنعه فيما بعد من تحطيم الأرقام القياسية فى التذكر.

و كان أوبراين تعرض فى صغره لحادث قطار نتج عنه اصابات قوية بالرأس و شك الأطباء فى أن يكون قد تضرر دماغه بشكل دائم إلا أن ذلك لم يحدث بل العكس هو ما قد كان.

صدفة تقود دومينيك أوبراين لعالم الحفظ و تقوية الذاكرة

يحكى دومينيك أوبراين أن بداية دخوله مجال تدريب الذاكرة كان و هو فى الثلاثين من عمره عام 1987 م حيث كان يشاهد برنامج تليفزيونى عن حفظ و تذكر كروت اللعب ليشاهد رجل يتذكر عدد كبير من بطاقات اللعب فى زمن قصير فأعجب أوبراين بذلك و قرر أن يبدأ بالتدريب ليكون مثل ذلك الرجل و لكن الحقيقة ان أوبراين قد تجاوز ذلك بكثير ليصبح صاحب أقوى ذاكرة فى العالم فيما بعد.

مع تطور قدرة أوبراين على حفظ بطاقات اللعب أصبح قادرا على الفوز فى مسابقات البوكر بسهولة و حقق أرباحا ضخم فى عام 1991 م و لكن شهرته و قدرته جعلت كل كازينوهات البوكر فى بريطانيا و أمريكا تمنع دخوله فهو فائز دائم بلا أى شك.

نجاح بعد تدريب مستمر و تحطيم الأرقام القياسية

مع استمرار دومينيك أوبراين فى التدريب على تقوية الذاكرة نجح فى ابتكار أسلوب خاص به فى هذا المجال مستمد من أفكار قديمة كان يستخدمها الإغريق و قام أوبراين بتسمية أسلوبه الرحلة و ترتكز فكرته على الربط بين الأمور و الأرقام بالصور الذهنية و محاولة ترتيبها فى شكل قصصى متتابع لتثبت بالذاكرة و هو ما أثبت أوبراين نجاحه بصورة مذهلة.

و قد ذكر دومينيك أوبراين طريقته فى كتابه الأول الذى أصدره فى عام 1994 م و كان عن كيفية بناء ذاكرة مثالية.

حطم  أوبراين الأرقام القياسية فى مجال الحفظ و التذكر مرارا و دخل موسوعة جينيز للأرقام القياسية و فى عام 2002 نجح فى تذكر 2808 بطاقة لعب و ذلك بعد رؤيتها مرة واحدة فقط و هو بطل العالم فى مجال التذكر و الحفظ لثمان مرات.

الذاكرة هى الأساس و لكنها وحدها لا تكفى

أن تمتلك ذاكرة قوية بلا شك من أفضل القدرات على الاطلاق، و لكن يجب أن يتم استثمار تلك الذاكرة بصورة جيدة عن طريق التحليل المنطقى و التطبيق للاستفادة من المعلومات فى ذاكرتك لكى تنجح فى الوصول للنتائج.

و يقول دومينيك أوبراين أن قدرات كل من الذاكرة و العقل البشرى لا محدودة و بامكانك أن تتذكر كل شىء لو أردت مع الاستمرار فى التدريب و يقول أن الهدف الرئيسى من التدريب هو تنمية الذاكرة العاملة لتحل محل الذاكرة المؤقتة التى يستخدمها معظم البشر وهنا يكمن التحدى، فالذاكرة العاملة تمتلك القدرة على ربط سريع بين كل المعطيات المتاحة من صور و أرقام و أشكال مما يسهل التذكر بصورة سريعة جدا عن الذاكرة المؤقتة و لكمية اكبرمن المعلومات و يمكن تقوية الذاكرة العاملة عن طريق التدريب المتواصل و يمتلك أوبراين عدد من الكتب عن كل طرق التدريب و تقوية الذاكرة.

دومينيك أوبراين لا يمتلك مخ فضائى

قام  مجموعة من الأطباء بعمل فحوصات و صور أشعة لمخ أوبراين ليجدوا أنه تشريحيا طبيعيا تماما مثل أى مخ بشرى مما يعنى أن قدرات الرجل ما هى إلا نتاج تطوير فى الوظائف و القدرات العقلية ليس إلا و هو ما يفتح المجال لأى شخص ليقوم بالتدريب ليطور من قدرات ذاكرته.

مؤلفات دومينيك أوبراين

دومينيك أوبراين هو كاتب بريطاني وبطل العالم للذاكرة 8 مرات خلال فترة 10 سنوات. وهو مؤلف العديد من الكتب المتعلقة بالذاكرة، والتي تركز على كيفية تحسين ذاكرة الإنسان.

فيما يلي قائمة بمؤلفات دومينيك أوبراين:

• كيف تتذكر أي شيء تريد (1995)
• ذاكرة فائقة (2006)
• ذاكرة المليونير (2007)
• ذاكرة مذهلة (2011)
• ذاكرة مذهلة للأطفال (2012)
• الذاكرة: دليل التدريب الشامل (2014)
• ذاكرة المليونير: نسخة محدثة (2015)
• ذاكرة مذهلة: نسخة محدثة (2016)
• الذاكرة: دليل التدريب الشامل: نسخة محدثة (2017)

وقد ترجمت كتب دومينيك أوبراين إلى أكثر من 20 لغة، بما في ذلك العربية.

وفى الختام يجب أن نتعلم دوما من تجارب الأخرين و نجاحهم، و نستمد الإلهام من نماذج حققت النجاح الذى نحلم به فشخص مثل دومينيك أوبراين بدأ عاديا و لكنه عمل على تطوير نفسه ليصبح أسطورة حية تتحرك وسطنا و تلهمنا، فالنجاح نتاج العمل المستمر و المحاولات المتواصلة.