فضل سورة يوسف.. لماذا يحب المصريون سورة يوسف؟ اسباب حب سورة يوسف

فضل سورة يوسف هي أحسن القصص في القرآن الكريم، هكذا وصفها الله سبحانه و تعالى على لسان نبيه محمد أشرف الخلق و المرسلين.

فضل سورة يوسف.. لماذا يحب المصريون سورة يوسف؟ اسباب حب سورة يوسف

فها هو مطلع سورة يوسف :

” الر ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3) إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4) “.

قد يلاحظ الكثيرون أن سورَة يوسفْ لديها حب خاص لدى المصريين.

تجد ان المصريون يحبون سماع سورةْ يوسفْ بشكل كبير.

فمثلا الكثير من سيارات الأجرة، إذا ما فتشت فيها، خاصة في زمن الكاسيت، ستجد غالبا نسخة من سُورة يُوسف.

و بالطبع ستجدها بصوت أحد عظام القراء المصريين و هم كثر، أمثال الحصري و عبد الباسط و غيرهم من كبار القراء.

تشعر و كأن سُورة يُوسف ذات مكانة و قدسية خاصة لدى المصريين.

حينما تدخل أحد المحلات أو البقالات، ستلاحظ أن سورة يوسف لها نصيب كبير من الاستماع.

ستجد في معظم البيوت المصرية نسخة من سورة يوسف بكل تأكيد.

ستجد القراء في المناسبات المختلفة يقرؤون سورة يوسف.

حتى أني قد أزعم أن لسورة يوسف في الإذاعة الرائعة ” إذاعة القرآن الكريم” نصيبا أكثر من غيرها.

و ما أدراك ما هي إذاعة القرآن الكريم، التي لا يخلو منها بيتا مصريا أو عربيا أو إسلاميا.

سنتناول هنا بعض الأسباب التي قد تفسر حب المصريين لسورة يوسف.

فربما كتب ذلك المقال بدافع الحماس الشخصي فقط، لكن هل فعلا لسورة يوسف قدسية خاصة لدى المصريين ؟

اقرأ أيضا  عبدالله بن أبي السرح، كاتب الوحي الذي ارتد ثم تاب الله عليه

أظن ذلك…..

١) ذكر اسم مصر في سورة يوسف :

حيث ذكر اسم مصر صراحة بسورة يوسف في موضوعين :

” وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا ۚ وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ۚ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (21) “

” فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ (99) “

٢) وصف مصر في سورة يوسف :

وصفها بالأمان كما ورد فيما سبق :

” فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ (99) “.

و وصفها بخزائن الأرض في موضع آخر:
” وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي ۖ فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ (54قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55) “

٣) الشعب المصري شعب عاطفي بطبعه :

جميعنا يعرف أن الشعب المصري شعب عاطفي، و دائما ما يتعاطف مع المستضعفين.

و قصة سيدنا يوسف تحمل من هذه المعاني الكثير و الكثير.

بداية من مكر إخوة يوسف له حينما ألقوه في البئر، مرورا بالفتنة التي تعرض لها من إمرأة العزيز.

ثم ما تلاها من ظلم تعرض له و دخوله السجن.

إلى أن أنعم الله عليه بملك مصر جزاء له على صبره.

و غيرها من الأحداث التي سردتها سورة يوسف.

٤) نشأة نبي :

و هل أعظم من هذا شرف!

أن ينشأ على أرضها نبي الله يوسف لمدعاة كبيرة للفخر.

فقد قدم يوسف إليها بعد ما ألقاه إخوته في البئر و التقطه بعض السيارة و باعوه لعزيز مصر.

اقرأ أيضا  السيدة عائشة رضي الله عنها … أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر

ثم نشأ على أرض مصر نبي الله يوسف حتى يملكه الله بحوله و قوته خزائن مصر كلها.

فبالطبع ذلك شرف عظيم حظيت به مصر، و هذا كله أيضا وارد في سياق سورة يوسف.

ه) و فيها أيضا أن مصر أرض خير :

لقد كان في سياق الأحداث أن احتاج إخوة يوسف العون و المؤن لما اشتد الحال في بلاد كنعان.

فإلى أين لجأوا؟

إلى مصر، أرض الخير و العز بإذن الله.

و لم يكونوا يعلموا قطعا بأن يوسف هو من سيعينهم على ما هم فيه.

و لكن كان ذلك دليلا على خير و رخاء مصر حينما كانت الدنيا تتضور جوعا.

على مر التاريخ كانت مصر و لازالت عظيمة أبد الآبدين.

مصر هي الأرض التي منها نبي الله إدريس عليه السلام.

منها تزوج خليل الله إبراهيم عليه السلام، السيدة هاجر أم سيدنا إسماعيل أبو العرب.

فيها كلم الله موسى عليه السلام و تجلى له و عاش على أرضها هو و من معه من بني إسرائيل، إلى أن أمروا بالخروج منها.

بها نشأ و عاش على أرضها نبي الله يوسف عليها السلام، حتى ملكها.
و إليها لجأت السيدة مريم ابنة عمران و وليدها عيسى عليه السلام من بطش بني إسرائيل.

منها تزوج خير خلق الله عليه أفضل الصلاة والسلام السيدة مارية القبطية.

و قال عنها الذي لا ينطق عن الهوى :

” إنكم ستفتحون ارضا يذكر فيها القيراط فاستوصوا باهلها خيرا فان لهم ذمة ورحما”.

حفظ الله مصر أبية كريمة و حفظ الله شعب مصر شامخا عاليا أبد الدهر.

فضل سورة يوسف

 سوَر القرآن الكريم سور عظيمة تشتمل الأحكام، و الآياتِ، و العِبر، و أيضا الإعجاز، و فيها شفاء لصدور المؤمنين و منها سورة يوسف.

اقرأ أيضا  الخوف .. فلسفة الإمام محمد متولي الشعراوي عن الخوف

لقد جعل الله سبحانه و تعالى لبعض السور و الآيات أفضلية في تلاوتها و حفظها و تكرارها. ففي سورة يوسف لم يصح عن النبي -صلي الله عليه وسلم- أي حديث يفضلها عن غيرها من السور، إلا أن فضل هذه السورة قد ورد في بعض الأخبار من استنباط العلماء، أو من بعض الروايات في فضلها.

حيث قال بعضهم: إن معظم هذه الروايات موضوعة؛ و ذلك لما اشتهر من الوضع في أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- و خاصة في فضل سور القرآن الكريم، و من هذه الروايات: (علِموا أرقاءَكُم سورة يوسفَ؛ فإنَه أيما مسلم تلاها معلِّمَها أهلَه و ما ملكت يمينهُ، هونَ الله عليه سكرات الموت، و أعطاه القوةَ ألا يحسدَ مسلما).

كما ورد فضل سورة يوسف في أحاديث شاملة لها و لغيرها من بعض السور، و ذلك كما في حديث واثلة عن النبي -صلي الله عليه وسلم- أنه قال: (أعطِيت مكان التَوراةِ السبعَ الطوالَ، و أعطِيت مكان الزبورِ المئين، و أعطِيت مكان الإنجيل المثاني، و فضِلتُ بالمفصَلِ).


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *