الخوف .. فلسفة الإمام محمد متولي الشعراوي عن الخوف

الخوف …..




الإمام محمد متولي الشعراوي رحمه الله واحد من أفضل علماء التفسير في العصر الحديث.

تميز رحمه الله بأسلوبه البسيط الميسر سهل اللفظ، سريع الولوج إلى القلوب قبل العقول.

هو أحد المشاعر الإنسانية التي قد تسيطر على أي منا، و هنا قد يصاب الخائف بالضرر البالغ جراء هذا الخوف.

بل و قد تتوقف حياته بالكلية من شدة الهلع و الذعر من المخوف.

و الأسوأ من ذلك هو ترقب المصيبة قبل وقوعها و حمل همها، و كان في ذلك كلاما رائعا لفضيلة الشيخ الشعراوي.

كلاما يريح القلب و يزيح الهم.

ف في إحدى خواطر الإمام تناول الحديث عن الخوف و كانت تلك هي فلسفته عنه نصا في حديثه:

تعريف الخوف:

هو إنزعاج النفس من توقع شيء و معنى ازعاج النفس يعني عدم اطمئنانها.

النفس دي لها ملكات متعددة, الملكات مش منسجمة مع بعضها.
قلقة,إنزعاج مضطربة, من إيه؟

من توقع ضار ,آدي الخوف…

يبقى الخوف إيه ؟ انزعاج النفس من توقع شيء إيه ؟ ضاااار
نقول له أهو الخوف ده خور ( ضعف ) لا ضرورة له
ليه؟

قال لك إن كنت تريد أن تؤمن نفسك من مخوف فأجهد أسبابك لتعوق هذا الخوف.

ملكاتك و الخوف:

فإذا انزعجت نفسك تبقى لن تواجه الأمر بكل ملكاتك.

يعني هتواجهه ببعض إيه ؟ الملكات
ملكاتك الملكات الخائرة و المضطربة

إن خفت شيئا فلأنت أحوج ما تكون ساعةالخوف إلى أن تستقر ملكات نفسك.

حتى تستطيع أن تعد لنفسك ما يأمنك من هذا الخوف.

فإذا انزعجت منه يبقى أعنت مصادر الخوف على نفسك
لأنك انت لم تواجه الأمر بجمع إيه؟ بجميع قواك و لا بجميع إيه؟ تفكيرك

اقرأ أيضا  الغيب ، رؤية الإمام محمد متولي الشعراوي رحمه الله

الإعانة على مصدر الخوف:

يبقى إذن الذي يخاف نقول له يبقى انت معين لمصدر الخوف.

أعنت على نفسك مصدر الخوف.
أخوفك و إنزعاجك يمنع المخوف؟
لأ
انشغل بما يمنع المخوف
و دع المخوف إلى أن يقع فلا تعش في فزعه قبل أن يأتيك.
ليه؟

إطالة عمر المصيبة :

لأن آفة الناس أنهم يعيشون في المصائب قبل أن وقوعها
فيطيلون على أنفسهم أمد المصائب
المصيبة لسه هتيجي بعد شهر و هو خدها من دلوقتي
يبقى طول عمر المصيبة و لا لأ
لكنه لو تركها إلى أن تقع
يبقى قصر مسافتها و لا لم يقصر؟
قصر
يبقى إذن حمق و لا مش حمق؟
حمق
أيضا

المصيبة و اللطف :

إن الحق سبحانه و تعالى , ساعة تأتي المصيبة , ينزل مع المصيبة اللطف معها.

فكأنك إن عشت في المصيبة قبل أن تقع عشت في المصيبة وحدها معزولة عن اللطف.

لكن لو ظللت إلى أن تقع
هتقع بإيه؟
باللطف
يبقى أنت متعيش نفسك في المصيبة بدون اللطف
أدي الخوف.
الخوف من إيه بقا؟
إنزعاج النفس ده بقى مش من ضرر متوقع
لأن خصوم الدعوة يكيدون لك و يبيتون لك و يجمعون كل قواهم و إلى آخره

الابتلاء مش شر :

يبقى هذا هو الابتلاء و احنا قولنا إن مجرد الإبتلاء مش شر
إنما الشر إني أسقط في الإبتلاء
لأن الإبتلاء إختبار
محدش قال إن الإمتحانات شر
انما تبقى شر على مين؟
على اللي يسقط
انما اللي نجح و طلع الأول و خد جايزة
مش نجح و لا لأ
يبقى “لنبلونكم أي سنصنع لكم إمتحان
هذا الامتحان يصفي البطولة للعقيدة الجديدة.



و كان ما سبق مقتطفا من حديث الإمام محمد متولي الشعراوي في حديثه عن الخوف.

اقرأ أيضا  أفضل طرق التغلب على الخوف.. أسباب الخوف المرضي

و قد كان ذلك أثناء إحدى حلقاته الدينية لتفسير قوله تعالى :

” وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155)” سورة البقرة.

رحم الله شيخنا الجليل و أسكنه فسيح جناته، و أعاذنا الله و إياكم من الخوف و المخوف.

و إعلم يا ابن آدم ما يلي :

” قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (51) ” سورة التوبة

” إِنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (10) ” سورة المجادلة

و ذلك كما قال عز و جل في قرآنه الكريم.

و كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :

و إعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، و لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك.

رواه الترمذي و أحمد و غيرهما و صححه الألباني.

سلم أمرك إلى الله عز وجل و لا تستسلم لوساوس الشيطان و لا تجعله يستحوذ عليك

” اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ (19)”  سورة المجادلة.

و إجعل قلبك مطمئنا بأن الله سبحانه و تعالى لطيفا بعباده….

” اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (19)” سورة الشورى

و أحسن ظنك بالله….

عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال النبي – صلى الله عليه وسلم – : يقول الله تعالى :

( أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم ، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة )

اقرأ أيضا  عبدالله بن أبي السرح، كاتب الوحي الذي ارتد ثم تاب الله عليه

 رواه البخاري ومسلم .



و صلى اللهم و صلي وسلم و بارك على رسول الله صلى الله عليه و سلم.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *