مصطفى صادق الرافعي .. معجزة الأدب العربي

مصطفى صادق الرافعي .. معجزة الأدب العربي

مصطفى صادق الرافعي .. معجزة الأدب العربي

مصطفى صادق الرافعي هو بحق معجزة الأدب العربي بأسلوبه الراقي المتميز و معرفته لنفسه.

نعم كان يفهم نفسه جيدا و متصالحا معه فهو قد أتى في عصر فيه من الشعراء من لا يضاهيهم أحد.

و هو عرف ذلك مبكرا، نعم أبدع في الشعر و لكن ليس كما أبدع شوقي و ناجي و غيرهم.

خبر ذلك و لم يخجل منه و تفاهم مع نفسه و عرف أنه لن يستطيع تخطي حاجزا معين و هذا هو سقفه في الشعر.

فهو رجل لا يريد القيود و الشعر مليء بتلك القيود ما بين قافية و وزن و غيرهما.

أما النثر ففيه شيء من المرونة و الحرية فسلك هذا المسلك و تخطى فيه كل الحدود و أتعب من نهجوا نهجه أيا من كانوا.

فهنيئا للنثر و الأدب العربي كله مخضرما مثل مصطفى صادق الرافعي.

هو رجل من ذوي الإرادة الصلبة لا يعرف العوائق و هو في ذلك مثل طه حسين.

فالأول أصيب بضعف السمع في الرابعة من عمره و فقده كاملا في الثلاثين و الثاني اصابه العمى منذ طفولته.

ذلك لا يقف حائلا أبدا أمام هذا النوع من البشر إنما خلقت المصاعب ليصرعها هؤلاء.

عن حياة مصطفى صادق الرافعي :

ولد مصطفى صادق الرافعي في بهتيم التابعة لمحافظة القليوبية في عام 1880.

كان أبوه قاضيا و كان دائم الترحال من مكان لآخر طبقا لطبيعة عمله.

فعاش الرافعي طفولته و صباه في مدينة طنطا.

كان والديه من أصول سورية.

لما رحل أبوه إلى مدينة دمنهور رحلت عائلته معه بالطبع فحصل على الشهادة الإبتدائية من هناك.

و لم يحصل على أي شهادة بعدها فيما بعد و هو في ذلك الشأن يشبه العملاق عباس العقاد.

اقرأ أيضا  توفيق الحكيم .. يوميات نائب في الأرياف و عودة الروح و روائع أخرى

أعمال الرافعي تشهد على عبقريته :

من أعظم ما كتب مصطفى صادق الرافعي عن الأدب العربي و هو من اقوى ما صدر بهذا الصدد هذا كتاب تاريخ آداب العرب الصادر في 1911.

نشأته السليمة و وظيفة والده رسخت فيه حبه للقرآن و لدينه الحنيف.

فكتب عن إعجاز القرآن في كتاب سماه ” تحت راية القرآن ” ردا على طه حسين.

و حينما إختلف مع طه حسين في كتاب الثاني ” في الشعر الجاهلي ” رد عليه بهذا الكتاب.

و من أجمل ما كتب الرافعي أيضا كان كتاب وحي القلم.

بعد ما كتب محمود أبو رية كتاب ” أضواء على السنة المحمدية ” رد عليه الكثير من كتاب و أئمة الإسلام.

فقد تجاوز أبو رية كثيرا في هذا الكتاب و هاجم السنة النبوية الشريفة و صب جم هجومه على سيدنا أبي هريرة الصحابى الجليل.

فما كان من الرافعي إلا أن تصدى لهذا الهجوم المذموم و الغير مبرر على ثابت من أهم ثوابت الدين الإسلامي الحنيف و هو سنة نبينا و حبيبنا محمد عليه و على آله و صحبه أذكى الصلاة و السلام.

فكانت رسائل الرافعي إلى محمود أبو رية  خير رد على ما قاله الأخير.

و هو إلى جانب حبه لدينه لم ينسى أبدا وطنه و خير دليل على ذلك نشيد إسلمي يا مصر الذي مازلنا نردده حتى الآن.

ناهيك عن القومية العربية و الإنتماء لكل ما هو عربي أصيل حتى أنه هو من كتب النشيد الوطني التونسي وقتها.

و من كتابات مصطفى صادق الرافعي أيضا:  ديوان الرافعي، ديوان النظرات و كتاب المساكين.

كل هذا الإنتاج الضخم دفع الكثيرين للثناء على الرافعي و كتاباته أمثال مصطفى باشا كامل و العقاد.

اقرأ أيضا  طه حسين .. عميد الأدب العربي .. الأيام و أول سيرة ذاتية بالمعنى الصحيح

و وافته المنية رحمه الله في عام 1937 بعد أن كان قد قام لصلاة الفجر، رحمه الله رحمة واسعة و غفر له.

من كتاباته:

“في جمال النفس يكون كل شيء جميلًا، إذ تُلقي النفس عليك من ألوانها، فتنقلب الدار الصغيرة قصرًا ؛ لأنها في سعة النفس لا في مساحتها هي، وتعرف لنور النهار عذوبة كعذوبة الماء على الظمأ، ويظهر الليل كأنه معرض جواهر أقيم للحور العين في السماوات، ويبدو الفجر بألوانه، وأنواره، ونسماته كأنه جنة سابحة في الهواء.

بهذا القدر من المعلومات نكون قد وصلنا إلي ختام مقالنا بعد أن تعرفنا على مصطفى صادق الرافعي .. معجزة الأدب العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *