تعريف الفطرة السليمة التي يحللها الإسلام.. هل يولد الأنسان على الفطرة

تعريف الفطرة السليمة التي يحللها الإسلام.. هل يولد الأنسان على الفطرة الإسلامية؟ 

تعريف الفطرة السليمة التي يحللها الإسلام.. هل يولد الأنسان على الفطرة: يقول الله سبحانه تعالى في محكم آياته : 

* قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ. 

ومن هذه الآية يتضح أن الله سبحانه وتعالى وضع سنن في الكون فقد حرم الله علينا الفواحش

وحرم علينا الشرك به وكذلك أن نقول ونفعل  بأشياء لم يامرنا بها الله ثم ننسبها له 

ثم يقول الله سبحانه وتعالى في آية أخرى : 

سورة الروم آية 30 قوله تعالى: “فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ”، 

ونجد في هذه الآية الكريمة أنها بينت ووضحت بأن الدين الذي أمرنا الله أن نمتثل به هو أمر

فطري، ثم تضيف الآية الكريمة أن الفطرة التي فطر الله سبحانه الناس عليها أمر ثابت لا يقبل التغيير ولا التبديل ولا 

 أن يتم تغيير الفطرة ونفتري بها على الله سبحانه وتعالى فيشملنا قول الله :.. و أن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ :.. 

تعريف الفطرة التي يولد عليها الإنسان 

 الفطرة في الغة معناها: الخِلقة 

الفطرة اصطلاحًا فتعني الطبع السوي المعتدل وهي الجبلة السليمة والصفة القويمة التي خلقها الله سبحانه وتعالى في نفوسنا البشرية، وفي نفس السياق قال بعض العلماء  هي سنن الأنبياء والمرسلين في الأرض 

وتوجد عدة مفاهيم أخرى الفطرة  يقول ابن منظور في معجمه “”وفطر الله الخلق : خلقهم وبدأهم، والفطرة: الابتداء والاختراع”، 

اقرأ أيضا  مفاتيح السعادة في القرآن.. ما هي مفاتيح السعادة في الدنيا والآخرة

تعريف الفطرة السليمة التي يحللها الإسلام.. هل يولد الأنسان على الفطرة

ومن هذا الإسناد اللغوي تم استنباط    تعريف الفطرة في النفس البشرية، على أنها : “الفطرة هي

ذلك السر الكامن في قلب الروح بالاضافة إلى كونها الجوهر المكنون للخلق الإنساني، و علاوة

علي ذلك فهي السر المصون للوجود البشري، فهي أم اللطائف، ومرجع الأسرار في المعنى الوجودي

لحقيقة الإنسان، وهذا يعني أن بكمالها يكمل مفهوم الإنسان، و في غيابها يخرج الأنسان من

انسانيته ليدخل إلى الجزء البهيمي لجنس الحيوان”، 

بأختصار يمكن استنباط معنى الفطرة على أنها : “الصورة النفسانية الأولى التي خلقنا الله عليها

نحن البشر وتشتمل على التوازن والكمال، قبل قلب الأنسان لمفاهيمها وانسياقه وراء بهيميته 

هل توجد اسباب لانحراف الفطرة الإنسانية؟ 

من المؤكد دائما أن النفس البشرية أمارة بالسوء وأن ذلك دائما يرجع سببة لاختلاف العقائد

 والاماكن والظروف و القارئ الجيد للتاريخ يعلم أن الله يرصد اختلال القيم البشرية فيرسل لنا

الرسل ويبعث معها المنهج السليم الذي يؤيد الفطرة و بعد ذلك يظهر سوء الخلق مرة أخرى

وتنحرف الفطرة فيرسل الله سبحانه وتعالى الأنبياء والمرسلين فتستقيم الفطرة والسلوك البشري ثم بعد ذلك تنحرف النفس البشرية…. وهكذا 

ويمكننا رصد بعض أسباب اختلال النفس البشرية وتغيير فطرتها بأختصار كالتالي :

مكان وزمان نشأة الإنسان…:: البيئة ::… 

  من طبائع الإنسان أنه يتأثر  ويؤثر بالبيئة المحيطة به  حيث أن هذه البيئة المحيطه به إما أن  يحافظ عليها وبالتالي تحافظ هي على فطرته السوية أو أن يصبح الأنسان أحد عوامل انحرافها وتشتتها عن المسار الصحيح  

كيف يحدث هذا الإنحراف؟ 

يحدث الانحراف بسبب العادات والتقاليد الفاسدة إن من ظلم الأنسان لنفسه أنه قام باختراع ما يسمى  العادات والتقاليد وهي أفكار ورثتها الأجيال تباعا بكل مافيها من خير وشر وأصبح الخروج من دائرتها يكاد يكون مستحيل هذه العادات والتقاليد تتغير بالتدريج ولكن الأنسان يلتزم بها حتى وإن كانت تتعارض مع فطرته وغالباً تكون مرفوضة وغير مقبولة للشريعة الإسلامية، وكذلك الأديان السماوية 

اقرأ أيضا  مفاتيح السعادة في القرآن.. ما هي مفاتيح السعادة في الدنيا والآخرة

يقول الله سبحانه تعالى في سورة الزخرف: “بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ“.

وساوس الشيطان 

منذ أن خلق سيدنا آدم والشيطان يعمل جاهدًا لإفساد  الإنسان وذلك من خلال وساوسه، ويعمل أيضًا على تسهيل وتجميل المعاصي في عينه و اغراءة بالشهوات، يقول المولى عز وجل : “فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83)”.

البعد عن الطاعة والجري وراء الشهوات 

 عندما تسرقنا الدنيا وتسلب نفسنا البشرية من فطرتها لتسوقها نحو المعصية ونتيجة لذلك ينغمس الإنسان في هذه الحياة الزائلة ويسخر كل طاقاته في سبيل دنياه ولذلك يبتعد عن الله ويقع في الخطيئة وهنا يكمن السبب وراء  انحراف الفطرة السليمة. 

في الختام فإن قرآننا الكريم علم الإنسان كيف يدرك ويميز الطيبات الخبائث و ذلك من خلال فطرته، التي جبل عليها  هذه الفطرة التي ترضى بالطيبات ولا تقبل المفسدات ولذلك الفطرة التي خلق عليها الإنسان هي التي يرضاها الإسلام ويحلها الشرع، أما العادات الخبيثة التي يرفضها الإنسان بفطرته وهي التي لا يقرها الشرع الإسلامي،

 يقول الله سبحانه وتعالى في سورة المائدة في الآية الرابعة: “يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطيبات. 

 

تفسر الآية الكريمة أن الحلال هو ما توافق عليه  الفطرة البشرية. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *