مفاتيح السعادة في القرآن.. ما هي مفاتيح السعادة في الدنيا والآخرة

 

مفاتيح السعادة في القرآن: هي الحالة النفسية التي تكون مصحوبة بالراحة و اللذة الجسدية

وفي نفس السياق تختلف طرق ووسائل تحقيق هذه الحالة من شخص لآخر،

السعادة  هي الراحة التي يكون محلها القلب وتكون مصحوبة بالهدوء والسكينة النفسية وهي

 راحة الروح والتآلف والسرور

.وتم الإجماع على تعريف السعادة على أنها الحالة التي تكون  بين الرضا و اللذة بالإضافة إلى ذلك الشعور  بالراحة والمتعة و اللذة. 

ما هي مفاتيح السعادة في القرآن

إن غاية ما يبحث عنه الإنسان في الدنيا هي السعادة فهي إنتصار لكل شيء جميل في الحياة

 وبالرغم من ذلك فإن الدنيا في المطلق دار شقاء وابتلاء ولكن من الممكن أن يجد الإنسان فيها السعادة. 

والسر في وجود السعادة تم ذكر في القرآن الكريم  فمن ضمن أسباب ومفاتيح السعادة عدة مفاتيح ومنها على سبيل المثال :

مفاتيح السعادة في القرآن أولا.. الصبر و ذكر الله سبحانه وتعالى :

إن الصبر على المصائب والابتلائات والتسبيح بحمد الله سبحانه وتعالى وتعديد نعم الخالق لهي

 من أهم مفاتيح السعادة وقد حدد الله سبحانه وتعالى أفضل أوقات الأذكار حيث ذكر أوقات

 التسبيح بحيث تكون آناء الليل وأطراف النهار، يقول الله عز وجل في الآية الكريمة في سورة طه

 : “فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ

 وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ”، فقد وضح الله عز وجل الغاية من الصبر والتسبيح بقوله لعلك ترضى

 ولم يقل لعلي أرضى وبالتالي يكون الرضا من الأمور التي تجلب  السعادة والراحة التي تم ذكرها في القرآن الكريم.

ثانيا.. البحث عن الرضا :

إن صفة الرضا من الأسباب التي تحقق أعلى درجات السعادة وذلك لأن الأنسان إذا رضي بما

 حقق وبما رزقه الله به أو بما أصابه يكون قد نال السعادة وبالإضافة إلى ذلك فإن صفة الرضا هي التي تصل بالإنسان إلى السعادة. 

 كيف يعرف الإنسان أنه حقق الرضا؟ مفاتيح السعادة في القرآن

هو سؤال الاجابة عليه نسبية ولكن يوضح ذلك قول يحيى بن معاذ ما يجب الإيمان به من داخل

 القلب وخارجه حيث يناجي الأنسان ربه “يارب إن أعطيتني قبلت وإن منعتني رضيت، وإن تركتني عبدت وإن دعوتني أجبت”.

ثالثا.. العفو عن الناس :

 ما يجلبه العفو عن أخطاء الناس هو الطمأنينه وراحة البال فهو يجعلك غير مشحون بطاقتك

 السلبية من احد فلا تحمل في قلبك ضغينه تعكر صفو حياتك بالإضافة إلى ذلك فهي تكسبك وتنمي بداخلك مشاعر الحب والألفة. 

 

رابعا.. الإعراض عن الجاهلين:

إن الإنسان يؤثر ويتأثر بالأشخاص المحيطين به ولذك فكون من حولك سعيد يورثك السعادة

 وكون من حولك غير راضي وحزين يصيبك بالحزن ونتيجة لذلك فإن الإعراض عن الجاهلين

 بأمور الحياة وغير مدركين لحقيقتها هي من الأسباب المهمة للسعادة.

خامسا.. قراءة القرآن الكريم وعدم هجره :

جعل ورد يومي من القرآن الكريم وعدم هجره و الإعراض عنه من أهم مفاتيح السعادة بل كل

 مفاتيح الحياة يقول الله عز وجل في محكم آياته{ وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِى فَإِنَّ لَهُۥ مَعِيشَةً ضَنكًا

 وَنَحْشُرُهُۥ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ أَعْمَىٰ} ومن هذه الآية يتضح أنه من يهجر القرآن وذكر الله سبحانه وتعالى فإنه

 سوف يعيش في الشقاء ويتملكه الشعور بالضنك والضيق والحزن. 

سادسا.. الإيمان بأن الله معك :

 من ضمن مفاتيح السعادة في الدنيا الإيمان و الاعتقاد التام بأن الله معك يحفظك ويرعاك وبالتالي تشعر  بتأمين النفس في الدنيا والآخرة وفي نفس السياق فإن الإيمان بفكرة وجود الله بجانبك و اعتقادك بأنه ميسر كل أمورك يسرب إلى نفسك الإحساس بالأمان يقول الله عز وجل: “إذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا”.

سابعا.. العمل الصالح :

إن العمل الصالح له أثر كبير في النفس البشرية وفي الشعور بالسعادة في الدنيا بالإضافة إلى أن له أجر كبير في الآخرة على سبيل المثال الصدقات وبر الوالدين بالإضافة إلى صلة الرحم وكذلك إدخال السرور على قلب المسلم .

السعادة في السنة النبوية الشريفة :

لا يختلف منظور السنة للسعادة عن المنهج القرآني 

فالرسول عليه الصلاة والسلام يقول لبلال بن رباح  “أرحنا بها يا بلال”، حيث يرشدنا الرسول الكريم إلى سبب من اسباب الراحة ألا وهي الصلاة فهي مصدر السعادة والراحة. 

حيث فب أدائها يكون الوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى ومناجاته وهذا يجلب الفرح والسرور ويدخل إلى النفس الطمأنينة. 

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” أرض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس” دلالة إلى وجوب وجود القناعة والرضا. 

 ويقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم : “من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا”،. 

 وقال صلى الله عليه وسلم أيضا : إذا نظر أحدُكم إلى مَنْ فُضِّلَ عليه في المال والخَلْقِ فلْينْظُرْ إلى مَنْ هـو أسفل منه، فذلك أجدرُ أن لا تزدروا نعمةَ الله عليكم”

 السعادة في القرآن :

إن كلمة السعادة لم تذكر في القرآن الكريم صريحة إلا في موضعين إثنين وهاتين الآيتين الكريمتين اللتان وردتا فيهما لفظ السعادة هما:

أولا.. قول الله سبحانه وتعالى في سورة هود آية 105: “يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ”.

ثانيا.. قوله سبحانه وتعالى في سورة هود آية 108: “وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ۖ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ

ومن ناحية أخرى يوجد العديد من الآيات التي وردت في القرآن الكريم عن معنى السعادة و هي على سبيل المثال :

قوله سبحانه وتعالى في سورة آل عمران: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّـهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ}.

وقال الله عز وجل في سورة طه  : {مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ}.

و في سورة يونس : {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}.

قال الله تعالى في سورة الضحى: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى}.

وقال  تعالى في سورة طه أيضا : {فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ).

وإلى هنا نصل بكم لختام مقالنا الذي تعرفنا من خلاله على ما هي مفاتيح السعادة في القرآن. كما تحدثنا عن السعادة في السنة النبوية الشريفة.