فالفيردي و الإعداد البدني



بعد إنتشار التصريح الماضي علي لسان فالفيردي بخصوص عدم إهتمامه بالإعداد البدني، أثار ذلك سخطاً عارماً على المدرب، من قِبَل الكثير من الكُتَّاب والنقاد، وكذلك الجماهير من باب أولى، مما جعل تبيان الحقيقة من وجهة نظري أمراً لازماً، بغض النظر عن سلبيات فالفيردي الكثيرة التي تحدثنا عنها مراراً وتكراراً، ولكن من باب “وإذا قلتم فاعدلوا” .

إبتداءاً و في العموم ينبغي أن نعلم الكثير و الكثير من التصريحات لا تظهر على حقيقتها بالنسبة للمتلقِّي، و ذلك لعدة أسباب:

1_الصحيفة الناقلة للتصريحات

هناك صحف لديها توجهات مختلفة تحاول إيصال فكرتها عن طريق تصريحات بعض الأشخاص.
وهناك مشاكل شخصية تكون بين الصحفيين والرياضيين أو غيرهم، فتكون هناك تصفية حسابات بالكذب والتدليس عليهم .
وهناك جانب مهم يغفل عنه الكثير، وهو حرص الصحافة على إثارة الجدل والأخبار النارية، التي تجلب التفاعل الكبير، وتجني الأموال الكثيرة، ولهذا يغلب الجانب الربحي على جانب المصداقية .
وهناك مفاهيم لتلك التصريحات ينقلها الصحفي بفهمه، ويختلف الفهم من شخص لآخر، وذلك في جميع مجالات الحياة .

و عليه فلو إطلعت على كل صحيفة من الصحف الناقلة للمؤتمرات ستجد هناك اختلافات بيِّنة كما سيأتي .

2_ كيفية السؤال وإجابته

الكثير من الصفحات الناقلة للأخبار والتصريحات لا تنقل الأسئلة كما هي من باب الإختصار، وأحياناً لا تذكرها إطلاقاً، وكما هو معلوم، أن توفر السؤال كاملاً بكامل تفاصيله، هو أساس الفهم للجواب، وغيابه يجعل هناك تسلسل الجهل بحقيقة الجواب، وهذه مشكلة كبيرة، يغفل عنها الكثير .

3_ الترجمة

بناءاً على ما سبق، من ورود التحريفات المتعمدة والغير متعمدة في نقل الاخبار والتصريحات من قِبَل الصحافة، فبالتبع سيكون هناك ترجمة للتصريحات المغلوطة، فتصل لنا بشكل غير صحيح إبتداءاً، وهذا بالطبع ليس في العموم، ولكن المترجمون في الصفحات العربية، أيضاً لديهم ذات الأهداف، شهرة، متابعين، شير وريتويت، كومنتات وتعليقات، لايكات ومفضلات، ووو… .
ولهذا يتم الحرص على إثارة الجدل أكثر من الحرص على المصداقية، فيضعون صيغة تدعو للسخرية، أو تصريح مجتزأ، ناهيك أخي القارئ الكريم عن الترجمة الحرفية السيئة التي لا توصل المعنى بشكل جيد .

اقرأ أيضا  فليب كوتينهو بين النقد الشخصي و الواقع التكتيكي

الحل ؟
سيكون جوابه في نهاية المقال.

لنرجع قليلاً الى موضوع تصريحات فالفيردي، نجد أن هناك عدة إختلافات كما تقدم:

النقل الأول:

صحيفة الموندو:
لا تضع السؤال، وتكتفي بالجواب:

Sobre la preparación física: “Nunca doy mucha importancia a la preparación física porque es una manera de incidir en el equipo. En realidad el fútbol, como hay tanto partidos seguidos, es de ir preparándote sobre la marcha y acotando los esfuerzos. Es verdad que estamos teniendo contratiempos, más de los que nos gustaría, pero no voy a echar la culpa a la pretemporada”
وملخص الكلام:
أن‏ فالفيردي قال: لا أعطي أهمية للتحضير البدني .

النقل الثاني:

من صفحة: https://www.fcbarcelonanoticias.com/fc-barcelona/valverde-no-se-cuanto-baja-messi-espero-pronto-vuelta_251877_102.html

وملخص الكلام فيه:
‏‎
أنه كان السؤال حول أن هناك انتقادات للتحضير قبل انطلاق الموسم وهذا كان السبب خلف الإصابات المتكررة فكان رده أنه لا يعطي أهمية لموضوع الانتقادات للموسم التحضيري وليس لا يعطي أهمية للتحضير البدني.
تعقيب: ‏الكلام متوفر في نفس المصدر بأنه لا يلوم فريق الإعداد البدني ولا يعطي أهمية للانتقادات التي تنتقد الإعداد البدني السيء للفريق وتحميله سبب الإصابات المتكررة وفالفيردي يفضل أن يكون هادئ تجاه هذا الموضوع .



النقل الثالث:

صحيفة آس: https://arabia.as.com/
وملخص ما ورد فيها:
ورد فالفيردي على ملائمة الحالة البدنية للفريق الكتالوني، قائلاً: لا أعطي أي إهتمام لهذه الأمور، على عكس أشخاص آخرين يعطون له أهمية لتبرير مواقفهم، ولا أحد يفهم في مسألة الإعداد البدني، وهنا نلعب مباريات كثيرة بشكل مستمر، والفريق يوجد في حالة جيدة، بإستثناء الإصابات، ولا ألقي اللوم على الفترة التحضيرية .

النقل الرابع:

حساب InCampNou :
‏فالفيردي:

أنا لا أبدي أهمية كبيرة للتحضير البدني، لأنه وسيلة للتأثير على الفريق، في الواقع كرة القدم هكذا، هناك الكثير من المباريات على التوالي، من المفترض أن تجهز نفسك سريعا، وتوزع الجهد في المباريات، صحيح نحن نواجه اصابات، أكثر من الطبيعي، لكنني لن أضع اللوم على أي شيء.

اقرأ أيضا  نظرة مختصرة على ثلاثية برشلونة 19/20

النقل الخامس:

حساب FCB world :

‏فالفيردي :
لا أعطي أهمية كبيرة للإعداد البدني .

النقل السادس:

(رأي شخصي) أشرف بن عياد من حسابه الشخصي:

‏لا أتفق مع فالفيردي : الإعداد البدني أساسي جدا في كرة القدم و في الوقت الحالي تضاعفت أهميته في السنوات الأخيرة .

فكما رأينا 6 نقولات لتصريح واحد، كل نقل مختلف عن الآخر، تواجد فيه الإثارة وعدمها، الإختصار وعدمه، نقل السؤال وعدمه، وإختلاف المفاهيم، وإختلاف الترجمة، وغيرها من الأمور التي تم ذكرها في بداية المقال .

وبعد النظر لكل تلك النقولات يتبين لنا كيف تم التلاعب بالكلام كثيراً، وأن التصريح الذي إنتشر وتم الحكم من خلاله، هو الأبعد عن الإعتماد، بسبب كثرة المخالفات والمغالطات فيه، ولو أُخِذَ به، فيؤخذ بغيره أيضاً، وهنا يأتي الحل لهذه المعضلة، وهي على طريقتين:

طرق الحل

الأولى: يُحبَّذ للقارئ والكاتب إذا أراد أن يكون ذا معرفة جيدة و عقل راجح يقيس الأمور بشكل دقيق، و يحكم عليها بالوجه الحقيقي لها، أن يتابع عدة مصادر في نقل الأخبار التي فيها الكثير من الريب والشك، ويحاول أن يبحث عن مجموع الأخبار التي يتحقق من خلالها الإبتعاد عن المغالطات التي تم ذكرها بداية المقال .

الثانية: أهمية النظر للقرائن المحيطة، مثل ظهور الفريق بقوة ولياقة بدنية على مدار الموسم، كما كنا نشاهد أن الأندية كلها تنهار في نهاية المباريات، بخلاف برشلونه الذي يكون عطائه قوي الى نهاية كل المباريات، بالإضافة الى أن برشلونه من أقل الأندية الأوروبية في الإصابات في الموسمين السابقين، و باستثناء مباراة روما التي كان الجهد فيها بسبب قلة المداورة، فلو كان المدرب فعلاً لا يلقي أهمية لذلك، فكيف نافس الفريق على الثلاث بطولات الى نهايتها ؟!!

إصابات هذا الموسم لماذا لم تتواجد المواسم الماضية؟ ما الذي تغير ؟؟ هل يُعقَل أنه المدرب كان يهتم والآن لا يهتم؟! لماذا كان يصاب ديمبيلي دائماً و لكن الباقي لا يُصابون، ما دام الأمر يتعلق بالإعداد البدني ؟!

اقرأ أيضا  فالفيردي وثورة الجحيم.. برشلونة من الشك إلى الكمال الكروى

وهكذا يُنظر للأمر من عدة جوانب، وستتضح الحقيقة بحذافيرها، وتكون أحكامنا أكثر دقة وصحة،،،،


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *