فليب كوتينهو بين النقد الشخصي و الواقع التكتيكي

يعد النجم الكبير فليب كوتينهو من أعظم لاعبي الوسط في العالم حاليا “في وقت قلّ فيه لاعبي الجودة العالية والامكانيات الكبيرة” وذلك للإمتداد الزمني والتطور التكتيكي لكرة القدم حيث كنا نشاهد كل فريق يمتلك أساطير في كل خط في الملعب و يمتلكون الحرية لإظهار إمكانياتهم بعيدا عن تحكم المساحة والأمتار في التحركات، الذي بدأ بدوره من تقليل تلك المهارة بشكل واضح، مع صعوبة الإستفادة منها لذات الأسباب، وذلك مع دخول كرة القدم الحديثة و تغيرها في العالم كله ومن بعد ثورة بيب غوارديولا بشكل أكبر.

حتى انتهت ملامحها تقريبا بإنتهاء جيل تشافي و انييستا و بيرلو و توتي و سكولز و غيغز و لامبارد و جيرارد و غيرهم، فالحصول على موهبة مثل فليب كوتينهو كان يعد الحصول على كنز حقيقي ونادر في هذا الوقت “رغم أنه أقل منهم بمراحل”، وما أن انتقل لبرشلونه الصفقة الأغلى في تاريخ النادي، وجدنا إنهيار تدريجي في مستواه “كحال طبيعي لأي نجم قد ينجح أو يفشل ما إن انتقل لنادي آخر، بالذات في برشلونه الذي يعد النادي الأصعب في العالم في نظامه وقيمه ومبادئه وهويته وطريقته في اللعب على الرغم من وجود الأفضل في التاريخ “الذي من يحسن الإنسجام معه سينال المجد بأسهل طريقة (نيمار مثلا) ومن لم ينسجم معه سيصل الى نقطة الصفر لا محالة (ابراهيموفيتش مثلا)”.



أسباب نجاح و فشل فليب كوتينهو

ولكن من الضروري النظر لأسباب النجاح والفشل بتحليل الأمور بواقعية و تفصيل دقيق بعيدا عن الأحكام السطحية التي غالبا ما تكون ظالمة أو ناقصة، أو على الأقل لا تصيب كبد الحقيقة.

ويتمحور الحديث عن فليب كوتينهو حول عدة محاور:

الأول: نبذة مهمة ومختصرة عن اللاعب

المراكز التي يجيد اللعب فيها:

1_ مهاجم أيسر (FWL).

2_ وسط محوري (MC).

3_ وسط أيسر (ML).

4_ وسط هجومي (AMC).

نقاط القوة:

التمرير: قوي جدا.

كرات بينية: قوي.

مراوغات: قوي “جيد الى جيد جداً”.

تسديدات عن بعد: قوي.

ضربات حرة: قوي.

الإستحواذ على الكرة: قوي. ن

قاط الضعف:

مساهمة دفاعية: ضعيف.

تدخل: ضعيف.

طرق اللعب:

1_ يحب أن يتخطى اللاعبين.

2_ يتعرض للأخطاء دائما.

3_ “يحب الدخول للعمق”.

4_ يحب لعب التمريرات القصيرة.

5_ لا يحب الإندفاع والتدخلات.

الثاني: فليب كوتينهو والجانب الإحترافي

تعد مشكلة كوتينهو في تكيّفه مع ما يُطلب منه وإمتناع ذلك، مشكلة كبيرة، حيث دائما يفضل اللعب وفق ما يرتاح اليه لا ما يُطلب منه من أدوار في الملعب، أن تلعب لنادي مثل برشلونه يجب عليك أن تكون مدركاً بشكل جيد أنك لست الأول ودائما لديك دور سيُطلب منك، وعليك تنفيذه على أكمل وجه، لا تكفيك تضحياتك للمجيء، بل عليك العمل على التكيف والتطوير من نفسك لاسيما وانت نجم كبير “وتعرف ما لك وما عليك”، وتعرف حجم الثقة التي تمنحها إدارة فريقك لك، ودفعها للمبالغ الطائلة لك بسبب ثقتها فيك، وهذه من أهم الجوانب التي كان يجب على كوتينهو تدارك نفسه فيها وتهيئة نفسه عليها قبل المجيء، وأن يكون بقدر المسؤولية الموكلة على عاتقه .

الثالث: فليب كوتينهو والعامل النفسي

فيما يبدو على صاحب الشخصية الخجولة فيليب ذلك الفتى الهادئ الذي يفتقد للشراسة، أنه لم يتكيف مع الضغوط والتطلعات والتطلبات التي يجدها في برشلونه ولا يجدها في نادي كالليفر مع كامل الإحترام للأخير، انسجامه التكتيكي والتكنيكي للحصول على التناغم اللازم كان بطيئا جدا، لعوامل الإهمال في التطوير، والتطلع للتغيير، “والتعامل مع الواقع وتقبله” (سيتم العودة لهذا النقطة تكتيكياً) وبكونه كان معتاداً على أن يكون النجم الأوحد والأول في فريقه، وجاء ووجد نفسه خامساً أو سادساً في الأهمية، ذلك أمر جعله لا يشعر بالإرتياح لوضعه، النجوم يعانون من ذلك كثيرا لاسيما عندما يتعلق الأمر بتمحور اللعب، والأهمية، والكلمة، ولم يستطع الإنسجام مع هذا الوضع، كل ذلك جعل عملية إقناع الجمهور بالصبر عليه هو من المستحيلات، فبدل أن يقاوم نفسه ويحارب ذلك الكابوس، نجده قد استسلم له بالكلية، وسلم نفسه له، فحدث له التأثير السلبي على أداءه، حتى وجدناه يفتقد أساسيات اللعبة والتركيز، فالضغوطات كلما زادت كلما يتم شل حركة العقل، “وهذا ما تحدث عنه بالتفصيل (الدحيح) في حديثه في حلقة المتخاذل”، وهذا قد أثر على أداءه بشكل كبير، حيث ان اختلاف المراكز لا يجعل منه لاعبا سيئا في التمرير والإستلام والرؤية والإحتواء والتسديد والمراوغة، ولهذا نراه بأداء لا بأس به في بداياته رغم إختلاف المراكز عليه، ولكن مع هذا العامل النفسي وجد نفسه أمام طريق مظلم للنجاح.

اقرأ أيضا  نظرة مختصرة على ثلاثية برشلونة 19/20

الرابع: فليب كوتينهو و الـ 4_4_2

مما لا شك فيه أن من عوامل نجاح فيليب في الليفر هي الفكرة الانجليزية في لعب كرة القدم وتوفر المساحات اللازمة للركض ونقل الكرات بشكل مباشر والصناعة الكلاسيكية والتسديد، وهذا ما لا يتوفر بشكل كبير في برشلونه، حيث الدوري الأقل في المساحات، والإعتماد على مداورة الكرات والتوغل من العمق، ومع نادي مثل برشلونه تحديداً، لن تجد الا غابات من السيقان كلما اقتربت من مرمى الخصم، وهذا متعارض مع تكنيك اللاعب وطريقته في الأداء، ولكن يجب عليه محاولة التكيف على ذلك، بما أنه نجم كبير ويثبت أنه مستحق لما دفع فيه وأنه بقدر المسؤولية على تغيير ذلك الوضع وتطوير نفسه كما تقدم، ولكن تتبقى هناك جزئية دقيقة تفسر نجاح كوتينهو الموسم الماضي رغم أنه كان جديداً على الفريق، والسبب في ذلك:

1_ الجانب التكتيكي: حيث كان يعتمد المستر على اللعب الكلاسيكي واللعب المباشر في فترات كثيرة من الموسم، وذلك لأسباب عدة، فكانت هذه الطريقة المشابهة لحال فريق فليب السابق، يركض، يمرر، يرسل كرات طويلة وقصيرة عمودية وعرضية، ويسدد، المساحات متوفرة لذلك .

2_ الجانب المركزي: كما هو معلوم أن ميسي هو محور الفريق وهو أساسه وهو الذي يصنع وينهي الهجمات من عهد بيب حتى عهد فالفيردي باستثناء فترة انريكي حيث تقاسم هذا الدور مع نيمار، ولأن ميسي يحب اللعب في عمق الملعب وإن كان هو على الورق جناح أيمن، فنجده يسرح ويمرح بحرية كبيرة من خط الوسط في الثلث الثاني حتى منطقة الحسم في الثلث الأخير من الملعب، وذلك ما ذكره أيضا ابراهيموفيتش عن طريقة توظيف بيب للأسطورة بناءا على طلبه، مما أثر بالسلب على ابرا وعلاقته بالعبقري بيب غوارديولا، وعليه فنجد فليب كوتينهو يعاني في وضع 4_3_3 لأنه لا يجد الحرية ولا المساحة الكبيرة التي يريدها كما كان في الليفر، سواء في مركز الوسط الذي كان مقيد فيه بشكل كبير لكي لا يتعارض مع تحركات ليونيل، ولا في الجناح حيث عليه الإبتعاد وسحب اللاعبين معه لتتسنى المساحة الكافية لألبا في الصناعة أو ميسي في التوغل، ولهذا كانت الـ 4_4_2 مفيدة جدا لكوتينهو في الموسم الماضي 17/18 حيث أنه كان ينطلق ويتوغل ويصنع ويدخل للعمق في حال التسديد، ويكون قد كشف الملعب ووجد الحرية الكبيرة في التحرك بعيدا عن ميسي، رأينا ذلك في الجناح الأيمن والجناح الأيسر، وحتى في هذا الموسم، في بعض المباريات عندما وجد تلك المساحات باللعب المباشر تألق فيها بشكل جيد، وقد صرح بهذا في إحدى تصريحاته، وهذه الجزئية الغامضة في توقفه عن الإبداع والإبتكار، وكان الأجدر به أن يأخذها بعين الإعتبار ويطور نفسه فيها.

اقرأ أيضا  ريمونتادا ؟ أفضل من عادوا بالنتيجة فى تاريخ الكرة الاوروبية

على الهامش: لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فهناك أيضا البا المحبب للأسطورة والذي يقود تمركز الجناح أيضا لقوة التواصل بينه وبين النجم الأرجنتيني وإجادتهم في التواصل الخاص والتفاهم الكبير الذي ينفع الفريق كثيرا، وبسرعته الكبيرة في الإنطلاق وتلقي الكرات، ويحققوا النجاحات بهذه الطريقة، ولكن لابد من ثغرة وضحيّة، التي هنا تتجسد في كوتينهو الذي لا يجد نفسه في العمق “بسبب مباشر لتواجد ميسي فيه”، ولا يجد نفسه كجناح “وإن كان لا يجيده بشكل أفضل من الوسط” ولكن لتواجد البا الذي يأخذ تلك المساحة ويضيق على كوتينهو الخناق، مما يجعله يعمل عمل تكتيكي أكثر من كونه فني وإفادة بشكل مباشر.



الخامس: فليب كوتينهو ومنتخب البرازيل

بالرغم من أن فليب كوتينهو لا يقدم المستويات ذاتها التي كان يقدمها في الليفر، الا أنه يقدم أداء أفضل مع البرازيل، من الذي يقدمه في برشلونه، وهذا يدعو للشك أن هناك خلل في التوظيف أو المركز في برشلونه، عملياً هذا أمر غير واضح إطلاقا لأن هناك أسباب أقوى وأوضح من ذلك، منها:

1_ تذبذب مستوى كوتينهو في البرازيل، يدل على ان اللاعب غير متزن نفسيا وذهنيا، ويعاني من داء المزاجية “الى حد ما”.

2_ أن الضغوط في البرازيل أخف بمراحل من الضغوط في برشلونه، من ناحية الإستمرارية في مقابلة نفس الجمهور أسبوعيا في برشلونه، وهذا مالا يتوفر في البرازيل الذي يقابلهم بعد غياب أشهر.

3_ قلة التطلعات والمتطلبات بالنسبة للحال في برشلونه.

4_ أنه يعد النجم الأول في البرازيل الى جانب نيمار وهو مالا يتوفر في برشلونه كما سبق.

5_ أنه لعب في الوسط أيضا في برشلونه 13 مرة ما بين لاعب وسط محوري ولاعب وسط أيسر، وكانت تقييمه مقارب لتقييمه في مركز الجناح وإن كان أفضل قليلا:

كلاعب وسط محوري: مجمل التقييم (7.72).

كلاعب وسط أيسر: مجمل التقييم (6.51).

كلاعب جناح: مجمل التقييم (7.25).

فلم يقدم جوانب دفاعية أو هجومية مميزة، وأتى بمعدلات ليست جيدة، كما تقدم. وهذا يبرهن على أن المسألة لا تتعلق بالمركز بشكل مباشر فيما يتعلق ببرشلونه وهو بخلاف ما يحدث في البرازيل، وإنما عوامل أخرى أثرت عليه، كما سبق وكما يلي.

6_ وأخيراً ما يتعلق أيضا بالمركز الموكل اليه والتمركز الموظف فيه، لا يحصل فيه أية خلل أو تعارض يمنعه من تقديم إمكانياته بشكل جيد وكما يحب .

السادس: فليب كوتينهو والهوية

أنسب الخطط التي تناسب كوتينهو مع برشلونه “ميسي” هي الـ 4_4_2 والـ 4_2_3_1 وما يقوم مقامهما، أن يلتزم ميسي الهجوم وكوتي الجناح في المسطحة كما كان يحدث في الموسم الماضي، أو يكون ميسي مهاجم صريح وكوتي خلفه في الـ 4_2_3_1، أو يكون ميسي جناح أيمن وكوتينهو جناح أيسر، طبعا ليس جناح طرف بالتأكيد، وهذه الخطط أفضل لكوتينهو أيضا في خلق التوازن الدفاعي ليس فقط الهجومي، لأن أحد المحورين سيغطي خلفه، وفي الحال الدفاعية سيكون هناك زيادة عددية تساعده على القيام بالدور الدفاعي تكتيكياً على الأقل، كوتينهو يتحسن مستواه نسبيا في المنتخب لأنه يلعب في تلك المراكز الهجومية وفي العمق وهو من المستحيل أن يتوفر في برشلونه بوجود الأسطوره، مع خدمته بشكل صريح في توفير المحاور الدفاعية لتحمي ظهره، ولكن على أرض الواقع برشلونه يعتبر أن الـ 4_3_3 والـ 3_4_3 هي هوية النادي الغير قابلة بالمساس، إذا ما استثنينا الموسم الماضي عندما لعب بالمسطحة لغرض تكتيكي يعوض فيه الظروف الحاصلة حينها، وهذا هو المزعج في الأمر، لو كان المستر مدربه في نادي آخر كان لعب بهذه الطرق أو طرق أخرى كما نعلم، ولكل للأسف الخيارات في برشلونه محدودة جدا.

اقرأ أيضا  الحوار بين الهوية والواقعية لتحديد هوية برشلونه كفريق كرة قدم

السابع: فليب كوتينهو والدفاع

من المعروف جدا في صاحب الدقيقة 70 أنه لا بدنيا ولا لياقيا لائق للقيام بالأدوار الدفاعية على أكمل وجه، لاسيما عندما يتقدم ويتراجع كثيرا، وبالتالي كلاعب وسط يجب عليه العودة للمساندة الدفاعية، لاسيما في ظل تقدم البا الكبير جدا لتقديم الدعم في مركز الجناح، والذي يبلي فيه بلاءا حسنا، ويعد من نقاط قوة برشلونه هجومياً، وهذا الأمر كوتينهو ضعيف فيه، فلا يقوى على تغطية الجانب الدفاعي كلاعب وسط، وبالنسبة لـاندريس انييستا مثلاً صحيح هو ليس بدني ولكنه قاطع كرات وقارئ لمسارات التمرير محترف، مختلف عن كوتينهو تماما، ونجد كوتينهو رغم أنه يعفى من الأدوار الدفاعية، الا أنه يخرج مرهق بشكل مبكر، وبالتالي مركز الجناح سيسهل عليه التخلي عن تلك الأدوار، بالإضافة الى أهمية تقدمه للجناح ليبتعد عن تمركز ميسي في الوسط الهجومي، كما تقدم.

الثامن: فليب كوتينهو وفالفيردي

من الواضح تماماً أن المدرب يحب هذا اللاعب، ويصبر عليه، ويدافع عنه بشراسة في الإعلام، وهذا الأمر من المفترض أن يعطي حافز قوي لفيليب، ولكنه لم يستغله، وأعطاه الفرص الكثيرة، وجدد فيه الثقة، ولم يستجيب، خرج اللاعب في تصريح سابق ويقول تحدثت مع المدرب، وأنا مرتاح وأعمل على التحسن، لطالما الأمر بهذه الصورة، فإذا أين المشكلة !!! لا شك أن اللاعب يسير في مسلسل غوميز في الجانب النفسي والتأثير على العطاء، فهل يتدارك نفسه، أو يتم بيعه قبل أن يخفت نجمه نهائيا، هذه علامات استفهام كبيرة ؟.

التاسع: عملياً

وكما تقدم تغيير مركز اللاعبين يقلل من عطائهم وهذا يحدث كثيراً، كما حدث مع ريفالدو من قبل وغيره الكثير، لكن لا يفقدون أساسيات اللعبة ولا يفقدون الثقة لمجرد تغير المركز، هذا غير منطقي إطلاقا، وانما فقط جودة وتأثير أقل، ولكن في المجمل يكونوا حاسمين.



العاشر: فليب كوتينهو والإدارة

يأتي السؤال المهم، أين الإدارة من هذه الجوانب والمشكلات ؟! ألم يدرسوا الصفقة قبل مجيئها ويتشاوروا مع المدرب في أين سيلعب؟! أم كان لابد من مجيء كوتي لأجل تهدئة الجماهير بعد رحيل الخائن ؟! وهل إهدار 160 مليون هو أمر سهل؟! وضعية كوتينهو معقدة جدا، ولكن إن كان ليونيل ميسي سيتعارض مع وضع كوتينهو، فهناك حلول إما اقناع ميسي بأهمية تقاسم الأدوار، إما عدم جلب كوتي من الأساس، لأنه بهذه الطريقة كل نجم سيأتي سيكون ابراهيموفيتش آخر.

وأخيرا: آمل أن تجلس الإدارة مع المدرب واللاعب ووكيله، ويضعوا النقاط على الحروف، فإما أن يرى النور مجددا، ويعود كوتينهو الذي وصلت أصواتنا للسحاب بأسباب فرحتنا بقدومه، أو ليرى طريق آخر يرى فيه النور، ويكون خير له وللنادى.

مصدر الإحصائيات: WhoScored .


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *