الروبوت ليونيل ميسي



يظل المُلَقَّب بالهرموني حديث الصحف العالمية و الجماهير على مدار الساعة، و هو نقطة خلاف كبيرة بين جماهير الغريمين برشلونة و ريال مدريد، الا أن ليونيل ميسي ينال انبهار عامة أساطير الكرة ونجومها حتى نجوم الغريم في غير موضع رسمي في النادي لأنه يخالف القوانين والسياسات الإعلامية الممنهجة في النادي ذو القميص الأبيض، وعليه فرغم أن الجميع متفق على أفضلية ليونيل ميسي التاريخية بإستثناء الفئة الضالة أو المستضلة عن الحقيقة، الا أن جُلَّ الجماهير والمحللين يسقطون في فخ المقارنات في الأرقام الفردية أو الجماعية أو من ناحية الجوائز، وهذا فيه غلط كبير جدا لسببين:

الأول: لأن فيه إساءة للروبوت أو الفضائي ليونيل ميسي.
الثاني: فيه ظلم للاعبين الآخرين إذ هم من البشر ويوضعوا في مقارنة مع كائن خارق للعادة البشرية، كونه أشبه بالكائنات الفضائية أو الروبوت المبرمج بالبرمجة المعقدة.



جانب التفكير المنطقي

إن قيل من أفضل مارادونا أو “زيدان” “كرستيانو” “الظاهرة” “رونالدينهو” “باجيو” “توتي” “مودريتش” “محمد صلاح” …. ؟

ستكون الإجابة: صفعة على الوجه إستنكاراً على المقارنة.

فكيف إذاً يكون هؤلاء في مقارنة مع لاعب هو في منافسة شديدة مع مارادونا على الأفضل في التاريخ بل أن العقل يقول أنه تعدَّاه وفاقه ؟!!!

وبالطبع لابد نعرف جيداً أن الجوائز الفردية ليس لها علاقة بالواقع، والحَكَم الأول والأخير في هذا هو الإعلام وجَنْيُ الأموال ولهذا الحُكْم ثلاث أسباب رئيسية:
الأول: عدم إيجاد معايير للأحكام ولا مقاييس للإختيار، بالإضافة الى كثرة التلاعبات الواضحة في الإختيار لأمور غير منطقية كمثل عدم وجود ثالث أفضل لاعب في العالم في التشكيلة المثالية إرضاءاً لطرفين، وغيرها الكثير .

الثاني: أن الواقع يشهد لميسي دائماً بأعماله الخارقة السحرية والعبقرية المتجددة، التي لا يضاهيه فيها لاعب غيره .

اقرأ أيضا  تحليل مباراة قمة دورى أبطال أوروبا بين يوفنتوس و برشلونة

الثالث: الإثبات الواقعي في التأثيرات الإعلامية رغم عدم منطقيتها، وقد أجاد في ذلك المحلل القدير محمد عواد @mohammedawaad في فيديو له عبر تويتر ويوتيوب، الرابط

ويتبقى السؤال الأهم ليونيل ميسي “فضائي” “روبوت” “خارق” “عبقري” حقيقة أم مبالغة ؟

الإجابة الصحيحة أنه تنطبق عليه هذه الإطلاقات وبكل جدارة وما يثبت ذلك أمور كثيرة منها:

1_ لابد نعرف جيداً أن في جميع المجالات أساطير خالدة لا يمكن التفوق عليها ليس لسوء المنافسين بل لأنهم خارقين عن الطبيعة البشرية، ومن الأمثلة على ذلك:
أ_ بروسلي، الذي ما كان يستطيع أحد أن يجابهه فضلا عن أن يتغلب عليه، بسبب قوة ذكاءه وسرعة حركته التي كانت ضربة رجليه بسرعة طلقة رصاص .

ب_أم كلثوم، فمهما إختلفت الأذواق، الا أنها تظل الرمز الأبرز الذي لا يمكن أن ينافسها أحد فيه، وذلك لأن حنجرتها خارقة القوة والتحكم والإمكانيات، فهي المغنية الوحيدة في العالم التي لا يمكن تصنيفها علمياً لا من الرجال ولا من النساء، وذلك لأنها تأتي بطبقتي الرجل والمرأة وهي مساحة صوتية عالية جداً فوق الطاقة البشرية .

ج_ليونيل ميسي، الذي غير مجرى تاريخ كرة القدم، وحير عقول متابعيها عن فهم ما يفعله، واحتاجوا لتحليل ذلك سنوات كثيرة، وقدَّم السحر والسيطرة على العقول، مما نتج عنه إجماع البشرية بأنه الأفضل على الإطلاق لكونه يلعب في كل مركز في الملعب وكأنه أفضل لاعب في هذا المركز ويفعل ذلك كله في المباراة الواحدة، ثم يكرر ذلك في كل مباراة، ثم يضيف على ذلك إستمرار روتيني وكأنه روبوت لمدة 10 سنوات، مما جعله خارق للطبيعة وغير منسجم مع العقل الطبيعي ليدخل في محادثات تحليلية فكرية أو مقارنات مع لاعبين آخرين .

2_ليونيل ميسي حدث له مرض أو (أمر غير طبيعي) في عقله وجسده جعله مختلف عن الآخرين ويخرج عن نطاق المقارنة البشرية ويوضح ذلك الأخ المبدع : الدحيح يوتيوب، @ajplusarabi تويتر، في مقطع: ميسي والكلب، الرابط

اقرأ أيضا  فالفيردي وثورة الجحيم.. برشلونة من الشك إلى الكمال الكروى

3_ليونيل ميسي نجده أفضل من يبني الهجمات، وأفضل من يصنع الفرص، وأفضل من يسجل وأفضل من يراوغ، الأرقام والإحصائيات وكذلك العين المجردة تثبت ذلك، ولا يمكن للاعب بشري فعل ذلك على مر التاريخ .

4_‏ليونيل  ميسي:
“لا أحب أن أدرس خصمي قبل مباراة، على الرغم من أنني قد رأيت مباريات لخصمي، إلا أنني أفضل اكتشافه خلال المباراة، يمكنك أن تدرس كل شيء، ولكن بعد ذلك في المباراة لا ترى ما درسته عن خصمك” .
ويستمر في مخالفته للبشرية في القدرة الرهيبة على قراءة الخصم قراءة دقيقة ومفصلة يستطيع من خلالها قياس وبرمجة ما عليه فعله في وقت متسارع جداً وما يفعله الخصم من تكتيكات يجهزون لها فترات طويلة دون أي فكرة مسبقة عنها، ولهذا يقولون ميسي يهدم عمل وجهد مدربين، لأنك مهما خططت ودبّرت حتى أثناء المباراة ستكون تحت أعين وعقل ورجل ميسي التحليلية والفنية أثناء المباراة .

5_ القوة الذهنية الكبيرة التي يتمتع بها ليونيل ميسي جعلته يستمر في القوة والأداء العالي، تدبيره لتحركاته وقراءته للملعب وتخزين طاقته أعطاه عمر أطول من البقية على أرض الملعب وبنفس الكفاءة، فتجد ميسي واقف يتفرج أو يتمشى في الملعب ولكن في نفس الوقت يخرج وقد سجل 3 أهداف وصنع 2 وتحرك في كل الملعب، وذلك لأنه يفكر قبل وأسرع من البقية في توقع أين ستنتهي الهجمة وأين ستصل وأين يجب أن يكون !! .

6_ميسي يصنع الفرص وأمامه حاجز من 6 الى 7 لاعبين على الأقل في كل مباراة وفي المباراة الواحدة أكثر من مرة، ليس بمحض الصدفة وليس كل المدافعين أو المدربين أغبياء بل لكون ميسي خارق فيفكر أسرع من المدافعين ويرى ما لا يراه صناع اللعب من ثغرات ضيقة على المستوى القريب والمساحة خلف المدافعين، ولكن ميسي الفضائي يرى هذا وذاك في آن واحد .

اقرأ أيضا  نظرية المؤامرة مع نادى ريال مدريد واقع أم خرافة؟

7_ ليونيل يراوغ بطريقة جمعت بين الموهبة في التصاق الكرة بين القدمين حتى في الجري بالسرعة القصوى مع سرعة ردة الفعل، وبين الذكاء في التحرك بالكرة في الوقت المناسب وللمكان المناسب وقراءة ما سيفعله بعد مراوغة اللاعب الذي أمامه، وأمور أخرى كثيرة، وقد أجاد وأفاد في هذا الجانب أخونا: @FCBeaut في فيديوهاته عبر يوتيوب وتويتر، الرابط

8_ يعتبر الزئبقي ميسي هو كلمة السر في قوة الفريق الذي يتواجد فيه، وتكون دائما له الكلمة العليا في التأثير والحسم والقيادة الفنية، ولهذا مهما زاد النجوم الذين معه في الفريق، الا أن الأندية الأخرى لديهم نجوم كبار وعمالقة أيضا، ولكن يمتاز فريق ميسي بالعلامة الفارقة التي لا تعرف قوة خصم أو نجومه، بسبب الدور الفني الحاسم الذي يضيفه الأفضل في التاريخ .

9_ لا يكتفي ليونيل ميسي بأفضليته فحسب، بل إنه عُرِف عنه أن لا أحد يلعب بجانبه الا ويصبح أفضل من ذي قبل الا إذا دخلت عليه عوامل أخرى كالسن أو الإصابات أو غيره، سواء من التطوير الذاتي، أو في إكتساب وتعلم الذكاء في التمرير والصناعة أوالنضج الفني والتكتيكي والروح الجماعية مع روح التواضع والإصرار والعزيمة على الإنتصار والإمتاع .

10_ فقرة تُجَهَّز لإقرار كبار المدربين والأساطير السابقين بأفضلية وعبقرية الأسطورة ميسي، ورغم كثرتها الا أني أتركها للمتابعين أن يضعوها في التعليقات تحت المقال.



وأخيراً فمهما كثر الحديث والتفصيل عن ليونيل ميسي فلن يستطيع أحد إنصافه، لأنه التاريخ ولأنه غير مجرى التاريخ، وأصبح العلامة التاريخية مثل ساكي وكرويف و بيب.

ومن عنده إضافات من إحصاء وغيره يكتبه في التعليقات، ونرجو أن يكون المقال نال إعجابكم .

 


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *