العضلة الخلفية .. علاج الشد العضلي في الفخذ الخلفي

العضلة الخلفية .. علاج الشد العضلي في الفخذ الخلفي

العضلة الخلفية ؛ عضلة موجودة في منطقة الفخذ من الخلف، كثيرا ما يحدث الشد العضلي فيها خاصة في الرياضيين.



و بشكل أخص يعاني منها الرياضيين الذين تتضمن رياضات الجري مثل العدائين و لاعبي كرة القدم و لاعبي كرة السلة.

تمزق العضلة الخلفية هو عبارة عن  إصابة في إحدى عضلات الفخذ في المنطقة الخلفية.

و غالبا ما يستجيب هذا النوع من التمزقات للعلاج الدوائي التحفظي دون الحاجة للتدخل الجراحي.

و تعتبر إصابة العضلة الخلفية من الإصابات المشهورة في الرياضيين كما هو الحال في العضلة الضامة.

بالإنجليزية تسمى العضلة الخلفية ب ( hamstring ) و المقطع ham مأخوذ من اللغة الإنجليزية القديمة بمعنى متقوس.

بينما المقطع string يعني الحبل أو الوتر.

العضلة الخلفية من الناحية التشريحية:

تتواجد العضلة الخلفية في منطقة عضلات الفخذ و تحديدا في الجزء الخلفي منه.

تمتد من الحوض و حتى مفصل الركبة.

و في حقيقة الأمر هي عبارة عن ثلاثة عضلات و ليست عضلة واحدة.

إحداهما تشبه الوتر ( semitendinsists ) و الأخرى تشبه الغشاء ( semimembranous ) و الثالثة عضلة ذات رأسين ( biceps femoral ).

و هي على الترتيب الآتي من الداخل إلى الخارج ؛ شبه الغشائية ثم شبه الوترية ثم ذات الرأسين (عضلة لها رأسين إحداهما طويلة و الأخرى قصيرة ).

و كما ذكرنا سابقا جميع تلك العضلات تتخطى كلا من مفصل الفخذ و مفصل الركبة بإستثناء العضلة القصيرة من العضلة ذات الرأسين فهي تنشأ من خلف عظمة الفخذ أسفل مفصل الفخذ.

منشأ تلك العضلات موجود في منطقة الحوض عند ما يسمى بالنتوء الإسكي أو الوركي أعلى الفخذ.

وتمتد في منطقة الفخذ الخلفية لتنتهي عند منطقة أعلى الساق بعد عبورها مفصل الركبة.

حيث تنتهي العضلة ذات الرأسين في أعلى عظمة الشظية من الجزء الخلفي الخارجي منها.

بينما تنتهي العضلتان الأخرتان في أعلى عظمة القصبة في الجزء الداخلي الخلفي منها.

تحصل تلك العضلات على التغذية العصبية الخاصة بها من العصب الظنبوبي و هو أحد فروع العصب الوركي.

تعمل هذه العضلات على ثني مفصل الركبة بينما تساعد على فرد مفصل الفخذ.



الأهمية الإكلينيكية ل العضلة الخلفية :

تكمن أهمية العضلة الخلفية في كثرة تعرضها للتمزق و الإجهاد خاصة في الرياضيين.

و يتم تحديد درجة و نوع الإصابة عن طريق أشعة الرنين المغناطيسي و أشعة الموجات الفوق صوتية ( السونار ).

و تعتبر العضلة ذات الرأسين هي الأكثر عرضة للإصابة يليها العضلة شبه الوترية.

بينما نادرا ما تتعرض العضلة شبه الغشائية للإصابة.

و يستخدم الوتر الخاص بالعضلة شبه الوترية عند نهايتها في إجراء جراحات إستعواض الرباط الصليبي.

درجات إصابة العضلة الخلفية :

تنقسم إصابة العضلة الخلفية لثلاث درجات:

– الدرجة الأولى : تمزق بسيط.

– الدرجة الثانية : تمزق جزئي.

– الدرجة الثالثة : قطع أو تمزق كامل.

أكثر مناطق العضلة عرضة للإصابة هي الجزء الأوسط للعضلة عند إلتقاء الألياف العضلية بالوتر.

و من الممكن أن يحدث التمزق عند إلتقاء الوتر بالعظام و يحدث مزع لجزء عظمي صغير مع إنقطاع الوتر.

أسباب إصابة العضلة الخلفية :

يحدث مثل هذا النوع من الإصابات بسبب الإجهاد و الحمل الزائد على العضلة.

حيث تتمدد العضلة أكثر من اللازم مما يفوق قوة إستيعابها أو أن تتحمل العضلة حمل زائد مفاجئ.

و هنا يحدث محاولة لعمل إطالة للعضلة أثناء ما تكون العضلة في وضع الإنقباض.

أو أن يحدث فرد زائد للعضلة في أثناء ما تكون هي محملة بوزن زائد عن طاقتها.

و هذا ما يحدث أثناء الجري فالعضلة الخلفية تكون في وضع مفرود بينما تعمل الساق و الأصابع و كأنها حمل زائد أثناء حركة رفع القدم عن الأرض و إعادتها مرة أخرى لملامسة الأرض.

هذا إلى جانب الوزن الطبيعي للإنسان و هو يعتبر حمل آخر على العضلة بخلاف القوى المطلوبة لدفع الجسم للأمام أثناء العدو.

 عوامل تساعد على حدوث التمزق:

– أن تكون العضلة مكتنزة و لهذا فيجب على الرياضيين الإستمرار في تمارين الإطالة.

– ممارسة الرياضة في حالات الإجهاد.

– عدم توازن العضلات فمثلا إذا كانت العضلة الأمامية أقوى من الخلفية ( و هذا هو الطبيعي في الإنسان ) فمن الممكن أن يؤدي ذلك لحدوث تمزق العضلة الخلفية.

– ممارسة الرياضة خاصة كرة القدم، السلة، العدو و السباحة.

– قدامى الرياضيين و الذي يتضمن برنامجهم التدريبي المشي.

– الراقصات.

المراهقين و ذلك نظرا لأن نمو العظام دائما أسرع من نمو العضلات مما يجعل العضلة دائما مشدودة أثناء فترة النمو.

أعراض إصابة العضلة الخلفية :

– ألم حاد و مفاجئ في منطقة الخلف من الفخذ.

– قد يحدث تورم في الساعات الأولى من الإصابة.

– ظهور كدمات و زرقة في منطقة الإصابة.

– ضعف في العضلة الخلفية.

التشخيص بالأشعة:

يلعب الرنين المغناطيسي الدور الأساسي في التشخيص إلى جانب الفحص الإكلينيكي.

و بدرجة أقل يساعد السونار أيضا في التشخيص.

أما الأشعة السينية العادية ( أشعة إكس – X ray ) فهو يساعد في تشخيص التمزقات النزعية و التي ينزع فيها الوتر جزء من العظام.

علاج الشد العضلي في الفخذ الخلفي – علاج إصابات العضلة الخلفية :

يعتمد علاج هذا النوع من الإصابات على نوع و درجة الإصابة بالإضافة إلى إحتياجات المريض و النشاطات التي يمارسها قبل الإصابة.

الهدف الرئيسي من العلاج هو إستعادة المريض لكافة الأنشطة التي كان يمارسها قبل الإصابة.

العلاج التحفظي – الغير جراحي:

معظم حالات إصابة العضلة الخلفية يتم علاجها دون التدخل الجراحي و ذلك عن طريق الآتي:

– الراحة : يجب الإبتعاد عن أي أنشطة عنيفة خاصة تلك التي تسببت في الإصابة.

و من الممكن أن ينصح الطبيب بإستخدام العكازات و ذلك منعا لوضع أي أحمال زائدة على الطرف المصاب.

– كمادات الثلج : لا ينصح بوضع الثلج مباشرة على الجلد و من ششششش وضعها في قربة أو كيس بلاستيك.

و يوضع الثلج لمدة لا تقل عن عشرين دقيقة لأكثر من مرتين في اليوم الواحد.

– رفع الطرف المصاب لأعلى :

و ذلك لتقليل التورم و يجب رفع الساق لأعلى بحيث تتخطى مستوى عضلة القلب.

– لف رباط ضاغط على الطرف المصاب و ذلك لمنع حدوث التورم من الأساس.

 – من الممكن أيضا النصح بعدم تحريك مفصل الركبة و ذلك عن طريق إرتداء ساند خارجي لمفصل الركبة.

مما يجعل العضلة في وضع الراحة و يساعدها ذلك على الإلتئام بشكل أسرع.

– العلاج الطبيعي : من الممكن البدء فيه بمجرد أن يختفي الألم و التورم مع إجراء بعض التمارين الخاصة لإستعادة مجال الحركة و تقوية العضلة من جديد.

و يعتمد في ذلك بشكل أساسي على تمارين الليونة العضلية و بعدها تمارين الإطالة.

ثم بعد ذلك يأتي دور تمارين تقوية العضلة و من ثم ممارسة كافة الأنشطة بشكل طبيعي.

العلاج الجراحي: 

يتم التدخل الجراحي بشكل أساسي في التمزق النزعي للعظام و الذي يظهر كثيرا في منطقة الأوتار من الحوض أكثر منها من القصبة.

و هنا يتم إسترجاع العضلة ل مكانها الأساسي و إزالة أي إلتصاقات داخلية و يعاد تثبيت الوتر بإستخدام دبابيس أو مسامير طبية.

و يتم رتق القطع الكامل جراحيا في حالة حدوثه.

أما عن التأهيل ما بعد الجراحة فيجب إستخدام العكازات و ساند الركبة الخارجي.

و ذلك لإراحة العضلة تماما و منع أي تحميل عليها حتى يلتئم ذلك التمزق.

و يحدد نوع و درجة الإصابة المدة التي سيظل فيها المريض على هذه الحالة.

و بعدها تكون تمارين الليونة و الإطالة ثم التقوية التدريجية.

إذا كانت الإصابة و الجراحة من ناحية الفخذ فسيتطلب ذلك مدة قد تصل لستة أشهر.

بينما من ناحية القصبة فهذا قد يحتاج لمدة تصل لثلاثة أشهر.

و لا يمكن البدء في إستعادة الأنشطة إلا بعد الرجوع للطبيب المعالج.

إحذر فإن تكرار الإصابة قد يؤدي لأن تصبح تلك الإصابة إصابة مزمنة و دائمة.

لهذا يجب إتباع تعليمات الطبيب في فترة العلاج و الإستشفاء و التأهيل حتى لا تتعرض لتطورات أكثر خطورة.

و من الأمور الحديثة في علاج إصابة العضلة الخلفية هو الحقن

ب البلازما الغنية ب الصفائح الدموية و ذلك للإسراع من إلتئام التمزق.



حيث يتم أخذ عينة دم من المريض ثم يتم فصلها و إستخراج البلازما الغنية بعناصر النمو اللازمة.

ثم يتم إعادة حقن هذا المستخلص في منطقة الإصابة، لكن هذا النوع من العلاج مازال قيد البحث و التجريب.

عافانا الله و إياكم من كل شر و سوء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *