دعاء قضاء الدين .. الدين إبتلاء ليس بالهين

دعاء قضاء الدين .. الدين إبتلاء ليس بالهين

دعاء قضاء الدين .. هناك العديد من الأدعية التي نعرفها و نسمع عنها خاصة لقضاء الدين.



فالدين أمر عظيم و ليس بالهين أبدا عن صاحبه، الدين هم و غم و إبتلاء.

يجعل صاحبه شارد الفكر مهموم و يطارده أينما ذهب و يشعر و كأن هناك حملا كبيرا يثقل كاهله.

و خاصة هؤلاء الذي إنقطعت بهم الأسباب و لا يجدون ملجأ إلا الله سبحانه و تعالى الرزاق الكريم.

نسمع الكثير من القصص و الروايات عن قضاء الدين و التي ربما تكون صحيحة و ربما ليس كذلك.

الأهم في أمر الدين هو ألا يكون سبب الدين سببا غير منطقيا ، فليس من المنطقي أبدا أن تستدين من أجل كماليات.

تجد من يستدين مثلا من أجل تغيير سيارته لنوع أكثر رفاهية أو من أجل ملبس و مأكل مبالغ فيه.

هذا هو الخطأ؛ فلا تثقل كاهلك بالديون إلا في الضرورة القصوى ؛ أي في أمور لن تستقيم الحياة بدونها.

و يجب عليك أيضا وقتها إستحضار نية السداد و أن تعلم بضرورة السداد.

فالأصل كره الدين إلا في الضرورة كما ذكرنا سابقا.

و إلا لم يكن النبي صلى الله عليه و سلم يستعيذ بالله منه فقد كان من أدعية النبي عليه الصلاة و أذكى السلام :

” اللهم إني أعوذ بك من الهم و الحزن و أعوذ بك من العجز و الكسل و أعوذ بك من الجبن و البخل و أعوذ بك من ضلع الدين و قهر الرجال “.

كما روي عن النبي عليه الصلاة و السلام أيضا دعائه أيضا:

” اللهم إني أعوذ بك من المأسم و المغرم “

و المغرم هو الدين؛ فقالت له السيدة عائشة رضي الله عنها و أرضاها ” ما أكثر ما تستعيذ من المغرم “.

فرد عليها أشرف الخلق و المرسلين :

” إن الرجل إذا أغرم حدث فكذب و وعد فأخلف “. صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم.

دعاء قضاء الدين – الدين في القرآن الكريم :

لو لم يكن الدين أمرا عظيما لما نزلت فيه أطول آية في القرآن الكريم :

“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ ۚ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ ۚ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَن يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ ۚ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا ۚ فَإِن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ ۚ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِن رِّجَالِكُمْ ۖ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَىٰ ۚ وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا ۚ وَلَا تَسْأَمُوا أَن تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَىٰ أَجَلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَىٰ أَلَّا تَرْتَابُوا ۖ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا ۗ وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ ۚ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ ۚ وَإِن تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (282) ” سورة البقرة.

دعاء قضاء الدين – و من شدة أهمية الدين و قضاءه :

أن جاء في الحديث الشريف على لسان أشرف الخلق و المرسلين محمد عليه الصلاة و السلام:

” نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه “.



و جاء أيضا:

و يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين “.

و عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

” من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله “.

دعاء قضاء الدين :

عن علي رضي الله عنه أن مكاتبا جاءه، فقال: إني قد عجزت عن كتابتي فأعني.

قال، ألا أعلمك كلمات علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان عليك مثل جبل ثبير دينا أداه الله عنك.

قال: قل: اللهم اكفني بحلالك عن حرامك وأغنني بفضلك عمن سواك.

عن عائشة رضي الله عنها قالت :
” دخل علي أبو بكر ، فقال : هل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاء علمنيه ؟ قلت : ما هو ؟

قال : كان عيسى بن مريم يعلمه أصحابَه قال :

” لو كان على أحدكم جبل ذهب دينا فدعا الله بذلك لقضاه الله عنه فقال :

” اللهم فارج الهم ، كاشف الغم ، مجيب دعوة المضطرين ، رحمان الدنيا والآخرة ورحيمهما ، أنت ترحمني ، فارحمني برحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك “

وعن أنس رضي الله عنه أنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ:

” ألا أعلمك دعاء تدعو به لو كان عليك مثل جبل أحد دينا لأداه الله عنك “.

قل يا معاذ:

اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء، بيدك الخير إنك على كل شيء قدير، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، تعطيهما من تشاء، وتمنع منهما من تشاء، ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك.

كما كان النبي صلى الله عليه و سلم يدعو عند نومه:

” اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقضِ عنا الدين وأغننا من الفقر “.

و من دعاء قضاء الدين أيضا:

و في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :

دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم المسجد ، فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة.

فقال : ” يا أبا أمامة ما لي أراك جالسا في المسجد في غير وقت الصلاة ” ، قال : هموم لزمتني وديون يا رسول الله.

قال : ‘ أفلا أعلمك كلاما ، إذا أنت قلته : أذهب اللَّه عز و جل همك و قضى عنك دينك ؟ “

قال قلت : بلى يا رسول الله ، قال :

” قل إذا أصبحت و إذا أمسيت : اللهم إني أعوذ بك من الهم و الحزن ، وأعوذ بك من العجز و الكسل ، وأعوذ بك من الجبن و البخل ، و أعوذ بك من غلبة الدين و قهر الرجال “

قال ففعلت ذلك ، فأذهب الله عز وجل همي وقضى عني ديني ” .

الدين و المال و الحياة :

المال هو أحد شهوات تلك الدنيا مما لا شك فيه و ذلك مصداقا لقول الله تعالى في سورة البقرة  :

” وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) “.

كما قال الله جل و علا  في كتابه الكريم :

” زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ۗ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (14) ” سورة آل عمران.

و لكن لا تكلف نفسك فوق طاقتها فالله سبحانه و تعالى يقول في خواتيم سورة البقرة :

” لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286) “.

فلا تسرف فيما لا نفع فيه و لا تضلع نفسك في دين يصيبك له الهم و الغم.

و مهما كانت الظروف تذكر أن الرزاق هو إسم من أسماء الله الحسنى و تذكر قوله الكريم :

” وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ۚ كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (6) ” سورة هود.

و في السنة المشرفة :

كما جاء في الحديث الشريف على لسان رسول الله صلى الله عليه و سلم :

و الذي نفس محمد بيده لن تموت نفس قبل أن تستكمل رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ولا يحملنكم استبطاء الرزق على أن تطلبوه في غير طاعة الله فما عند الله لا يؤخذ إلا بطاعته. رفعت الأقلام وجفت الصحف؟

يالها من كلمات مطمئنة للقلوب؛ يجدر بنا أن نعرفها و نعيها جيدا.

يجب أن نأخذ بالأسباب و ألا نكلف أنفسنا أكثر مما تطيق و نعلم جيدا أن أرزاقنا ستأتينا دون نقصان.

و إذا ما إضطرتك الظروف للدين فيجب عليك أن تستدين بما هو ضروري فقط دون شبهة إهدار لما ستأخذه من أموال الغير.

كما يجب عليك أن تتأكد من قدرتك على سداده بأمر الله و أن تكد و تتعب من أجل سداده.

و ورد أيضا في القرآن الكريم :

أكثروا من الإستغفار لعل الله يتوب علينا من ذنوبنا و يرزقنا من حيث لا نحتسب.

” فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10)يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا (12) ” سورة نوح.

و إعلم و كن متيقنا تمام اليقين بأن الرزق بيد الله وحده و هو يرزقنا بغير حساب.

” فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ۖ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (37) ” سورة آل عمران.

أليس هو القائل:

” وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ۚ كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (6) ” سورة هود.

إتق الله في دنياك يوسع لك في رزقك:

” وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3) ” سورة الطلاق.

وقتها يستحق لك أن تتضرع إلى الله و ترفع يديك له بالدعاء طالبا منه أن يبارك لك في رزقك و يقض عنك دينك.

وقتها فقط ألجأ ل دعاء قضاء الدين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *