دور المعلم الياباني في منظومة التعليم و طريقة تطوير المدرس المصري
دور المعلم الياباني في منظومة التعليم و طريقة تطوير المدرس المصري لا أحد منا يختلف على التطور الكبير الذي شهدته اليابان بعد الدمار الذي أصابها إبان الحرب العالمية الثانية ولو
تفكرنا قليلا في عوامل النهضة التي قادت اليابان لتكون واحدة من أقوى اقتصادات العالم فسوف نجد أن التعليم واحد من اهم هذه الأسباب إن لم يكن الأهم على الأطلاق
وفي نفس السياق تستطيع أن تستشف ذلك من مكانة المعلم التي تأتي بعد مكانة الإمبراطور مباشرة ونتيجة لذلك أصبحت اليابان كما هي علية الآن من التطور والتقدم
وبالتالي تأتي مكانة المعلم من مقولة الإمبراطور الياباني عندما سأله شخص ما سبب سرعة التقدم والازدهار التي
حلت على اليابان فكانت الأجابة :: لقد بدأنا من ذلك لمكان الذي انتهى منه الآخرون وعلاوة على ذلك تعلمنا من أخطاء غيرنا وبالتالي كرمنا المعلم ومنحناه حصانة الدبلوماسي واعطينا راتب الوزير ::
فلقد تعلمت اليابان وعلمت العالم ان السبيل الوحيد
للتقدم والتطور هو التعليم ولذلك يصبح المعلم هو أهم حلقات منظومة التعليم وحجر الأساس في ناطحة
سحاب التقدم وفي نفس السياق يعد الاقتصاد القوي الذي تشهده اليابان ليس بسبب كثرة المصانع ولا توفر
الخامات ولا كفاءة الأيدي العاملة ولا كثرة الأسواق لكن السبب الرئيسي جودة التعليم
مكانة المعلم الياباني ودوره في المجتمع
لقد لخص الرد الذي صرح به إمبراطور اليابان عندما سئل عن المعلم فوضعه في مكانه أعلى من الدبلوماسي
والوزير فعلى سبيل المثال فالدبلوماسي يتحدث باسم دولته و في نفس السياق رفع مرتبه إلى مرتب ومن منا
في اوطاننا يأخذ راتب مثل الوزير
و بالتأكيد لن تختلف مكانة المعلم في وجهة نظر الشعب الياباني عن وجهة نظر الإمبراطور فلقد اتفق اليابانيون على رفع درجة المعلم الاجتماعية بحيث تأتي بعد مكانة
الإمبراطور مباشرة ونتيجة لذلك تستطيع فهم سر تفوق اليابان العلمي والتكنولوجي علاوة على ذلك الرقي الأخلاقي لليابانيين وعلى خلفية الرؤية السابقة فعندما
احترم الياباني المعلم استطاع أن ينال احترام العالم
تكريم الدولة
لن نجد دولة تهتم بالمعلم وتصنفة في أعلى طبقات المجتمع مثل الدولة اليابانية وفي نفس السياق يمكن
تلخيص ذلك من خلال معرفة راتب المعلم وللتوضيح
فإن الراتب يكون مجزيا بما يكفل سد الاحتياجات ويزيد وبالإضافة إلى ذلك يتم دراسة زيادة المرتب طبقا لزيادة
الأسعار وعلاوة على ذلك يتم صرف منح مالية كل عام أو اثنين وفي نفس السياق يتم صرف منح خاصة للمدرس المتميز
الدور التربوي والاجتماعي للمعلم الياباني
كما كرم المجتمع الياباني المعلم واهتمت الدولة بتوفير سبل الراحة النفسية والمادية له وضع كذلك على عاتقة
دور تعليمي وتربوي واجتماعي وكلفة ببعض المهام وعلى سبيل المثال فإنه يمكن التعرف على الدور المنوط به المعلم كالتالي
أولا :: البحث عن علاقة قوية بين المعلم والطالب الياباني فخلق سيكولوجية نفسية بينهم تقع على عاتق المعلم
وفي نفس السياق يكون المعلم ذو كفاءة تمكنه من خلق الثقة في نفس الطالب وغرس قيم المجتمع الياباني
ويساعده في ذلك الأسرة فعلى سبيل المثال تقوم الأسرة اليابانية بغرس الوقار والتقدير في نفس الطفل تجاه معلمه
ثانياً :: زيارة منزل أولياء الأمور والحرص على مقابلتهم فإن مثل هذه الزيارات تخلق جو من الود والحب وتزرع
في نفوس الأطفال الثقة تجاه المعلم ونتيجة لذلك يكون المعلم الياباني ليس فقط مدرس لمادة تعليمية بل أصبح
الآن صديق للأسرة
ثالثاً :: خلق اتصال مباشر مع أولياء الأمور وبالإضافة إلى ذلك مناقشتهم في مستوى ابنهم التعليمي وعلاوة على ذلك تقديم الإرشادات والنصائح لولي الأمر ولذلك يعتبر
هذا الإتصال ليس فقط في صالح الطفل بل أيضا في صالح ولي الأمر
رابعاً :: الإخلاص في عمله وخصوصا أنه يمثل للطفل الياباني القدوة الحسنة لذلك تجد أن المعلم الياباني من
أكثر المعلمين انضباط وإتقان لما يصنع ونتيجة لذلك يؤثر ذلك السلوك في الطفل ولذلك تجد أن الشعب الياباني من أكثر الشعوب انضباطا
خامسا :: الانتظام في حضور النقاشات والندوات التدريبية وبالإضافة إلى ذلك الحوارات المجتمعية حول
أساليب وطرائق التعليم الحديث وعلاوة على ذلك يجب على المعلم الاشتراك في رابطة المعلمين المحترفين التي تعقد كثيرا من الندوات وبالإضافة إلى ذلك المؤتمرات
التي يحضرها أيضا أولياء الأمور وبالإضافة إلى ذلك الطلبة
إعداد المدرس المصري وتطويره ليصبح مثل المعلم الياباني
نتفق جميعا على أن المدرس هو عماد عملية التعليم والأهم من ذلك كله أنه حجر الأساس لبناء الهيكل
التنظيمي للتعليم لذلك تهتم اليابان بتدريب المعلم وتطوير أسلوب التعليم ورفع كفاءة المعلم ويكون ذلك عن طريق عملية البحث والاهتمام بالتجارب والأبحاث
التي تبحث عن تطوير المنظومة والرقي بالمعلم ليصل إلي حد الاحتراف
وفي الختام علينا دراسة الطريقة اليابانية في التعليم
على اعتبارها واحدة من أفضل الطرق ونأخذ منها ما يناسب ظروف واخلاقيات مجتمعنا ونبدأ حلقة التطوير من ركن المعلم
اترك تعليقاً