طريقة إحياء العشر الأواخر من رمضان..الأعمال والعبادات المستحبة فيها 

طريقة إحياء العشر الأواخر من رمضان..الأعمال والعبادات المستحبة فيها

طريقة إحياء العشر الأواخر من رمضان،تعتبر الليالي العشر الأواخر من رمضان من رحمات الله تعالى و بركاته على الأمة الإسلامية. حيث يحتفي بها غالبية المسلمين. ذلك إما بالصلاة في المسجد جماعة وصلاة التراويح وقيام الليل والتهجد. او الصلاة في البيت مع الأهل والأحبة. و العشر الأواخر من رمضان هي نهاية الدورة التدريبية على تلك المعاني الإيمانية، و العبادات القلبية و الجسدية. و على المسلم أن يستفيد من تلك العشر الأواخر بأقصى فائدة من زيادة الإيمان و عمل الصالحات و الطاعات. فمن خلال سطور هذا المقال سوف نتعرف علي طريقة إحياء العشر الأواخر من رمضان.

طريقة إحياء العشر الأواخر من رمضان: الأعمال المستحبة في العشر الأواخر من شهر رمضان

الإكثار من الصلاة:

على المسلم أن يحافظ على الصلوات المكتوبة، من صلاة الصبح، و صلاة الظهر، و صلاة العصر، و صلاة المغرب، و صلاة العشاء. يجب علي المسلم الحرص على أن يستعد للصلاة قبل الوقت. و أن يردد الأذان مع المؤذن، ثم يصلي السنة الراتبة القبلية. ثم يشغل نفسه بالدعاء ما بين الأذان و الإقامة؛ فإنها من أوقات استجابة الدعاء. كما ورد في الحديث النبوي:” الدعاء ما بين الأذان و الإقامة مستجاب”. ثم حين تقام الصلاة يردد الأذان.

طريقة إحياء العشر الأواخر من رمضان..الأعمال والعبادات المستحبة فيها 

حيث يفضل ان يصلى الصلاة جماعة. فإن كان بعدها سنة راتبة بعدية يفضل الحرص عليها كما يجب ان يحث أسرته عليها. كذلك يجب ان يجتهد المسلم أن يبني له عشرة بيوت في الجنة في هذه العشر الأواخر من رمضان. ذلك من خلال المحافظة على السنن الراتبة وخاصة المؤكدة. كما ورد عن أم حبيبة رضي الله عنها : قالت: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «من صلى في يوم وليلة اثنتي عشرة ركعة بني له بيت في الجنة» . و ذكرت مثل حديث عائشة قالت: «وركعتين قبل صلاة الغداة» . أخرجه الترمذي، والنسائي.

الإكثار من الدعاء في السجود

على المسلم أن يكثر من الدعاء في السجود في كل صلاة. لأنها من الأحوال التي يستجاب فيها الدعاء لقول النبي صلى الله عليه و سلم:” أقرب ما يكون العبد من ربه و هو ساجد”.

طريقة إحياء العشر الأواخر من رمضان

صلاة التراويح:

كذلك يستحب الإجتهاد في ليالي العشر الأواخر من رمضان في صلاة التراويح. وعلى المسلم أن يجتهد في تلك الأيام العشر أكثر من غيرها. حيث يطيل القراءة و كذلك يطيل الركوع و السجود فيها. فليكن أقل ما يقرؤه فيها جزءا من القرآن الكريم، و إن استطاع أن يزيد فليفعل. فإن أفضل عبادة في ليل تلك العشر الأواخر هي الصلاة و طول القيام بين يدي الله تعالى.

صلاة التهجد:

يفضل ان بجعل المسلم لليلة نصيبا من التهجد، و يزيد من الصلاة فيه ضعف ما يصليه في التراويح. فإن كان يقرأ في صلاة التراويح جزءا من القرآن ليقرأ في التهجد جزأين. حتى يختم القرآن كاملا في العشر الأواخر من رمضان. و قد كان من هدي الصحابة رضوان الله عليهم أنهم لا يفصلون بين صلاة التراويح وصلاة التهجد، بل كانت كلها صلاة ليل، يصلونها من بعد صلاة العشاء حتى قبل الفجر.

اقرأ أيضا  الصدقة في القرآن الكريم و السنة المشرفة

طريقة إحياء العشر الأواخر من رمضان

الإجتهاد في الدعاء:

من أهم الأعمال التي يقيم بها المسلم في ليالي العشر الأواخر من رمضان أن يكثر من الدعاء لله تعالى سواء بالليل او بالنهار. كما يجب ان يجتهد المسلم في الدعاء خاصة تلك الأيام المباركات، فهو أحرى أن يستجاب له. كما ورد عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: «الدعاء هو العبادة» ثم قرأ {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين} [غافر: 60] أخرجه الترمذي.  كذلك يجب أن يتحر الأوقات الشريفة، و الأحوال الشريفة التي تكون أقرب لاستجابة الدعاء. و من ذاك: الدعاء ما بين الأذان و الإقامة: فقد أخرج أبو داود و الترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: «الدعاء بين الأذان و الإقامة لا يرد».

طريقة إحياء العشر الأواخر من رمضان..الأعمال والعبادات المستحبة فيها 

الدعاء عقب أذكار الصلاة المفروضة:

فقد ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله ان الممنوع من الدعاء أن يكون عقيب الصلاة مباشرة. أما أن يكون بعد أذكار الصلاة، و بعد الثناء على الله تعالى وحمده و الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم، فهو مستحب. فإنه يستحب الدعاء عقب كل ثناء على الله و صلاة على النبي صلى الله عليه و سلم.

طريقة إحياء العشر الأواخر من رمضان

القنوت في الصلوات المفروضة:

فقد أخرج الشيخان و غيرهما عن أنس قال: «قنت النبي صلى الله عليه و سلم شهرا بعد الركوع يدعو على أحياء من العرب» . و في أخرى، قال: «قنت رسول الله صلى الله عليه و سلم شهرا بعد الركوع في صلاة الصبح. يدعو على رعل و ذكوان، و يقول: عصية عصت الله و رسوله».

طريقة إحياء العشر الأواخر من رمضان

الدعاء في الوتر:

عن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما : قال «علمني رسول الله صلى الله عليه و سلم كلمات أقول في الوتر: اللهم اهدني فيمن هديت و عافني فيمن عافيت، و تولني فيمن توليت، و بارك لي اللهم فيما أعطيت، و قني و اصرف عني شر ما قضيت، فإنك تقضي و لا يقضى عليك، و إنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا و تعاليت» . أخرجه أبو داود والترمذي و النسائي، و في أخرى لأبي داود.

اليكم طريقة إحياء العشر الأواخر من رمضان

الدعاء وقت السحر:

روى أبو هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: «ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر. فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟  من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟». أخرجه البخاري، و مسلم. وفي رواية أخرى: «ثم يقول: من يقرض غير عديم و لا ظلوم» .

الدعاء عند الإفطار:

أخرج الشيخان و غيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: «كل عمل ابن آدم يضاعف: الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف. قال الله عز وجل: إلا الصوم، فإنه لي، و أنا أجزي به يدع شهوته و طعامه من أجلي، للصائم فرحتان، فرحة عند فطره، و فرحة عند لقاء ربه. و لخلوف فيه أطيب عند الله من ريح المسك».

اقرأ أيضا  فوائد الصدقة فى العشر الاوائل من ذى الحجة وصورها

طريقة إحياء العشر الأواخر من رمضان

قراءة القرآن:

على المسلم ان يجتهد في تلك العشر في علاقته مع القرآن الكريم. و أن ينوع عبادات القرآن، من التلاوة و الاستماع وأيضا التدبر مع إطالة الصلاة بالقراءة فيها. و قد كان النبي صلى الله عليه و سلم يداوم قراءة القرآن خلال ليالي العشر الأواخر من رمضان. كما أخرج الترمذي و النسائي عن علي قال: «كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقرئنا القرآن على كل حال، ما لم يكن جنبا».

طريقة إحياء العشر الأواخر من رمضان..الأعمال والعبادات المستحبة فيها 

و ذلك أن القرآن في الليالي العشر يزيد الروح و مصدر المعرفة، و العاصم من الفتن. كما ورد الحارث بن عبد الله الهمداني الأعور قال: «مررت في المسجد، فإذا الناس يخوضون في الأحاديث، فدخلت على علي فأخبرته، فقال: أو قد فعلوها؟ قلت: نعم، قال:

أما إني سمعت رسول الله  صلى الله عليه و سلم يقول: ألا إنها ستكون فتنة، قلت: فما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: كتاب الله، فيه نبأ ما قبلكم، و خبر ما بعدكم، و حكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، و من ابتغى الهدى في غيره أضله الله، و هو حبل الله المتين، و هو الذكر الحكيم، و هو الصراط المستقيم، و هو الذي لا تزيغ به الأهواء، و لا تلتبس به الألسنة، و لا يشبع منه العلماء، و لا يخلق عن كثرة الرد، و لا تنقضي عجائبه، هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا: {إنا سمعنا قرآنا عجبا. يهدي إلى الرشد فآمنا به} [الجن: 1 – 2].

من قال به صدق، و من عمل به أجر،  ومن حكم به عدل، و من دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم، خذها إليك يا أعور» أخرجه الترمذي. و ليكثر المسلم من قراءة القرآن في ليالي العشر الأواخر قدر استطاعته- خاصة في تلك العشر، و ليجتهد، و لينهل من معين كتاب الله تعالى.

طريقة إحياء العشر الأواخر من رمضان

الصدقة:

ومن الأعمال الصالحة التي يتقرب بها العبد من ربه خاصة في أيام و ليالي العشر الأواخر كثرة الصدقة، وقد وصف الله تعالى المؤمنين بقوله: {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [البقرة: 3]، و قال أيضا: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة: 274]، و أخرج حارثة بن وهب رضي الله عنه : قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: «تصدقوا، فيوشك الرجل يمشي بصدقته، فيقول الذي أعطيها: لو جئتنا بها بالأمس قبلتها، فأما الآن، فلا حاجة لي فيها فلا يجد من يقبلها منه» . أخرجه البخاري، و مسلم و النسائي.

الأذكار:

على المسلم أن يكثر من ذكر الله تعالى خاصة في مثل ليالي العشر الأواخر. كما يجب أن ينهل من الذكر قدر استطاعته، و قد كان الذكر وصية رسول الله صلى الله عليه و سلم لصحابته و للأمة. كما  ورد عن عبد الله بن بسر رضي الله عنه : «أن رجلا قال: يا رسول الله، إن أبواب الخير كثيرة، و لا أستطيع القيام بكلها فأخبرني بشيء أتشبث به و لا تكثر علي فأنسى. و في رواية: إن شرائع الإسلام قد كثرت، و أنا قد كبرت فأخبرني بشيء أتشبث به و لا تكثر علي فأنسى قال: لا يزال لسانك رطبا بذكر الله تعالى» . أخرجه الترمذي.

اقرأ أيضا  القضاء و القدر .. الإنسان مسير ام مخير.. فلسفة الشيخ الشعراوي رحمة الله عليه

طريقة إحياء العشر الأواخر من رمضان:

تحري ليلة القدر:

لعل من أفضل الأعمال في ليالي العشر الأواخر من رمضان و مقصدها الأعظم هو تحري ليلة القدر. والتي هي خير من ألف شهر فعن مالك بن أنس رحمه الله أنه سمع من يثق به من أهل العلم: «أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أري أعمار الناس قبله أو ما شاء الله من ذلك فكأنه تقاصر أعمار أمته: أن لا يبلغوا من العمل مثل الذي بلغ غيرهم في طول العمر، فأعطاه الله ليلة القدر، خير من ألف شهر» . أخرجه «الموطأ».

و قد كان النبي صلى الله عليه و سلم يحث على طلب العفو فيها كما ورد عن عائشة رضي الله عنها : قالت: «قلت: يا رسول الله  إن وافقت ليلة القدر ما أدعو به؟ قال: قولي: اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني» أخرجه الترمذي.

تفطير الصائمين:

على المسلم أن يحيي هذه الأيام بالعطف على الفقراء و المساكين. كذلك أن يطعم الفقراء و غيرهم بتفطير الصائمين حتى ينال ما لهذا الفعل من ثواب. كما أخرج زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من فطر صائما كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا»، أخرجه الترمذي.

صلة الرحم:

على المسلم أن يصل رحمه خاصة في تلك الأيام المباركات و لو من خلال الإتصال بالهاتف أو من خلال وسائل التواصل.

فقد روى أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف: قال: «اشتكى أبو الرداد الليثي، فعاده عبد الرحمن بن عوف فقال: خيرهم و أوصلهم ما علمت أبو محمد فقال عبد الرحمن: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: قال الله عز وجل: أنا الله، و أنا الرحمن، خلقت الرحم، و شققت لها اسما من اسمي، فمن وصلها وصلته، و من قطعها قطعته أو قال: بتته» أخرجه الترمذي و أبو داود.

خدمة المسلمين:

من العبادات الإجتماعية التي يتقرب بها العبد إلى ربه خدمة إخوانه المسلمين. هذا بأن يمد لهم يد العون و المساعدة. و لا شك أن خدمة المسلمين في تلك الأيام ثوابها مضاعف و أعظم أجرا.

و قد أخرج أبو هريرة رضي الله عنه: قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، و من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا و الآخرة، و من ستر مسلما ستره الله في الدنيا و الآخرة، و الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *