التلمود

التلمود ، ما هو؟ و ما الفرق بينه و بين التوراة؟ و ما هي الأسفار و التناخ؟

التلمود ، ما هو؟ و ما الفرق بينه و بين التوراة؟ و ما هي الأسفار و التناخ؟

التلمود

التلمود / التوراة، حينما تقرأ عن التاريخ اليهودي أو الديانة اليهودية فمن المؤكد أنك ستتعرض لهاتين الكلمتين، و بالأخص كلمة التوراة.

حتى في القرآن الكريم ذكرت التوراة و من المعروف أنها ديانة اليهود و التي نزلت على رسول الله موسي عليه السلام.

و آمن بها سيدنا عيسى عليه السلام.

” الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ” ( سورة الأعراف)

” وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَٰذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ (6)” ( سورة الصف)

و على العكس فإنك لا تجد للتلمود ذكرا في القرآن الكريم و ان كان هو جزءا أصيلا لدى اليهود في كتابهم المقدس.

لكن ما هو التلمود و ما الفرق بينه وبين التوراة؟

التلمود

هو الأوامر الشفهية التي نزلت من الله الي موسى عليه السلام.

و التي ظلت لفترة كبيرة دون أن تدون و كانت تلك التعاليم تتواتر بين اليهود شفهيا.

يعتبر التلمود هو المصدر الأكثر أهمية و المصدر الأول للشريعة اليهودية.

بينما ينقسم التلمود إلى جزئين هما؛ المشناه و هي خلاصة التعاليم الشفهية عند اليهود.

أما عن الجزء الثاني فهو الجمارة و هو الشرح الموسع المستفيض للمشناه.

كما أنك تجد أيضا التلمود البابلي و التلمود الأورشليمي أو المقدسي أو ما يسمى ب شاس.

و التلمود المقدسي هو الأقدم حيث أنه كتب في القرن الرابع، في بلدة الجليل.

لكنك قد تجد أن التلمود البابلي هو الأكثر شمولا.

و هذا يعني انه اذا ذكرت كلمة التلمود دون تخصيص فعلى الأغلب المقصود بها التلمود البابلي.

التلمود ،التناخ

التناخ بالعبرية هو اختصار (ت ن خ)، تلك التي تعني… (توراة- نبيئيم اي الانبياء – كتوبيم اي الكتب).

و التي تمثل الكتاب المقدس اليهودي، وهو أكثر أسماء الكتاب المقدس العبري شيوعاً.

ما هي أقسام التلمود ؟

أقسام التلمود

ينقسم التلمود إلى ستة أقسام عامة، تسمى Sedarim (أوامر):

زرايم (البذور) :

تلك الخاصة بقوانين الزراعة، و أيضا قوانين البركات والصلوات.

معيد (مهرجان) :

تعني بالتعامل مع قوانين الأعياد.

ناسيم (المرأة) :

و التي تخص أمور الزواج والطلاق.

نيزكين (تعويضات) :

و ذلك لتنظيم التعامل بين البشر و التشريعات الاجتماعية و القانونية سواء كان مدنيا أو جنائيا.

كودشين:

و فيها يأتي الحديث عن الهيكل المقدس و التضحيات.

هذا عن التلمود أما عن التوراة

فيمكنك القول انها الإنجيل اليهودي و كذلك من الشائع تسميتها بالعهد القديم.

و هناك العهد الجديد و هو الإنجيل.

عند أهل الكتاب من النصارى يؤمنون بالعهدين بينما يؤمن اليهود بالقديم منه فقط.

و التوراة مؤلفة من الخمس أسفار الأولى التي نزلت على موسى عليه السلام.

سفر التكوين:

(50 إصحاحا)

مكتوب فيه أحداث تبدأ مع بدء الخليقة وسيرة حياة بعض الأنبياء.

كذلك مذكور فيه كيف خلق الله الكون والإنسان وكيف اختار الله النبي نوح لكي ينذر البشرية من الطوفان العظيم الذي كان قادمًا إليها.

و بعدها دعوة الله لإبراهيم وإسحاق ويعقوب أبي الأسباط.

ثم كيف بيِع يوسف من قبل إخوته إلى تجار العبيد ووصوله إلى مصر وتملكه على كل أرض مصر.

سفر الخروج

(40 إصحاحا)

يسمى في العبرية (شيموت) و التي تعني الأسماء.

وهي كلمة مأخوذة بتركيب الحروف الأولى من كلمات العبارة الافتتاحية فيه.

سفر الخروج ثاني أسفار موسى الخمسة، ويعرض تاريخ جماعة اسرائيل في مصر.

كما يأتي فيه ذكر قصة موسى وذهابه إلى سيناء، والوحي الإلهي الذي جاء فيه، والعهد بين الإله.

سفر اللاويين

(27 إصحاحا)

يسمى في العبرية «فايقرا» أي «دعا أو نادى».

وتلك هي الكلمة التي يبدأ بها سفر اللاويين.

كان في الماضي يعرف باسم «تورات كوهانيم» أي شريعة الكهنة.

وهو ثالث أسفار موسى الخمسة.

ثم يتوقف السرد القصصي في هذا السفر ليحل محله تناول شئون العبادات.

وخصوصا ما يتعلق بالأعياد والأضحية والقرابين والمحرمات من الحيوانات والطيور وما يتعلق بالطهارة.

هذا الي جانب التعاليم الأخلاقية والنظم الاجتماعية التي لم ترد في سفر الخروج، والتعليمات الخاصة بخيمة الاجتماع.

واللاويون هم سدنة الهيكل والمشرفون على شئون الذبح والأضحية والقرابين.

ثمة وحدة في الموضوع بين هذا السفر والجزء الأخير من سفر الخروج وجزء كبير من سفر العدد.

ويرى بعض علماء الكتاب المقدس أن هذا السفر تجميع لوصايا متفرقة كتبت على حدة في بداية الأمر.

كما أن بعضهم يرى أن السفر كله لم يكتب إلا بعد
التهجير البابلي في القرنين الخامس والرابع قبل الميلاد.

سفر العدد

(36 إصحاحا)

تعني بالعبرية (بميدبار) أي في البرية.

تلك كانت أول كلمة ترد في السفر، وسفر العدد رابع أسفار موسى الخمسة.

وسُمِّي سفر العدد بهذا الاسم لأنه يشتمل في معظمه على إحصاءات عن قبائل العبرانيين وجيوشهم وأموالهم وكثير مما يمكن إحصاؤه من شئونهم.

كما يشتمل على أحكام تتعلق بطائفة من العبادات والمعاملات.

ويأتي في هذا السفر ذكر تذمُّر جماعة يسرائيل من متابعة السير على خطوات موسى، وهو ما أثار غضبه عليهم.

دون هذا السفر بعد التهجير البابلي في القرنين الخامس والرابع قبل الميلاد.

سفر التثنية

(34 إصحاحا)

و ذلك يعني بالعبرية (ديفاريم) أي الكلمات.

هي أول كلمة ترد في السفر.

وهو يُسمَّى أيضاً مشنا توراه ،و التي تعني إعادة الشريعة وتكرارها على جماعة اسرائيل مرة ثانية عند خروجهم من سيناء.

أو «تثنية الاشتراع». وهو آخر أسفار موسى الخمسة، ويتكون من:

١) المقدمة، وتحوي مراجعة موسى لما حدث منذ عبور سيناء.

٢) نصائح موسى الأخلاقية (ومنها إعادة الوصايا العشر)، وتتضمن تلخيصاً للتشريع الذي قبلته جماعة يسرائيل.

٣) خطب موسى الأخيرة.

٤) أفعال موسى الأخيرة وأغنية الوداع ومعها سرد لأحداث موته

و تلك الأسفار الخمسة هي التي تؤمن بها الفرقة السامرية اليهودية و لا تؤمن بغيرها.

الأسفار التاريخية

هي أسفار منسوبة لعدد من الأنبياء الذين عاصروا هذه المراحل التاريخية من حياة بني إسرائيل، وعددها اثني عشر:
(سفر يشوع، سفر القضاة، سفر راعوث، سفر صموئيل الأول، سفر صموئيل الثاني، سفر الملوك الأول، سفر الملوك الثاني، سفر أخبار الأيام الأول، سفر أخبار الأيام الثاني، سفر عِزرا، سفر نحميا، سفر إستير).

أسفار الشعر والحكمة

خمسة أسفار:

(سفر أيوب، سفر المزامير، سفر الأمثال، سفر الجامعة، سفر نشيد الإنشاد).

وتنسب هذه المجموعة في غالبها إلى داود وسليمان.

ومن المزامير ما ينسب إلى آخرين مجهولين يدعون بني قورح وأساف وإيثان (23 مزموراً).

ومنها المزامير اليتيمة (51 مزموراً)، ولا يعرف قائلها.

الأسفار النبوية

تلك التي تتكون من سبعة عشر سفراً، وهي:

(سفر إشعيا، سفر إرميا، سفر مراثي إرميا، سفر حزقيال، سفر دانيال، سفر هوشع، سفر يؤئيل، سفر عاموس، سفر عوبديا، سفر يونان، سفر ميخا، سفر ناحوم، سفر حبقوق، سفر صفينا، سفر زكريا، سفر حجي، سفر ملاخي).

وتسمى الأسفار الستة الأولى أسفار الأنبياء الكبار، والبقية الأنبياء الصغار.

أسفار الأبوكريفا السبعة

و هناك أيضا بعض الأسفار الأخرى التي لم يكن عليها اجماعا بين الطوائف المختلفة.

و هي أسفار الأبوكريفا السبعة، وهي:

(باروخ، طوبيا، يهوديت، الحكمة، يشوع بن سيراخ، المكابيين الأول، المكابيين الثاني).

يسميها البعض الأسفار الخفية، وكانت موضع ارتياب بعض آباء الكنيسة الأوائل.

فالقديس جيروم ترجم أسفار الأبوكريفا إلى اللاتينية، لكنه لم يضفها إلى الأسفار القانونية، لكن غيره قبلها.

واجتمعت الفرق المسيحية على قبولها في مجمعي هيبو (393م) وقرطاجة (397م)، وبقيت كذلك حتى القرن السادس عشر الميلادي.

يطلق النصارى _ لا اليهود _ على الأجزاء الأربعة السالف ذكرها اسم العهد القديم، وتسمى أيضاً الكتب والناموس.

ويطلق اسم التوراة على الأجزاء الثلاثة الأخيرة تجوزاً.

يرجع أصل هذه التسمية إلى بولس، حين سمى التوراة بالعهد القديم في قوله: ” عند قراءة العهد العتيق ” (كورنثوس (2) 3/ 14).

لتصبح الأناجيل والرسائل الملحقة هي العهد الجديد.

وقد تم تقسيم أسفار العهد القديم إلى إصحاحات في سنة 1200م على يد أُسقف كانتربري الأسقف ستيفن لانجتون (1228م).

وفي ذلك القرن (16م) ظهر البرتستانت، فرفضوا الإيمان بقانونية هذه الأسفار تبعاً لليهود.

أما الأرثوذكس والكاثوليك فقد تمسكوا بها، وإن كان البعض يطبعونها منفردة في بعض النسخ الحديثة حرصاً على الوحدة الدينية للمذاهب النصرانية.

وقد أقر قانونية هذه الأسفار جميعاً مجمع “ترنت” الكاثوليكي سنة 1545 – 1563م، والأرثوذكس في مجمع “بيت المقدس” سنة 1672م.

ثم رقمت جمل الإصحاحات في الطبعة الباريسية الصادرة عام 1551م.

كيف كان ترتيب الأسفار؟

وأما ترتيب الأسفار فقد أعيد غير مرة، وكان قد أقر له ترتيب في مجمع روما 382م، ثم عدل في ترنت 1546م، ولهذا التغيير علاقة قوية بقيمة الأسفار وأهميتها ودرجة ثبوتها.

من هم أصحاب الأسفار

وعن أصحاب هذه الأسفار وكتبتها الأصليين تقول كنيسة دميانة:

” لقد كتب العهد القديم في فترة 2500 سنة قبل الميلاد بواسطة أربعين كاتباً، يختلفون في صفاتهم.

فمنهم الفلاسفة مثل موسى النبي، ومنهم الراعي البسيط جامع الجميز مثل:

عاموس، والقائد الحربي يشوع، وساقي الملك نحميا، ومنهم إشعيا رجل القصور، ودانيال رئيس الوزراء، وسليمان الملك صاحب الحكمة ….

والكتب التسعة والثلاثون الأولى مشتركة بين اليهود والمسيحيين، يطلق عليها اليهود اسم التناخ.

أما المسيحيون فيسمونها العهد القديم، ليضيفوا إليها سبعًا وعشرين كتابًا آخر يشكلون العهد الجديد.

وقد كتبت معظم الأسفار المقدسة بين القرنين الثامن والسادس قبل الميلاد،‏ أى خلال الفترة الممتدة بين زمن النبيَّين إشعيا وإرميا.

الكتاب المقدَّس / العهد القديم / العهد الجديد

العهد القديم

يدَّعون أنه كُتب بواسطة الذين كانوا قبل عيسى عليه السلام ، ويسمُّونه ” العهد العتيق ” أو ” العهد القديم ” .

و هو القسم الأول و يحتوي الآن على تسعة وثلاثين سِفراً فيما يلي أسماؤها كما ذكرناها من قبل:

1. سفر التكوين ” سفر الخليقة ” .
2. ” سفر الخروج ” .
3. ” سِفر الأحبار ” سفر اللاويين ” .
4. سفر العدد .
5. سفر التثنية .

ومجموع هذه الأسفار – الكتب – الخمسة هو ما يُطلقون عليه اسم ” أسفار موسى الخمسة ” ، وتسمى بـ ” التوراة “.

وهي كلمة عبرية بمعنى القانون والتعليم والشريعة ، لكنهم الآن يطلقون ” التوراة ” إطلاقا مجازيا على مجموع كتب العهد القديم.

أي : على ” أسفار موسى الخمسة ” – التوراة – وملحقاتها الآتي ذكرها :

6. سفر يشوع – يوشع بن نون – .
7. سفر القضاة .
8. سفر راعوث .
9. سفر ملاخي .

العهد الجديد

كتب بالإلهام بعد عيسى عليه السلام ، ويسمى” العهد الجديد ” .

و هو القسم الثاني من الكتاب المقدس و يحتوي الآن على سبعة وعشرين سفرا فيما يلي أسماؤها :

1. إنجيل متى .
2. إنجيل مرقس .
3. إنجيل لوقا .
4. إنجيل يوحنا .

ولفظ الإنجيل مختص بهذه الأسفار الأربعة ، فيقال لها ” الأناجيل الأربعة “.

وهو لفظ معرب ، أصله في اليوناني ” إنكليوس ” ، وفي القبطي ” إنكليون ” ، ومعناه : البشارة والتعليم والخبر السار.

يطلق لفظ ” الإنجيل ” إطلاقا مجازيّاً على مجموع كتب العهد الجديد ، أي : على الأناجيل الأربعة وملحقاتها الآتي ذكرها :

5. سفر أعمال الرسل ” الإبركسيس ” .
6. رسالة بولس إلى أهل رومية .
7. رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس .
8. رؤيا يوحنا اللاهوتي ” المشاهدات ” .

و يضم كتب العهدين اسم ” الكتاب المقدس ” .

وبهذا يكون مجموع أسفار الكتاب المقدس عند النصارى كما يأتي :

على حسب التوراة العبرانية :

العهد القديم ( 39 ) + العهد الجديد ( 27 ) = 66 سفرا.

وعلى حسب التوراة اليونانية :

  1. العهد القديم ( 46 ) + العهد الجديد ( 27)=73 سفرا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *