سميراميس …. فاتنة…. حاكمة …. قاتلة …. ساحرة

سميراميس  …. إمرأة سلبت قلوب الرجال و أسرت عقولهم , لطالما اختلف الناس على سيرتهاز

فمنهم من إعتبرها من أهم ملوك آشور و نسب لها الفضل في الكثير من الحضارة التي شهدتها تلك البلاد.

و منهم من قال عنها أنها عاشقة مدمنة للرجال , كثر عشاقها و أكثرت من قتلهم , كلما ملت أحدهم قتلته و أتت بغيره.

 مثلما فعلت أمها كما تحكي الأسطورة التي تشتاق أنت لسماعها و لكن سأكلمك عنها لاحقا.

و كان الادعاء الأكثر تشويقا في حياتها أنها كانت زوجة أحد جبابرة الأرض ” النمرود ” صاحب الرواية الشهيرة مع سيدنا إبراهيم أبو الأنبياء عليه السلام.

كرهها الأرمن كثيرا، فهم ينظرون لها بأنها كانت السبب في هزيمهتم. 

بينما لم يكف البعض عن وصفها بالعاهرة. 

و غيرها كثير من الأوصاف اما لتمجيدها أو النيل منها و من شرفها. 

سميراميس شخصية لم تخل حياتها من القيل و القال و لا تستطيع أنت أو أنا أو أيا من كان أن يجزم بصحة تلك الأقاويل أو الأكاذيب. 

سنحاول في هذا المقال الاقتراب اكثر فأكثر من تلك الشخصية المثيرة للجدل. 

سميراميس …. الأسطورة والحمام:

تقول الأسطورة أنه ذات يوم غضبت عشتار الالهه او أفروديت ( سمها كما يحلو لك) على إلهة السمك ديريستو.

و وضعت في قلبها حبا جما لبشريا فانيا فعشقته عشق الجنون. 

و صار بينهما ما صار و حملت منه. 

و وضعت مولودها أنثى و ليست ك أي أنثى بل كانت ساحرة الجمال. 

ثم انتحرت او تركتها وحيدة في الصحراء و ذهبت لا يهم، المهم ان الطفلة الآن وحيدة. 

و في رواية أخرى أنها طفلة حمام عشتار و إلهة السمك. 

في جميع الأحوال، رق الحمام لحال الطفلة الصغيرة فأخذ يتلصص على طعام الرعاة سارقا إياه بمنقاره الصغير عائدا به للطفلة الصغيرة. 

ذات يوم لاحظ أحد الرعاة ما يفعله الحمام، فتتبعه حتى وصل للطفلة. 

فأخذخا و من معه من الرعاة إلى سوق نينوي و هناك كان القدر المكتوب. 

صدفة، كان سيما أحد رجال الملك هناك في السوق. 

فلما رآها تسلل حبها إلى قلبه و حن لها و قرر ان يأخذها إلى زوجته. 

و بالطبع أحبتها هي الأخرى، و ترعرعت في ذلك البيت و كبرت و بلغت من الحسن أكمله و  من الانوثة أفتنها. 

ثم كان أن رآها “أونس”، واحد من مستشاري الملك، و ما ان رآها حتى جن جنونه و كأنه قال ” هي لي”.

ثم طلب منها الزواج و بالطبع وافقت على ذلك، و عاشت معه سميراميس في “نينوي”.

كيف كانت بداية سميراميس كقائدة؟

قيل انها التحقت بجيش الملك و بدأت أن تتميز فيه دون غيرها من الرجال.

و في إحدى المعارك مع إقليم “بكتريا” العدو الدائم ل “نينوي”، صعب عليهم القتال و السيطرة.

فكان ل “سميراميس” رأيا في القتال، فقد كان تركيزهم على السيطرة على السهل دون القلعة.

فأشارت هي عليهم بضرورة توجيه ضربة قاضية للقلعة فهي حصنهم المنيع.

و ما أن فعلوا ذلك حتى كانت لهم الغلبة في المعركة، و أعجب ذلك الملك” نينوس” ، و أعجب بصاحبة الفكرة أيضا.

طلبها ” نينوس” لنفسه من زوجها و بالطبع رفض، و بعدها إما أنه مات منتحرا أو قتل، فقد تم التخلص منه بشكل او بآخر.

ثم تزوج الملك ” نينوس” من سميراميس، و بهذا انتقلت إلى فترة جديدة من حياتها كملكة لبلاد ” آشور”.

الملكة سميراميس :حكمت سميراميس البلاد لمدة اثنين و أربعين سنة، منهم خمس سنوات كان الحكم خالصا لها دون زوجها ” نينوس أو ابنها ” نيناس “.

فبعد وفاة الملك كان الحكم لإبنه الذي لم يكن يبلغ السن القانونية للملك بعد، فكانت هي الوصية على الحكم لمدة خمس سنوات.

بعد وفاة زوجها أيضا قيل أنها أقامت له ضريحا عملاقا ألا و هو” برج بابل ” الذي هو العجيبة الأولى في العالم.

كما نسب لها بناء حدائق بابل المعلقة و التي على الأرجح بناها نبوخذنصر.

أما عن حقيقة الملكة سميراميس ، فربما أنها تحريف للملكة ” سمورامات”، سميراميد او شميرام، و كلها أسماء مختلفة لنفس الملكة.
و هي أم الملك الآشوري “أدادنيراري الثالث” و زوجة الملك ” شمشي أدد الخامس” أو” شمسوحدد” أو “شمشي عضد” ، و هي كلها اسماء لنفس الملك.

و كان للملكة سميراميس تأثيرا قوية على شعبها و وطنها و تحكمت في مقاليد كل شيء، سياسيا و دينيا و طبعا في الحروب.

من إنجازات سميراميس :

نسب لها بناء مدينة ” آشور ” و تأسيس حضارتها.
كما أنها تمكنت من حفر نفق عميق أسفل نهر دجلة ليربط بين ضفتيه.

و نسب لها ” هيرودوت” بناء ضفتي نهر الفرات، كما أكد أن اسمها كان منقوشا على أحد بوابات بابل العظيمة.

و عسكريا اتسعت رقعة بلادها كثيرا في فترة حكمها، فقد سيطرت على بلاد الأناضول و مصر و الشام.

و خاضت حروبا جامحة مع بلاد ميديا و وصلت إلى الهند بجيشها.

و كان سببا رئيسيا في كره الأرمن لها و وصفهم إياها ب “العاهرة” هو هزيمتهم على يدها و إذلالها لهم.

نهاية الملكة :

ماتت سميراميس عن عمر اثنين و ستين عاما، و حكمت فيهم اثنين و أربعين عاما.

و قيل بأن ابنها ” نيناس” هو من قتلها.

و لما ماتت رفعها الحمام معه عاليا لتكمل باقي حياتها في السماء.

و تنتهي قصة الأسطورة سميراميس و تبقى في العقول تختلف عليها الأقاويل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *