معبد فيلة.. تراث حضارى يخلد أساطير الحب الصادق(أسطورة إيزيس و أسطورة أنس الوجود)



معبد فيلة فى جنوب مصر حيث مدينة أسوان الجميلة المليئة بالسحر و عظمة الماضى، و التى تحتوى على كم هائل من الآثار القديمة، و التى تنتمى لمختلف الحضارات التى تتابعت على المنطقة على مر العصور، و يوجد بها عدد كبير من المعابد التى خصصت قديما لعبادة الآلهة تبعا للمعتقدات التى تواجدت فى ذلك الوقت و من أشهرها معابد أبو سمبل و كذلك معبد فيلة و الذى سنحاول إزاحة الغموض عن هذا المعبد و الأساطير الكثيرة التى نسجت حوله و التى تتعلق دوما بقصص الحب العظيمة و الوفاء فى الحب مثل أسطورة إيزيس و أسطورة أنس الوجود.

موقع معبد فيلة

يقع المعبد على جزيرة فيلة فى أسوان و التى تقع فى منتصف نهر النيل، و تقسم الجزيرة نهر النيل إلى قناتين، و تبعد الجزيرة أربعة كيلومترات عن مدينة أسوان.

بسبب بناء السد العالى و الخوف من غرق الجزيرة لفرص إحاطة المياه بها طوال السنة و مع التيارات المتولدة من توربينات السد تقرر نقل المعبد من جزيرة فيلة إلى جزيرة أجيليكا و التى تبعد 500متر عن موقع جزيرة فيلة الأصلية و قبل النقل تم بناء سد حول الجزيرة تحت الماء لحماية الجزيرة و محتوياتها القيمة من الغرق و ذلك فى عام 1972 م.



معنى الاسم فيلة

كلمة فيلة تعنى الحب أو الحبيبة و ذلك طبقا للغة الإغريق الذين حكموا مصر فى عصر البطالمة و اعتنقوا الديانات المصرية وقتها للتقرب للمصريين و كان لهم اسهامات فى مبانى جزيرة فيلة خلال فترة حكمهم و التى امتدت قرابة الثلاثمائة عام.

معابد جزيرة فيلة

تضم جزيرة فيلة مجموعة كبيرة من المعابد و الآثار العظيمة، و التى تراكمت على الجزيرة على مر العصور حيث حرص العديد من حكام مصر القديمة على ترك آثارهم فى تلك الجزيرة المميزة.

اقرأ أيضا  موعد مباراة الأهلي وأسوان اليوم في الدوري العام .. المباراة المؤجلة .. والقناة الناقلة لها

تم بناء المعبد الأساسى على جزيرة فيلة لعبادة إيزيس وهو أضخم المعابد و أهمها على الجزيرة كما يشغل المعبد ما يزيد عن ربع مساحة الجزيرة.

تحتوى الجزيرة أيضا على معابد أخرى تنتمى لفترات مختلفة من تاريخ مصر القديمة فهناك معابد بناها الفراعنة مثل تحتمس الثالث و امنحتب و معبد حتحور أو بناها البطالمة مثل معبد بطليموس فيلادلف أو حتى الرومان مثل كشك تراجان.

كما يتحتوى الجزيرة على مجموعة من الأعمدة و عواميد أثرية كثيرة و مساءا يقام عرض الصوت و الضوء على الجزيرة و الذى يجذب ألاف السائحين لمشاهدة العرض بعدة لغات مختلفة.

أسطورة إيزيس  و معبد فيلة

أسطورة إيزيس من الأساطير القديمة التى اعتقد بها الفراعنة و حيث أن معبد فيلة الرئيسى هو معبد إيزيس فأرتبطت الأسطورة بالمكان و تحكى الأسطورة أن إيزيس تزوجت من أوزوريس و أنجبا ابنهما حورس و أصبح أوزوريس الملك إلا أن شقيقه ست أصابه الحقد تجاه أخيه فقتله ليستولى على العرش و قام بتقطيع جثة اخيه و توزيعها فىأماكن متفرقة و لكن إيزيس لم تيأس و جمعت اجزاء زوجها و يقال أنها وجدت قلبه بجزيرة مجاورة لجزيرة فيلة و بسبب إخلاص إيزيس لزوجها قامت الألهة باحياء زوجها أوزوريس و أصبحت إيزيس إله الأمومة و الحب و ست إله الشر و نجح حورس ابن إيزيس و أوزوريس من استعادة عرش أبيه من عمه ست و استمرت الأسطورة فى التداول حتى وصلتنا.

أسطورة أنس الوجود و معبد فيلة

كأسطورة إيزيس شهدت جزيرة فيلة أسطورة أخرى من أساطير الحب تناولتها الحكايات و ذكرت فى قصص ألف ليلة و ليلة و هى أسطورة أنس الوجود، و التى تحكى عن أنس الوجود أحد الجنود فى الجيش وقتها و الذى وقع فى غرام ورد الأكمام بنت الوزير وبادلته الحب و كان الأحبة يتبادلان رسائل الحب و الغرام و كتب كل منهما شعرا للأخر و لكن الوزير عرف بأمر حبهما و واجه ابنته و رفض هذا الحب، و لكن ورد الأكمام أصرت على الزواج من أنس الوجود فما كان من الوزيرإلا أن قام بحبس ابنته فى جزيرة فيلة المحاطة بالتماسيح.

اقرأ أيضا  جزيرة النباتات (حديقة النباتات) فى أسوان ملتقى سحر الطبيعة

و لما عرف أنس الوجود باختفاء حبيبته أخذ فى البحث عنها و سأل الجميع و واجه العديد من الأهوال و الصعاب و لكن الحب دفعه للاستمرار فى البحث حتى وصل إلى جزيرة فيلة لكن التماسيح منعته من الوصول لورد الأكمام فظل يبكى بجوار الجزيرة أيام و أيام حتى رق قلب التماسيح و ذهب زعيمهم و حمل أنس الوجود لمقابلة ورد الأكمام و فى نفس الوقت كان الوزير يزور ابنته فلما شاهد التمساح يحمل أنس الوجود للجزيرة شعر بصدق هذا الحب، و بارك الزواج لتبقى أسطورة حب أخرى مرتبطة بجزيرة فيلة و  معبدها الشهير.

معبد فيلة ضمن مواقع التراث العالمى

بعد النجاح فى انقاذ معابد فيلة من الغرق و نقلها لجزيرة أجيليكا من قبل اليونسكو تم إدراج معبد إيزيس بجزيرة فيلة ضمن مواقع التراث العالمى و ذلك عام 1979 م و تم اعتباره موقع تراث عالمى ثقافى و ذلك للحفاظ عليه و اظهار أهميته من الناحية الثقافية و التاريخية.



معبد فيلة يحظى بشهرة سياحية كبيرة جدا و يزوره الكثير من السياح سنويا، كما لجأ العديد من الفنانين لتلك الجزيرة الجميلة فى تصوير بعض أعمالهم الفنية و لعل أشهرها كليب أغنية عودونى للمطرب الأشهر عمرو دياب فى نهاية تسعينات القرن الماضى، و غيرها من الأعمال الفنية للعديد من الفنانين، و يبدو أن ارتباط تلك الجزيرة بالحب و قصص الحب و حتى أغانى الحب سيظل ارتباطا وثيقا و لو كنت لم تحظى بفرصة زيارة هذا المكان الرائع فيجب أن تجعل هذه الزيارة دوما فى مخططاتك.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *