الانزلاق الغضروفي القطني .. الأسباب .. الأعراض .. العلاج
الانزلاق الغضروفي .. من منا لم يسمع عنه من قبل ؟ من منا لم يعاني من آلام الظهر من قبل ؟
و في كل مرة عندما تشتكي من ألم في الظهر تظن على الفور أنك قد أصابك الانزلاق الغضروفي.
و حتى إن لم تكن تمتلك خبرة مع هذا النوع من الآلام من قبل ستجد من يحيطونك يشككونك في إصابتك بالانزلاق.
و هم يخبرونك بذلك بناء على تحارب شخصية سابقة ليس إلا.
و لكي تتخلص من تلك الشكوك المستمرة مع كل مرة تشعر بها في ألم الظهر، سنتناول الحديث عن الانزلاق الغضروفي و تحديدا القطني.
و تعني كلمة القطني أي الذي يحدث في منطقة الفقرات القطنية و هي تلك المنطقة في الظهر التي تقابل البطن.
و تتميز الفقرات القطنية بمجال للحركة كبير نسبيا بالمقارنة بالفقرات الصدرية و لكنه أقل من الفقرات العنقية بالتأكيد.
فالفقرات بالظهر مقسمة إلى سبعة فقرات عنقية و إثنى عشر فقرة صدرية و خمس قطنية.
هذا بخلاف فقرات العجز و فقرات العصعص الموجودة في منطقة الحوض و تدخل في تركيب عظامه.
و يتواجد الغضروف بين الفقرات و ذلك لمنع إحتكاك عظام الفقرات ببعضها البعض.
هذا إلى جانب التسهيل من حركة الفقرات فوق بعضها و يعطيها شيء من المرونة أثناء الحركة.
و يعتبر الغضروف مهما أيضا لتوزبع الوزن بشكل سليم على الفقرات و تحمل الصدمات الشديدة قبل وصولها لعظام الفقرات.
الانزلاق الغضروفي القطني :
أسباب الانزلاق الغضروفي القطني و الفئات الأكثر عرضة لحدوثه:
– السيناريو الأشهر للإصابة في حالات الإنزلاق القطني الحاد هو محاولة حمل أو رفع أي وزن من على الأرض حتى و لو كان خفيفا.
و يكون الظهر محنيا للأمام مع الثني المباشر للظهر دون الإرتكاز على الركبتين.
و هنا تكون الحركة و الحمل كاملا على عضلات الظهر و ليس عضلات الفخذ.
بتسبب ذلك في كثير جدا من حالات الإصابة الحادة في الإنزلاق الغضروفي القطني.
– الجلوس لفترات طويلة و خاصة هؤلاء الذين تقتضي طبيعة عملهم ذلك مثل العاملين بالأمور الكتابية.
– السقوط من علو، التعرض له يتسبب في ضغوط كبيرة على الفقرات قد تتسبب في كسورها في كثير من الأحيان.
بالإضافة للتعرض لخطر الإصابة بالإنزلاق الغضروفي.
– يعتبر كبار السن عرضة بشكل كبير للإصابة بالإنزلاق الغضروفي، يرجع ذلك لنقص المادة الجيلاتينية بين الفقرات.
مع حدوث جفاف داخل قرص الغضروف أي حدوث خشونة بالفقرات بالإضافة لضعف عضلات الظهر.
– السيدات معرضون بشكل كبير لذلك أيضا و ينتج ذلك من ضعف العضلات الجارفقرية بالسيدات بالإضافة لممارسة الأعمال المنزلية الشاقة.
– السمنة أيضا تعتبر من أهم العوامل في حدوث الانزلاق الغضروفي القطني، فبسببها تكون هناك أحمال كبيرة على الفقرات و ما بينها من غضاريف.
– المجهود الزائد يؤثر بالسلب أيضا على الفقرات و الغضروف و يظهر ذلك بشكل واضح في رافعي الأثقال مثلا.
هذا إلى جانب العاملين الحرفيين فهم دائمي الرفع لأوزان كبيرة بخلاف الإضطرار للعمل منحنيا لفترات طويلة من اليوم.
– التعرض للحوادث مثل السيارات و الإقلاع المفاجيء للطائرات، ذلك النوع من الحوادث يتضمن حدوث إنثناء شديد للعمود الفقري مع الإندفاع للأمام مما يؤدي لضغوط كبيرة على الفقرات و الغضروف.
أنواع الانزلاق الغضروفي :
الغضروف الطبيعي يشبه القرص و يتكون من جزئين :
الداخلي منهما هو نواة الغضروف و الخارجي هو الغشاء الليفي المحيط به.
و يتم تقسيم الانزلاق الغضروفي طبقا لسلامة النواة و الغشاء إلئ الآتي:
– بروز الغضروف و يعني ذلك خروج نواة الغضروف للخلف مع الإحتفاظ بالغشاء الخارجي سليم.
– بروز كلا من نواة الغضروف و الغشاء الخارجي للخلف و لكن يبقى الغشاء الخارجي سليم أيضا.
– تمزق كامل الغضروف حيث تحدث إصابة في الغشاء الخارجي الغضروف و خروج نواة الغضروف من مكانها.
– حدوث ما يشبه الفتق في الغضروف و من الممكن أن ينفصل جزء من نواة الغضروف إنفصالا كاملا.
كما أنه من الممكن أيضا أن يسبح هذا الجزء المفصول داخل القناة العصبية سواء كان لأعلى أو لأسفل.
– من الممكن أن يبرز الغضروف على أحد الجانبين و يضغط الجذور العصبية على أحد الجانبين اليمين أو اليسار.
يتسبب ذلك في ظهور الأعراض على أحد الطرفين السفليين الأيمن أو الأيسر طبقا لبروز الغضروف على أحد الجانبين.
مما يؤدي إلى ألم يظهر في منطقة الإلية ممتدا إلى الأسفل من الخلف مرورا بالفخذ و الساق ( فيما هو معروف عند الكثيرين بعرق النسا ).
يعتمد إمتداد مكان الألم في الطرف السفلي على مستوى حدوث الانزلاق الغضروفي مثلا ما بين الرابعة و الخامسة قطنية أو الأولى و الثانية و هكذا.
– يؤدي الضغط على الجذور العصبية للشعور المستنر بالخدر و التنميل في الطرف المتضرر.
الأعراض الإكلينيكية :
الأكثر عرضة للإصابة ( خاصة الانزلاق الغضروفي القطني الحاد ) هم الأشخاص البالغين.
و الفئة العمرية الأكثر حدوثا للإصابة هي ما بين 20 – 45 سنة.
في الحالات الحادة تكون دائما مصحوبة بتاريخ سابق للإصابة عند محاولة رفع ثقل من الأرض.
و عند محاولة الرجوع لوضع الوقوف يفاجأ الشخص بألم حاد في منطقة أسفل الظهر و عدم القدرة على فرد الظهر على إستقامته.
يظهر الألم أيضا في الإلية و قد يصل إلى الطرف السفلي في الفخذ و الساق.
و قد يشكو المريض أيضا من ألم شديد غير مفسر في منطقة الكعب أو خدر شديد عند الإصبع الأكبر للقدم.
يعتمد ظهور تلك الأعراض على مستوى حدوث الانزلاق الغضروفي عند أي فقرة.
يسوء الأمر كثيرا مع بعض الأمور مثل الكحة و العطس و الإمساك.
يزداد الألم أيضا عند محاولة رفع الركبة للطرف المصاب لأعلى في الوضع مفرودة.
من الأعراض نادرة الحدوث، إحتباس البول و الشعور بالخدر في منطقة العجان.
حدوث تشنجات بعضلات الطرف السفلي، تحديد شديد لحركة العمود الفقري و الظهر.
صعوبة رفع الساق لأعلى من وضع الرقود، زيادة الألم مع رفع مشط القدم لأعلى في إتجاه الساق.
من الممكن أيضا أن يظهر الألم في الجهة الغير مصابة عند رفعها لأعلى هي الأخرى.
طبقا لمستوى الانزلاق الغضروفي قد يحدث ضعف في ثني الركبة و حركة مشط القدم لأعلى أو لأسفل، ضعف في حركة الإصبع الأكبر للقدم.
من الممكن أيضا أن يشعر المريض بفقدان الإحساس في مناطق معينة من الساق و القدم طبقا لمستوى الانزلاق.
من الأعراض أيضا في الحالات الشديدة و التي تتأثر فيها الأعصاب بشكل كبير:
عدم القدرة على التحكم في إخراج البول و البراز.
ظهور أعراض إلتهاب العصب الوركي (عرق النسا) على الجانبين.
ضعف بعضلات الطرفين السفليين.
تنميل و خدر بمنطقة العجان.
ظهور الأعراض على الطرف الآخر الغير مصاب.
الأشعة التشخيصية:
أشعة الرنين المغناطيسي على الفقرات القطنية لها اليد العليا في التشخيص.
و الأشعة العادية ليس لها دور كبير في تشخيص الانزلاق الغضروفي إلا إستثناء أي أسباب أخرى يحدث فيها نفس الأعراض.
و الدور الأساسي للأشعة العادية و المقطعية هو إستبعاد أمراض العظام نفسها.
أسباب أخرى تؤدي لنفس الأعراض:
أورام العمود الفقري.
إلتهاب الغضروف.
إلتهاب العصب الوركي.
درن العمود الفقري.
علاج الانزلاق الغضروفي القطني:
1) الراحة و إستخدام المسكنات و الحرص على وضع المريض في وضع ثني الركبة و الفخذ.
2) العلاج عن طريق شد العمود الفقري و تصليح وضع الغضروف لتقليل الضغط الحاصل من الانزلاق الغضروفي على الأعصاب.
2) العلاج عن طريق الحقن و التحلل الكيماوي لنواة الغضروف.
3) العلاج عن عن طريق حقن المسكنات داخل المنطقة المصابة و ذلك لتخفيف الألم.
4) العلاج الطبيعي لتقوية عضلات الظهر و تقليل تقلص العضلات و الألم الناتج عن ذلك.
5) التدخل الجراحي لعلاج الانزلاق الغضروفي القطني:
لنلجأ للحل الجراحي يجب أن نعرف أن هناك نوعان لأسباب الجراحة و دواعيها:
أ) أسباب نسبية:
مثل الألم المتكرر من حين لآخر و كذلك الشعور بالخدر و التنميل الذي يتكرر من وقت لآخر.
بالإضافة إلى كون الانزلاق في المراحل الأولى من حدوثه مثل بروز الغضروف فقط دون الضغط الشديد على الأعصاب.
و هنا ليس التدخل الجراحي ضروريا أو حتميا، فالأمر هنا قابل للنقاش مع المربض.
فقد يختار المريض أن يتعايش مع هذا النوع من الألم و خاصة إن كان لا يهاجمه كثيرا.
مع ضرورة التأكيد على أنه يجب المحافظة على الوضع القائم حتى لا تتدهور الأمور و يتغير الانزلاق من مرحلة بسيطة لمرحلة أشد.
2) أسباب قطعية:
وجود أعراض عصبية خطيرة مثل عدم التحكم في البول و البراز، العحز الجنسي، التنميل و الخدر المستمر في منطقة من الطرف السفلي.
فقد القدرة على الأحساس كاملا في مناطق معينة مثل مشط القدم و الساق.
حدوث ضعف شديد بالعضلات بالطرف السفلي تصل بالمريض لمرحلة جر القدم أثناء المشي و الحركات الأخرى التي تعتمد على تحريك القدم.
أنواع التدخل الجراحي لعلاج الانزلاق الغضروفي القطني:
– إستئصال جزء من عظام الفقرة لتقليل الضغط على جذور الأعصاب و يستخدم هذا مع كبار السن.
– إستئصال الغضروف جراحيا.
– إستئصال الغضروف ميكروسكوبيا.
الإحتياطات اللازمة من أجل الوقاية من الانزلاق الغضروفي القطني:
– عدم الجلوس لفترات طويلة بشكل مستمر.
– الابتعاد عن حمل أثقال و أوزان كبيرة إلا في الضرورة.
– عند الإضطرار لرفع شيء ثقيل من على الأرض يجدر بك الإرتكاز أولا على الركبتين و ليس الإنحناء المباشر للأمام.
– النوم على مسطح مستوي و ثابت.
– التمارين الوقائية لتقوية عضلات الظهر.
– الإهتمام بالحصول على كميات كافية من الكالسيوم يوميا لتفادي هشاشة العظام و الخشونة.
فهما غالبا ما يصاحبهما حدوث الانزلاق الغضروفي.
حاولنا بقدر الإمكان الحديث عن الانزلاق الغضروفي القطني، أسبابه، أعراضه و طرق علاجه بشكل مبسط يصل بسهولة للقاريء بإذن الله.
عافانا الله و إياكم من كل شر و سوء.
اترك تعليقاً