الجاحظ .. كيف يكون النثر مرحا!.. أهم أعمال وكتب الجاحظ
الجاحظ كاتب من أعظم كتاب النثر الفني في تاريخ الأدب العربي، ولد و مات الجاحظ في مدينة البصرة بالعراق.
تمكن بفضل ثقافته الواسعة و المتنوعة إلى جانب ذكائه الخارق و عقله المتوهج من أن يحرر الأدب من عزلته و من قيود البلاغة اللفظية.
كما تمكن من أن يربط الأحداث الإجتماعية و التيارات العصرية مع الثقافات الأخرى حتى الأجنبية منها.
و إلى جانب كل ذلك كان الجاحظ واحدا من أظرف كتاب عصره و إن لم يكن في تاريخ الأدب العربي كله.
لقد تمكن الجاحظ من جعل القراءة شيئا ممتعا حتى لمن لا يهواها.
حبه للقراءة منذ نعومة أظافره و شغفه بها:
كان شغفه بالقراءة و المعرفة واضحا منذ صباه و وصل به الحال إلى أنه كان يستأجر دكاكين بائعي الكتب و يبيت فيها للقراءة.
كما كان له طاقة كبيرة للإلمام بما كان يقرأ في الكتب مهما بلغت ضخامة الكمية المقروءة.
بدأ بدراسة علم النفس ثم الفقه و الفلسفة اليونانية و علوم الإغريق.
و بالرغم من أنه يعتبر عادة من مفكري المعتزلة فإن سعة فكره كثيرا أدت إلى مخالفتهم في العديد من المرات.
الأسلوب المنفرد عند الجاحظ :
حين شرع في التأليف هجر الأسلوب القديم إلى أسلوب قادر على التعبير عن مختلف الموضوعات الواقعية و العلمية.
حتى القضايا و الموضوعات المجردة تناولها بدقة عظيمة دون أن يتخلى عن صفاء الأسلوب و قوة اللغة.
كما تناول الكثير من الموضوعات التي لا تحصى كالبيان، الشعر، الحيوان، الأخلاق و الفقه.
و مما تناول أيضا في كتاباته؛ الحديث عن الشعوب، السلوك، الجنس، الحرف المختلفة و الصفات المميزة للأمم المختلفة.
تميز في أسلوبه بالقدرة على الربط بين البحث الرصين و روح الفكاهة، كما كان يدمج أيضا بين الجد و الهزل في بعض كتاباته، ومن اهم كتبه و أعماله ما يلي:
كتاب الحيوان:
أهم كتب الجاحظ هو كتاب ” الحيوان ” الذي يقع في سبعة مجلدات.
و لا يشغل فيه علم الحيوان إلا حيز ثانوي حيث خص معظم صفحات الكتاب بشيء واحد.
فبعد مقدمة طويلة تتحدث عن منافع الكتاب خصص المجلدين الأول و الثاني للكلب.
و أخذ يطنب في الحديث عنه مصورا صفات الكلب الحميدة و السيئة.
و دعم حديثه هذا بمقتطفات من الأحاديث، الأشعار، الأمثال و القصص و النوادر.
ثم تناول في المجلدات الباقية بإيجاز أكثر بقية الحيوانات و الحشرات المعروفة لدى العرب في ذلك الزمن.
و لجأ إلى الإستطرادات الطويلة في التاريخ، الأدب، العلوم و الفلسفة.
كل ذلك جعل الكتاب رغم عنوانه دائرة للمعارف و مرجع رائع في شتى المجالات.
كتاب البيان والتبيين
يعد كتاب البيان و التبيين من أبرز و أهم مؤلفات الجاحظ في مسيرته، كما أنه يعد من أهم كتب الأدب في تاريخ الأدب العربي، حيث يرى الجاحظ أن البيان يمثل المعنى و التبيين هو توضيح للمعنى.
و يدور مُحتوى هذا الكتاب عن الاديان و علوم العقائد وأيضا فلسفة اللغة، و قد تطرق في هذا الكتاب إلى الحديث عن الكثير من الأديان.
كما يعد محتوى هذا الكتاب شديد الاهمية في ما يتعلق بحياة الإنسان و ما تناوله عن الأديان و كذلك الأدب.
كتب أخرى:
الجاحظ له الكثير من الإبداعات الأخرى نذكر منها:
” البيان و التبيين “
” الرسائل “
” البخلاء “
و يعتبر الأسلوب الراقي المتميز عند الجاحظ مثلا أعلى يحتذي به كتاب اللغة العربية حتى يومنا هذا.
اترك تعليقاً