أسباب هجرة الرسول إلي المدينة.. الدروس المستفادة من هجرة الرسول

أسباب هجرة الرسول إلي المدينة: إن الإطلاع على تفاصيل السيرة النبوية الشريفة هو أمر يهم كل مسلم على وجه الأرض، كما إن معرفة تفاصيل حياة وبعثة الرسول الكريم -صلي الله عليه وسلم- يجعل الإنسان على دراية بقدر المعاناة التي مر بها سيد الخلق لكي تصل لنا رسالة الإسلام، ومن خلال مقال موقع إعرف سوف نقوم بالتعرف علي الهجرة النبوية، كما يوف نذكر إلى أين هاجر الرسول صلى الله عليه و سلم.

هجرة الرسول من مكة إلي المدينة

إن الهجرة النبوية الشريفة هي من أهم الأحداث التي حدثت في دعوة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وهي تعد الحد الفاصل بين عهدين مختلفين من عهود الرسالة الإسلامية، حيث استمرت الرسالة والدعوة في مكة المكرمة مدة طويلة لم يلقى خلالها أي استجابة من أهل قريش، وكان المؤمنون في مكة مستضعفين من قِبل المشركين، و يعانون من أشكال التكذيب والتعذيب، فجاء أمر الله تعالى بالهجرة النبوية، ونزل في ذلك قوله تعالى: “إلا تنصروه فقد نصره الله إِذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأَيده بِجنود لَم تَروها وجعَل كَلِمَة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم“.

الى أين هاجر الرسول

لقد هاجر الرسول صلي الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، حيث إن الهجرة النبوية كانت الحد الفاصل بين المرحلة المكية والمرحلة المدنية، و التي تم بعدها تأسيس الدولة الإسلامية في المدينة المنورة، وبدأ عهد الازدهار والانتصار للمسلمين. كما بدأ الدين الاسلامي بعد هذه المرحلة بالانتشار، دون الخوف من ظلم وبطش قريش و كفارها. ومما يجدر بالذكر أن الهجرة النبوية كانت رحلة من الرحلات العظيمة التي قام بها رسولنا الكريم والتي احاطها الله تعالى بمعجزاته العظيمة.

أسباب هجرة الرسول إلي المدينة

على الرغم من إستمرار النبي صلي الله عليه وسلم- بدعوة المشركين إلى الإيمان، إلا أنهم أصروا على الكفر و التكذيب والعصيان. بالإضافة إلى الإصرار على تعذيب المسلمين وكذلك التضييق عليهم. فجاء أمر الله تعالى ببدء هجرة المسلمين إلى المدينة المنورة. فلما رأت قريش هجرة المسلمين اتفقوا على الاجتماع وخروج رجل من كل قبيلة للقيام بقتل النبي. فأوحى الله تعالى عن طريق جبريل إلى النبي أن لا ينام في فراشه. ونام في تلك الليلة بدلا منه ابن عمه علي بن أبي طالب. ثم بعد ذلك خرج الرسول برفقة أبي بكر الصديق لتبدأ رحلة الهجرة النبوية.

دروس من الهجرة النبوية

تعتبر الهجرة النبوية من أعظم الهجرات في التاريخ، وهي رحلة مليئة بالدروس والعبر التي لا بد من الاستفادة منها، ومن هذه الدروس ما يلي:

• الهجرة النبوية حدثت بأمر من الله عن طريق الوحي الذي أرسله الله تعالى إلى نبيه.
• كذلك التخطيط المنظم ودراسة الوضع قبل القيام بأي عمل ضروري لنجاح العمل و أيضا الهجرة.
• اختار الرسول في هجرته رفيق وفي صادق وهو أبو بكر الصديق.
• أهمية رد الأمانات إلي أصحابها، فقد وصى النبي بتأدية الأمانات التي وضعت عنده من قبل الناس قبل الهجرة.
• حِفظ الله تعالى للنبي محمد في كل مراحل البعثة ومواساته في مراحل الهجرة.

للهجرة النبوية نتائج عديدة، منها:

• توحيد كلمة العرب: ساهمت الهجرة في توحيد كلمة العرب الذين كانوا منقسمين إلى قبائل كثيرة، حيث تحالف الأنصار مع المهاجرين من أجل نشر الدعوة الإسلامية.
• بناء مسجد قباء: كان مسجد قباء أول مسجد بني في الإسلام، وقد أسسه النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- بعد وصوله إلى المدينة المنورة، ولعب المسجد دورًا مهمًا في نشر الدعوة الإسلامية.
• العيش بمعزلٍ عن أذى قريش: فرت الهجرة بالنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه من أذى قريش، حيث كانوا يتعرضون للاضطهاد والتنكيل من قبلهم.
• تعزيز التكافل الاجتماعي: ساهمت الهجرة في تعزيز التكافل الاجتماعي بين المسلمين، حيث ساعد الأنصار المهاجرين على الإقامة والعيش في المدينة المنورة.
• إقرار نظام سياسي إسلامي: أسس النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في المدينة المنورة نظامًا سياسيًا إسلاميًا، حيث أقام الدولة الإسلامية الأولى في التاريخ.
• إقرار نظام اقتصادي إسلامي: أنشأ النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في المدينة المنورة نظامًا اقتصاديًا إسلاميًا، حيث أقام نظام الزكاة والصدقات.
• بناء قوة عسكرية إسلامية: أنشأ النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في المدينة المنورة قوة عسكرية إسلامية، حيث نظم الجيوش الإسلامية لمواجهة أعدائه.
• توسيع دائرة الدعوة الإسلامية: ساعدت الهجرة في توسيع دائرة الدعوة الإسلامية، حيث هاجر المسلمون إلى المدينة المنورة من مختلف أنحاء الجزيرة العربية، وبدأوا في الدعوة إلى الإسلام.

وهكذا، كانت الهجرة النبوية حدثًا هامًا في تاريخ الإسلام، حيث مهدت الطريق لقيام الدولة الإسلامية الأولى وانتشار الدعوة الإسلامية في العالم.

 

إلى هنا عزيزي القارئ نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي سلطنا فيه الضوء على أحد أهم المراحل الحاسمة في تاريخ الدعوة الإسلامية، وهي الهجرة النبوية من مكة إلي المدينة، كما بينا أن الهجرة النبوية كانت إلى المدية المنورة، بالإضافة إلى ذكر أسباب الهجرة النبوية، وأهم العبر والدروس المستفادة منها.