وحارب قبيلة بنو قينقاع بعد معركة بدر، لأنهم أظهروا الحسد والبغض ثم نقضوا عهد بنو النضير بعد ذلك بنحو ستة أشهر. ثم نقضت قبيلة بنو قريظة للعهد عندما خرجوا الى غزوة الخندق، وكانوا أشد من اليهود عداوة للإسلام و لنبي الله محمد صلى الله عليه وسلم.
قصة يهود بني النضير: معلومات عن بنو النضير
فيما بعد ساءت العلاقات بين بنو النضير و بين المسلمين، وذلك عقب غزوة أحد حيث كان رسول الله قد أوفد أربعين رجلا من الأنصار بهدف نشر الإسلام فى هضبة نجد. إلا أنهم قتلوهم جميعا عدا واحدا قام بقتل رجلين من بنى عامر وذلك انتقاما لزملائه. فغضب نبي الله محمد وذهب للتفاوض مع بنى النضير فى دفع الجزية. و أثناء هذة المفاوضات قام رجلان من بنى النضير بإلقاء حجر ضخم من أعلى ليقع فوق رأس رسولنا الكريم. فأخبر الله رسوله محمد بمغادرة المكان فورا واتباع أصحابه وبذلك نجا نبينا محمد (ص).
ثم بعث نبينا محمد إلى محمد بن مسلمة من أجل إجلاء اليهود عن المدينة و بدءوا بتجهيز أمتعتهم. لكن أحد المنافقين وهو عبد الله بن أبى قام بمنعهم من الرحيل. فقاتلهم الرسول عشرين ليلة و أحرق نخيلهم. حتى أثنى عزيمتهم عن القتال و اجبرهم في النهاية على الرحيل من المدينة.
معلومات عن بنو قريظة
عندما حدثت معركة الخندق. عزم نبينا محمد على طرد بنى قريظة بسبب نقضهم العهد. فقام بمحاصرتهم ما يقرب من خمسة و عشرين يوما. ثم طلب من سعد بن معاذ أن يحكم بينه وبينهم. فأمر سعد بن معاذ بقتل رجالهم الذي بلغ عددهم حوال سبعمائة. إلا أنه سبى نسائهم وأطفالهم و قسمت ممتلكاتهم على المسلمين.
معلومات عن يهود بنو قينقاع
يهود بنو قينقاع هم إحدى القبائل الثلاث اليهودية التي كانت تسكن المدينة المنورة في القرن السابع الميلادي. كانوا يهودًا عربًا أقاموا في حصن كبير داخل يثرب من قبل البعثة. وكانوا يعملون في الصياغة والحدادة وكانوا حلفاء الخزرج ولهم سوق كبير في حصنهم.
بعد هجرة النبي محمد إلى المدينة، عقد اتفاقًا مع يهود المدينة المنورة، بما في ذلك بنو قينقاع، ينص على أن يعيشوا في سلام مع المسلمين، وأن يدافعوا عن المدينة ضد أي عدو.
ومع ذلك، نقض بنو قينقاع هذا الاتفاق بعد غزوة بدر، عندما خططوا لقتل النبي محمد. فقام النبي محمد بحصارهم في حصنهم لمدة 15 يومًا، حتى استسلموا ووافقوا على الحكم الذي أصدره النبي محمد، وهو إخراجهم من المدينة.
غادر بنو قينقاع المدينة في عام 624 م، وتوجهوا إلى أذرعات في بلاد الشام.
قصة يهود بني النضير ونقضهم للعهد
عندما هاجر الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة. كان بالمدينة ثلاث قبائل من اليهود وهم: بنو قينقاع، و بنو النضير، و بنو قريظة، فقام بدعوتهم إلى الإسلام. لكنهم رفضوا، فكتب بينه وبينهم كتابا (عهدا للإلتزام به)، حتى انهم نقضوا العهد و حاربوه، قال ابن القيم رحمه الله:
” وحاربه الثلاثة، فَمَن عَلى بني قيْنقَاعَ، و أَجلَى بنِي النضِيرِ، و قَتَلَ بنِي قُرَيظَةَ، وَ سبَى ذريتَهُمْ، وَ نَزلَت (سورة الحشر) في بني النضِير، و (سورة) فِي بني قريظةَ.
وعندما أتى نعيم بن مسعود إلى رسول الله صلي الله عليه وَ سلم فقال: يا رسول الله، إني قد أَسْلَمت و إن قومي لم يعلموا بِإِسلامي، فمرنِي بِما شئت. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما أنت فينا رجل واحد فخذل عنا إن استطعت، فإن الحرب خدعة).
فخذل الله بينهم، وبعث الله للريح في ليلة شديدة البرد و شاتية. مما جعلهم يفكأوا قدورهم و يطرحوا أبنيتهم.
ونزل قول الله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأَرسلنا عليهم ريحا و جنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا) إلى قوله تعالي:
( ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا * و أنزل الذين ظَاهَروهم من أَهل الْكتَابِ من صياصيهِم وقذف في قلوبهم الرعب فرِيقا تقْتلون وَ تَأسِرُون فريقا * وأَورَثَكُمْ أرضهم و ديارهم و أَموَالَهم وَأَرضا لَمْ تَطَئوهَا وَكان الله على كل شئ قديرا ) سورة الأحزاب / 9 – 27.
و روى البخاري ومسلم: عن أبي هريرة رضي الله عَنْه: أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: (لا إِله إِلا الله وحده، أعز جُندَه، ونصر عبده، وغلب الأحزاب وحده، فلا شئ بعده).
وعندما عاد الرسول الكريم مِن الخندق، ووضع السلاح و اغتسل. اتاه سيدنا جبريل عليه السلام كما رواه البخاري. فقال: ” قد وضعت السلاح؟ والله مَا وضعناهُ ، فَاخرج إِلَيهِمْ قالَ: فإلى أَين؟ قَال: ها هنا، وَ أَشار إِلى بني قرَيظَةَ، فَخرَجَ النبي صلى الله عليه وَ سَلم إليهم و حاصرهم بكتائب المسلمين لبضع عشرة ليلة. وقذف الله في قلوبهم الرعب وَاشتَدّ عليهم الحصار، حتى نزلوا على حكم سعد بن معاذ. وكانوا حلفاءه، فَحكَم فيهم بحكم الله. أَن تقتل مقاتِلتهم، وَ تسْبى ذرارِيهم وَ نسَاؤهم.
وإلى هنا نصل بكم لختام مقالنا الذي تعرفنا من خلاله على قصة يهود بني النضير، ويهود بنو قينقاع، وقصة يهود بني قريظة. وقد تعرفنا على بعض المعلومات عن كل منهم باختصار.