قصيدة عِبَر من فيروس كورونا



جاءَ الوَباءُ وعَمَّ البَلاء *** وكانَ نعيماً، وشرَّ الجَزاء
أَخافَ الأهالي وعَمَّ الرُّكود *** وزاد الصِّياح وزادَ البُكاء
لموتٍ كثيرٍ عظيمِ الخَراب *** ويحيى أُناسٌ يُقيموا العَزاء
فدامَ الدّمارُ وزادَ البوار *** وأَظلمتِ الأرضُ بعدَ الضِّياء
كُورونا يُسجِّلُ رَقْماً جديداً *** فِراداً وعَشراً وحتَّى المِياء
أَصابَ صَناديدَ كُفرِ البلاد *** رجالاً لَفِيفاً وحتَّى النساء
تَقهْقر قومٌ وقد وهَنوا *** فَقَدْ دَفعَ اللَّه كيدَ العِداء
فقامَ الضَّميرُ بقلبِ العِباد *** وعادوا الى اللّه ربِّ القضاء
وظَنُّوا العُلومَ سبيلَ النجاة *** بدونِ حمايةِ ربِّ السَّماء

وأَعطوا القِيادةْ لأَعدائِنا *** وللْقومِ منَّا فهُمْ أبذِياء
كُورونا تُهاجِمُ كُفْرَ البِلاد *** ونَنْجوا بدينٍ لهُ أوفِياء
يُضِلُّوا البَليدَ بإعْلامِهِم *** وقد أظهرَ اللّه هذا الهُراء
رأينا المَجاعةَ قد حدَّثت *** ونَهباً وجُرماً وحتى الإذاء
وسابوا الكبارَ لآجالِهِم *** وكلٌّ يقول أريد البقاء
فأيْن المُطبِّبُ أُستاذَنا *** وأين النظامُ وأين الولاء
وأين الوِقايةُ أينَ العِلاج *** وأينَ غِناهُمْ وأينَ الثَّراء
وهل من مقابرَ تؤويهمُ *** فلا يبق ميْتٌ بذاك العَراء
فلا يُمْكِنُ الردُّ عن هذه *** وكلَّ دفاعٍ جِدالٌ مِراء
يَقودُ رُباهُ بَنو جِلدِنا *** دِفاعاً وَضيعاً لِكلِّ هجاء
فَلِبْرَالَ قدْ كشفوا الأقْنِعة *** عبيد الأعاجمْ، رؤوس الغباء
ذُيولُ الفُسوقِ رُؤوسُ النِّفاق *** ولا يُسْكِتَنْهُمْ سوى الأنقياء
بلاءٌ أذاعَ بخُبثِ الخَبيث *** فيكشفُ سِترَ حقيرِ الدُّناء
وقد كَتَبَ اللّه أقدارَه *** لخيرٍ نعيمٍ وفيرِ العطاء
فلانَتْ قُلوبُ دُعاةِ الفَلاح *** وزادَ الحَنينُ لِكلِّ نِداء
تَذوبُ النُّفوسُ بحِرْمانهِم *** وودوا الذَّهاب ولو هم حِفاء
فزادَ الصِّلاتُ وزادَ الوِصال*** وقلَّ الخُروجُ وعمَّ الكِفاء
وأُغلِقَ بابُ فَسادِ العُصاة *** بحفلٍ ورقصٍ وحتّى الغِناء
وعمَّ الأمانُ وعمَّ الصَّلاح *** وقلَّت فَجيعةُُ سَفْكِ الدِّماء

اقرأ أيضا  تصريح دخول الروضة الشريفة للنساء، هل هناك تصريح لدخول الروضة الشريفة للنساء؟



وقدْ عَرَفَ النَّاسُ قَدْرَ النِّعم *** وبانَ النِّظامُ وقلَّ الهَباء
ولانَتْ قلوبٌ فَقد أيْقَنَت *** بأنَّ النَّجاةَ بربِّ السماء
فنَدْعوا جميعاً بفقرٍ له *** وللّه حقٌّ بصدقِ الدُّعاء
عظيمٌ إلهي سميعٌ لنا *** بسرٍّ وجهرٍ إليه الرجاء
فيا ربُ ستراً عظيماً بنا *** ولُطفاً كريماً يُزيلُ الوَباء
فربِّي كريمٌ لطيفٌ رحيم *** قديرٌ حكيمٌ وفيرُ الرِّضاء
صلاةٌ سلامٌ لخيرِ الورى *** نبيٌّ مُقَفٍّ، إليه الوَلاء


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *