خواكين فينيكس … من هو بطل فيلم الچوكر ؟ و ما وجه الشبه بين خواكين فينيكس الحقيقي و الچوكر؟
خواكين فينيكس / الچوكر …
قيل عنه أنه أفضل ممثل في عصره.
هو أفضل من جسد شخصية الچوكر.
لكن كيف استطاع ان يصل إلى تلك المرتبة و التي تجعله من ألمع نجوم هوليود في الوقت الحالي؟
من هو خواكين فينيكس و كيف كانت طفولته؟
ولد خواكين فينيكس عام ١٩٧٤ في بورتوريكو و عاش هناك لمدة أربعة سنوات فقط قبل أن ينتقل للعيش مع أسرته إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
و هو الأخ الأوسط بين الإخوة الخمسة، ريڤر و سمر و رين و ليبرتي.
و قضى خواكين طفولته مع أسرته في حالة تنقل دائمة، فقد كانوا في حاجة إلى المال مثلهم مثل الأسر الفقيرة.
خاصة مع إنخراط الأبوين في نوع غريب من الطوائف الدينية تلقب ب ” أطفال الرب”.
مما جعل خواكين يعيش طفولة غير مستقرة إلى حد كبير.
حتى أنه قام أخوه ريفر و أخته رين بالغناء في الشوارع و الميادين للحصول على المال.
أقامت تلك الأسرة المكونة من ٧ أفراد، أب و أم و خمسة في غرفة واحدة ضيقة.
و بينما كان صاحب المبنى الذي سكنوا فيه يمنع سكن الاطفال في منزله كان خواكين و أخوته دائمي الاختفاء منه.
بل و هناك من يقول أنهم كانوا يبيتون ليلتهم في السيارة.
ريڤر فينيكس … كيف أثر الشقيق الأكبر ل ” خواكين فينيكس ” عليه؟
في فترة ما كانت تعيش أسرة خواكين في فلوريدا.
وقتها تقدم الأخ الأكبر ريڤر إلى أحد برامج إكتشاف المواهب بصفته مغنيا و ممثلا.
و كان هذا نقطة انطلاق جديدة كفيلة بأن تتغير حياة الأسرة بأكملها.
كانت بداية ريڤر الحقيقة عندما بدأ يظهر في الإعلانات.
بعدها بدأ يحصل على بعض الأدوار الصغيرة.
و صارت الأمور في طريق أكثر من جيد و أصبح نجما من نجوم هوليود.
كما كان ريڤر أيضا مغنيا، لكنه لم يصدر أبدا ألبوما غنائيا كاملا، كانت مجرد أغاني فردية.
و بكل تأكيد أصبح ريڤر بالنسبة لأخيه خواكين مثلا جيدا يتمنى أن يكون مثله.
و أحب خواكين التمثيل، لكن بعد فترة حدث ما لك يكن متوقعا أبدا.
فقد تناول ريڤر جرعة كبيرة من المخدرات و هو بصحبة خواكين، أدى ذلك إلى فقدانه الوعي.
و من ثم تم نقل ريڤر إلى المستشفى، لكن كان ذلك دون جدوى، فقد تم الإعلان عن وفاته رسميا في صباح اليوم التالي.
أثر ذلك بشدة على خواكين الذي كاد أن يفقد عقله برحيل أخيه.
و أصابه إكتئاب شديد، فلم يكن ريڤر أخ فقط بل كلن ملهمه الأول و أكثر من آمن به و دفعه للتمثيل.
و توقف خواكين تماما عن التمثيل لمدة عامين لم يقدم خلالهما أي أعمال فنية.
احتاج خواكين وقتا طويلا ليفيق من تلك الصدمة، الى ان عاد ثانية.
الإرادة و العودة :
و لكن عودته كانت غريبة بعض الشيء فلطالما كانت أدواره يحيطها شيء من الغموض و الجنون.
و كان من أبرز أدواره، دوره في فيلم جلادياتور و قام فيه بدور كومودوس، و تم ترشيحه لجائزة الاوسكار كأفضل ممثل مساعد.
بحلول عام ٢٠٠٩ كانت هناك شائعة قوية باعتزال خواكين التمثيل.
الأمر الذي اتضح انه في النهاية لم يكن سوى دعاية قوية لفيلمه الجديد وقتها ” لازلت هنا”.
و توالت الأدوار المميزة منها : السيد، انت لم تكن حقا هنا.
و عن فيلمه ” السير على الخط” حصل على جائزة الجولدن جلوب و ترشح للأوسكار عن نفس الدور.
و ترشح للأوسكار مرة أخرى عن دوره في فيلم ” السيد”.
الچوكر و النجومية :
و مؤخرا عاد خواكين بواحدة من أكبر المغامرات التي من الممكن أن يقامر بها ممثل.
و ذلك من خلال تمثيله لدور الچوكر و الذي قام به من قبل” هيث ليدجر” الرجل الذي أتقن دوره سابقا و تعلق الناس كثيرا به و ارتبط اسمه في أذهانهم من خلاله.
و لكن بناء على ردود الأفعال ما بعد عرض الچوكر بنسخة خواكين فينيكس، فمن الواضح تماما نجاحه المبهر فيه.
و أن الأوسكار تلك المرة ستأتي بلا شك، و لن تكن مجرد ترشيح مثلما حدث سابقا.
وجه الشبه بين خواكين فينيكس و الچوكر :
و بالحديث عن فيلم الچوكر، أغلبنا يعرف تلك القصة.
و التي تروي قصة ذلك الفنان الفاشل و الذي تحول بعد ذلك إلى قاتل متسلسل.
خاصة بعد الكثير من الصدمات التي يتعرض لها في حياته.
و اللافت للنظر أن خوان فينيكس هو الآخر لاقى العديد من الصدمات في حياته.
و هنا يكون وجه الشبه، كلاهما خوان و الچوكر عاشا ظروفا متشابهه.
و لعل ذلك يكون سببا وراء نجاح خواكين فينيكس في تجسيد شخصية الچوكر.
لكن؛ لماذا أصبح الچوكر هكذا،هل فقد الرجل السيطرة على عقله ؟
دعونا نتفق أولا أنه لا مبرر أبدا للقتل، خاصة إذا كان القاتل بالغ راشد عاقل متعمدا.
و في سياق الفيلم يعاني خواكين فينيكس أو الچوكر من إضطراب نفسي معين و يظهر هذا الإضطراب بصورة هوس الضحك.
إذن لعلنا نسقط من هوية القاتل صفة العقل، فالرجل عانى من جنون ما.
و لكن لماذا وصل به الحال لذلك؟
هل فقد الرجل السيطرة على عقله؟
لا أظن ذلك، بل هم من أفقدوه السيطرة!
نعم، هم دفعوه إلى الجحيم، اقتادوه للهلاك، على غرار ” جعلوني مجرما”.
كل من حوله كانوا شركاء في ذلك بما فيهم أمه.
ظل الرجل متماسكا لفترة طويلة بالرغم من الضغوطات المستمرة التي كان يتعرض إليها.
تنمر، إضطهاد، إذلال، ضرب، تحقير، حتى الأب لم يعترف به و الأم عرضته للعنف الجسدي و هو صغير.
تعرض البطل لشتى أنواع الإيذاء النفسي و الجسدي و إن كانت الأولى أدهى و أمر.
عذاب النفس و إذلالها لا يمكن أن ينسى أبدا و لم و لن تمحيه السنين.
حتى دواءه و الذي كان خط الدفاع الأخير للتماسك، لم يعد متوفرًا لديه.
كانت النتيجة النهائية هي الإنهيااااااار.
بهدوء و ثبات و ضحكة مميزة كان يتخلص من أعدائه، القتل بدم بارد و من دون أدنى شعور بالندم.
النفس البشرية جبارة بكل تأكيد.
حتى أقرب المقربين له ” أمه” لم يتردد لحظة في الانتقام منها بمجرد معرفته الحقيقة.
بالطبع كانت ردود أفعاله عنيفة، فليس أشد في الدنيا من قتل الروح.
لكن هم قتلوا فيه الإنسانية فاستحل دماءهم.
بيت القصيد ” الظلم ظلمات”.