أصحاب الأيكة .. أهل مدين.. قوم شعيب.. من هم ؟ و كيف كان عذابهم ؟ و لماذا تكلم عنهم القرآن الكريم؟

أصحاب الأيكة هم قوم سيدنا شعيب على الأرجح و هم من عرفوا أيضا بأهل مدين. و هم من سكنوا شمال غرب الجزيرة العربية قديما فيما يعرف حاليا بتبوك و ما جاورها. كما عرف عنهم غشهم للموازين. و أما عن مناداتهم ب أصحاب الأيكة، فذلك لأنهم عبدوا شجر الأيك و هو شجر ضخم تلتف فروعه. كذلك نصحهم نبي الله شعيب كثيرا بتركهم لكلا الأمرين سواء كان نقص الموازين او عبادة الأيك لكن دون فائدة. فحق عليهم العذاب من الله عز و جل بالصيحة. و ذكروا في أكثر من موضع في القرآن الكريم و كذلك أيضا في التوراة. و شعيب عليه السلام هو أحد الأنبياء الأربعة من العرب بجانب : هود و صالح و محمد افضل الخلق عليهم جميعا الصلاة و السلام.

أصحاب الأيكة 

كانوا يسكنون بيوتا منحوتة في الصخر و الجبال. و لا تزال آثارهم شاهدة عليهم إلى الآن في مدينة البدع. كما أنها هي إحدى المدن التابعة لمنطقة تبوك حاليا. و قد لجأ إليهم سيدنا موسى عليه السلام حينما فر هاربا من بطش فرعون. بل و تزوج منهم و صاهرهم و على الأرجح هي احدي ابنتي نبيهم شعيب عليه السلام. و في هذا يقول القرآن الكريم في سورة القصص : ” وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَىٰ رَبِّي أَن يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ (22)

وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ ۖ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا ۖ قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ الرِّعَاءُ ۖ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ(23)

فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰ إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24)

فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ۚ فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ ۖ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (25)

قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ۖ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ (26)

قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَىٰ أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ ۖ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ ۖ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ ۚ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ(27)

قَالَ ذَٰلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ ۖ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ ۖ وَاللَّهُ عَلَىٰ مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (28)

و ذكر أيضا انهم كانوا بالقرب من ثمود قوم صالح عليه السلام.

اقرأ أيضا  عبدالله بن سبأ ….. من هو ؟

اما عن ذكر أصحاب الأيكة عند اليهود :

هم يقولون بأن مدين هو أحد ابناء أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام. كذلك عندهم انهم سكنوا صحراء النقب. و تحالفوا مع العماليق من بني كنعان و الآموريين لشن هجمات متعددة على بني إسرائيل. يتفقوا مع القرآن الكريم بمصاهرة موسى عليه السلام لقوم مدين. كما أنهم يعتقدون بأن أهل مدين أو أصحاب الأيكة هم من اشتروا سيدنا يوسف عليه السلام.

ذكر أصحاب الأيكة في القرآن الكريم أيضا :

سورة هود :

إِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ وَلَا تَنقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ ۚ إِنِّي أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ (84)

 وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ(85)

بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ۚ وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ (86)

قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ ۖ إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ (87)

قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا ۚ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ۚ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88)

وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ ۚ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ (89) 

وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ(90)

قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا ۖ وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ (91)

قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا ۖ إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ(92)

وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ ۖ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ ۖ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ (93)

وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (94)

كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا ۗ أَلَا بُعْدًا لِّمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ (95)

فما هي قصة أصحاب الأيكة ؟

تقدم إليهم شعيب بالنصيحة بأن يعبدوا الله وحده عز و جل. و أن يتركوا أيضا نقص الميزان الذي اعتادوا عليه. كَان ردهم عليه أن سخروا منه و من كلامه و استنكروا ما يقول. و استمر على معاملتهم بالحسنى و تقديم النصيحة لهم. كما طلب منهم ان يستغفروا ربهم و يعودوا إلى صوابهم. فشعيبا عرف بأنه خطيب الأنبياء لما كان له من لسان مفوه ينطق بخير الكلام. لكنهم واصلوا تقليلهم مما يقول و التقليل من شأنه بل و هددوه بأنه لولا قومه لرجموه. فأنذرهم شعيب بالعذاب الذي سيلاقوه بأمر الله و لم يسمعوا لما يقول. فما كان إلا أن عذبوا بالصيحة و أصبحوا في ديارهم جاثمين.

اقرأ أيضا  قصة قابيل و هابيل أبناء آدم عليه السلام.. تعلم أهم مداخل الشيطان و كيف تحمي نفسك.

عن أصحاب الأيكة في القرآن الكريم أيضا :

سورة ص :

” وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ ۚ أُولَٰئِكَ الْأَحْزَابُ (13)

إِن كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ (14)

وَمَا يَنظُرُ هَٰؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ (15)”

و في سورة الحجر :

” وَإِن كَانَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ (78) 

فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُّبِينٍ (79) ”

كذلك سورة ق :

” وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ ۚ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ (14)”

كما ورد ذكرهم أيضا في سورة الشعراء :

” كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ (176) 

إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ (177) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (178)

فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (179)

وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ (180)

۞ أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ (181) وَ زِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ (182)

وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ(183)

وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ (184) قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (185)

وَمَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَإِن نَّظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (186)

فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِّنَ السَّمَاءِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (187)

قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ (188) فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ ۚ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (189)”

أما في سورة الأعراف :

” وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ قَدْ جَاءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (85)

 وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا ۚ وَاذْكُرُوا إِذْ كُنتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ ۖ وَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (86)

وَإِن كَانَ طَائِفَةٌ مِّنكُمْ آمَنُوا بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَائِفَةٌ لَّمْ يُؤْمِنُوا فَاصْبِرُوا حَتَّىٰ يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا ۚ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (87)

قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ۚ قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ (88) 

اقرأ أيضا  أصحاب الحجر .. قوم صالح عليه السلام.. قوم ثمود.. من هم؟ كيف عذبهم الله؟

قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُم بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا ۚ وَمَا يَكُونُ لَنَا أَن نَّعُودَ فِيهَا إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا ۚ وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا ۚ عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا ۚ رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ(89)

وَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا إِنَّكُمْ إِذًا لَّخَاسِرُونَ (90)

فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (91)

الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا ۚ الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَانُوا هُمُ الْخَاسِرِينَ (92) ”

نهاية أصحاب الأيكة

دعا نبيّ الله شعيب أصحاب الأيكة إلى الإيمان بالله، وترك الغشّ والنصب الذي يمارسونه، ولكنّهم لم ينصتوا إليه ولن يتبعوه، فحذّرهم من عذاب أليم، وهلاك من الله، كما لاقى قوم ثمود، ولوط، وصالح من قبلهم، وقد لقب شعيّب بخطيب الأنبياء، فقد وهبه الله أسلوباً بليغاً في الحوار والمخاطبة، كما عرف بلين قوله، ومع ذلك لم يستجيبوا بل وصفوه بالضعيف، حيث كان عليه السلام ضريراً، فأخذهم الله بالصيحة، وما جاء في كتب قصص الأنبياء الذي يشرح آيات القرآن الكريم التي تقص ما حدث مع الأنبياء أنّ الله ابتلى قوم شعيب بالحر الشديد فلم يكن يروي عطشهم ماءً ولا ظلاً ولا طعاماً، فخرجوا من ديارهم ورأوا سحابة ظنّوها ستقيهم من الحر، ولما اجتمعو تحتها، بدأت تثير عليهم الشرار، ثم جاءت الصيحة، نتيجة إشراكهم بالله وعبادتهم الأيكة، وتطفيفهم المكيال، ونجّى الله شعيباً ومن آمن معه، ومن أهمّ العبر المستفادة من قصّة أصحاب الأيكة هي أنّ المال الخبيث وإن كثر وأعجب صاحبه، فلن يكون له خير، بل وبالاً وعذاباً في الدنيا والآخرة.

إذن كيف كان عذاب أصحَاب الأَيكة ؟

يتبين لنا مما سبق ذكره في القرآن الكريم أن عذابهم ذكر في القرآن في أكثر من موقع و بأكثر من هيئة. فتارة وصف في سورة الشعراء بعذاب يوم الظلة. حيث بعث الله لهم حرا شديدا لا ظلا له، ثم ارسل لهم سحابا فظنوا انه ظلة لهم. فذهبوا سيتظلوا بها فأرسل الله عليهم نارا تعذبهم. و تارة أخرى ذكروا بعذاب الرجفة في سورة الأعراف و هي تعنى الهزة الأرضية الشديدة. و مرة أخرى كان عذابهم الصيحة كما ذكر في سورة هود.

فى نهاية مقالنا نكون قد تعرفنا على أصحاب الأيكة .. أهل مدين.. قوم شعيب.. من هم ؟ و كيف كان عذابهم ؟ و لماذا تكلم عنهم القرآن الكريم؟


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *